كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال كلمة ألقاها في احتفال نظمته جمعية مؤسسة الشهيد وجمعية الإمداد الخيرية والمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم في قاعة مدارس شاهد بمناسبة حفلها السنوي للفتيات اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي 24-1-2003
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله إن المقاومة الإسلامية عند عهدها والتزامها بالاستمرار في مقاومة الاحتلال حاضراً ومستقبلاً وهي تعد العدة ليل نهار على كل المستويات لمواجهة مخاطر وتحديات المرحلة المقبلة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في احتفال نظمته جمعية مؤسسة الشهيد وجمعية الإمداد الخيرية والمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم في قاعة مدارس شاهد بمناسبة حفلها السنوي للفتيات اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي الذين بلغ عدهم هذا العام 1150 فتاة. وذلك بحضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود الإدريسي، نواب كتلة الوفاء للمقاومة، فعاليات علمائية وتربوية واجتماعية ورؤساء بلديات وأهالي المكلفات.
وقال سماحته: نحن كنا وما زلنا وسنبقى في موقع تحمل المسؤولية الإلهية، لم يتغير بالنسبة لنا شيء على الإطلاق. صحيح أن هناك ظروفاً وأوضاعاً ومحناً وفتناً ومخاطر ولكن المسؤولية هي المسؤولية. كل ما يمكن أن يكتب وأن يقال عن التزام من قبل المقاومة، أو ضغوط على المقاومة، أو انصياع من قبل المقاومة لأوضاع إقليمية أو دولية أو ضغوط إقليمية أو دولية لوقف المقاومة هذا أمر غير صحيح وهو أباطيل، وبالنسبة إلى البعض أماني وأحلام.
وأضاف السيد نصر الله: البعض يتكلم عن هذا الأمر كأن لديه وحي إلهي غير قابل للخطأ، أو لديه معلومات قطعية، ويقدم نفسه وكأنه مطلع ويدعي بأن المقاومة وعملياتها أمر انتهى وأصبح من الماضي؟؟ لا، هو كان في الماضي وموجود في الحاضر وسيبقى في المستقبل، شعارنا الذي كنا نحمله طوال كل السنين الماضية، ما زلنا نحمله، ما دام هناك احتلال هناك مقاومة، ما دام هناك تهديد بالعدوان هناك مقاومة. ولكن عندما نقوم بهذه العملية أو تلك العملية إنما نقوم بذلك تحت سقف قرار محسوم وهو استمرار المقاومة، وعندما نهدأ في ظاهر الحال ويتصور الناس أن المقاومة في لبنان هادئة. في المشهد الإعلامي هي هادئة، ولكن في المشهد الحقيقي والواقعي، هذه المقاومة تعد العدة لكل الأخطار المقبلة والمحتملة.
وأضاف سماحته: لا تتصوروا أن المقاومين والمجاهدين في لبنان في عطلة أو في إجازة أو في استراحة أو أنهم يعوضون عن عشرين سنة من التعب المتواصل؟؟ هم موجدون في هذه الساحة يعملون في الليل وفي النهار لأن ما ينتظر هذه المنطقة من تطورات ومن أحداث هي بحاجة إلى القوة والجهوزية وإلى الرجال المقتدرين وإلى من يعد العدة لمواجهة تلك التطورات والأحداث. نحن نقرأ أوضاع هذه المنطقة وما سيجري عليها وما يجري عليها بالفعل، وندرك أن هناك استحقاقات كبرى قادمة وتحديات خطيرة موجودة، ونعد لمواجهة هذه التحديات. وهذا يتطلب منا في الأداء اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي والسياسي والميداني والجهادي والتنظيمي مستلزمات معينة ونحن نقوم بها. ولكن حتى لا يكون لدى أحد وهم على الإطلاق، وحتى لا يتسرب إليه أي وهم في المستقبل، المقاومة الإسلامية في لبنان عند كل عهودها والتزاماتها ومسؤوليتها، وحزب الله يمارس هذا يومياً بل في كل دقيقة وفي كل ساعة.
وأشار سماحته إلى وقوف كوريا الشمالية وحدها في أقصى الأرض بوجه الولايات المتحدة ورفضها التفاوض معها إلا بشروطها وعلى طريقتها وطردها للمفتشين في حين أن أكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية وما تمتلك من نفط ومقدرات وجيوش وطائرات لم تستطع أن تغيير قرار أمريكا بالعدوان على العراق، كما لم تجعلها تلتفت إلى ما يجري في فلسطين، وبقيت واشنطن تقدم المساعدات لشارون وتجفف كل الأموال التي تأتي للفلسطينيين تحت عنوان "دعم الإرهاب". وهذه عبرة للمسلمين .
وأضاف سماحته : العالم يعترف بالفلسطيني القوي الذي يحمل عبوته وبندقيته ويفجر جسده في جحافل المستوطنين، ولكنه لا يعترف بالفلسطيني الذي يتقن حديث الدبلوماسية والسياسة. وقال إن الضعيف والخائن الذي يتمسح ببوش وشارون وغيرهم من الطواغيت سيموت قبل بدئ المعركة أم الذي سيبقى فهو المجاهد والمقتدر مشيراً إلى ما تعرض له الخائن انطوان لحد الذي كان يستند خلال عشرين عاماً إلى "المعادلة الكبرى" إسرائيل والحلف الأطلسي ويعتبر نفسه أنه باق وأن حزب الله سيزول، فإذا به يقضي آخر أيامه وشيخوخته في حانة في تل أبيب وتجر نسائهم على الأرض وممنوع عليهم الاعتصام في حين أن المقاومة بقيت وانتصرت وزادت قدرة وقوة لأنها من صميم الأمة.
وقال : نحن نقرأ في كل هذا الذي يثار في العالم مستقبلا آخر، مستقبل الثورة الكبرى في عالمنا العربي والإسلامي، مستقبل قيام الأمّة ونهضتها وصحوتها، الأمّة التي لن تتلهى بالمستقبل الآتي، بالصغائر ولا بالأذناب، وإنّما ستكون معركتها مع أئمة الكفر ومع رؤوس الشياطين، الأمة التي ستصبح أمام واقع تسقط فيه كل الأقنعة وكل الخداع وكل الشعارات الرنانة وكل الكلمات الزائفة. البعض الذي يتوقع الغربة للمجاهدين وللمقاومين أقول لهم: نحن نتوقع المزيد من احتضان الأمّة لهؤلاء المقاومين لأنها أمام الأحداث سوف تجد أنّ الوحيد القادر أن يحفظ لها كرامتها ومصالحها هو هذا الخط وهذا الطريق وهذا الخيار. هم يتحدثون عن زوالنا ونحن نتحدث عن زوالهم وليس عن زوالنا، هم يتحدثون عن انتصارهم وهزيمتنا ونحن نتحدث عن انتصارنا وهزيمتهم وليس العكس .
وختم السيد نصر الله بالتأكيد أننا أمام كل ما يجري في هذا العالم وما هو آت لسنا قلقين ولا خائفين بل ننظر إلى الأحداث الآتية على أساس أنها الشدة التي يليها الفرج، والمحنة التي ظاهرها العذاب وباطنها الرحمة، وأنها آخر حروب هذا العصر وهذا التاريخ الذي تمشي فيه جحافل المستكبرين بأرجلها إلى مستنقع الموت، وأكد أن المستقبل سيكون مستقبل انتصار المقاومة والأمة على المستكبرين.
وألقى كلمة المؤسسات الثلاث الشيخ مصطفى قصير فوصف المكلفات بأنهم المليكات الطاهرات وأن حجابهم رسالة وكتاب وشعار وسلاح يخاف منه الآخرون فيحاصرونه ويسخرون كل الامكانيات للقضاء عليه لأنه يفضح زيفهم وشعاراتهم.
وفي الختام جرى عرض مسرحي من وحي المناسبة شارك فيه أكثر من خمسين طفل وطفلة من المؤسسات الثلاث.