كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حفل الإفطار السنوي الذي أقامته جمعية التكافل الاجتماعي في مجمع شاهد 29-10-2003
خلال حفل الإفطار السنوي الذي أقامته جمعية التكافل الاجتماعي الليلة في مجمع شاهد نفى سماحة الأمين العام لحزب الله ان يكون الوسيط الألماني قد سلم حزب الله لوائح اسمية لافتا الى انه كان من المفترض ان تصل هذه اللوائح منذ خمس وعشرين يوما .
قال ان المقاومة التي كانت في لبنان وما زالت هدفها في الأصل هو الإنسان الذي يعيش في هذا البلد وينتمي الى هذه الأمة وهو بحاجة الى أرضها حتى لا يطرد منها ،وايضا بحاجة الى خيرات بلدها حتى يتنعم بها وتكون له فرصة حياة .
الإنسان هو الهدف في المقاومة ،فتاتي ثلة من الناس ليقدموا أرواحهم وانفسهم وشبابهم دفاعا عن شعبهم وامتهم وكرامة هؤلاء جميعا في هذا الإطار والمعنى والهدف ،وعندما تكون المقاومة هذا هدفها وخلفيتها ،سوف يؤثر ذلك بشكل قوي على أداءها وسلوكها ونمط عملياتها ،وهي التي تريد ان تدافع عن شعبها وتحفظ له كرامته ،فيجب ان تراعي بالتأكيد هذا المعنى وهذا الهدف في كل أداءها وسلوكها وعملها .وهذا ما التزمت به المقاومة الإسلامية في لبنان خلال السنوات الماضية وما زالت تلتزم به .
وقال ان المقاومة في لبنان تستمر دون ان تتأثر بكل هذه الأجواء والتهديد والتهويل وانقلاب المفاهيم وتبدل الموازين التي حصلت في العالم وخصوصا بعد 11 أيلول حيث بتنا نواجه وضعا جديدا لا مكان فيه لكلمة مقاومة ،لان الإرادة الأمريكية شاءت شطب هذا المصطلح من القاموس .
وقال في كل يوم يقوم سلاح الجو الإسرائيلي باعتداء على لبنان عبر خرق السيادة اللبنانية وتصل الطائرات الإسرائيلية في عدوانها الى كامل الأجواء اللبنانية ،ثم يقف شاؤول موفاز ليقول بان حزب الله يحضر لهجوم كبير على إسرائيل ،ودائما يقدمون أنفسهم في موقع الدفاع عن النفس ،طائراتهم كل يوم تخرق الأجواء اللبنانية تحت عنوان الدفاع عن النفس ،والجدار الفاصل هو للدفاع عن النفس في داخل فلسطين المحتلة ،واحتلال أراضى الآخرين هو أيضا للدفاع عن النفس ،وفي المنطق الأمريكي هناك من يحق لهم الدفاع عن النفس الصهاينة والأمريكيين ،اما بقية البشر فلا يحق لهم ان يدافعوا عن أنفسهم وهذه هي الحقيقة الأمريكية والصهيونية وهذا هو المنطق العنصري .
وقال ان الشعب الفلسطيني مصمم على مواصلة مقاومته وانتفاضته ،لانه لا يوجد أمامه أي خيار أتخر ،وسوريا في هذه الأيام كانت واضحة جدا ليس فقط في المبدأ بل في التفاصيل عندما حددت أسلوب الرد ،والذي يريده الأمريكيين والإسرائيليين هو ان يتسلل الخوف الى قلوبنا ،لكن عندما يفهم العدو من خلال الموقف السياسي والميداني ،وهنا قيمة عمليات المقاومة الإسلامية في مزارع شبعا المحتلة التي حصلت يوم أمس ،وفيها الرد الحقيقي بأننا لسنا خائفين ومتخاذلين ومتخلفين عن واجبنا ومسؤولياتنا ولا يتصور العدو ومن خلفه انه من خلال الضغط هنا والقصف هناك يمكنه ان يوقف المقاومة .
وفي موضوع تبادل الأسرى قال السيد نصرالله لقد قررنا ان نعمل من اجل إنجازها ،وهدفنا الحقيقي ليس الحصول على مكانة اجتماعية او مكانة معنوية او شعبية او سياسية ،وعندما كنا نقاتل لتحرير الأرض لم نكن نبحث عن مكانة من أي نوع كان ،هدفنا هو ان يعود هؤلاء الأعزاء الى أهلهم أسرهم وأحبائهم هذا هو الهدف ،لذلك منذ البداية لم نضع أي شروط ومطالب أخرى ذات طابع سياسي ومالي وإعلامي ،ولم نشترط الحصول على اية مكاسب من نوع أخر .
وقال ما قبل 25 يوم كانت عملية التفاوض تمر في مرحلة بطيئة جدا وكنا قد انتهينا من كل شيء الا من نقطة واحدة ،وشارون التزم بما اتفق عليه وكان هناك نقطة واحدة نعمل على إنجازها ،وكنا قد اتفقنا على ان يشمل التبادل كل اللبنانيين والسوريين والأردنيين وكل أسير عربي ،وانحن لم نستعمل مصطلح مصري او مغربي لانه ليس لدينا معلومات دقيقة في هذا الموضوع وفي اللحظة الأخيرة بدأنا نسمع عن وجود أسرى ومعتقلين مصريين ،وان العدو الإسرائيلي لن يشملهم في عملية التبادل ولذلك على سبيل الحيطة كنا نقول كل اللبنانيين والسوريين والأردنيين وكل العرب ،اما الفلسطينيين فقد اتفقنا على المعايير العامة وعلى العدد واجساد الشهداء ومعلومات عن 300 مفقود لبنانيين وفلسطينيين في حرب 1982 وخرائط الألغام ،وبقي فقط لوائح الأسماء ولو أنجزت هذه النقطة لم يبقى شيء ،وكان من المفترض ان تصل إلينا اللوائح قبل 25 يوم من اجل إنهاء عملية التفاوض لكن لم تأتى هذه اللوائح وعليه أقول كل ما قيل خلال الأسابيع القليلة الماضية ان الوسطاء الألمان قاموا بتسليم حزب الله لوائح اسمية للمعتقلين الفلسطينيين وغيرهم هو غير صحيح ،حتى هذه اللحظة لم نتسلم اية لوائح اسمية.
ووجه كلمته لذوي الأسرى قائلا لا تسمحوا للإسرائيليين ان يلعبوا بأعصابكم من خلال حرب الأكاذيب والشائعات ولا تصدقوا شيئا عما يقال لان الكثير مما يقال هو جزء من الحرب النفسية التي تشنها حكومة العدو علينا وعليكم .
واوضح سماحته :عندما يكون هناك أمرا جديدا لن نخفيه عنكم وعندما نعدكم بشيء يجب ان على يقين منه اما عندما لا نصل الى مستوى اليقين فلماذا نعدكم .وبالنسبة لاطلاق المعتقلين الأردنيين لن نكون حجرة عثرة أمام إطلاق أي معتقل مهما كانت جنسيته .
واضاف نصرالله :كل النقاش الذي جرى حتى الان في الوسط الإسرائيلي ،سببه انهم مترددون في إنجاز عملية التبادل وهذه هي كل القصة ،ولذلك هناك جدل داخل حكومة العدو وفي الشارع وفي الصحافة الإسرائيلية ،وجزء من هذا الجدل له خلفيات انتخابية داخل حزب الليكود والنقاش يتمحور حول الثمن والمكانة .اما نحن فلا يعنينا هذا الجدل بشيء لانه في لبنان لا يوجد خلاف حول هذا الأمر وهناك إجماع لبناني حول هذا الموضوع وحزب الله يشعر بأنه يلقى دعما كبيرا سواء على المستوى الشعبي والرسمي والعربي والإسلامي ،بالمقابل شارون يواجه مأزق في هذا الموضوع وهذه مشكلته وعليه إيجاد الحل .
وقال نحن لا نستطيع تحمل المزيد من المماطلة وتضييع الوقت وقال :منذ شهر الى ألان هناك خط للاتصال مفتوح بين حزب الله والألمان الذين قالوا انهم سيحضرون الى بيروت هذا الأسبوع وقالوا لنا عليكم بان تصبروا لان سليفان شالوم وزير خارجية إسرائيل سيحضر الى ألمانيا وعليكم بالصبر لنعرف ماذا سيقول وسيحضر من بعده المفاوض الإسرائيلي المكلف في ملف التفاوض واضاف ألان ما يجري من مفاوضات أي( منذ 25 يوم) هو بين الإسرائيليين والألمان ونحن ننتظر عودة الوسيط الألماني ونتفهم تأخر حضوره الى بيروت.
وقال سماحته انه في أخر جلسة قلنا لهم ان هناك حدود لا يمكن ان نتنازل عنها وان أي تنازل عن هذه الحدود ولو (ملم) يعني فشل عملية التفاوض ومن حق الألمان ان يتأخروا حتى إذا عادوا عادوا بنتيجة معقولة وممكن القبول بها .
وقال حتى هذه اللحظة نحن على اتصال وموعودين بلقاء قريب وفي هذا اللقاء ستكون هناك نتائج طيبة. ولكن حتى هذه اللحظة العنوان العام هو الخلاف الإسرائيلي والجدل الإسرائيلي والمماطلة الإسرائيلية .
واكد سماحته ان التزام حزب الله واضح بإعادة الأسرى بالتفاوض وإلا بغير التفاوض .
وكشف سماحته ان الاتفاق مع الإسرائيليين قضى بأن تشمل عملية التبادل كل اللبنانيين من الأسرى والسوريين والأردنيين وأربعمائة فلسطيني موضحا ان النقطة العالقة كانت في أسماء الأسرى الفلسطينيين مشيرا الى ان كل النقاشات التي حصلت خلال الشهر الماضي حول عملية التبادل هي جزء من الجدل داخل إسرائيل ونحن غير معنيون بتلك النقاشات .
واعلن ان حزب الله لن يتحمل المزيد من المماطلة لان المزيد من المماطلة يعني بان الإسرائيليين بطريقة او بأخرى يريدون ان يقولوا بان العملية قد انتهت وعليكم ان تذهبوا الى الخيارات الأخرى والخيارات الأخرى مفتوحة