
بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
حزب الله شيع شهداء بلدة بليدا، النائب فضل الله: الحكومة مدعوة لاتخاذ اجراء عملي لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية
شيع حزب الله وأهالي بلدة بليدا ثلة من الشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس ودفاعاً عن لبنان وكرامته وشعبه، وشهداء الغدر الصهيوني بمراسم خاصة وموكب حاشد تقدمه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب د. حسن فضل الله إلى جانب الفعاليات والشخصيات وعلماء الدين وعوائل الشهداء وحشود من جماهير المقاومة من البلدة والبلدات الجنوبية المجاورة.
وخلال التشييع ألقى النائب حسن فضل الله كلمة أكد فيها أن هذه المقاومة الباقية والمستمرة تستمد وجودها من ثقتها بالله عز وجل ومن ايمانها ومن هذا الشعب وهؤلاء الناس، فما دام شعبنا حاضر وموجود ومستعد دائما للتحمل، والصبر فهذه المقاومة باقية لأنها هي هؤلاء الناس، هي الامهات والزوجات والآباء والأبناء، وهي حبات التراب من مزارع شبعا الى الناقورة ومن اقصى الجنوب إلى اقصى البقاع وامتداداً إلى كل ساحات وجودها، لن نخاف على مقاومتنا بوجود هذا الشعب، ولن يخاف هذا الشعب على مصيره ووجوده بوجود هذه المقاومة.
وقال النائب فضل الله: صحيح قد اصابنا الوجع والألم وذرفنا الدمع على كل نقطة دم من دماء هؤلاء الاعزة، لكنه دمع الكبرياء والكرامة والعنفوان، فقد حفظتم أيها الشهداء كرامتنا وأبقيتم لنا هذا الجنوب رغم كل هذا الدمار، خصوصاً هنا في بليدا التي دمر العدو فيها الحجر ظناً منه أنه يستطيع أن يدمر فيها الإرادة، لكن وجودنا هنا تأكيد على إرادتنا بأن نبقى في قرانا على خط الحدود مهما كان الدمار ومهما كانت الاضرار ومهما كانت التحديات والتهديدات لأن هذه الأرض هي أرضنا وهذا الوطن هو وطننا، لن نهجّر منه، لن نغادره، لن نتركه ولن نقبل أن يبقى عليه اي محتل مهما كانت الصعاب والتحديات.
وتابع النائب فضل الله: في وداع هؤلاء الشهداء نتطلع اليوم إلى ما يحصل على أرضنا، واليوم قام العدو بسلسلة من الاعتداءات على قرانا في الجنوب وأوقع شهداء من هذه القرى والبلدات في إطار ضغطه وحربه واستباحته لهذا البلد لأنه يستغل ويستفيد من مجموعة عوامل، يستغل ضعف الدولة وعجزها لأننا لم نعد بحاجة لمن يُدين ومن يستنكر ومن يرفض ومن يعتبر أنه قام بواجبه برفع العتب، نحن بحاجة إلى موقف فيه اجراء عملي حتى على المستوى السياسي والدبلوماسي.
واذ شدد النائب فضل الله على أن العدو يستغل هذا الضعف وهذا العجز منذ وقف اطلاق النار الذي تتحمل المسؤولية عنه من الجهة اللبنانية هي الحكومة، أشار إلى أن السلطة استمرار والحكومة وافقت والتزمت واقرت وهي اليوم هي الجهة المعنية والمسؤولة مع بقية مؤسسات الدولة، قد يأتي إلينا من يقول لنا أين هي الدولة، وانتم تتحدثون عن الدولة نعم كنا في الجنوب دائما نطالب بالدولة منذ زمن السيد عبد الحسين شرف الدين والإمام السيد موسى الصدر وكل علمائنا وأحزابنا وقوانا كانوا يطالبون بدولة الحماية ودولة الرعاية، وها نحن اليوم بعد هذا العدوان وبعد الاتفاق الذي وافقت عليه الدولة نُطالبها وسنظل نُطالبها، ولن نقبل على الاطلاق بأن تتخلى عن مسؤولياتها وتدير ظهرها، ونحن سنكون الى جانبها ومعها ان اتخذت القرار المناسب والاجراء المناسب.
وتابع النائب فضل الله: نعرف حجم الضغوط وخصوصاً الضغوط الأمريكية والتصعيد الذي يُمارس ضد لبنان من أجل اخضاعه، ولكن كيف نواجه، فهل نواجه بالإستسلام والخضوع والقبول بهذا الواقع، أم نواجه بطرق أخرى وعلى الأقل ان تلتزم الدولة في هذا المجال بما قالته في بيانها الوزاري باتخاذ الاجراءات كافة وبالوسائل كافة، اتخذوا أي اجراء، المهم بالنسبة إلينا ان تكون الدولة دولة، وعلى مستوى تحمل مسؤولياتها.
وشدد النائب فضل الله على أن هذا الوضع لا يجوز ان يستمر، معتبراً أن لدى الدولة ادوات كثيرة للضغط على الإدارة الأمريكية التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الاعتداءات والخروق الإسرائيلية.
وأشار النائب فضل الله إلى أن العدو يستفيد من أصوات في الداخل هي أسوأ من قذائف العدو وغاراته، الذين لا يُبررون فقط الاعتداءات الاسرائيلية بل يُحرضون ويدعون هذا العدو إلى أن يقتل ابناء شعبنا، ويظنون انهم يريدون إعادة عقارب الساعة الى العام 1982، يوم كان بعض اللبنانيين عملاء، قاتلوا مع الاحتلال وشاركوا في ارتكاب المجازر وفي حصار بيروت، ولكن هؤلاء لم يتعلموا من تجارب الماضي، وعندما سقط مشروع الاحتلال سقطوا، واليوم هذه الأصوات وهذا التحريض هو شريك في دمنا، وشريك مع هذا العدو، هؤلاء عملاء ويرتكبون ضد بلدهم أكبر خيانة عندما يدعون الاحتلال إلى أن يقصف ويقتل ويتناغمون معه، فهم جزء من مشروع الإحتلال وعندما يُهزم هذا الإحتلال سيُهزمون كما هُزموا عام 1982.
الأحد 6-4- 2025 |
7 شوال- 1446 هـ |
كلمة النائب حسن فضل الله خلال تشييع ثلة من الشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس ودفاعاً عن لبنان وكرامته وشعبه في بلدة بليدا 6-4-2025