
تخليدا للدماء الزاكية أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد عيسى حسن قطيش "حسيني" من بلدة حولا، في النادي الحسيني لبلدة الجميجمة الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين إلى جانب عائلة الشهيد وعلماء دين وفعاليات وشخصيات وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب عز الدين كلمة تقدم فيها بالتعازي والتبريكات من ذوي الشهيد، وأكد أن الشهداء الذين سقطوا في مسيرة المقاومة ليسوا مجرد أفراد، بل هم “كواكب وقناديل” أضاءت درب العزّة والحرية للبنان، مشددًا على أن هذه الدماء الطاهرة هي التي صنعت الانتصار، وحفرت بدمها معالم الطريق نحو الكرامة.
وأضاف: “هذه المقاومة تأسست على التقوى والإيمان، وعلى الجهاد الذي هو باب من أبواب الجنة، وبه تُعزّ الأمة. ومن ينتمي إلى هذا النهج يعيش الكرامة بكل معانيها”. وتابع قائلاً: “شهداؤنا لم يبخلوا بشيء، قدموا أرواحهم وأجسادهم ودماءهم لنحيا نحن. ونحن اليوم نحمل أمانة هذا الدم، ونسير على نهجهم”.
وتوقف النائب عز الدين عند حملة “نريد أن نعيش” التي أطلقتها قوى 14 آذار سابقًا، معتبرًا أنها كانت اختزالًا للحياة بمنظور مادي خالٍ من الكرامة، بينما مفهوم الحياة الحقيقي – بحسب تعبيره – هو “أن تعيش بعزّ وشرف”، مستشهدًا بقول الإمام علي بن أبي طالب: “الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين.”
وفي حديثه عن عيد المقاومة والتحرير، قال النائب: “هذا اليوم، 25 أيار 2000، هو يوم تاريخي ومجيد، ونقطة تحوّل استراتيجية في الصراع مع العدو الصهيوني. إنه أول انتصار عربي لبناني إسلامي على إسرائيل، وقد تحقق بفضل مقاومة شعبية استمرت 18 عامًا بعد أن عجزت كل الدبلوماسيات والقرارات الدولية". وشدد على أن هذا الانتصار يجب أن يُخلّد في ذاكرة الأجيال، لأنه نتاج تضحيات الشهداء الذين أدّوا واجبهم الديني والوطني والإنساني.
وفي معرض حديثه عن العدوان الإسرائيلي على غزة، أشار النائب عز الدين إلى أن ما حصل في “طوفان الأقصى” وحرب الإسناد لفلسطين هو واجب شرعي على كل من يستطيع. وأضاف: “قضية فلسطين ومقدساتها ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل مسؤولية كل إنسان حرّ في هذا العالم.”
كما اتهم العدو الإسرائيلي بالسعي إلى كسر إرادة حاضنة المقاومة في لبنان، عبر الضغوط المستمرة والاعتداءات، وأكد أن الرد على ذلك هو بالمشاركة السياسية والتمسّك بخيار المقاومة.
وفي الشق البلدي، أوضح النائب عز الدين أن الانتخابات البلدية استحقاق ديمقراطي يجب أن يتم وفق الأصول، سواء عبر التوافق أو التنافس، معتبرًا أن التزكية خيار سليم في القرى الحدودية التي تضررت بفعل العدوان الإسرائيلي، لتخفيف العبء عن الأهالي، لا سيما في بلدات التماس.
ودعا إلى اختيار “الأكفأ، والأصلح، والأكثر محبة لفعل الخير وخدمة الناس”، مشددًا على أن البلديات ليست فقط لإزالة النفايات وتأمين الكهرباء، بل هي شريك في تطوير الحياة اليومية، وبناء المكتبات، والملاعب، والمساحات الخضراء، وكل ما ينمي العقل والمجتمع.
وكشف النائب عز الدين أن ما يقارب 60% من بلديات منطقة جنوب الليطاني قد حُسمت بالتزكية، واصفًا ذلك بالنجاح الكبير في ظل ظروف سياسية وأمنية حساسة، ما يدلّ على وعي أهالي الجنوب وانخراطهم في خيار المقاومة والتنمية.
وختم النائب عز الدين كلمته بالتأكيد على أن “الجنوبيين كما عهدهم سماحة السيد – أوفى الناس، وأشرف الناس – سيظلون على درب الشهداء، ويثبتون دائمًا أنهم أهل الصبر، والكرامة، والموقف”.
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين خلال الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد عيسى حسن قطيش \"حسيني من بلدة حولا، في النادي الحسيني لبلدة الجميجمة الجنوبية عيد المقاومة والتحرير يجب أن يُخلّد في ذاكرة الأجيال لأنه نتاج تضحيات الشهداء