كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في حفل التخرج السنوي للتعبئة التربوية يرد فيها على الغارات الوهمية التي ينفذها العدو الصهيوني فوق لبنان 2-2-2003
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن استمرار الغارات الوهمية التي ينفذها العدو الصهيوني فوق لبنان قد تدفع المقاومة للتفكير بأسلوب خاص للتعاطي معها وهي أمر لا يمكن السكوت عنه طويلاً أياً تكن التطورات الحاصلة في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سماحته خلال حفل التخرج السنوي السابع عشر الذي أقامته التعبئة التربوية للطلاب الجامعيين في قاعة ثانوية شاهد بحضور وزير التربية والتعليم العالي عبد الرحيم مراد ومسؤول التعبئة يوسف مرعي وحشد من الشخصيات التربوية والرسمية والخريجين وذووهم.
وقال : الغارات الوهمية الكثيفة التي نراها تحصل منذ أيام باتجاه لبنان واللبنانيين، هي رسائل شارونية واضحة لكل اللبنانيين وشعب المقاومة في لبنان، وهي رسائل تهويل وتهديد للبنان، ونحن نقول كما كنا نقول دائماً ، أن الحرب والقصف والدمار والقتل والمجازر التي ارتكبها آرييل شارون وأسلافه في لبنان ، لم تتمكن من إلحاق الهزيمة النفسية بالمقاومة ولبنان وشعبه، حتى تتمكن غارات وهمية من هذا النوع أن تزلزل إرادة هنا أو عزم من هناك. هذه الغارات الوهمية لا جدوى منها على الإطلاق، سوى أنها تثير أجواءً في لبنان وفي المنطقة قد تدفع المقاومة أيضاً للتفكير بأسلوب خاص للتعاطي مع استمرارها بهذه الطريقة المزعجة للناس، وبالتالي أي فائدة وأي أثر لهذه الغارات لن يكون ولن يخدم الصهاينة لا في التهويل ولا في الإرهاب ولا في الإخافة بل إن التمادي فيها وإزعاج الناس وإخافة السكان المدنيين بهذه الطريقة التي تحصل في بعض المناطق في الجنوب وبيروت والبقاع أمر لا يمكن السكوت عنه طويلاَ".
وأضاف" سواءً التهديدات الكلامية أو الغارات الوهمية أو التحليلات والاحتمالات المطروحة للمرحلة القريبة جداً، خلال الأسابيع المقبلة، فيما يعني المقاومة في لبنان أريد أن أؤكد: أيا تكن التطورات الحاصلة في المنطقة، المقاومة رهانا وخيارها واضح وقدرها محسوم. هذه المقاومة هي حازمة وعازمة ومصممة وحاضرة للتعاطي مع كل الاحتمالات وكل التطورات من خلال هذا الخيار الذي لا بديل عنه: إما أن نصمد ونتحدى ونواجه ونكون مستعدين لأية احتمالات وإما أن نستسلم. والله، بعد كل هذه التضحيات والآمال وهذا السيل من دماء أعزائنا من علماء وقادة وخريجي جامعات وشباب ونساء وأطفال لا يمكن لنا أن نتراجع خطوة واحدة إلى الخلف. أنا أؤكد هنا، أننا مستعدون ونتحمل المسؤولية نحن وكل حلفائنا وأصدقائنا الذين يعنيهم الدفاع عن لبنان وعن هذه المنطقة والدفاع عن سوريا والشعب الفلسطيني فيما يعني التحدي الإسرائيلي المباشر الآن. وبالتأكيد شارون وجنرالاته كلهم يعرفون أن أي عدوان على لبنان لن يكون نزهة على الإطلاق. لبنان والمقاومة في لبنان ومجتمع المقاومة في لبنان أصبح شيئاً آخر خلال العشرين سنة الماضية. ولا أريد أن أدخل في تهديدات أو كلام له طابع العنفوان أو الحماس. يكفي هذا المقدار، لأقول، نعم، بكل جد نحن جاهزون للمواجهة ، وبكل جدية نحن جاهزون للتحدي. وبكل ثقة أقول، الحرب لن تكون نزهة. وبكل إيمان واطمئنان وتوكل أقول إن إسرائيل ستكون عاجزة عن تحقيق أي من أهدافها في أي عدوان على لبنان . قد تقتل وتدمر وتلحق خسائر ولكنها لن تكون في مأمن ولن تستطيع أن تفرض أية شروط سياسية وحتى ميدانية وعملية على لبنان والمقاومة من خلال هذا الإيمان والتوكل على الله، ومن خلال إرادة التحدي وعزم الصمود والمواجهة التي نملكها جميعاً".
ونفى سماحته المزاعم الصهيونية الأخيرة حول امتلاك حزب الله أسلحة دمار شامل، وقال "الإسرائيليون يتحدثون عن امتلاك حزب الله أسلحة الدمار الشامل وهذا الاتهام ليس له أي أساس من الصحة من قريب أو بعيد. وهو اتهام سخيف وليس له أي قيمة وهو في التأكيد يأتي في سياق إثارة وفتح الملفات في وجهنا وهو لن يخيفنا أو يرعبنا أو يحد من عزمنا لا من قريب أو بعيد. لافتاً إلى أن إسرائيل مطلقة هذه الاتهامات تمتلك أكبر ترسانة أسلحة كيميائية وبيولوجية وأكبر قدر من الرؤوس النووية في المنطقة ولديها أكثر بكثير مما تملكه كوريا الشمالية، ومع ذلك فإنه يحق لها بحسب العالم الأميركي أن تمتلك السلاح حتى أخمص قدميها دون أن يكون ذلك لغيرها".
وتابع سماحته : نحن لا نملك أسلحة دمار شامل، ولكن نملك ما هو أهم وأقوى وأفعل، وأعني به الانسان الاستشهادي، كالشهيد أحمد قصير الذي دمر مقر الحاكم العسكري في مدينة صور وقتل أكثر من مئة من جنود وضبط العدو الصهيوني واجبر حكومة بيغن على إعلان الحداد العام لمدة ثلاثة أيام في الكيان الغاصب.
وأكد أنه لا يمكن الرد على إعادة انتخاب شارون بوقف عمليات المقاومة داخل فلسطين، مشدداً على أن رد الأمة يجب أن يكون باتخاذ قرار حاسم بالدفاع عن وجودها ومستقبلها والخيار الأخر لن يكون سوى الاستسلام .
وعلّق سماحته على حادثة تفجر المكوك الأميركي، وقال إن أمريكا المتجبرة وقفت مدهوشة وعاجزة دون أن تستطيع أن تفعل شيئاً أمام ما حصل. معتبراً أن هذا الأمر هو رسالة لكل البشرية وخصوصاً الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الثالث ولكل الذين ظنوا خلال السنوات القليلة الماضية بأن الولايات المتحدة الأميركية وصلت إلى المرحلة التي أصبحت مشيئتها مشيئة إلهية ولا يمكن أن تقهر أو ترد أو تبدل.
وألقى وزير التربية عبد الرحيم مراد كلمة شدد فيها على ضرورة التكامل والترابط العضوي بين لبنان وسوريا لمواجهة التحديات في هذه المرحلة الحساسة ودعا إلى التعالي عن كثير من التفاصيل التي تشوه صورة لبنان.
كما خرّجت التعبئة بالتعاون مع ممثلية وزارة الجهاد الزراعي الإيرانية نحو 100 طالب وطالبة شاركوا في سلسلة دورات سيد شهداء المقاومة الإسلامية للكمبيوتر في بلدة علي النهري.