كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لمساعدة الناس في مهرجان الوفاء للشهداء الأبرار الذي أقامه حزب الله لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في مرجة رأس العين – بعلبك 25-5-2003
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله "أن أكبر خطئ تاريخي يمكن أن ترتكبه الإدارة الأميركية أو حكومة شارون هو أن تشن في أي وقت قريب عدواناً عسكرياً على لبنان أو على سوريا لأن هذا العدوان سيواجه بمقاومة إستشهادية وسيكون الانتصار كبيراً وستقلب الطاولة على الجميع وستعود المنطقة إلى زمن المتغيرات التي يصنعها الشهداء والمقاومون.
ورأى سماحته في مهرجان الوفاء للشهداء الأبرار الذي أقامه حزب الله لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في مرجة رأس العين – بعلبك بحضور شخصيات وزارية ونيابية وسياسية وحزبية واجتماعية وعسكرية سورية ولبنانية وعلمائية من مختلف الطوائف اللبنانية، أن ما نحتاجه اليوم هو تعزيز روح الانتصار وثقافة التحرير.
وقال إن ما جرى في لبنان ليس استثناء، ويمكن أن يتكرر في أي مكان في العالم وخصوصاً في فلسطين… وفي العراق لن يكون هناك خيار أو سبيل أمام الشعب العراقي سوى خيار المقاومة، لافتاً إلى أن قوات تخليص الشعب العراقي أصبحت قوات احتلال وأصبحت وعود الحرية سراب.
ورأى أن الخارطة الأميركية الجديدة هي خارطة الاحتلال والتدمير لمقدرات كل بلد، خارطة يراد للعالم العربي والإسلامي أن يكون ضعيفاً ومهزوماً .
وأكد أن الأذن الأميركية لا تسمع ولا تفهم لغة الحق لذا يجب علينا أن نتمسك بحق القوة، أم إن كنا ضعافاً لن يعترف لنا أحد بحقوق لا في مزارع شبعا ولا في الجولان ولا في القدس ولا في المسجد الأقصى، وكل ما أبدينا ضعفاً كلما ازدادواً ظلماً.
ورداً على ما يقال لحزب الله لماذا لا تعترفوا بالمتغيرات ذكر سماحته بكل ما كان يقال للمقاومة خلال السنوات السابقة بأن زمن المقاومة انتهى لكن المقاومة استمرت وكان الانتصار في أيار 2000.
وأضاف : أمريكا تريد أن تنتزع كل أوراق القوة من منطقتنا… لكن واجبنا الديني والإيماني والوطني والانساني يحتم علينا أن نتمسك بكل عناصر القوة، وأي تضحية بعناصر القوة هو انتحار، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية تريد أن تحقق بالضغوط السياسية والنفسية ما عجزت عنه إسرائيل بكل أجهزتها طيلة سنوات طوال وهو القضاء على المقاومة في لبنان وفلسطين… المطلوب من حكومة أبو مازن أن تفعل ما يعجز عنه الموساد الإسرائيلي ... المطلوب هو الفتنة، ويجب أو نواجهها بالوحدة الوطنية في لبنان وفي فلسطين.. يجب أن نكون حذرين من كل شعار الفتنة سواءً كان سياسياً أو إنمائياً ، أية فتنة هي خدمة مجانية لإسرائيل . ودعا سماحته كل الزعامات في لبنان إلى أن تؤجل كل الاستحقاقات الانتخابية لأنه عندما تكون كل المنطقة تواجه خيارات صعبة نحتاج إلى الزعماء الكبار، إلى الزعامات الوطنية وليس إلى زعمات الطوائف والزواريب.
وأكد أنه في مواجهة المحنة يجب أن نتمسك بالوحدة وبالمقاومة. وشكر كل الذين دافعوا عن المقاومة وسلاحها في لبنان، مشدداً على أن من الواجب على لبنان أن يحمي المقاومة وسلاحها من باب المصلحة الوطنية العليا و من أجل عيون الشعب والأمة، لأننا في مرحلة في مهب الريح.
وقال إذا كان شارون يريد أن يضرب لبنان فنحن في الدفاع عن بلدنا في حاجة إلى الجيش الوطني وإلى الأحزاب والطوائف وكل الرجال وكل النساء، داعياً الأحزاب الوطنية إلى إعادة إحياء أطر المقاومة لديها لأننا يجب أن نكون جاهزين ومستعدين في مواجهة أي تحد.
وأكد أننا في الداخل لسنا بحاجة على المستوى الوطني لتقديم تطمينات تتعلق بسلاح المقاومة، لأن أداء المقاومة طوال السنوات الماضية كان كافياً لطمأنة من لا يزال يعيش بعض القلق في نفسه، مشدداً على أن سلاح حزب الله هو ليس سلاحاً حزبياً، وأثبت خلال التجربة كلها أنه سلاح للوطن وللأمة… ويجب أن يحتضن هذا السلاح المدخر لقتال الصهاينة وكل غزاة يمكن أن يفكروا بالاعتداء على لبنان.
وأكد السيد نصر الله أننا في عيد المقاومة:" ما زلنا في الخط الأمامي وعيوننا وقلوبنا في فلسطين، وحضورنا في الجبهة، لم نضعف، بل عملنا لنكون أقوى ولنكون جاهزين أكثر، لأننا نعرف طبيعة هذا العدو الذي يحتل بقية أرضنا وأرض الجوار. ولذلك أعلن، وليس من باب الحماس ولا المزايدة ولا من باب الحرب النفسية، اليوم قالت الصحف الإسرائيلية أن شارون كان يريد أن يشن عدواناً على لبنان متزامناً مع العدوان الأميركي على العراق، في ذلك اليوم كنا في أعلى درجات الاستنفار، لكننا لم نعلن ذلك، وكنا في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، والنفس الذي كان في ذلك اليوم هو أقوى من أي زمن مضى، لأننا نجمع اليوم نفس الجهاد ونفس الانتصار، ليس هناك مجال للمقارنة المعنوية بين مجاهدي المقاومة الإسلامية وجنود وضباط جيش الاحتلال. أريد أن أقول أكثر من ذلك لعدونا الأحمق: إن أكبر خطئ تاريخي يمكن أن ترتكبه الإدارة الأميركية أو حكومة شارون هو أن تشن في أي وقت قريب عدواناً عسكرياً على لبنان أو على سوريا لأن هذا العدوان سيواجه بمقاومة إستشهادية، وسيكون الانتصار كبيراً، وستقلب الطاولة على الجميع وستعود المنطقة إلى زمن المتغيرات، ليست المتغيرات التي تصنعها أميركا وإسرائيل. هنا، في لبنان المتغير يصنعه الشهداء، المجاهدون، المقاومون والدماء الزكية. نحن في مواجهة أي عدوان لن ننهزم أو نهرب أو نخاف، نحن أهل هذه الأرض، هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا نموت وهنا ندفن. نحن هنا في هذا البلد قرارنا وخيارنا أن ندافع عن وطننا وشعبنا وكرامتنا وعزتنا وشرفنا، أياً تكن الجحافل التي تستهدف هذا البلد، ولا يمكن أن نتطلع إلى الخلف، وعندما ننظر إلى الخف ونرى قادتنا وشهدائنا نخجل أن نتردد ونندفع إلى الأمام أكثر.