العلاقات الاعلامية في حزب الله
  • بيانات حزب الله
    • بيانات محلية
    • بيانات إقليمية
    • بيانات دولية
    • بيانات المقاومة الإسلامية
    • بيانات تربوية
    • بيانات نقابية
  • الأمين العام لحزب الله
  • سيد شهداء الأمة
    • خطابات عامة
    • خطابات يوم الشهيد
    • خطابات يوم القدس العالمي
    • خطابات عاشوراء
    • خطابات ذكرى القادة - 16 شباط
    • خطابات ذكرى التحرير
    • خطابات حرب تموز 2006
    • خطابات ذكرى انتصار اب
    • لقاءات واتصالات
    • خطابات عيد التحرير الثاني
    • مقابلات إعلامية
    • بيانات وبرقيات
    • برقيات تلقاها سماحته
    • خطابات الانتخابات النيابية 2022
  • كتلة الوفاء للمقاومة
    • كلمات النواب
    • بيانات الكتلة
    • تصاريح وحوارات إعلامية
    • أنشطة ولقاءات
  • قيادة حزب الله
    • الشيخ نعيم قاسم
    • السيد ابراهيم أمين السيد
    • الشيخ محمد يزبك
    • السيد هاشم صفي الدين
    • الحاج حسين الخليل
    • النائب محمد رعد
    • الشهيد السيد عباس الموسوي
  • العلاقات الإعلامية
    • الحاج محمد عفيف
    • بيانات وأنشطة
  • أنشطة
  • كلمات ولقاءات

مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم على قناة المنار 09-03-2025

مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم على قناة المنار 09-03-2025
الجناح الاعلامي الأمين العام لحزب الله مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم على قناة المنار 09-03-2025
2025-03-09

‏ ¬‏‎ ‎

بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ

مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم على قناة المنار 09-03-‏‏2025:‏

منار صباغ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم. 130 يوماً انقضت ‏على خطاب الثلاثين من تشرين الأول من العام الماضي، الإطلالة الأولى لسماحته بعد انتخابه ‏أميناً عاماً لحزب الله، الحمل الثقيل كما وصفه برضا وتسليم بعون الله سبحانه وتعالى. وهل ‏يمكن لهذه المهمة أن توصف بغير ذلك؟
إنها المهمة الاستشهادية في الزمن الصعب، في زمن الشدة. مجرد القبول بهذا التكليف في ‏خضم المعركة كان يعني مجازاً وضوء الشهادة المحتومة بفعل واقعية التهديدات والضربات ‏القاسية التي تعرضت لها المقاومة منذ السابع عشر من أيلول. ليس غريباً عن سماحته ‏الشجاعة والتصدي، كل متابع ومتتبع لحركيته منذ بدايات العمل الإسلامي وصولاً إلى شغله ‏منصب نائب الأمين العام لحزب الله، لم يتعجب لتصديه بإقدام للقيادة رغم ألم وصعوبة فراق ‏السيد وصفيه وصحبه من القادة المجاهدين.‏
عرفناه المُنظّر والمؤلف لعشرات الكتب، والقارئ الاستثنائي في مسيرة حزب الله، الشخصية ‏الممسكة بمفاصل العمل النيابي والحكومي، والمنسق العام للانتخابات النيابية من أول ‏مشاركة للحزب عام 1992، وهو شريك سيد شهداء الأمة لأكثر من 37 عاماً. كل هذه المهام ‏والاستغراق بتفاصيل المعترك السياسي لم تمنع سماحته من إعطاء موعد لاستشارة خاصة، ‏لمتابعة أو مساعدة، لإرشاد أو توجيه. حتى استحق الوصف: إنه الأب الحنون للإخوة والأخوات ‏في هذه المسيرة المباركة. لكنه أيضاً السياسي الذي يقنص الخصم أو العدو بأحد المواقف ‏حيث يجب، والمبلغ الذي يطل في المساجد ومن خلال برامج دينية معمقة عبر الشاشة أو ‏الإذاعة، مساهماً برعاية تفصيلية لمجتمعه وبيئته، جعله دائماً مع الناس وقريباً منهم.‏
اليوم نطل عليكم مشاهدينا في مقابلة هي الأولى لسماحته بعد أن واكبنا بخطابات بلغ عددها ‏‏16 خطاباً بين الثلاثين من أيلول والثالث والعشرين من شباط. الليلة سنتحدث عن كل ما مضى ‏منذ معركة أولي البأس، نسأل وننتظر الإجابة الصريحة والشفافة كما عودنا دوماً.‏
سنطل على أبرز المحطات وأصعب اللحظات، لاسيما في حضرة شهادة الأمينين العامين لحزب ‏الله. سنقدم أيضاً قراءة تفصيلية للمشهد السياسي الداخلي بفرصه وتحدياته، وسنكون مع ‏إطلالة على قضايا المنطقة وفي مقدمها الصراع المحتدم بين مشروعي التطبيع والتفتيت ‏ومشروع المقاومة. مشاهدينا مع سماحة الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، ‏حفظه الله. أهلاً بكم ونبدأ حلقة حوار الأمين.‏
السلام عليكم، مولانا.‏

الشيخ نعيم قاسم: وعليكم السلام ورحمة الله.‏

منار صباغ: شكراً. بداية، أحمل باسمي وباسم كل الأخوات والإخوة بقناة المنار التحيات ‏والشكر لهذه المقابلة التي هي المقابلة الأولى منذ أن أصبحت أميناً عاماً لحزب الله. شكراً جزيلاً ‏لهذا الوقت رغم الظروف والانشغالات والظروف الأمنية الصعبة.‏

الشيخ نعيم قاسم: هذه قناتنا على كل حال، يجب أن تكون لها الأولوية.‏

منار صباغ: بدون شك، هي قناة المقاومة، هذا فخرها وهذا ما يجعلها تشبه الناس. تشبه ‏الناس، ربما هذه الصورة تختصر الكثير وتجعلنا مباشرة ندخل مع حضرتك مع سماحتك ‏بالموضوع، أن نتحدث عن الناس. نبدأ مع الناس.‏
مشهد التشييع، واسمح لي أن أسأل عن انطباعك، سماحة الشيخ، كان لك كلمة مباشرة في ‏هذا الحشد الكبير، هذا التشييع الكبير، كيف تفاعلت مع هذا الحشد، مع هذا الحضور، مع هذا ‏الوفاء لشعب المقاومة؟

الشيخ نعيم قاسم: بسم الله الرحمن الرحيم. من يراجع كيف نحن وصلنا إلى قرار التشييع ‏يستطيع أن يقول إن هذا تشييع إلهي، لأنه بعدما استشهد سماحة الأمين العام السيد حسن ‏رضوان الله تعالى عليه، سيد شهداء الأمة، كان في تواصل بيني وبين سماحة السيد هاشم. كنا ‏نتفق أي يوم ممكن أن يكون الدفن، على أساس يوم أو يومين بعد الشهادة، لكن الظروف التي ‏كانت موجودة كانت معقدة جداً، فاتفقنا على تأجيل الدفن، لأن هناك خطراً على الناس. وإذ ‏بالأمور تتأجل إلى هذه اللحظة، وتبين أن هذا التأجيل أتاح لنا فرصة من حوالي شهر قبل الدفن أن ‏نجد قطعة أرض على طريق المطار، وأيضاً أن يكون لنا فرصة من أجل أن ندعو الناس إلى ‏المشاركة.‏
بالحقيقة، مشاركة الناس استثنائية. أنا أقول لك شعرت بأن الناس تقول: نحن مستمرون، إنا ‏على العهد يا نصر الله. الناس تقول المقاومة ليست فكرة، المقاومة ليست مرحلة، المقاومة ‏طعام وشراب ودم يسري في العروق. المقاومة الطفل والمرأة والرجل والكبير والصغير. ‏وبالتالي، هذا التشييع هو بالحقيقة تشييع ليس لشخص رحل أو لشخصين رحلا، هذا التشييع ‏للمستقبل. وهذه صلة بين الأمينين العامين قدس الله روحهما وبين المستقبل الذي سنتابع ‏فيه معاً مع هؤلاء الناس. لست أنا من أقول إن هذا التشييع كان مهيبًا وعظيمًا، لوحدي، كل ‏الناس تقول هكذا، كل الانطباعات، حتى الأعداء لم يستطيعوا أن يتجاوزوا الحشود، وهذا يدل ‏على أن هذه المقاومة متجذّرة ومتأصلة. شعب المقاومة والجمهور المؤيد والمناصر، حتى ولو ‏كان بعيدًا عن البيئة المباشرة. أنا دائمًا أحب أن أستعمل كلمة "جمهور المقاومة"، الجمهور ‏أقصد به البيئة والمناصرين والمؤيدين في مختلف أنحاء العالم، ليس ضروريًا أن يكونوا ‏محازبين أو قريبين أو من نفس العائلات.‏
جمهور المقاومة بالحقيقة جمهور صلب، صادق، مستعد لأن يقف في الملمّات. انظري إلى ‏العالم أين يذهب، الأمريكي ما الذي يفعله، والإسرائيلي ماذا يفعل، التحديات التي تحدث، وهذا ‏الجمهور يقول: نحن هنا. هذا التشييع يعني "نحن هنا".‏
أنا أقول لكل هؤلاء الناس: مثلما رفعتم رؤوسكم أثناء التشييع لتقولوا "نحن هنا"، دائمًا أبقوا ‏رؤوسكم مرفوعة. أنتم أبناء السيد حسن، أنتم أبناء هذا الخط، أنتم أبناء المقاومة، أبناء الشهداء، ‏أنتم أبناء هذه المسيرة. ولذلك مع هؤلاء الناس، الانتصار موجود دائمًا، سواء أعجب البعض أو ‏لم يعجبهم. هذا التشييع إعلان للانتصار على شاكلة ما نؤمن به، بأننا استمررنا وثبتنا إلى آخر ‏لحظة حتى جرى الاتفاق.‏

منار صباغ: سنتحدث طبعًا، كان لديك كلام دقيق بما يتعلق بمفهوم النصر والبروباغندا ‏الكبيرة والحرب الكبيرة، ولكن نبقى مع هذه الصورة، مع الناس. واسمح لي، ولو بمحاولة ‏الاقتراب أكثر من مشاعرك الشخصية، سماحة الشيخ؟

الشيخ نعيم قاسم: سأسرّ لك، كنت مترددًا إن كنت سأقولها أم لا. كلما أنظر للتلفزيون وأرى ‏مشهدًا أو كلمة أو حركة، بشكل لا شعوري تنزل دمعتي. أنا لم أكن هكذا، لم أكن أعيش هذا الجو، ‏لكن المناخات التي نحن فيها تشعرني بالعزة. كلما تخرج طفلة وتتحدث بكلمتين، أو امرأة تعبر ‏بتعبير، شاب أو رجل... شعرت في هذه الفترة حقيقةً أن هؤلاء الناس يعشقهم الواحد. أنا الآن ‏فهمت أكثر لماذا كان سماحة السيد على علاقة معهم وهم على علاقة معه. الناس تبادل، وهو ‏يشعر بهذا التبادل الموجود. أنا أقول لك: هؤلاء الناس حقيقةً أشرف الناس، أنبل الناس، أعظم ‏الناس، والله لا يقدروا.‏

منار صباغ: وأنت تنتظر كلمتك المباشرة يوم التشييع... بكيت؟

الشيخ نعيم قاسم: ماذا أقول عنهم؟ ما يقومون به لا يُصدَّق. معقول امرأة عمرها 60 أو 65 ‏سنة تقول: "أنا قدمت ثلاث شهداء، ولديّ اثنان من أصهرتي، واثنان من الأحفاد، هؤلاء جميعهم ‏استشهدوا، والباقي أنا حاضرة، وإن كان مطلوب مني شيء أنا أنزل إلى الميدان". ماذا نقول؟ ‏من لديها ثلاث شهداء وتقول: "ما زال لديّ ولدين أو ثلاثة أيضًا، نحن حاضرون". من تقول: "ابني ‏وحيد وأنا أفتخر به، أقول لكم لست حزينة، نعم حزينة، لكن لا تتصوروا كم لدي استعداد أن أقدّم ‏بعد، لديّ بنت وأنا وزوجي، نحن حاضرون." هذا نموذج كبير جدًا وعظيم جدًا. هم يظنون أنه ‏يمكنهم هزيمة هذا الشعب! أعوذ بالله، يحلموا، لا يستطيعوا، لن يستطيعوا تخطيه، ولا ‏يستطيعوا تنفيذ مؤامراتهم، لأن هذا الشعب موجود بالميدان وسابق الجميع.‏
أنا أقول: أنتم يا أشرف الناس، أنا أتوقع أن تبقوا كذلك، وستكونون شوكة في عيون العدو.‏

منار صباغ: رغم الضغوط؟

الشيخ نعيم قاسم: الضغوط تزيدهم قوة، تزيدهم معنويات، أتعتقدين أن هؤلاء الناس ‏الضغوطات تخيفهم؟ هم جماعة استشهاديين. أنا شرحت مرة: الاستشهادي هو الذي يقتحم ‏ولا يهاب الموت. هؤلاء الناس جميعهم استشهاديون.‏
أذكر في بعض المحاضرات مع بعض الأخوات، يرسلون لي سؤالًا يقولون: "هل يُسمح للمرأة ‏بالذهاب إلى الجبهة كي تقاتل وحتى تستشهد؟". الآن، خلاص، يمكنكم أن تفرحوا، أينما كنتم ‏كل الساحة شهادة.‏
اليوم، في معركة أولي البأس، الطفل استُشهد، والمرأة استُشهدت، والعجوز استُشهد، ‏والمجاهد على الجبهة استُشهد. بالعكس، كل المنطقة كانت جبهة. أنا أعتقد أنه كلما تصاعدت ‏الضغوطات أكثر، كلما ازداد الشعور بالخوف على الوجود، وهذا الخوف على الوجود يولد ‏حافزية أكبر.‏

منار صباغ: ألا يفهم الخصم؟ نحن سنأتي إلى هذه النقاط، ولكنني أحببت أن أبدأ مع الناس، ‏بهذا التشييع المقدس، وبهذه الدموع المقدسة، وبهذا الوفاء، بكل هذه العناوين. لأنه حتى ‏التشييع تم التعامل معه على أنه محطة يجب أن تُحارَب، استُنفرت كل الطاقات للإفشال، ‏للتهويل، للتخويف، وصولًا لمشهد الطائرات الحربية الصهيونية فوق الرؤوس بالشكل الذي ‏حصل؟

الشيخ نعيم قاسم: التشييع في داخله 20,000 شخص للتنظيم، والتشييع ملأ الطرقات إلى ‏درجة لم يعد أحد يستطيع أن يسير من المدينة الرياضية إلى المرقد. تشييع حضره أشخاص من ‏مختلف أنحاء العالم. هنا أود أن أحيّي بشكل خاص الشعب العراقي، والمرجعية العراقية، ‏والعلماء، والحشد، والناس، والعتبات المقدسة. غير معقول هذه العاطفة العظيمة! وهم على ‏كل حال لم يقصّروا أبدًا أثناء النزوح، والإمكانات التي أرسلوها، وحتى الآن لديهم مضايف ‏وأماكن معينة في شهر رمضان، مستمرين ويقدّمون مساعدات للفقراء. هذا الشعب العراقي، ‏أنا شعرت أننا وإياهم واحد، ولديهم عاطفة صادقة واستعداد للتقديم.‏
أيضًا، أود أن أحيّي الشعب الإيراني، الشعب الإيراني، مسؤولين، حوزات، علماء، طائرات جاءت ‏بطريقة غير مباشرة.‏

منار صباغ: سُدّت الطرق في وجههم؟

الشيخ نعيم قاسم: مع أنه سُدّت الطرق في وجههم، وكان بارزًا حضورهم، كلمة سماحة ‏الإمام القائد الخامنئي دام ظله التي أرسلها إلى التشييع، ما هذه الحرارة الموجودة؟ لا يتعامل ‏معنا في لبنان على أننا جماعة "مدري وين هي". لا، يتعامل معنا على أننا أبناء هذا الخط، ‏الصادقين، الشرفاء، الذين يستطيعون تغيير المعادلة. شكر كبير طبعًا.‏
نشكر الفلسطينيين، واليمنيين، والتونسيين، وكل الأفرقاء، لا أستطيع ذكر الجميع، لكن أقول: ‏شعبنا ليس سهلًا. تعرفين، بالبقاع يومها كانت الطرقات صعبة.‏

منار صباغ: صحيح، درجات حرارة منخفضة.‏

الشيخ نعيم قاسم: كل الطريق كانت ممتلئة. الإخوان قالوا لي إنهم قرروا الفتح عند ‏السادسة صباحًا احتياطًا، ربما أحد يأتي باكرًا، عند الثالثة والنصف صباحًا الناس في الخارج تريد ‏الدخول، لم يقبلوا، عند الثامنة صباحًا، المكان يتّسع لحوالي 80,000 تقريبًا، كان ممتلئًا، عند ‏الثامنة صباحًا، الموعد كان بعد الظهر عند الواحدة والنصف. ما هذه الحماسة الاستثنائية؟! ‏
أنا أعتبر أن ما حصل فيه إعلان انتصار. الناس تقول هكذا، غير فارقة معي ما يقوله الآخرون، ‏يقولون: لم تنتصروا! ستين سنة عليكم تقولون انتصرنا أو لم ننتصر؟! نحن لا ننتظر أن تقولوا لنا ‏انتصرنا أو لم ننتصر، نحن المهم ما الذي نشعر به.‏

منار صباغ: متى قلتم خلاف ذلك؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن ماذا نشعر، هم يعجبهم أو لا يعجبهم، شو بدي فيهم!‏
الأمر الثاني، هناك تجديد للبيعة والاستمرار على عهد سيد شهداء الأمة السيد حسن رضوان الله ‏تعالى عليه. هذه نقطة مهمة.‏
الأمر الثالث، الحضور، نحن حاضرين بالساحة، هذا ليس تعزية وذاهبين، لا، هذه تعزية وتبريك ‏ونحن مكملين، هذا أمر كبير. ‏
برأيي، التشييع كان محطة ليستفيد منها الآخرون، ليعرفوا ما هي ساحتنا. وبالنسبة لنا، نحن ‏نعرف هذا المعدن، معدن الناس، ونعرف معدن هذا الاتجاه الذي سنعمل عليه.‏

منار صباغ: هو كان رسالة، أردتم أيضًا، سماحة الشيخ، كمقاومة، كحزب الله، أن تكون من ‏الرسائل، يُحكى عن بعد الستين يومًا، كانت الناس قامت بما يفوق التوقعات، وكانت رسالة ‏أولى قوية شعبية. هذه الرسالة الثانية، كانت مقصودة بهذا الإطار. بالإضافة، نحن نتحدث عن ‏عاطفة، عن تشييع، عن استحقاق كان الجميع ينتظره، لكن كيف تنظرون إلى هذا الموضوع؟

الشيخ نعيم قاسم: الآن هم يحسبون التشييع رسالة، فليحسبوه، سيحسبون الكثير من ‏الرسائل، لأنّ كل موقف لدينا رسالة. أثناء معركة "أولي البأس"، كل محطة كانت رسالة: الصمود ‏الأسطوري، التضحيات، النزوح وكيفية التعامل معه من قبل ناسنا، استمرار القتال بوتيرة ‏مرتفعة، هذا كله رسائل. وبعدها الصبر الاستراتيجي الذي تصرّفنا على أساسه عندما تحملت ‏الدولة مسؤولية الاتفاق، حتى نفضح هذا الاتجاه الإسرائيلي والأمريكي، وحتى نقول للناس إن ‏هناك أبعادًا أخرى، أيضًا هذه رسالة. التشييع رسالة، والآن كل ما سيأتي بعد التشييع أيضًا ‏رسائل. في النهاية، هذه الرسائل ولأكون واضحًا معك، نحن نتصرف بشكل طبيعي، سنفعل هذا ‏سواء كان هناك أحد نرسل له رسالة أو لا يوجد. نحن هكذا. مرة أحدهم يقول تعبتم حتى تعملوا، ‏نحن لا نعمل إلا هكذا. لذلك، أنا أعتبر أنهم سيجدون رسائل كثيرة من هذا الشعب المعطاء، ومن ‏هذه المقاومة الأصيلة، ومن هذه الدماء التي زُرعت في الأرض.‏

منار صباغ: سماحة الشيخ، أشرت واستخدمت عبارة "كانوا استشهاديين"، وربما أسهبت في ‏توصيف كل هذه البيئة. سأعود إليك، سماحة الشيخ، وأنت الاستشهادي في هذه المعركة، ‏قبول المهمة في تلك المرحلة. سأحاول العودة إلى الوراء لأن هناك الكثير من الأحداث ‏والظروف الصعبة جدًا. مرحلة تولي هذه المهمة، الإطلالة الأولى كأمين عام. سأعود معك إلى ‏هذه المرحلة الحساسة، وطبعًا حضرتك خصصت بإحدى الخُطب للحديث عن السردية أيضًا. نود ‏أن نستمع أكثر لتفصيل السردية التي شرحت فيها عدة نقاط، والعشرة أيام التي تحدثت عنها أكثر ‏من مرة في خطاباتك الماضية. سأعود لتوليكم لهذه المهمة. حصل 27 أيلول، هذا التاريخ الذي ‏لا يُنسى، دعني أبدأ معك من هنا، سماحة الشيخ، ماذا تذكر عن هذا النهار؟ كيف كان وقعه ‏عليكم؟ كانت الخطوات متسارعة وصولًا إلى تولي سماحة السيد هاشم هذه المسؤولية، لو ‏سمحت أن تشارك قليلاً الناس؟

الشيخ نعيم قاسم: في 27 أيلول، حصل هذا الاعتداء الضخم من قبل العدو الإسرائيلي، ‏واستُشهد فيه سيد شهداء الأمة وثُلّة من أصحاب العمل والجهاد والشهادة. أنا مثلي مثل ‏الناس، تفاجأت، لم أكن أتوقع أن يحصل هذا. لكن سرنا أمام واقع، ماذا نفعل؟

منار صباغ: كان هناك تواصل بفترة قريبة مع سماحة السيد نتيجة الظروف؟ لأنه قيل إن حتى ‏التواصل الهاتفي لم يكن متاحًا؟

الشيخ نعيم قاسم: أنا آخر مرة كنت في لقاء مباشر، وكانت لدينا جلسة كان فيها عدد من ‏أعضاء الشورى، وكان السيد هاشم موجودًا وآخرين. كانت في 18/9. آخر اتصال هاتفي حصل ‏بيني وبين سماحة السيد كان في 21/9، حيث اتصل بي وقال لي: "الحاج إبراهيم عقيل، الشهيد ‏القائد قدس الله روحه، قد استُشهد هو والمجموعة"، طبعًا أنا كنت قد عرفت قبل يوم، فقال ‏لي: "ربما تنزل لتصلي وتُلقي الكلمة". عادةً عندما يكون هناك قيادات تستشهد، الأمين العام ‏يُكلّف بإلقاء الكلمة، فقلت له: حاضر.‏
وفي اليوم التالي، شيعنا الحاج إبراهيم الله قدس الله روحه، ومجموعة من الإخوان، وبعدها لم ‏يحصل أي حديث بيني وبينه، يعني من 21 حتى 27 أيلول.‏
في 27 عندما حصلت الشهادة، أول ما تبادر إلى ذهني، أنّ نائب الأمين العام يحلّ مكان الأمين ‏العام بغيابه، ويجب أن نقوم بإجراء. اتصلت بسماحة السيد هاشم قدس الله روحه، وقلت له: ‏ماذا يجب أن نفعل؟ تحدثنا عن موضوع الدفن، لأنّ الشهادة حصلت وصار هناك إجراءات يجب ‏أن نقوم بها، قلت له: "ماذا عن الأمانة العامة؟ قال لي: "ما بها الأمانة العامة"، قلت له: "يجب ‏أن نختار أمينًا عامًا قبل الدفن، إذا استطعنا، فهذا عنصر قوة للحزب"، قال لي: "لا مانع، ماذا ‏لديك؟"، قلت له: "لديّ أن تكون أنت الأمين العام"، قال لي: "لماذا أنا؟" قلت له: "يا سيد، ‏لأكون صريحًا معك، بناءً على تركيبتنا الداخلية وظروفنا الداخلية، هناك اثنان يمكن أن يكونا أمينًا ‏عامًا: أنت وأنا. أنا أرى أنك أنت الأنسب لعدة عوامل وظروف، فضلًا عن الكفاءة التي هي قبل ‏كل شيء، أنت يجب أن تكون الأمين العام، وأنا سأتكفل بالحديث مع الإخوان أعضاء الشورى ‏لنرى ما الذي يمكننا فعله".‏

منار صباغ: خطوة قوة وقدرة للصهيوني أنكم مستمرون؟

الشيخ نعيم قاسم: طبعًا، نحن مستمرون، أننا اخترنا أمينًا عامًا، وهذه نعتبرها عنصر قوة. ‏عندما استشهد سماحة السيد عباس، رضوان الله عليه، تم انتخاب سماحة السيد حسن كأمين ‏عام قبل دفن السيد عباس، وهذا عنصر قوة تكون عادة.‏
الذي حصل، قبل أن يتم الإعلان، كان يمكن أن يحصل الإعلان يوم الجمعة أو السبت، استشهد ‏الخميس في آخر الليل أو وجه الصبح يوم الجمعة.‏

منار صباغ: أنتم وزّعتم المهام؟ قيل إن سماحة السيد هاشم انخرط وانغمس في المعركة ‏وتفاصيلها؟

الشيخ نعيم قاسم: عندما تصدّيت كنائب أمين عام بشكل طبيعي لأرى ماذا أفعل، بما أن ‏السيد كان يحضر بالمجلس الجهادي وعنده تواصل مباشر مع الإخوان، اتفقنا أن يتابع هو ‏الموضوع العسكري، وأنا أتابع الموضوع السياسي. لذلك، تحدثت في 30/9 بأول كلمة متلفزة ‏بصفتي نائب أمين عام، وكان هو يتابع المهمة العسكرية.‏
لكن قبل أن نلحق، وبعد يومين أو ثلاثة بهذه المتابعة، أو أن يحصل إعلان عن الأمين العام حتى ‏يستطيع التصدي بشكل مباشر، استُشهد. لذلك، عندما تحدثت كلمة "طوفان الأقصى" في ‏‏8/10، يعني بعد أربعة أيام من استهداف السيد هاشم.‏

منار صباغ: الاستهداف لأنه لم يكن معروفًا؟

الشيخ نعيم قاسم: لا، لم يكن معروفًا. كنت أتصرف كنائب أمين عام، وكان يجب التصدي ‏للأمور. فعندما استشهد، بدأت الاتصال بالأخوة في القيادة العسكرية للمقاومة، وتابعنا ‏التنسيق اللازم ونسد الفراغات التي ممكن ما زالت موجودة.‏

منار صباغ: اسمح لي سأعيدك قليلاً للأحداث، أعرف أن هناك صعوبة في الوصول ‏للمعلومات، ولكن حاولت. كان وقع شهادة السيد هاشم له أثر قاسٍ عليك، لماذا؟ ما الذي ‏جعلك مع الإصرار على الاستمرار والقوة والقيام بالعمل والتكليف، لكن كان هناك وقع لهذا ‏الخبر؟

الشيخ نعيم قاسم: هناك حادثتان كان لهما وقع استثنائي لديّ، شهادة سماحة السيد حسن ‏رضوان الله تعالى عليه، لأنني أنا واحد من الناس كنت أنتظر كلمات السيد حسن حتى أرتاح، أعتبر ‏أنه هو الرمز وهو الأساس، وأكيد ما لديه يعطينا كما يعطي الناس حالة الطمأنينة. مع شهادته ‏فكرت أنا طالما اخترنا سماحة السيد هاشم قدّس الله روحه، سنكون قد فقدنا سنداً، لكن هناك ‏سند آخر، لن يتغير شيء عليّ سوى الرفيق الحبيب الذي كنا نلتقي بشكل دائم، 37 سنة، ليست ‏قليلة، والتفاعل اليومي والاتصالات اليومية، التكاليف، كنت قربه بشكل أساسي، مثلما كان ‏سماحة السيد هاشم قربه، لكن السيد هاشم باختصاصات وأنا باختصاصات أخرى لها علاقة ‏بالنواب والوزراء والوضع السياسي. عندما استشهد سماحة السيد هاشم، أنا الحقيقة شعرت أن ‏هناك زلزالاً حصل، لماذا؟ لأنه سريعاً فكرت ما الذي سنقوم به الآن. أول فكرة جاءت برأسي ‏قلت: أنا قلبت حياتي فوقاني تحتاني. كان لديّ نمط بحياتي، متابعة الخ... قلت قلبت حياتي ‏فوقاني تحتاني. لكن هناك شيء حصل معي سأقوله لأنه له تأثير، لم أشعر لا بقلق ولا بتوتر، ‏كأن الله عز وجل صبّ على قلبي حالة من السكينة، مرت عندي، أن حياتي قلبت رأساً على عقب. ‏تحدثت مع حالي، نحن اخترنا هذا الطريق، ماذا نفعل؟ سنسير، سنكمل. والحمد لله كنت أشعر ‏بالتسديد الإلهي بكل الخطوات التي كانت. حتى إن بعض المرافقين الذين كانوا معي بالغرفة، ‏قالوا لي: رحنا! قلت لهم: لا، لماذا رحنا؟ قيل: ماذا ينقذنا بعد؟ قلت لهم: نحن موعودين من ‏الله عز وجل بالنصر، "وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين". قال لي: أين نصر المؤمنين؟ ضربة وراء ‏ضربة؟ قلت له: عليك أن تطوّل بالك.‏

منار صباغ: بهذه مرحلة وبهذا الثبات؟

الشيخ نعيم قاسم: أنا أقول هكذا، عليك أن تطوّل بالك، عادة عندما تكون الأزمة موجودة لا ‏يعود الشخص يرى أمامه، عليه أن ينتظر قليلاً حتى تنقشع ويزال الغبار. وذكرت له يومها الآية ‏الكريمة: "حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب"، "أم ‏حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا"، ‏كلمة الزلزال استخدمتها من هنا، "مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين ‏آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب"، هذه نزلت بغزوة أحد. إذا أنا كنت أعيش هذه ‏الفكرة. أعرف أنني مررت بحالة زلزلة والقصة صعبة جداً جداً، لكن لدينا ثقة بالله عز وجل، كيف ‏يأتي الفرج وكيف تُفتح، لا نعرف. لكن لا يجوز أن نخوض معركة ونحن نشعر بتوتر أو نعيش ‏أجواء. لكن أنا أقول، إضافة لذلك، على المستوى الشخصي كنت أشعر بالطمأنينة.‏

منار صباغ: وصفوك بأنك كنت شجاعاً بطريقة غير عادية، من كانوا معك، الحرب القاسية، ‏شجاعة غير عادية، سكينة، حتى أنك طلبت كتب، لا يتخيل العقل، يعني طلبت كتب؟

الشيخ نعيم قاسم: الحق على من سرّب لك، هو كنا بسبب...‏

منار صباغ: معروف بتنظيمك الشديد سماحة الشيخ؟

الشيخ نعيم قاسم: بسبب وجودنا بمكان، أخبار تتكرر، الأوامر أعطيناها، النتائج سنراها، ما ‏في اتصالات مباشرة. أنا معتاد أنني لا يمكن أن أجلس دون أن أقرأ. اتصلت بأحد الإخوان، قلت ‏له: أرسل لي كتابين أريد أن أقرأ. قال لي: شو بدك تقرأ؟ قلت له: هل الواحد يعطل تفكيره؟ هذا ‏له علاقة بأنني كنت أشعر أنه لديّ استراحة معينة، بالاستراحة أفضل أن أقرأ، ليس لديّ أمور ثانية ‏أقوم بها. هكذا كنت معتاد وما زلت على نفس العادة. هذه لها علاقة بنمط الإنسان، نمط ‏حياته. أما موضوع الشجاعة، أريد أن أقول لك شيء، أنا لست أشجع من هؤلاء المجاهدين ‏الذين يقفون ويصمدون على الخطوط الأمامية، ويعلمون أنه في كل لحظة يمكن أن ينزل ‏عليهم ما لا يُحتمل، وعلى قلوبهم أحلى من العسل. من يرى هذه الشجاعة يدرك أن هذه ‏المسيرة كلها إما على هذا النمط، ومن لم يكن كذلك يصبح خارجاً، لا يستطيع أن يبقى.‏

منار صباغ: سماحة الشيخ، أحياناً تُكتب أمور على مواقع التواصل الاجتماعي، الناس تعبّر، ‏وأنت تتحدث لفتني صبية كتبت قصيدة وأرسلتها، وتتمنى أن تصلك. تقول: "حملت على كفيك ‏جمر القضايا، وصنت العهود بعزم الوصايا، وقفت كطود تحاكي السماء، تعانق بالنور درب ‏المنايا." طويلة هي لكنها تلخص الواقع. إحدى الأخوات كتبت هذا الكلام.‏
نأتي إلى مسار المعركة، سماحة الشيخ. جرى ما جرى، لكن كنت حريصاً، بالرغم من أنه تم ‏اختيارك أميناً عاماً لحزب الله، لم تعلنوا حتى تتثبتوا من شهادة السيد هاشم، مع أنه نتيجة ‏الصهاينة وحصار المكان أو منع أي أحد من الاقتراب إلى المكان؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن قمنا بإجراء احتياطي. قلنا بما أنه حدثت الضربة كما الضربة التي ‏أصابت سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه، يجب أن نعجّل باختيار أمين عام. في 9 تشرين ‏الأول تم الاختيار، أي بعد مرور خمسة أيام على شهادة سماحة السيد الهاشمي، لكن بوقتها لم ‏يكن ببالنا أنه يمكن أن يكون على قيد الحياة، وقت الاختيار، وتبقى الحفريات أنّه ربما كان يمكن ‏أن نفعل شيئاً، لكن الإسرائيلي منع الحفريات. عندما منع الحفريات، لم يعد مناسباً أن نعلن، لأن ‏هناك أحد احتمالين:‏
الاحتمال الأول، أن يكون قد استشهد. هل من اللياقة بعد عدم انتشال جثمان الشهيد ولم يُدفن، ‏ونحن نقوم ونعلن عن أمين عام آخر؟ ما بصير.‏
الاحتمال الثاني، ما الذي يعرفنا، ربما بقي على قيد الحياة، لأنه كان يقول بعض الإخوان أن هناك ‏غرفة محصنة وفيها أوكسجين، ويمكن الاستمرار لفترة من الزمن. هذه خبرية كانت موجودة.‏

منار صباغ: حتى الصهاينة وضعوا هذا الاحتمال؟ بمعنى منعوكم من الوصول، بمعنى لم ‏يتثبتوا؟

الشيخ نعيم قاسم: هو أحد أسباب المنع عند الصهاينة، توقعوا أنه ربما بقي على قيد الحياة. ‏إذاً، ليس صحيحاً أن نعلن نحن قبل التثبت. ومع ذلك، ورغم أن الاختيار كان في التاسع من ‏تشرين الأول، الشهيد السيد الهاشمي رضوان الله عليه نعيناه في 23، وأجلنا حوالي أسبوع ‏تقريباً حتى تمر فترة، لذلك كان الإعلان في 30. هذا له علاقة بأخلاقية التعاطي وله علاقة ‏بالمتابعة.‏
ولأنني كنت نائب أمين عام وكنت أتابع منذ البداية، استمريت بالمتابعة. لكن اختلف الوضع بعد ‏شهادة السيد الهاشمي رضوان الله تعالى عليه، تواصلت مع القيادة العسكرية للمقاومة، قلت ‏لهم: "من الآخر، لا تقولوا لي ماذا ذهب، قولوا لي ما الذي بقي من الإمكانات." قالوا لي: ‏‏"عندنا هكذا، هكذا، هكذا." لأني لم أكن مطلعاً على ما الذي لدينا. قلت لهم: "نستطيع أن نقوم ‏بالوتيرة التالية." نسّقت أنا وهم برنامجاً لكيفية القصف اليومي وأين نستهدف، والطرق، ‏والتفاصيل، ومتى نضرب تل أبيب، ومتى نضرب حيفا.‏

منار صباغ: كان بقرار قيادة وسيطرة على تفصيل؟

الشيخ نعيم قاسم: لا يستطيع المقاوم على الأرض، ولا قيادة المقاومة، أن تخوض هذه ‏الحرب من دون وجود قيادة سياسية التي توجه لتوصل إلى نتائج الحرب المطلوبة. نعم، كانت ‏المتابعة متابعة تفصيلية. إذا تذكرين في وقتها، في 30/9 كانت الكلمة المتلفزة الأولى، ‏والكلمة الثانية كانت في 8/10، وكانت بمناسبة طوفان الأقصى. في 8/10، بعد مرور 11 يوماً ‏من شهادة سماحة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، قلت في هذه الكلمة: "استعدنا القيادة ‏والسيطرة وملأنا الشواغر." صار الإسرائيليون ومن مثلهم يقولون: "ما هذا الكلام؟ يتعرضون ‏لقصف وشهداء، وطلع معهم أنهم ملأوا الشواغرّ" مباشرة أنهيت كلمتي، ومن هنا بدأ الإخوان ‏بالقصف، وبعد أسبوع...‏

منار صباغ: سماحتك، تحدثت في 20/11/2024 عن إرباك، عما وصفته بحالة إرباك حقيقية ‏لمدة عشرة أيام، ثم تم لملمة الموضوع وشرحت تفاصيل. هذه العشرة أيام كيف يمكن أن ‏نفهمها؟ لأن قيل عن السردية التي تريد أن تقدمها، هذه المعركة، معركة أولي البأس، بمحطاتها ‏الكثيرة، وصولاً إلى تفصيل القيادة والسيطرة، بالصاروخ الذي سينطلق ومتى سينطلق، وإلى ‏ما وصفه العدو بالأحد الأسود الذي سبق وبعده بيومين حدث وقف إطلاق النار؟

الشيخ نعيم قاسم: في العشرة أيام، استشهد سيد شهداء الأمة واستشهد سماحة السيد ‏هاشم، رضوان الله تعالى عليه، والقصف كان شغالاً في كل الأماكن. بعض المسؤولين ‏انقطعوا عن السمع، وبعض المسؤولين غادروا الأماكن التي هم فيها وذهبوا إلى أماكن أخرى ‏لم يكن فيها اتصالات، بين بعض المسؤولين وبعض الأماكن الميدانية أيضاً فقد الاتصال. ‏الإسرائيلي كان يعرف ماذا فعل، هو يعتبر أنه عندما يضرب القيادة الأولى ويضرب القيادات ‏العسكرية الأولى والمعاونين، معناها من سيدير الأمور على الأرض؟ طبيعي، عندما تذهب ‏القيادة السياسية والجهادية والمقاومة وتُضرب الأماكن المختلفة، حتى يجتمعوا وحتى تجتمع ‏الناس مع بعضها ويصبح هناك إمكانية للتواصل ويقولوا ماذا سيفعلون، كنا في وضع مربك ‏جداً.‏

منار صباغ: منطق الأمور يقول أن هكذا ضربات يجب أن تُنهي القصة؟

الشيخ نعيم قاسم: ممكن. الهدف الإسرائيلي هو هذا. أنّ هذه الضربات لا تؤدي لزلزلة عشرة ‏أيام فقط، لا، المفروض أن تستمر الزلزلة إلى درجة يحدث إنهاء، هذه الفكرة الإسرائيلية. لكن ‏دعيني أقول أمراً مهماً يجب أن يعرفه الناس، نحن جسمنا كبير كبير بالحزب، لدينا قيادات ما شاء ‏الله، لدينا قدرات كبيرة جداً. صحيح أننا خسرنا القيادة الأولى وبعض القيادات الأولى، لكن ‏المطلوب أن نقوم بتدبير لملأ هذه الأماكن، ونستطيع بشجاعة أن ندخل بالمعالجة، وهذا ما ‏حصل ابتداء من 8/10 عندما بدأت صورة المعركة تتغير، وحدث قصف منتظم، وصار هناك ‏وجبة يومية وترتفع وتنخفض، وتم ضرب لتل أبيب وحيفا، إلى ما هنالك. نعم، نحن استعدنا ‏السيطرة. العشرة أيام التي مرت كانت صعبة جداً لأن القيادة ضُربت، وغُرفت القيادة ضُربت، ‏وضرب التواصل، وهناك ناس استشهدوا. كيف يتصور الواحد أن يكون الوضع؟ نأتي ونقول لا، ‏لا، لا يوجد شيء؟ لا، هذا هو الوضع القائم.‏

منار صباغ: هذه الشفافية والصراحة، هل اكتملت السردية؟ جرى ما جرى، المسار الذي ‏سماحة الشيخ طلت وتحدثت فيه، ووضعت بعض العناوين في إحدى الخطابات، أعتقد في ‏‏27/1/2025، واستخدمت السردية. هل بدأ المشهد يتضح لما جرى؟ هذه الخسائر التي تفضلت ‏بها، الإمكانات، القيادات؟

الشيخ نعيم قاسم: المشهد واضح لدينا تماماً، لكن في بعض التفاصيل نحن بحاجة للتدقيق ‏بها أكثر. نحن كان لدينا مشكلة انكشاف أمني وبعض الخلل، نرى في التحقيق الذي نجريه ‏بالتحديد أين هي التفاصيل التي يجب أن نستخلص منها الدروس والعبر ونحاسب بنفس ‏الوقت.‏
لكن نحن استفدنا من هذه المشكلة مباشرة بمعالجتها في قلب الحرب، يعني مثلًا تغيرت أماكن، ‏وتغيرت وسائل التواصل، وتغيرت أشياء كثيرة خلال هذه الفترة. لا أحب الحديث بالتفاصيل لأنه ‏يكشف بعض الأسرار العسكرية، ولولا هذا لم نكن لننتقل. إذاً، دعيني أقول، ما أسسه سماحة ‏سيد شهداء الأمة، قدس الله روحه، السيد حسن، والعدد الكبير والقوة المقاومة والمعنويات ‏وهذه الإمكانات، ليس بمجرد استشهاد القيادة نخسر كل هذا، لا.‏

منار صباغ: الصهاينة وحكومة العدو تحدثوا عن القضاء على القدرة، ولم يبقَ لدى هذه ‏المقاومة شيء من هذه القدرة. هناك ترويج من العدو ومن يدور في فلك العدو أنه تم القضاء ‏على كل شيء. لكن نعود لواقع الأمور، نذكر الأحد الأسود، الكثافة التي جرت، يحتار المرء أيهما ‏نصدق؟ بمعنى، حقيقة القدرة لدى هذه المقاومة؟

الشيخ نعيم قاسم: أنا أقول لك أكثر من ذلك، كيف قضى على كل القدرة؟ وابتداء من 8/10 ‏إلى يوم الاتفاق، كان لدينا وتيرة يومية من القصف بالصواريخ وبالطيران، وصمود الشباب ‏الموجودين على الحافة الأمامية، وكان صموداً أسطورياً، لم يسمح للإسرائيلي بأن يقترب ولا ‏يستطيع أن يحقق أهدافه الميدانية.‏

منار صباغ: توقعاته كانت 15 يوماً، لكن ما جرى شهر ونصف؟

الشيخ نعيم قاسم: لم يستطيعوا الاقتراب. أنا أرجّح، لو استطاعوا الاقتراب، ليس فقط نهر ‏الليطاني، ما الذي يمنع من الوصول إلى العاصمة بيروت؟ لا شيء يمنع، لأن تكرار تجربة سنة ‏‏1982 موجودة في أذهانهم. 75,000 من الضباط والجنود الإسرائيليين على الجبهة حتى ‏يتقدموا مئات الأمتار، لا، على أساس أن يكتسحوا ويكملوا إلى الأمام، لكن الصمود الأسطوري ‏للشباب، الإمكانات التي استُخدمت وكانت ما زالت موجودة ومتوفرة، وعندما استمرينا حتى ‏وقف إطلاق النار، يحصل وقف إطلاق النار فقط بسبب الأحد الأسود بالنسبة لهم، قبل أربعة ‏أيام، حتى كل المسار، حتى قصف تل أبيب وضرب مركز غولاني، وحتى الوصول إلى بيت ‏نتنياهو، كل هذه كانت من العوامل التي دفعت الإسرائيلي ليقول إنه مستعد للدخول في ‏الاتفاق. عندما حصل الدخول في الاتفاق، كان بناءً على أن هناك قدرة موجودة، ونحن عندما ‏أوقفنا يوم الاتفاق، أوقفنا ولدينا قدرة. هذه القدرة، يسميها 30%، 50%، 20%، لا يهمني ‏ماذا يسميها. المهم أن هذه القدرة تحت أيدينا، قادرون على استخدامها، واستعملناها بالطريقة ‏المناسبة، ووصلنا للاتفاق، ولا زالت هذه القدرة موجودة.‏

منار صباغ: قالها الرئيس بري أنه تستطيعون أن تكرروا ما جرى في هذا الأحد أكثر من مرة خلال ‏التفاوض؟

الشيخ نعيم قاسم: أكيد، هو يعرف هذا الأمر، وكانت المراسلات مع الرئيس بري متكررة، ‏وحتى عندما كنا نناقش الاتفاق كان يرسل لنا المضمون، ونرسل الملاحظات، ويرسل رأيه، ‏ونرسل رأينا. كنا مهتمين دائماً أن نضعه في جو الجبهة، وهو كان يتابع. نحن لم نحاور عن ‏ضعف، لكن نحن هذه المعركة لا نريدها بالأصل، كنا نعلن، سماحة السيد أعلن، قدس الله روحه، ‏وأنا أعلنت، نحن لا نريد هذه المعركة. فإذا جاء وقت وقال الإسرائيلي أنا أوقف وتحت سقف ‏الـ1701 لم يكن لدينا أي مانع، ولذلك وقفنا. إلى اللحظة الأخيرة، قدراتنا كانت موجودة ‏بالمقدار الذي نستطيع أن ندير فيه استمرارية المعركة.‏

منار صباغ: بما أنك ذكرت بعض الأهداف التي حصلت خلال الحرب، سماحة الشيخ، البعض ‏منها يمكن تصنيفه ضمن بنك الأهداف، لكن ملاحقة والوصول إلى مطبخ الطعام أو حيث ‏يتواجد جنود النخبة للعدو، بمعنى أن الاستعلام على طول المعركة كان يعمل بالرغم من كل ‏الخسائر التي جرت؟

الشيخ نعيم قاسم: خبرة الشباب بالمقاومة وقيادات المقاومة خبرة عالية جداً، وبالتالي ‏معرفتهم، اطلاعهم، كشف المواقع، تحديد الأهداف، بالنقاط ‏X‏ وY‏ وهكذا. لدينا خبراء لديهم ‏رُقي، ولذلك لا يجب أن يستغرب أحد إصابتنا لهذه الأماكن بحساسية وبطريقة دقيقة. كنا دائماً ‏نقول إننا نصيب أهدافاً عسكرية، وكنا نستهدف أهدافاً عسكرية، ولم نستهدف أهدافاً مدنية.‏

منار صباغ: كان بإمكانكم استهداف أماكن أخرى بسهولة أكثر لو أردتم؟

الشيخ نعيم قاسم: صحيح. الأهداف المدنية لا تحتاج لكثير من الدقة، بل الأهداف العسكرية ‏تحتاج لدقة. نحن كل أهدافنا كانت عسكرية لأننا كنا نعتبر أنه يجب أن تبقى المعركة في الإطار ‏العسكري، لا نريد أخذها إلى الموضوع المدني.‏

منار صباغ: والمرافق العامة، بمعنى المطار؟

الشيخ نعيم قاسم: لا، لم نأخذه. حتى عندما قالوا "نزل قرب المطار"، لم يقولوا المطار، لأننا ‏لم نستهدف المطار عملياً.‏

منار صباغ: لو أردتم، كان جرى؟

الشيخ نعيم قاسم: أينما أردنا كان يمكننا القصف، لكن قرارنا كان فقط قصف الأهداف ‏العسكرية. لأنه إذا وسعنا إلى الأماكن المدنية، فهذا يعني تقديم ذريعة للعدو حتى يزيد في ‏إجرامه على المدنيين. هو، من دون مبرر، كان يستهدف المدنيين بطريقة غير عادية. نحن في ‏الحقيقة كنا نود تعطيل القدرة ونؤذي القدرة، ومن يعطل القدرة ويؤذي القدرة يستهدف ‏العسكر، لا يستهدف المدني. المدني فشة خلق، ولم يكن هذا هدفنا.‏

منار صباغ: حتى لا أغرق كثيراً في التفاصيل، الجميع الآن يتعامل مع المقاومة برموش العين، ‏وكل فرد من هذا المجتمع المقاوم يشعر أن لديه مسؤولية تجاه المقاومة وكأنه استخلص ‏العبر مما جرى، ويسير إلى جنبها وأحياناً يسبق القيادة بالوعي.‏
أود أن أوجز بكلمة، اليوم هذه الناس التي نزلت ولبت وإنا على العهد وخلفكم لن تسقط لنا راية، ‏المقاومة بخير؟

الشيخ نعيم قاسم: المقاومة بخير ومستمرة، لكن جُرحت وتأذت وحدثت لديها تضحيات. لكن ‏هل يتوقع أحد أن تستمر المقاومة من دون تضحيات؟ الآن هناك تضحيات كبيرة، نحن نعرف ‏هذه التضحيات الكبيرة أين قُدمت، وفي مواجهة من؟ إسرائيل بكل إجرامها، وأمريكا بكل ‏طغيانها وإجرامها وإمكاناتها وكل أسلحتها، وشاركتها دول أوروبية، كلهم جميعاً جمعوا كل ‏إمكاناتهم الإعلامية والسياسية والعسكرية والثقافية والتعبوية، ولم يتركوا إجراماً في الدنيا إلا ‏واستعملوه وصبوه من خلال الإسرائيلي حتى يواجهوا هذه المقاومة في فلسطين ولبنان. هذا ‏ما نحن نواجهه.‏
إذًا نحن نواجه خطراً كبيراً جداً، من يود مواجهة خطر كبير عليه أن يسأل: كيف خرجت بعد الخطر؟ ‏لا يُسأل كم تكلفت، لأنه مهما دفعنا، هذا له علاقة بحجم المعركة. حتى الإسرائيلي، ألم يخسر؟ ‏خسر الإسرائيلي ودفع الإسرائيلي، وكل مستوطناته ومستوطنيه لم يعودوا. وأكثر من مئة ألف ‏مستوطن حتى الآن ما استطاعوا العودة، كل هذه خسائر في الاقتصاد، والعسكر، وقتل الجنود، ‏والصرخات التي كان يصرخها الجنود الإسرائيليون. علينا أن ننظر إلى أن العدو يدفع. نحن دفعنا ‏ثمناً كبيراً، نعم، دفعنا كثيراً، لكن المقاومة مستمرة، الحمد لله، هذا المشهد، ماذا يقول هذا ‏المشهد؟ يقول إن المقاومة مستمرة.‏

منار صباغ: المعركة أيضاً مستمرة، سماحة الشيخ. نأتي إلى مسار بعض الالتباسات بموضوع ‏كواليس الاتفاق والـ1701، علماً أنكم في أكثر من خطاب، سماحة الشيخ، كررتم العبارة وكنتم ‏تؤكدون على جنوب الليطاني وهذا الاتفاق، وتكررون وتكررون. اليوم فرصة لنتحدث أكثر لأن ‏حجم الشائعات كبير، وورقة سرية وخديعة. ودعنا نقول إنه ليل الجمعة السبت على سبيل ‏المثال، الغارات، لعلها الأعنف، وكأنه أعاد الحرب وعدوان شامل يقوم به هذا العدو من خلال ما ‏يقوم به من اغتيالات، من غارات، وغير ذلك من ارتكابات بحق السيادة وهذا الشعب؟

الشيخ نعيم قاسم: الاتفاق واضح، وأنا سأروي هذه المرة سردية الاتفاق ليكون الجمهور وكل ‏المعنيين عارفين تماماً ما هو هذا الاتفاق. هذا الاتفاق أُعلن ووزع ونُزل في وسائل الإعلام.‏

منار صباغ: لا يوجد أوراق سرية؟

الشيخ نعيم قاسم: أي أوراق سرية؟! هذا اسمه اتفاق، هذا الاتفاق، يأتي واحد ويقول ‏الأمريكي اتفق مع الإسرائيلي، أنا ما علاقتي، هو يسألني عندما يتفق مع الإسرائيلي. هو، ‏بطريقة ضغوطاته على الإسرائيلي، حتى يفعل الإسرائيلي كما يريد، يعده وعوداً معينة، ما لي ‏علاقة بها. لا يوجد اتفاق سري ولا يوجد بنود تحت الطاولة. هذا هو الاتفاق. هذا الاتفاق فيه ‏كلمة جنوب نهر الليطاني خمس مرات، خمس مرات، يقول إن جنوب نهر الليطاني هو الإطار ‏الذي يجب أن نعتمد عليه. ماذا يقول هنا: "فإن القوات العسكرية والأمنية الرسمية اللبنانية ‏والبنية الأساسية والأسلحة ستكون المجموعات المسلحة والأسلحة والمواد ذات الصلة ‏الوحيدة المنتشرة في منطقة جنوب الليطاني". وفي محل آخر: "بمنطقة جنوب الليطاني ‏تفكيك كافة المرافق غير المصرح بها. في منطقة جنوب الليطاني تفكيك كافة البنية الأساسية ‏والمواقع العسكرية". خمس مرات، يعود ويقول: "سوف تنتشر القوات المسلحة اللبنانية ‏وتُقيم الحواجز ونقاط التفتيش على جميع الطرق على طول الخط الذي يحدد منطقة جنوب ‏الليطاني".‏
خمس مرات ورد جنوب الليطاني. هذا الاتفاق هو جزء من الـ1701 لإنهاء هذا العدوان. واضح ‏جداً، على إسرائيل أن تنسحب، وكل ما فعلته خلال الـ60 يوم هو خروقات، لأنها ليس لديها حق. ‏على إسرائيل إن كان لديها ملاحظة العودة للجنة، لكن اللجنة رئيسها "حاميها حراميها"، رئيسها ‏أمريكي، وبالتالي هو يسهل.‏

منار صباغ: أنتم قبلتم بهذا؟ أنتم كنتم تعلمون أن هذا هو الاتفاق؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن وافقنا على الاتفاق على قاعدة أن الدولة اللبنانية ستتابع الاتفاق، ‏وجزء من الاتفاق سيكون فيه لجنة إشراف. ليس لدينا خيار أن نحدد لجنة الإشراف التي تعجبنا. ‏نحن دخلنا إلى النقاط، النقاط بالإجمال مقبولة وهي تحت سقف الـ1701، لذلك نحن أوقفنا ‏بناءً عليه، واعتبرنا أن الدولة باتت مسؤولة. لكن إسرائيل قامت بالخروقات وتدّعي أنها تواجه ‏الحزب، وأن الحزب لم ينفذ.‏

منار صباغ: يأتون بالحاخامات إلى موقع العباد؟

الشيخ نعيم قاسم: وأن الجيش اللبناني لم ينتشر! كم مرة الجيش اللبناني أصدر بيانات أنه ‏منتشر وجاهز للانتشار؟ الإسرائيلي لا يسمح لنا بالانتشار. ‏
أما قصة إدخال الحاخامات إلى موقع العباد، فهذا أكبر دليل أننا نحن لسنا أمام عدوان في ‏مرحلة، نحن أمام مشروع إسرائيلي كبير من المحيط إلى الخليج. لكن عندما لا يستطيع هضم ‏اللقمة ينتظر فرصة ثانية. يا عمي تذكروا، عندما وصلت إسرائيل إلى العاصمة بيروت سنة ‏‏1982، ماذا قالت الهدف؟ أنها ستواجه الفلسطينيين. ذهب الفلسطينيون إلى تونس وارتكبوا ‏فيهم مجزرة صبرا وشاتيلا. وماذا بعد؟ لماذا بقي الإسرائيلي حتى سنة 2000؟ من 1982 وحتى ‏العام 2000؟ لماذا الإسرائيلي شكل جيش لبنان الجنوبي؟ ولماذا الإسرائيلي عمل على إقامة ‏منطقة يجعلها مستقلة عن الدولة اللبنانية؟ لأنه يريد بناء مستوطنات وتوسعة الكيان ‏الإسرائيلي. من الذي أخرج الإسرائيلي؟ المقاومة أخرجت الإسرائيلي، بالتعاون مع الجيش وكل ‏المقاومين الشرفاء والشعب. لكن من أخرج الإسرائيلي؟ 18 سنة الإسرائيلي لم يخرج، ما هو ‏المبرر؟ إذا المبرر الفلسطيني، أنت أخرجت الفلسطيني، معناه أن لديه خطة. نحن دائماً نقول: ‏الإسرائيلي من الخطأ النظر إليه على أنه دخل إلى قطعة أرض ولديه سبب ولديه مبرر. الإسرائيلي ‏صاحب نظرة توسعية، عندما يقول إن لديه في موقع العباد أحد يريدون تقديسه، وقبلها قرب ‏شمع، يأتي عالم الآثار حتى يرى ما الذي يوجد، وبعدها ربما يصلون إلى قانا وأماكن أخرى. ما ‏الذي يظهر بالنهاية؟ يتبين أن هناك مقدسات موجودة في لبنان، يحتاجون للدخول لحمايتها، ‏وبالتالي ضم أجزاء من لبنان إلى الكيان الإسرائيلي. ليسمع من لا يسمع: إسرائيل لديها نوايا ‏توسعية. سنة 1982 عندما خرجت سنة 2000 بفعل المقاومة، تعطل مشروع لها، لكن لم ‏تتعطل الأهداف التي تريدها. استمرار إسرائيل في العدوان كل مرة، العدوان سنة 2006 أيضاً ‏كان يستهدف تكرار التجربة، لم يستطيعوا. الآن بهذا العدوان، يسعون لتكرار التجربة، أيضاً لن ‏يستطيعوا.‏
أنا أقول للإسرائيليين: حتى لو بقيتم في هذه النقاط، كم ستبقون؟ هذه المقاومة لن تدعكم ‏تستمرون. المقاومة وشعب المقاومة لن يدعكم تستمرون. الآن هناك فرصة، الدولة اللبنانية ‏تتابع، ونحن موافقون أن تتابع.‏

منار صباغ: هناك منطق حروب الآخرين على أرضنا، تكون ثقيلة هذه الجملة بمعنى قيل: حروب ‏مَن؟ هذه غارات يقوم بها العدو تشمل مساحات واسعة من الجنوب اللبناني، صهاينة، ‏حاخامات يحضرون بكل وضوح، يتحدون الجيش، اعتداءات وكل شيء، ويأتي من يقول لك ‏حروب الآخرين على أرضنا؟

الشيخ نعيم قاسم: خلصنا من قصة حروب الآخرين، هم سيبقون يتحدثون بهذا المنطق لأنه ‏ليس لديهم منطق. من يقاتل لبنانيون، ومن يستشهد لبنانيون، والأرض التي تُحتل لبنانية.‏

منار صباغ: يقول لك المشروع ليس لبناني؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن أصحاب مشروع تحرير الأرض. هل يأتي أحد من اللبنانيين ويقول لي ‏إن هناك تدخلات خارجية فليُعلن أمام الناس هل هو يوافق أن تحتل إسرائيل لبنان أو جزءاً من ‏لبنان؟ سيقول لا. أقول له: الفارق بيني وبينك، إذا أنت تقول لا وأنا أقول لا، أنني أقول كحزب الله ‏والمقاومة: إذا استمر الاحتلال، لا بد من مواجهته بالمقاومة والجيش والشعب. أنت تقول: إذا ‏استمر الاحتلال، سنقبل ونبقى بالدبلوماسية، حتى لو الدبلوماسية خسرتنا لبنان. نحن لسنا ‏كذلك.‏

منار صباغ: سنأتي بالتفصيل، سماحة الشيخ، للحديث عن هذه المرحلة، مسؤولية الدولة ‏اللبنانية، كيف ستقاربون هذه المرحلة؟ البعض يصفها بالأفخاخ، بالمرحلة الصعبة جداً، وغير ‏ذلك من العناوين. وزير خارجية لبنان يستخدم عبارة أن "حزب الله يعطي ذريعة للمجتمع الدولي ‏حتى لا يضغط على إسرائيل"، هذه عبارته، يقول: "كيفني معك؟" لأحد الإعلاميين؟

الشيخ نعيم قاسم: والله، أنا أرى أن وزير الخارجية هو الذي يعطي الذريعة لإسرائيل، يقول لها: ‏هناك ناس في لبنان يبررون لك الاعتداءات المختلفة. لا يناسب أبداً أن يصدر هذا المنطق من ‏أي مسؤول في الحكومة، خاصة وزير الخارجية. نحن أمام عدوان إسرائيلي، نحن التزمنا بالاتفاق، ‏‏2000 خرق إسرائيلي حتى الآن، الجيش اللبناني هو الذي يعلنهم ويتحدث عنهم. ولو، أخرج وقل: ‏على إسرائيل الخروج، قل: لا نقبل أن تكون إسرائيل محتلة. نحن التزمنا كحزب، نحن التزمنا. أين ‏نعطي ذرائع في قلب الجنوب؟ نحن خرجنا من جنوب نهر الليطاني، وتسلم الجيش اللبناني. ‏يقتلون أشخاصاً ويعتدون على أشخاص في سياراتهم المدنية، في بيوتهم، في أماكن بعيدة عن ‏المواجهة. من يواجه على الحدود؟ من يقف على الحدود؟ أين هي الذريعة؟ لا يوجد ذريعة. ‏إسرائيل ليست بحاجة لذريعة، لكن لا يليق بمسؤولين لبنانيين أن يتحدثوا بهذا المنطق.‏
أنا أتفهم أن هناك ناساً تتحدث هكذا مما يسمون أنفسهم "سياديين"، لكن أقول لهم: التفتوا، ‏نحن بوطن واحد، يجب أن نتعامل مع بعض، ونكون إيجابيين تجاه بعض. ولو كلمة واحدة فقط، ‏اعترضوا على إسرائيل. كل جمعة، مرّروا كلمة أن "إسرائيل يجب أن تنسحب"، هل بلعت ‏ألسنتكم؟ لم يعد بإمكانكم التحدث بكلمة عن إسرائيل؟ ما في إلا أن تتحدثوا عنا، أنه نحن يجب ‏أن نقوم بإجراءات، نحن يجب أن نتخلى عن السلاح، نحن يجب ألا نعود مقاومة؟ لن نوقف ‏مقاومة والذي يطلع بيدكم يطلع، وسنرى إلى أين ستصلون بالنهاية. يا جماعة، الأرض محتلة، ‏وتقول لي اترك إمكاناتك، لمَن؟ للإسرائيلي؟ وتبرر للاحتلال الإسرائيلي؟ لماذا تزعل عندما ‏يقولون عنك أنك تعمل بالمشروع الإسرائيلي؟ طالما المنطق واحد والكلام واحد، اخرجوا فقط ‏من هذه القصة، آمنوا بأننا نعيش مع بعض.‏

منار صباغ: هذا الخطاب، بخضم الحرب، تحدثت عن الحضور بالحياة السياسية، والمشروع، ‏وكل هذه العناوين. سأطرح الكثير من النقاط من محطة انتخاب الرئيس، البيان الوزاري، ‏التحديات، التعيينات، كل هذه الإطلالة على المشهد الداخلي بالمحور الثاني معكم، سماحة ‏الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم. ولكن اسمحوا لنا، مشاهدينا، أن نذهب إلى ‏هذا الفاصل ونعود لنستكمل هذا الحوار، "حوار الأمين".‏

منار صباغ: أجدد الترحيب بكم دائماً ضمن هذه الحلقة الخاصة بعنوان "حوار الأمين"، وأرحب ‏وبكل سرور بضيف المنار العزيز جداً، سماحة الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم ‏قاسم. شكراً لكل الوقت، ونحن أيضاً كسبانين بمحاضراتكم. هذه فرصة، حيث أن كل يوم اثنين ‏هناك محاضرة رمضانية تتعلق بالمفاهيم وبالعناوين الثقافية والدينية التي دائماً تعملون بها، ‏كل اثنين عند الثامنة والنصف.‏

الشيخ نعيم قاسم: بصراحة، أنا لا أحب أن أغادر الموضوع الثقافي، لأنني أعتبره أصلاً، وهذا ‏إن شاء الله سأستمر فيه بطرق مختلفة. لكن لا أغادر الموضوع الثقافي لمصلحة أي موضوع ‏آخر، لأنه هو يعطينا السياسة، ويعطينا المقاومة، وهو يعطينا المستقبل، وهو يعطينا الولاية، ‏وهو يعطينا استمراريتنا على العهد لسماحة السيد حسن، رضوان الله تعالى عليه. هذه البنية ‏الأساسية التي يجب أن تبقى مرسخة بمفاهيمنا.‏

منار صباغ: نأتي إلى الشق الداخلي، المعركة لها دائمًا وجهين، مرحلة 2006 كانت المعركة ‏الداخلية أيضًا قاسية، وقاسية جدًا، ووصلت الأمور لذروة الذروة في 2008، اليوم الأمور تبدو ‏وكأنها أصعب، هناك من يقول أنّ الواقعية السياسية لدى حزب الله فاجأت الجميع، الواقعية ‏السياسية تنزع الذرائع وتقطع الطريق على فرص يلهث إليها البعض، وكانت هناك محطات ‏كثيرة، من خطاب القسم، بالرغم مما ورد فيه بموضوع حصرية أو احتكار الدولة لحمل السلاح، ‏إلى البيان الوزاري، إلى كل مفصل من المفاصل، التي يبدو منها وكأنّ هناك استعجالًا‎.‎
ودعني أنقل قليلًا كيف الناس فاهمة سماحة الشيخ، أنهم ينتظرونا، أي هناك من يعد العدة ‏للذهاب بعيدًا حتى ينفذ مشروعه، ولكن كأنكم تفوتون عليه الفرص بالطريقة والأدب‎.‎

الشيخ نعيم قاسم: فليعرف الجمهور شيء أساسي، نحن حزب الله، لدينا ثوابت وقناعات، ‏ولدينا أساليب تحرّك بحسب الظروف والمعطيات. تحدّثنا في محضر التشييع بأنّ ثوابتنا ما زالت ‏كما هي، ثوابتنا التي علّمنا إياها سماحة السيد حسن، والتي عملنا على أساسها، نحن جماعة ‏مرتبطون بالولاية، مؤمنون بظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، حاملون ‏لواء الإسلام المحمدي الأصيل على نهج الإمام الخميني (قدّس سرّه) وقيادة الإمام الخامنئي ‏‏(دام ظلّه)، كجزء من سلسلة النبوة والإمامة والقيادة الإسلامية التي توصلنا إلى سعادتنا نحن، ‏وليس سعادتهم هم، سعادتنا نحن، هم يعملون من أجلنا، نحن أصحاب العلاقة، نحن الذين نريد ‏لمجتمعنا أن يرتقي، نحن نرتقي بعلاقتنا مع الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، ‏ونرتقي بانسجامنا مع هذا الخط الإسلامي الأصيل‎.‎
الأنبياء جاءوا، لماذا جاءوا؟ النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لماذا جاء؟ "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ ‏لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"، هذا المنهج، هذا منهج ‏اعتقادي بالنسبة لنا، هذا لا نغيّره. ‏
ثانيًا، موضوع المقاومة لتحرير الأرض، عندنا إسرائيل التي غصبت فلسطين لتغصب المنطقة، ‏هي لم تغصب فلسطين لتأخذ مكان أهلها، إسرائيل توسعية، إسرائيل لن تكتفي بما هي عليه. ‏كيف نقدر أن نواجه نحن؟ علينا أن نواجه لنحرر أرضنا، والمشروع الكبير تحرير فلسطين، يعني ‏سنساعد الفلسطينيين على التحرير، وهذا جزء لا يتجزأ من مصلحتنا في لبنان، لكي نحمي أنفسنا ‏ونحمي المنطقة. في النهاية، نحن نعمل في الزاوية التي نحن فيها، والتي نقدر عليها، وهذه ‏قناعتنا بالموضوع‎.‎
الأمر الثالث، نحن مع بناء دولة قادرة وعادلة، لكي تتمكن من تلبية مصالح الناس، وعندما ‏تصدينا للانتخابات النيابية، والمشاركة بالحكومة، والانتخابات البلدية، تصدّينا لكي نمثل الناس ‏ونقدم تجربتنا، والحمد لله، تجربتنا رائدة، وإلى الآن أعيد وأقول نحن مستمرون‎.‎
رابعًا، شهداؤنا، وعلى رأسهم سماحة السيد، ذخيرة ومدرسة. وهنا توجد فكرة أعجبتني، وقلت ‏سأذكرها، خلال الفترة الماضية، كان بعض الإعلاميين ومن يجرون المقابلات، عندما يذهبون ‏لمقابلة أحد، يقولون له: "ما هو تعليقك على هذا الحزن العميق الذي أصابنا، وهذه الفاجعة ‏الكبيرة التي ألمّت بنا؟". طبعًا، عندما يبدأ بالفاجعة، فالمُجيب سيُفجّع أكثر‎.‎
كنت أنظر وأقول ضعوا مع الفاجعة تبريكات.‏
منار صباغ: السيد القائد قال حزننا من سنخية الحزن على الإمام الحسين، يعطي دافعية.‏

الشيخ نعيم قاسم: فلنأخذ دفعًا للأمام، مرة كنت أشاهد التلفاز، هناك امرأة أعتقد في عمر ‏‏35 سنة أو 40 سنة، يسألها المذيع، "ما رأيك بهذه الفاجعة التي أُصبنا بها؟‎"‎، فقالت له: ‏‏"ولماذا تقول فاجعة؟ الله عز وجل قال لسماحة السيد حسن: 'عملتَ الذي عليك وزيادة، ‏وسأريحك وأعطيك أعلى وسام، وسام سيد شهداء الأمة، فلنذهب نحن ونحمل مسؤوليتنا، ‏ونكون أهلًا أننا نحن أبناؤه ونحن مستمرون في مسيرته، لنشمّر وننزل على الساحة ونبدأ ‏العمل‎."‎فكرة جميلة، نحن هكذا، نريد أن نتابع بعد سماحة السيد حسن في هذا الإطار. ‏
حسنًا، اليوم إذا كانت هذه ثوابتنا، جيد، هم مسرورون بأنّنا واقعيون، وسأقول لك شيئًا. ‏
منار صباغ: عذرًا، لكن لأوضح الفكرة قليلًا، يُفهم كلام سماحة الشيخ نعيم قاسم وكأنه يعني ‏هذه موازين القوى ونحن نحضّر أنفسنا لخلع الزي العسكري ونضع السلاح جانبًا، وإنهاء هذا ‏الملف، والبدء بالعمل السياسي، وكأنّ الحزب كان خارج المشهد السياسي اللبناني الداخلي.‏

الشيخ نعيم قاسم: نحن عندما نقول أنّ المقاومة مستمرة، نحن ونتحدث عن الدولة القوية، ‏ماذا يعني مستمرة؟ بالكتب!؟ مستمرة في الميدان. عندما شارك عناصر وحدة الرضوان في ‏التشييع، ما الرسالة من هذا المشهد؟ أنّه نحن هنا، وليس معناه أننا غائبون. ‏

منار صباغ: كان مقصودًا هذا المشهد؟

الشيخ نعيم قاسم: طبعًا كان مقصودًا هذا المشهد، لأننا نريد أن نقول ما زلنا موجودين في ‏الساحة، ما زلنا مستمرين.‏
الذي تغير – وقد ذكرت ذلك سابقًا وسأعيد التأكيد عليه – نحن في مرحلة جديدة بلا شك، لكن ‏هذه المرحلة لم تتغيّر فيها الثوابت، بل ستتغيّر فيها أساليب وطرق وأزمنة.‏

منار صباغ: هل سينعدم العمل المقاوم في هذه المرحلة؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: لا، لا، العمل المقاوم من الثوابت، كيف يمكن أن ينعدم العمل المقاوم؟ ‏إذا انعدم العمل المقاوم سيبقى هناك لبنان أصلًا؟ لا يعود هناك لبنان، فقط تنتظرين بضع ‏سنوات حتى يتم ابتلاعه. مجرد إسقاط النظام في سوريا جرى ابتلاع 400 كيلومتر مربع من ‏منطقة الجولان. هل تعلمين أن غزة بأكملها تبلغ 360 كيلومترًا؟ أي أنهم أخذوا ما يزيد عن ‏مساحة غزة، ودمروا كل القدرات العسكرية الموجودة للجيش السوري. والآن، أيضًا، يتدخلون ‏في مواقع عديدة، يقتربون، يبتعدون، يجردون السلاح. هذا المشهد كُنّا لنراه في لبنان لولا ‏وجود المقاومة. المقاومة منعت إسرائيل. البعض يسأل الآن: ماذا ردعت المقاومة؟ نعم، لقد ‏ردعت. لم تسمح لإسرائيل بالاقتراب، لم تسمح لإسرائيل بالاحتلال، لم تسمح لإسرائيل بالتوسع ‏في الأرض. الإسرائيليون يعرفون اليوم جيدًا أنه إذا لم يخرجوا من الأرض، فسوف يُواجهون ‏مقاومة، ليس الآن، بل لاحقًا، لاحقًا متى؟ بعد يوم، بعد شهر، بعد كم من الوقت، لا أعلم. لكننا ‏صابرو، لأنّ الدولة الآن مسؤولة، ولكن هذا لا يعني أنّ الأمور ستظل على هذا النحو دائمًا، يجب ‏أن يدركوا ذلك.‏
فإذا هناك تغيرات حدثت، فعلينا أن نغير في التكتيك والأسلوب. ماذا نقول للناس؟ نقول إنه ‏الآن، ليس كلما شنّت إسرائيل ضربة سنرد، كما كنا نفعل سابقًا، لا، كانت هناك معادلة، هذه ‏المعادلة لم تعد قائمة بهذا الشكل، سيكون هناك معادلات جديدة، وبالتأكيد المعادلات ‏الجديدة لن نسمح بترسيخها بطريقة إسرائيلية، بل سنعمل على ترسيخ معادلة تحمي مستقبلنا، ‏وتحمي بلدنا، وتؤدي إلى خطوات نحو التحرير. من بين هذه المعادلات التي نعمل عليها الآن، ‏إعطاء الدولة الفرصة الكاملة للعمل السياسي، حتى نثبت لكل العالم أنّ هذه إسرائيل لا تخرج إلا ‏بالضرب، ولا تفهم إلا بالسلاح.‏

منار صباغ: رئيس الحكومة سمعهم مباشرة في الجنوب، من الناس، سمعهم في النبطية، في ‏أكثر من منطقة حدودية، وقال له: "أنت ستعيد لي هذه الأرض بالحوار؟" الناس، بمعنى آخر، ‏ليسوا صابرين على ألا تقاوم. ‏

الشيخ نعيم قاسم: الآن، كل ما أريد قوله للناس: تمهّلوا قليلًا، اصبروا علينا. عادة في ‏الحروب، يكون هناك استراحة. الآن، استريحوا، اطمئنوا أنّ قيادتكم ومقاومتكم وهؤلاء ‏الشباب الأسطوريون الذين وقفوا في المواجهة، هؤلاء موجودون، هؤلاء لديهم عقول تزن ‏بلدًا، ولديهم إيمان يحطم الطواغيت. عندما يكون لدي عقل وإيمان، فهذا يعني أنه يجب أن ‏أتصرف التصرف المناسب في الوقت المناسب. وسأقول لك شيئًا، نحن والمقاومة وأيضًا ‏الناس، أشد بطولة وعزيمة من الوقت الذي كُنّا نقاتل فيه، لماذا؟ نعم، الآن نحن أشد قوة، ‏لماذا؟ يقولون في الدراسات النفسية والترتيبات التي يقارنوا فيها بين القتال والصبر، من ‏يتمكن من الصبر في اللحظة المناسبة هو أقوى ممن يقاتل في اللحظة غير المناسبة. لا يظن ‏أحد أنّ هذا الصبر هزيمة، لا، لا، هذا صبر أخذناه بقرار، إمكاناتنا عندنا، شعبنا معنا، اتجاهنا ‏موجود، ثوابتنا مستمرة، حضورنا قائم. لكننا نعتبر أنّ هذا التوقيت علينا أن نصبر فيه قليلًا، لنرى ‏أين سيصل الاتفاق. ‏
فإذًا، إذا كان انطباع الآخرين عنا أننا موضوعيون وواقعيون، فهذه نعمة، الحمد لله. تقييم جيد، ‏فنحن لسنا سوى ذلك، حزب الله دائمًا واقعي وموضوعي، لأنه يتصرف وفق الموازين، ولا ‏يتصرف بطريقة عشوائية.‏

منار صباغ: في هذه المرحلة، ألا تشعرون أنّ الخناق يضيق والحصار يشتد بأدوات كثيرة؟ دعني ‏آخذ نموذجًا، مثلًا، يفترضون أنّ هناك وقائع جديدة في سوريا قد ضيّقت على المقاومة عند ‏الحدود البرية، أنّه اليوم، تم إيقاف الطائرات الإيرانية بطريقة، قد تم الحديث عن الكثير من ‏الذرائع، من أعلى المستويات في الدولة إلى ما يُسرَّب هنا وهناك.‏

الشيخ نعيم قاسم: سأقول لك شيئًا، اليوم الهجمة السياسية علينا من قبل أميركا، وتستعين ‏بإسرائيل وبعض الأدوات في المنطقة وفي لبنان، هي هجمة سياسية كبيرة جدًا جدًا جدًا، ولن ‏يسمحوا لنا بالراحة. نحن نعتبر أننا في هذه المرحلة، لكن نحن لدينا أيدٍ وعقول وإيمان، ومن ‏يفهم ذلك فليفهم. لن يتمكنوا من المرور كما يريدون، قد يحققون شيئًا في مكان ما، قد ‏يزعجوننا في موضع ما، ولكن علينا أن نواجه.‏

منار صباغ: نحن محاصرون الآن؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: حتى مع الحصار، نحن سنواجه، سنواجه بالطريقة المناسبة، المواجهة ‏تارةً تكون سياسية، تارة إعلامية. ‏

منار صباغ: الطائرات الإيرانية ماذا؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: هذا الموضوع يتم متابعته حاليًا، إن شاء الله نصل إلى نتيجة. أنا لا أتوقف ‏عند كل تفصيل على حدة، أنا أقول أنّ هناك هجمة عامة علينا، يحاولون التضييق علينا، إلى درجة ‏أنه جاءت المندوبة الأميركية لتقول: "يُمنع دخول حزب الله إلى الحكومة"، ودخلنا. قالت: "يُمنع ‏أن يكون هناك ممثلون للحزب"، الموجودون في الحكومة يمثلوننا، وماذا بعد؟ هذه مواجهة، ‏كل نقطة لها طريقة في عملية المواجهة. هل هناك حصار علينا؟ نعم، هناك مواجهة لنا ‏ستكون صعبة، نعم، ولكن نحن علينا أن نبحث عن الطرق التي نتمكن من خلالها من تحقيق ‏النصر وتجاوز بعض المصاعب، في مواضع معينة قد نصبر فيها، في مواضع معينة قد ننتقل ‏إلى مكان آخر. ‏

منار صباغ: يبدو وكأنهم يريدون أخذنا إلى مكان آخر، بمعنى إدارة الظهر لدول شقيقة وصديقة ‏للبنان، تغيير الهوية، هناك مسار جديد. ‏

الشيخ نعيم قاسم: إلى أين يريدون أن يأخذونا؟ لا يستطيعون أخذنا.‏

منار صباغ: التطبيع؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: هم لا يأخذوننا نحن إلى التطبيع، بل إنهم يأخذون دولًا معينة هي تريد ‏الذهاب نحو التطبيع. المشكلة هناك أصبحت، إذا افترضنا أنه حصل تطبيع بين الكيان ‏الإسرائيلي ودولة من هذه الدول، هل يعني ذلك أننا معنيون؟ لا، نحن ليس لنا علاقة بهذا ‏الموضوع. نعم، هذا جزء من التضييق غير المباشر علينا، ولكن ليعلم دعاة التطبيع أنهم ‏سيدفعون أثمانًا لا أول لها ولا آخر، من قبل الإسرائيليين والأميركيين. الأميركيون، كلما أعطيتهم ‏شيئًا، طلبوا المزيد. تقول له أربعمائة، يقول لك مليار، تقول له مليار يقول لك مئة مليار، تقول ‏له أربعمائة مليار، يقول لك تريليون. إنهم يحاولون ابتلاع الأرض كلها، لكن هل يستطيعون؟ لا، ‏لا يستطيعون، طالما أنّ هناك أناس مثل المقاومة في لبنان، وفي فلسطين، وفي اليمن، وفي ‏العراق، وفي إيران، وفي المنطقة، طالما هناك شعوبًا حيّة في مختلف أنحاء العالم، سواء في ‏العالم العربي أو الإسلامي، أو على مستوى العالم. هذه قادرة على زرع شيء، فبالتالي تقدر على ‏مواجهة هذه التحديات. أنا لست خائفًا من التحديات. ‏

منار صباغ: بعض التفاصيل، العلاقة مع إيران هل هي في خطر؟ نحن، كبيئة، نهتم بهذه ‏العلاقة. كم هناك تشويه للطيران الإيراني وحصر الأمر في أنه فقط لإرسال الأموال، هذه دولة، ‏وهناك أناس يسافرون إليها ويعودون منها يوميًا.‏

الشيخ نعيم قاسم: موقفنا معروف، نحن مع إعادة تشغيل خط الطيران مع إيران، لعدة ‏اعتبارات. أولًا، لأن هذه دولة صديقة، تساعد لبنان، وتعطينا ما لا يعطينا إياه الكثيرون، وبالتالي ‏سنتابع مع الدولة اللبنانية لمعالجة هذا الملف. فإن شاء الله هذا قيد المتابعة، وليس من ‏مصلحة لبنان أن يستمع المسؤولون إلى التوجيهات والإرشادات الأميركية، لأنّ ذلك سيؤدي ‏إلى تراكمات تدفع بلبنان إلى الهاوية، لا أحد يريد مصلحتنا، نحن يجب أن نعرف مصلحتنا أين ‏ونعمل وفقها. ‏
حتى الآن، الطريقة التي تمّ العمل بها، اخترنا رئيس الجمهورية بالتوافق، دخلنا إلى الحكومة ‏بالتعاون مع الأطراف الأخرى، خطوتان تعتبران جيدتين في مواجهة التحديات، علينا أن نكمل في ‏الخطوات الأخرى.‏

منار صباغ: كيف هي العلاقة اليوم مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة؟ كيف تصفونها؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: لا يزال من المبكر حتى تتبلور، لنرى قبل ذلك السلوكيات. لكن، مع رئيس ‏الجمهورية، هناك حرارة معينة، حرارة إيجابية. أما مع رئيس الحكومة، لم يستقر وضعه بعد، ‏علينا الانتظار لنرى إلى أين سيستقر، لكننا حريصون على التعاون معه، وأصل وجودنا في ‏الحكومة ومنح الثقة، يعني مدّينا اليد الإيجابية. ‏

منار صباغ: لا أظن أنهم يحبون كثيرًا أن تمدوا اليد، كانوا يفضلون أن تكونوا خارج الحكومة. ‏

الشيخ نعيم قاسم: في النهاية، علينا أن نتعامل مع النتيجة، ما لي علاقة بالنوايا أو بما جرى ‏سابقًا. الآن، نريد أن نبني بلدنا بشكل مشترك، نريد أن يكون قويًا، نريد أن نعيد إعمار ما دمّره ‏العدو الإسرائيلي، نريد حل مشكلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، استقامة القضاء، إعادة ‏أموال المودعين، مواجهة الفساد. هذه كلها عناوين نريد أن نعمل عليها. وأنا اقترحت اقتراح منذ ‏فترة، أنه من الأفضل وضع آلية لانتخاب المدراء العامين عبر مباراة. ‏

منار صباغ: كان هناك آلية وضعها الوزير فنيش..‏

الشيخ نعيم قاسم: ذكرتها، أنه ضعوا مثلها أو نفسها، يتم اختيار ثلاثة من المرشحين ‏الناجحين، ومن بينهم يتم اختيار واحد، أو أي شكل آخر، المهم أن تكون عبر مباراة، ليشعر الناس ‏بالمساواة.‏

منار صباغ: فيما يخص التعيينات. ‏

الشيخ نعيم قاسم: نحن حاضرون. ‏

منار صباغ: كانت هناك ملابسات للرئاسة الأولى، تخطيتم وكان هناك مواقف واضحة ‏لسماحتكم في هذا الإطار. نأتي إلى موضوع التعيينات، ما يُحكى هناك وهناك، وما يُسرَّب، ‏الناس لم تستوعب فكرة أنّ سير الوزراء يتم إرسالها أو أن يتم التدقيق فيها من قبل سفارات أو ‏جهات. اليوم، من يقوم بالتعيينات؟ اليوم هناك ظل في البلد هي إدارة أميركية كاملة تتدخل ‏بكل تفصيل في موضوع التعيينات، خاصة أنّه نقل أنّ جول الرئيس بري مع الرئيس عون في ‏اللقاء الذي جمعهما لم يكن إيجابيًا كثيرًا فيما يتعلق بالتعيينات. ‏

الشيخ نعيم قاسم: الآن، أفضل ألا أتحدث بالتوقعات، دعونا نرى ما هي الآلية التي سيتم ‏اتباعها في التعيينات، وسنحكم على هذا الأساس ونتابع بناءً عليه. لكن من المؤكد أن الولايات ‏المتحدة تريد التدخل في جميع التعيينات، وستبذل كل المحاولات، استبعاد أو التدخل في ‏اتجاهات أخرى، لا تظنوا أن الأمريكيين يثقون بالآخرين، لا، هم يريدون وضع أشخاص يمونون ‏عليهم مباشرة. فلنرَ ما سيحدث، كيف يمكننا التصدي لهذا التدخل والوصاية الأمريكية التي ‏يبدو أنها مقبولة لدى العديد من الجهات الأخرى. على كل حال، عندما يُطرح علينا شيء نحن ‏نعلق عليه. ‏

منار صباغ: وإذا لم يُطرح أصلًا؟ أي أنهم لم يسألوكم عن التعيينات؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: نحن جزء لا يتجزأ من هذا البلد، ماذا يعني يطرح أو لا يطرح، هل نحن قلّة؟! ‏أولًا، نحن وحركة أمل لدينا ثلاثون نائبًا، أي ما يعادل ربع المجلس النيابي، فهل يُعقل أن يكون ‏لدينا هذا العدد من النواب وهذا التمثيل وهذا الحضور وخمسة وزراء وطائفة متماسكة بشكل ‏غير عادي، بالإضافة إلى حلفاء لم نحسبهم بعد، سواء من النواب أو من القاعدة الشعبية. هناك ‏أمر لفتني أول أمس، حيث نشرت الدولية للمعلومات، الأستاذ جواد عدرا، وضع فكرة بسيطة ‏يقول فيها: هل لاحظتم أنّ النائب الحاج محمد رعد حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة على ‏سبعة وأربعين ألفًا ومئة وتسعة وثمانين صوتًا بمفرده، إذا جمعنا أصوات ثلاثة وعشرين نائبًا ‏في المجلس النيابي، من أخذ 500 صوت و 200 صوت و1000 وإلى آخره، سنجد أن مجموع ‏الأصوات التي حصل عليها النائب محمد رعد وحده تساوي أصوات 23 نائبًا في المجلس. كما ‏ذكر أيضًا، أنّ الثنائي الشيعي حصل على 45% من الأصوات التفضيلية لجميع نواب المجلس. ‏لأنّ النظام الطائفي والتوزيع الطائفي فمن الطبيعي أن تبقى هذه الأصوات محصورة ضمن ‏الطائفة الشيعية أو قريبة منها.‏
ما أريد قوله هو أنّنا بالنهاية لدينا تمثيلنا الشعبي، نعمل داخل الدولة بناءً على هذا التمثيل ‏الشعبي، وليس بفضل أي جهة أخرى. وليس لها علاقة بكوننا مقاومة، وليس لها علاقة بأن ‏هناك من يوزع الأدوار وأعطانا دورًا، لا، نحن موجودون في السلطة السياسية والسلطة ‏الشعبية ومجلس النواب والحكومة وننتخب وندخل على انتخابات نيابية بتمثيلنا الشعبي الذي ‏هو قوي ومستمر وموجود، ونحن لا ننافس به الآخرين، بل نقول لهم: انظروا، نحن عندنا أناس ‏نمثلهم وبالتالي الذي يريد أن يقول أنا أمثل وأنا كذا فليقل لي كم شخص يمثّل حتى نعرف كم ‏الوزن الذي يتحدث به، لا يمكنه الحديث باسم الشعب اللبناني.‏
كنت تتحدثين قبل قليل عن البيان الوزاري وتحدثت عن موضوع حصرية السلاح، وأنّ رئيس ‏الجمهورية تحدث عن حصرية السلاح، أريد أن أوضح أمرًا للجمهور وأن أوضح أمرًا أيضًا للدولة، ‏نحن نقول أيضًا بحصرية السلاح لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني لضبط الأمن في لبنان ‏وللدفاع، نحن لسنا ضد أن يكونوا هم مسؤولون، ونرفض منطق الميليشيات ونرفض أن ‏يشارك أحد الدولة في حماية أمنها. لكن نحن لا علاقة لنا بهذا الموضوع، نحن مقاومة، ‏المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، نحن ندافع عن أراضينا عندما يهاجمنا العدو. الآن تقولوا أنّ ‏الدولة تكفيكم العدو الإسرائيلي، فليتفضلوا ويُظهروا لنا ماذا يستطيعوا أن يفعلوا مع هذا ‏العدو؟ نحن ليس لدينا مانع أن تواجهوا أنتم، لكن نحن كمقاومة نعتبر إسرائيل تمثل خطرًا، خطر ‏هي ومحتلة، وخطر وهي تطل حتى تحتل، وخطر وهي موجود بداخل فلسطين المحتلة، أي ‏بكيانها، إسرائيل خطر بكل المعايير، من حق المقاومة أن تستمر، ولا علاقة لها بإدارة الدولة أو ‏بسلاح الدولة وحفظ الأمن الداخلي. فإذا كان هناك من يعتقد أن كلام رئيس الجمهورية موجّه ‏ضدنا، فنحن لا نعتبره موجه ضدنا.‏

منار صباغ: صعبتها عليهم، صعبتها جدًا سماحة الشيخ عليهم.‏

الشيخ نعيم قاسم: لا، غير موجّه ضدنا، نحن مع حصره حتى الأمن الداخلي وحماية البلد ‏ليست مسؤوليتنا، بل مسؤوليتهم هم، فليقم الجيش وقوى الأمن الداخلي بتلك المسؤولية، ‏والقوى الأمنية الأخرى، نحن مقاومة.‏
منار صباغ: احتكار قرار الحرب والسلم، هذا أيضًا قرار للدولة؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: ولا مرة كان هناك حرب إلا من قبل إسرائيل، حتى الآن جميع الحروب بدأت ‏بها إسرائيل. إن كانوا قادرين على منع إسرائيل من شن الحروب، جيد، هكذا يكونوا استطاعوا أن ‏يمتلكوا قرار الحرب والسلم. وهذا ليس له علاقة بوجوب الحماية عندما يشعر الشخص بالخطر.‏

منار صباغ: الإسناد لم يكن هو المبرر لموضوع الحرب؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: الإسرائيلي قال، غالانت قال، قال بـ 11 تشرين الثاني أي بعد 4 أيام من 7 ‏تشرين الثاني، اقترح أن يشنوا هجومًا على لبنان، وقبل ذلك كانوا يقولون في الربيع القادم، ‏في الصيف القادم.‏

منار صباغ: والبيجر.‏

الشيخ نعيم قاسم: حتى غير قصة البيجر، هم كانوا يصرحون بالحرب قبل أن يحصل طوفان ‏الأقصى، كانوا يقولون حرب لبنان الثالثة يجب أن تقع في وقت من الأوقات ولكن ينتظرون ‏الظرف المناسب ويكون لديهم استعدادات. الإسناد لم يُقدّم ولم يؤخّر، لماذا؟ لأنه لم يكن هو ‏سبب الحرب، الحرب أصبحت لأنه هم اعتبروا أنه الوقت مناسب لشن حرب، شنوا الحرب عندما ‏اعتبروا الوقت مناسبًا.‏

منار صباغ: نعود إلى الملف الداخلي، عندما تحدثت عن موضوع التمثيل، اليوم الجهد الكبير، ‏الشغل الشاغل لكل الدوائر، أنه كيف سنطعم، لم نعد نسمع مسؤول يقول حصرية التمثيل بين ‏حركة أمل وحزب الله وأنّه ماذا سنفعل بقانون الانتخاب أو ربما بالضغط، استخدام سلاح إعادة ‏الإعمار، الترغيب، الترهيب، للتطعيم ويكون عندنا كتلة شيعية جديدة وتنقذنا من عبء الميثاقية ‏وفقط حركة أمل وحزب الله يمثلون الشيعة.‏

الشيخ نعيم قاسم: ليعملوا هم ما يعملون، ونحن نعمل ما نعمل.‏

منار صباغ: لكن لديكم معطيات؟ ‏
نحن نعلم أنهم يضعون هكذا هدف، وكم عملت السفارة الأمريكية بشيعة السفارة؟ وكم ‏جمعتهم؟ وكم دفعت لهم من أموال؟ كم من الدول العربية عملت عليهم؟ والآن لا يزالون ‏يعملون، ويؤسسون، ويحاولون. في النهاية، سيبقى ذلك موجودًا.‏
بالنسبة لنا، نحن نعمل مع شعبنا، مخلصون له، أوفياء له، ونعتبر أن شعبنا وفيٌّ لنا. سنحاول أن ‏نبذل أقصى ما نستطيع من أجل تحسين التمثيل، الآن شعبنا له الكلمة النهائية.‏

منار صباغ: هل ممكن أن يتغير قانون الانتخاب؟ هل هناك نية لاعتماد قانون انتخابي جديد؟ ‏هل هناك واقعية لهذا الطرح؟

الشيخ نعيم قاسم: بالنسبة لنا، نحن مع القانون الحالي، إلا إذا طُرحت أفكار أفضل، عندها ‏نناقشها ونبدي رأينا. أما السؤال عمّا إذا كانوا سيطرحون قانونًا جديدًا أم لا؟ على الأرجح هناك ‏من سيتحرك ويُقدّم قوانين أخرى، لكن إلى أين ستصل؟ هل سيتم تعديل القانون أم لا؟ لا ‏أستطيع التنبؤ بذلك.‏

منار صباغ: ماذا عن استحقاقات الانتخابات البلدية؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن مشاركون في هذه الانتخابات، لقد اجتمعنا نحن وحركة أمل وتفاهمنا ‏على أنّ الاتفاقات السابقة بين الرئيس بري وسماحة السيد حسن، رضوان الله تعالى عليه، حول ‏كيفية إدارة الانتخابات، قمنا بتجديدها باتفاق بينان وبين الرئيس بري، بحيث تسير الأمور على ‏هذه القاعدة، نتفاهم في كل القرى، نمنح الناس الفرصة للتعبير عن نفسها عبر الانتخابات، ‏نرعاها حتى تكون انتخابات تعكس تمثيل الناس. والعمل على الأرض مستمر، نحن مع إجراء ‏الانتخابات في موعدها. ‏

منار صباغ: حتى في القرى الحدودية؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: حتى في القرى الحدودية، يمكن أن يُعمل طوق، يعني ممكن مثلًا ‏الانتخاب في مكان قريب أو طريقة معينة. المعنيون سيدرسون ما هي الطريقة المناسبة حتى ‏تحصل انتخابات بلدية في كل لبنان.‏

منار صباغ: أيضًا بالحديث الداخلي، عندما نتحدث عن الانتخابات نتحدث عن التحالفات، بإطار ‏الانتخابات البلدية ربما يفرق عن الانتخابات النيابية، التقييم الذي شمل كل شيء وهو مستمر، ‏حسبما فهمنا منك سماحة الشيخ، هل شمل أيضًا العلاقات، التحالفات؟ ولو بمرور سريع، تبين ‏في هذه الحرب في المرحلة التي تسبق معركة أولي البأس، حتى التشييع، كل مفصل كان يغربل ‏بالمواقف، ماذا يمكن أن يقال عن علاقاتكم بالداخل؟ ولنبدأ من خارج التحالفات، الحزب ‏التقدمي الاشتراكي وتقييم مواقف النائب السابق وليد جنبلاط؟

الشيخ نعيم قاسم: تقييم مواقف الحزب التقدمي الاشتراكي كانت إيجابية بالنظرة إلى الكيان ‏الإسرائيلي، هم دائمًا لديهم هذا الاتجاه، لكنهم لا يعتبرون أنه يجب أن يكون هناك تحرك من ‏لبنان، لكن هم لديهم موقف ضد الكيان الإسرائيلي. واليوم الموقف من الوضع الدرزي، فهم ‏يأخذون بعين الاعتبار قدر الإمكان ألا يكون جزءًا من المشهد الإسرائيلي. الآن إلى أين سيصلون؟ ‏لا أعلم. بالنسب لموضوع الداخل، فلم يحن بعد وقت الانتخابات، عندما تأتي الانتخابات، يمكن ‏قد يكون هناك تحالف وقد لا يكون، لأنّ التحالفات الانتخابية في لبنان أصبحت لا تحمل دائمًا ‏طابعًا سياسيًا حادًا، لأنّه شاهدنا في الانتخابات الماضية، كان هناك تحالفات مع أناس ليسوا ‏في نفس الموقع السياسي، على القطعة، على هذه القرية، على هذا القضاء. فحتى الآن، لم ‏نناقش أنّه كيف ستكون التحالفات في المستقبل الانتخابي، يحين وقتها إن شاء الله، لكن هناك ‏علاقة. ‏

منار صباغ: هل خسّرتكم الحرب علاقات؟ مثل التيار الوطني الحر؟ هناك من اقترب وهناك من ‏ابتعد؟ معزولين، بمعنى أنتم فقط الثنائي، علاقاتكم مع الآخرين...‏

الشيخ نعيم قاسم: نحن لدينا علاقات مع أطراف عديدة في البلد، لم تنقطع علاقتنا مع التيار ‏الوطني الحر. علاقتنا أيضًا ممتازة مع الوزير سليمان فرنجية وتيار المردة، لدينا حلفاء من نواب ‏السنة وبعض الأحزاب والقوى قائمة ومستمرة.  كذلك مع الأستاذ طلال أرسلان، أيضًا العلاقة ‏موجودة، مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، أيضًا العلاقة موجودة، عندنا أيضًا علاقة مع ‏الحزب الشيوعي والأحزاب القومية العربية. هناك بعض الأفراد المحدّدين هم قلبوا بطريقة ‏معينة، هذه ليست مشكلة. بالنهاية هناك تحالف سياسي وهناك تحالف انتخابي، التحالف ‏السياسي عادة يبرز في محطات معينة، وهو مفيد لنا وللآخرين، هذا الذي لديه قناعات صعب ‏أن تتغير. بالتحالفات الانتخابية لها خصوصيتها وسنتابعها إن شاء الله. نحن لا نشعر بأزمة في ‏موضوع التحالفات، مَن بقي متحالف ومَن لم يبقَ، إن شاء الله هذا كله يترتب ويتعوض ويتم ‏إيجاد حلول له، لكننا حريصون على تحقيق أكبر قدر ممكن من التفاهم والتحالف الداخلي، سواء ‏كان سياسيًا أو مرتبطًا بقضايا بناء البلد، نحن حريصون عليه، نحن نقول شركاؤنا في الوطن كائنًا ‏من كانوا، حاضرون نحن وهم أن نعمل مع بعض بمعزل عن موضوع التحالف أو عدمه.‏

منار صباغ: هذه ضوابط بملف العلاقات والتحالفات؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: طبعًا هذه ضوابط، عندما نشارك في الحكومة ليس لنا علاقة بانتماء كل ‏شخص.‏

منار صباغ: كيف تلقيتم، وصفت أنّ رسائل أو أداء إيجابي من قبل تيار  المستقبل حتى عندما ‏أتى  النائب السابق سعد الحريري إلى بيروت، كيف انطباعكم حول رفض أن يكونوا بحدة، قرر ‏البعض أن ينتهجها خلال الحرب وبعد الحرب؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: تيار المستقبل هو من التيارات التي يتوفر الكثير من عوامل الاتفاق معه، ‏خاصة أن الرئيس سعد الحريري عقله منفتح، وهو يرغب دائمًا أن يضع الأسس التي تمنع الفتنة ‏السنية الشيعية، يعني الرجل صادق بهذا الموضوع. لنا تجربة معه ولنا تجربة مع والده رحمة الله ‏عليه، وبالتالي نحن نتمنى أن يتوفقوا وأن يكون لهم حيثيتهم بداخل البلد، لأنّه من الجهات التي ‏فيها قابلية أن نتعاون معهم.‏

منار صباغ: يعني حضورهم بالداخل اللبناني تعتقد أنه لا يمكن تخطيه، العزل وما جرى معهم ‏كتيار سياسي؟

الشيخ نعيم قاسم: لا أحد له حق في لبنان أن يقول أنا أقبل فلان ولا أقبل فلان، لا أحد له حق ‏أن يقول هذا يجب أن يمثل أو لا يجب أن يمثل.‏

منار صباغ: كان قرارًا خارجيًا؟

الشيخ نعيم قاسم: لا أحد له حق، الذي له حق أن يقول أنّه يمثل أو لا يمثل هو الخيار الشعبي، ‏الشعب قال أنه يريد ممثلين من تيار المستقبل، معنى ذلك أن هذا خيار الناس، نحن يجب أن ‏نتعامل مع خيار الناس، لا أنه يأتي تنصيب خارجي أو أوامر خارجية، لا. فمن هنا أريد أن أقول أنّ ‏معيارنا بالعلاقات معيار أنّ الناس من تريد ومن هي القوى التي عندها تمثيلها وعندها قدرة أن ‏تأخذ وتعطي وتبني علاقة. ‏
نحن حريصون على الوحدة الإسلامية، وحريصون على الوحدة الوطنية، البعض ممكن أن يخمن ‏أننا نتحدث شعارات، انظروا التطبيق العملي، دائمًا دائمًا نهرب من الفتنة، نحن نحاول أن نضع ‏كل العوامل التي تمد اليد. على كل حال، الآن نحن نعرض ونقول، نحن أمام حكم جديد وحكومة ‏جديدة، نمد اليد للجميع حتى نتعاون ونؤسس شراكة وطنية، فلنخرج من المهاترات الصغيرة ‏التي يذهب إليها البعض ونبحث عن تجربة عملية لنبني البلد مع بعضنا البعض ولنرى النتيجة ما ‏هي. ‏

منار صباغ: موضوع إعادة الإعمار، له جوانب عديدة منها الصمود، وعد والالتزام وكنتُ حاسمًا ‏ودقيقًا حتى في انتقاء المعاني عندما تحدثت عن هذه المسألة سماحة الشيخ. هناك إنجاز كبير ‏جدًا حققته، الجهات المعنية تخرج بتقارير وتفاصيل بالأرقام، أين نحن الآن وماذا عن المستقبل؟ ‏لأنّه يبدو بما قيل ويُقال ويُصرّح به، اليوم يُحكى عن "‏Pager Act‏"، مشروع قانون بالكونغرس ‏الذي يقرأ تفاصيله يعرف أين نحن بموضوع استخدام كل الأسلحة للمحاصرة وحتى سلاح إعادة ‏الإعمار؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: من الذي اعتدى على لبنان؟ إسرائيل، وبدعم من أمريكا. عندما تحصل ‏هدم وخسائر، فمن المفترض أن الدولة اللبنانية هي التي تتصدى حتى تعمّر للمواطنين الذين ‏تم الاعتداء عليهم. لماذا الدولة مسؤولة عن المواطنين؟ مسؤولة أن تجمع الضرائب؟ مسؤولة ‏أن تلاحقهم بقواعدها؟ مسؤولة أيضًا أن تعالج أوضاعهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ‏وتهتم بمشاكلهم وتسعى إلى إيجاد حلول لها. من حيث المبدأ، الدولة مسؤولة عن إعادة ‏الإعمار، لأن إسرائيل اعتدت على مواطنين في الدولة اللبنانية، اسمهم مقاومة، اسمهم شيعة، ‏اسمهم سنة، اسمهم مسيحيين، بمناطق مختلفة، ليس لنا علاقة نحن أي منطقة، كل المناطق ‏مفروض أنها تحت رعاية الدولة،  هؤلاء الذين يُشكلون ويقولون أننا من أشعل الحرب، لا، نحن ‏لم نشعل الحرب، نحن تصدينا للعدوان، أنتم قمتم بالإسناد؟ نعم، قمنا بالإسناد، ولكن الإسناد لا ‏يؤدي إلى حرب، ثمّ إن الإسناد ليس هو سبب الحرب، سبب الحرب هو قرار إسرائيل، والدليل أنها ‏استمرت، وقبل أن يستشهد سماحة السيد طرحت فكرة وقف الحرب، إسرائيل لم توقف. من ‏هنا أريد أن أقول أنهم يعتدون. ‏
حصلت حرب أهلية في لبنان من عام 1975 إلى 1990، وكان الناس يقتل بعضهم بعضًا، ‏وميليشيات، بعضها مرتبط بإسرائيل، وبعضها مرتبط بالفلسطينيين، وبعضها لا نعرف بمن ‏مرتبط، وإلى آخره، مشكّلة، الآن لن أصنف، ويظهر في النهاية أنّه يا أخي طالما أنّ هذه الخسائر ‏حدثت داخل لبنان فلتقم الدولة اللبنانية بإنشاء وزارة للمهجرين وتقوم بالتعويض، أعتقد أنه حتى ‏اليوم، في عام 2025، لا يزال هناك أشخاص لم تُحسم ملفاتهم في وزارة المهجرين.‏

منار صباغ: هذا الأمر يعطي دافعًا سلبيًا للناس التي تسمعك؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: لا، لا، ما أقصده، أخذوا مرة واثنتين وثلاثة، أصبح هناك مدفوعات غير ‏عادية. ‏

منار صباغ: الخارج يقول لك نريد إنشاء صندوق سيادي بشفافية؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: لا، لا، ما أقوله، أولًا الدولة مسؤولة، الآن الدولة بمسؤوليتها تقوم وتجمع ‏التبرعات أو تدفع من موازنتها أو تجد خطوات معينة من أجل الإعمار، هذه مسؤولية الدولة، لا ‏يمكن لأحد أن يقول لنا نُعمّر إذا أعطونا، نُعمّر إذا التزمنا بشروطهم، الدولة مسؤولة عن الإعمار ‏هي، ليس لها علاقة لا بشروطهم ولا إعمارهم ولا صناديقهم ولا أي شيء، هذه مسؤولية ‏الدولة. ‏

منار صباغ: حتى الدولة تضع شروط. ‏

الشيخ نعيم قاسم: نحن نعمل داخل الدولة لمتابعة هذا الأمر. أريد أن يعرفوا شيئًا واحدًا، ‏عملية الإعمار هي جزء لا يتجزأ من عملية الإصلاح والإنقاذ والبناء الاقتصادي والاجتماعي في ‏البلد. إذا كان أحد يعتقد أنه يمكنه تحقيق الإصلاح والإنقاذ دون إعمار، فهو مخطئ تمامًا، لأنه ‏لن يتمكن من الدخول على الإصلاح والإنقاذ، هذه عملية متكاملة، تحتاج إلى الإعمار وتغيير ‏القوانين وأن تصلح، يجب أن تقوم بكل ذلك معًا. ‏
لذلك، الإعمار مسؤولية الدولة. نعم، نحن تصدينا وقلنا منذ اليوم الأول: نحن مع الوعد ‏والالتزام، وعد سماحة السيد، والتزامنا بالمتابعة. وعد والتزام ماذا فعلنا؟ بدأنا بموضوع الإيواء، ‏التي هي مرحلة تسبق الإعمار، أين تسكن الناس؟ وهذا إنجاز كبير. أيضًا ساعدنا بموضوع ‏الترميم الجزئي، الذي يتيح للناس العودة إلى منازلهم. ‏
حسب الإحصائيات التي رأيتها من قبل الإخوة، نحن دفعنا بدل إيواء ليستأجر الشخص مسكنًا ‏لمدة سنة ويشتري عفشًا، لأربعين ألفًا وخمسمئة وواحد وستين أسرة، كما دفعنا تكاليف ‏الترميم الجزئي ليتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم، لمئتين وثلاثة وستين ألفًا وسبعمئة ‏وتسعة وثمانين شخصًا. أي أنّ مجموع المستفيدين ثلاثمئة وخمسة آلاف شخص، نحن عالجنا ‏حالات مؤقتة ودائمة، أي المئتان وثلاثة وستون ألفًا شخص الذي دفعت تكاليف الترميم الجزئي ‏هلم، هؤلاء قد عادوا إلى منازلهم نهائيًا، أما الذين حصلوا على الإيواء، وعددهم نحو خمسون ‏ألفًا، وأيضًا بعض الأضرار  التي تكون قاسية قليلة، ربما يصبح مجموعهم ستون ألفًا أو أرقام ‏أخرى. ‏
نحن بعد أن تدخل الدولة بعملية الإعمار، ما المطلوب منا أن نساعد في التخفيف لمعالجة بعض ‏الثغرات سنتابع. إذًا، نحن تحملنا كل هذا الوزر المتعلق بالترميم والإيواء، وهذا أيضًا مسؤولية ‏الدولة.‏

منار صباغ: هذا منطق جديد، يعني حزب الله تنكّر لإعادة الإعمار؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: لا، هذا ما فعلناه أيضًا في 2006، الأمر ذاته الآن.‏

منار صباغ: نعلم، لكن الآن هكذا يتم تقديم المعطى للناس؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: نحن قلنا إن لدينا وعدًا والتزامًا، وستعود أجمل مما كانت. أما التفاصيل ‏كيف؟ كل ما نستطيع فعله سنفعله، وكل ما هو من مسؤولية الدولة يجب أن تقوم به ونحن ‏سنتابع الدولة.‏

منار صباغ: بصراحة سماحة الشيخ، الناس هكذا فهمت وهكذا ترى، الأموال الإيرانية ممنوعة، ‏المساعدات العراقية ممنوعة، ممنوع، ممنوع، حصار، تضييق، الدولة وبعض القوى التي ‏تتدخل أيضًا تضع شروط كثيرة. وكأنّ المطلوب هو تهجيرنا ومنعنا من العودة إلى أرضنا وبيوتنا، ‏مشروع ترانسفير لفئة من اللبنانيين مثل ما طرح في 2006، الناس فهمت هكذا وترى هكذا؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: أنا أفهم أن من يعمل بهذه الطريقة، ممنوع، ممنوع، ممنوع حتى يمنع ‏الإعمار، يعني ليس لديه قرار أن يقوم بالإصلاح والإنقاذ، لأنه بدون الإعمار لا يوجد إصلاح ‏وإنقاذ.‏

منار صباغ: هو يقول لك إصلاح وإنقاذ ومن ثم نقوم بالإعمار. ‏
الشيخ نعيم قاسم: من دون إعمار لا يوجد إصلاح وإنقاذ، والذي يريد أن يفهم يفهم. ‏مسؤولية الدولة أن تحمي مواطنيها، وأن تسير معهم، يجب أن يكون هناك إصلاح وإنقاذ في ‏كل شيء. وبالتالي، أنا أعتقد أنه على كل شخص أن ينتبه لنفسه، هذه دولة نريد أن نبنيها معًا، ‏نريد أن نعمرها معًا، ونريد أن نواجه الفساد معًا، ونريد أن نعيد أموال المودعين معًا، ونريد أن ‏ننفذ الإصلاح والإنقاذ معًا، كله معًا. أما أن تأتي وتستهدف طائفة أو تستهدف جماعات ‏موجودين في داخل البلد لأنهم عندهم انتماء إلى المقاومة، في الحقيقة هذا استهداف ‏طائفي، استهداف لـحركة أمل ولحزب الله ولكل فرد موجود في هذا البلد، ولكل متعاطف، ولكل ‏متضرر.‏

منار صباغ: الجنوب فيه من كل المذاهب والطوائف. ‏

الشيخ نعيم قاسم: هذا استهداف. أنا أعتبر أنه يجب على الحكومة أن تدرس بشكل دقيق ‏كيفية تنفيذ إعادة الإعمار بمواكبة مع خطوات الإصلاح والإنقاذ بطريقة تستطيع أن تنهض ‏بالبلد من جديد.‏
نحن في سفينة واحدة، لا يمكن لأحد أن يقول عندي قطعة وينجّر بها كما يريد، لأنها ستغرق، ‏تغرق إذا كل شخص نجّر مثل ما يريد تغرق.  ثم لسنا نحن الذين ننعزل ونتحاصر. ‏

منار صباغ: هل أنتم متوافقون مع الرئيس بري في هذه النقطة؟

الشيخ نعيم قاسم: بالطبع، نحن متوافقون مئة بالمئة، لأنّ الاستهداف واحد. وبالتالي، ‏الرئيس بري يعمل بعقلية وطنية، ليس فقط الأمر متعلق بالطائفة، بل متعلق بكل لبنان، لأنّ ‏هذا الخطر جاء على كل لبنان، والضرر أصاب كل لبنان، ويجب معالجة كل لبنان، وإسرائيل هي ‏عدوة للبنان، وليست عدوة لفئة معينة من اللبنانيين. هل يظنون أن إسرائيل تحترم أحدًا أو تقدّر ‏أحدًا. هي تريد احتلال لبنان.‏
نحن نعتبر أن عملية الإعمار يجب أن تسير بشكل صحيح، ونحن مستعدون للتعاون، وإن شاء الله ‏تكون النتيجة أفضل مما كانت عليه في عام 2006. ومن أرجله ليست على الأرض يضعهم على ‏الأرض. ‏
منار صباغ: على كل حال، نحن تحدثنا عن القوى واعتبرنا تحصيل حاصل العلاقة مع الرئيس بري ‏وحركة أمل، نحن ونستعرض القوى الداخلية، كل الحرب وتتحدث عن الأخوة في حركة أمل، الأخ ‏الأكبر؟

الشيخ نعيم قاسم: عندما نقول مقاومة، يعني حزب الله وحركة أمل، عندما نقول إعمار لبنان، ‏يعني حزب الله وحركة أمل، عندما نقول انتخابات بلدية، يعني حزب الله وحركة أمل. أنا قلت في ‏كلمتي أثناء التشييع، نحن كحزب الله وحركة أمل تحالفنا كحزب تخطى كل التحالفات المعروفة، ‏نحن تحالفنا جذري، تحالفنا مرتبط بالبنية الإيمانية، ومرتبط بمصلحة الناس، ومرتبط بالأرض ‏والعائلات، ومرتبط برغبتنا في بناء بلدنا وجعله قويًا ومعمّرًا وقادرًا.‏

منار صباغ: نطل على المشهد الخارجي أو الإقليمي، لا يمكن لأحد أن يتنبأ إلى أين ممكن أن ‏نصل، بالمعطيات، بما يجري، بمشهد بالمجازر بالساحل السوري، المرصد السوري لحقوق ‏الإنسان معروف أنه مرصد تابع للمعارضة السورية، يتحدث عن مجازر ويصنفها. في مكان آخر، ‏نرى الصهاينة ماذا يفعلون في الجنوب السوري. نطل أكثر وأبعد، نرى التطبيع، ترامب يريد ‏فرضه بالقوة ويؤدب الرؤساء في المكتب البيضاوي ونأخذ نموذج زيلنسكي وترامب كشعار ‏المرحلة، البعض أخذها مزاحًا وترامب يتصرف وكأن العالم شركة وهو المعني فيها مباشرة ‏وتصرف كما يريد.‏

الشيخ نعيم قاسم: نحن كنا دائمًا نقول، وسأعيد هذه السردية الصغيرة، إسرائيل زرعتها ‏بريطانيا، وتابعتها أمريكا لتكون يدًا للغرب من خلال هذه البقعة الجغرافية التي اسمها فلسطين، ‏يتمددون حتى يأخذون من الفرات إلى النيل، تحت الإدارة المباشرة، فضلًا عن النتائج الاقتصادية ‏والسياسية، هذا المشروع الإسرائيلي.‏
في محطات مختلفة، كان هناك تقدم وتراجع، يعني عندما حصل كامب دايفيد، لأنهم لم ‏يستطيعوا أن يهضموا سيناء حصل كامب دايفيد، فاضطروا للتراجع. عندما قالوا إنهم ‏يوافقون على حل الدولتين، لأنه كان صعب أن يقولوا يريدون كل فلسطين، الآن أصبح ‏بإمكانهم أن يمرروها. عندما يطرح ترامب توطين أهل غزة في السعودية، هو لا يريد توطين ‏أهل غزة في السعودية، لا، بل يريد إدخال السعودية لتصبح جزءًا لا يتجزأ من المشروع ‏الإسرائيلي، هذه معناها هكذا، أن كان ليس الآن ستكون بعد فترة من الزمن. الحمد لله، الموقف ‏السعودي كان جيدًا، ومن الطبيعي أن يكون كذلك. نحن ضد أن يأخذوا أهل الغزة لا على ‏السعودية ولا على الأردن ولا على مصر ولا على لبنان ولا إلى أي مكان آخر، فلسطين ‏للفلسطينيين، الآن أو لاحقًا وفي أي وقت، ويجب أن يزول الاحتلال.‏
إذا كان هذا هو المشروع الإسرائيلي، فكيف يجب أن نواجهه؟ لا يمكن مواجهته بالتنازلات ‏التدريجية، يجب أن نقف ونقول لا، الآن وإذا اتجهوا نحو التطبيع، فماذا يعني ذلك؟ معنى ذلك ‏أنهم أعطوا الإسرائيلي مبررًا أن يعجّل بالخطوة ما بعد التطبيع، التي اسمها التوسع الجغرافي، ‏في أي مكان من الأمكنة، الآن يكون توسعًا اقتصاديًا ولاحقًا يصبح هناك توسعًا جغرافيًا، وهذا ‏يعني أنه يقضي على القضية الفلسطينية بشكل نهائي.‏
أنا أدعو هذه الدول إلى أن تنتبه لنفسها، بالنهاية هم من سيدفعون الثمن. ‏

منار صباغ: مصلحتها قبل أن تكون مصلحة فلسطين.‏

الشيخ نعيم قاسم: مصلحتهم هم، هم من سيذهبون وليس فلسطين.‏

منار صباغ: كم كان مفيدًا نموذج زيلنسكي ترامب برأيك سماحة الشيخ بكيفية تعامل أميركا ‏مع حلفائها وشركائها؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: هذا درس بليغ، حقيقة هذا ترامب ليس هيّنًا، طاغوت حقيقي ويتصرف ‏بطريقة وحشية، لا يرى العالم أمامه، ويرى العالم غابة وقادر أن يأخذ منها مثل ما يريد. هؤلاء ‏الذين يرونه وفرحين به، أو من يخافون منه، أو يحاولون التعامل معه، أن يفهموا من هو، هذا ‏وحش يسعى للسيطرة على العالم إن استطاع. هو يستطيع؟ يستطيع إذا هم تراخوا، لكن لا ‏يستطيع إذا وقفوا بوجهه، الآن ترامب يستطيع تهجير الفلسطينيين؟ لا يستطيع، لأن ‏الفلسطينيين يرفضون ذلك، فعندما يقول الفلسطيني لا، لا يمكنه أخذ غزة مهما فعل. عندما ‏تقول السعودية، عندما تقول مصر، عندما تقول الأردن لا للتوطين أو للنقل، لن يستطيع فعل ‏شيء، هذه لا تجر لـ لا ثانية وثالثة ورابعة، على الأقل نسترد جزء من قوتنا. ‏
ثم، من يقول إن ترامب سيبقى هكذا؟ سيبقى نتنياهو؟ غدًا نتنياهو تنتهي مدته، أو حتى يُقتل ‏قبل، لا أحد يعلم، إن شاء الله، ستنتهي مدة نتنياهو، إذا انتهت مدته من سيأتي بعده  في ظل ‏الأزمات الموجودة داخل الكيان الإسرائيلي، كيف سيكون وضع إسرائيل؟ ربما يكون مفتّت، ربما ‏يكون الوضع مختلفًا. من قال أنّ ترامب بالطريقة التي يدخل فيها الآن سيُبقي أمريكا مستقرة ‏ولن تدخل بأزمات اقتصادية وسياسية وعلاقاتية؟ ‏

منار صباغ: لكن نحن مقبلون على صراعات كبرى وعلى حرب أم على تفاوض وصفقات؟ هذا ‏الرجل الذي يجيد أو يرغب بعقد الصفقات، ورسالته إلى السيد القائد حول موضوع التفاوض ‏مع إيران، أين نحن؟ لأنه مشهد صعب التنبؤ نظرًا لسرعة ما يجري؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: كل شيء يحدث الآن هو حرب قبل ترامب على العالم، لكن أحيانًا الحرب ‏تكون عسكرية مباشرة، وأحيانًا تكون عبر أداة من الأدوات الموجودة مثلما يعمل بفلسطين مع ‏الغزيين، وأحيانًا أخرى تكون الحرب عبر الضغوطات السياسية.‏
فهو في الحقيقة، هو في حالة حرب، وليس في حالة تفاوض، مع من يتفاوض؟ عندما يطرد ‏زيلنسكي ويريد أخذ ثروات ومعادن بلده لتعويض الأموال، ماذا يفعل؟ أنه يسرق بلداً بكامله ‏مقابل وقف الحرب ليستطيع السرقة على مهله.‏

منار صباغ: يعني يغطّي حربًا على إيران؟ نتنياهو يُمنّي النفس بهذه المسألة، وقال بحفل ‏تنصيل رئيس أركان جيش العدو الجديد، قال أننا غيّرنا وجه الشرق الأوسط، اعتبر نفسه أنه غيّر ‏وجه الشرق الأوسط. ‏

الشيخ نعيم قاسم: الأمريكان هم من يغيرون وليس نتنياهو، هو مجرد أداة، عندما يقول له ‏الأمريكيون افعل يفعل، وعندما يقولون لا تفعل لا يفعل، يعمل مثل ما الأميركي يقول له.‏
اليوم، الاعتداء على إيران ستكون له أثمان كبيرة جدًا، لأن المنطقة بأكملها ستصبح في خطر. لا ‏ننسى أن القواعد الأمريكية منتشرة في دول المنطقة، وعلى البحار الموجودة في تلك ‏المنطقة. وإيران عندها إمكاناتها وعندها كرامتها وعندها قرارها وعندها قائدها. بالتالي أنا أعتبر ‏إذا ذهب الأمريكيون على فكرة حرب على إيران، هم يعرفون أنّ خسائرها كبيرة، وتداعياتها على ‏العالم، تداعياتها على الاقتصاد العالمي، تداعياتها على الأمن بالمنطقة والأمن العالمي، يعني ‏انعكاساتها غير عادية. هذه إيران، بلد التسعين مليون، هذه إيران الذي فيه الفصول الأربعة ‏وعندها الموقع الاستراتيجي، بلد القدرة، بلد الجمهورية الإسلامية التي أنجزت هذا التحول الكبير، ‏ليست سهلة. أنا أعتقد أن ترامب سينتبه أكثر، الإسرائيلي مندفع لأنه يضع أميركا بالواجهة.‏

منار صباغ: هو يقول قضينا على الأذرع والآن الضرب على الرأس يُنهي الملف.‏

الشيخ نعيم قاسم: هذا الترويج حتى الأميركي يدخل في القصة، الإسرائيلي لا يستطيع ‏الدخول لوحده من دون قرار أمني أمريكي.‏

منار صباغ: توافقون على فكرة أن محور المقاومة قد انتهى في المنطقة؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: هناك ضربة تعرض لها محور المقاومة، صحيح، هناك تضحيات كبيرة ‏دُفعت في فلسطين وفي لبنان، صحيح، لكن المقاومة مستمرة وموجودة. عادة نحن نتصور أن ‏هناك مقاومة في الدنيا تبقى دائمًا في حالة تصاعدية، المقاومة هي في الأصل اضرب واهرب ‏وأنها تحقق إنجازات ويحصل بعض الانتكاسات المعينة أو خسائر أو تضحيات، لكن العبر هي في ‏الاستمرارية، نحن استمرينا أو لم نستمر؟ ‏

منار صباغ: السيد عبد الملك الحوثي أعطى مهلة لاستئناف ما كان يقوم به من إسناد نتيجة ‏الحصار على غزة وأيضًا قرع طبول الحرب مجددًا؟

الشيخ نعيم قاسم: موقف الحوثي وإيران حقيقة موقف مشرف جدًا، موقف الحوثي ‏وموقف الشعب اليمني أيضًا، لأنّ هذا الدفاع عن القضية الفلسطينية نموذج ومدرسة. ‏وحقيقة يُحسب حسابه، أكيد هؤلاء الذين يعملون على الأرض، سواء الأمريكيون أو ‏الإسرائيليون، أكيد يحسبون حسابًا لهذه المواقف وتؤثر على قراراتهم.‏

منار صباغ: كان موقفكم حذر فيما يتعلق بالمشهد السوري، لن أطيل كثيرًا، لكن ما جرى، ‏المشهد الدموي الذي فاجأ البعض وكان البعض يتوقعه، لكن التصوير والمشاهد والمقاطع ‏التي أربكت الجميع بما حصل، كيف تنظرون الآن إلى الواقع في سوريا، قراءتكم للمشهد هناك، ‏ماذا بعد؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: لا يزال من المبكر معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا. ما زال في ‏حالة غليان، هناك أجواء غير مستقرة، هناك مشاكل لها علاقة بالانتماءات الطائفية والمذهبية، ‏وأيضًا هناك مشاكل داخل نفس القوى الحاكمة، إضافة إلى وجود الأجانب بينهم. إذًا، نحن أمام ‏مشهد لم يأخذ مكانه بعد، لذلك أنا لا أقول نجحت سوريا أو خربت سوريا، أقول أنه يجب ‏الانتظار، نتمنى لسوريا الاستقرار، نتمنى أن يجدوا طريقة حتى تتفاهم القوى الموجودة في ‏داخل سوريا حتى يؤسسوا لنظام يساعدهم لأن يكونوا سوريا القوية، نتمنى أن يستطيعوا أن ‏يضعوا جدًا للتوسع والتمدد الإسرائيلي.‏

منار صباغ: التفتيت والتقسيم أصبح واقعًا؟ اليوم هذا الكيان سيفرض... ‏

الشيخ نعيم قاسم: مؤشرات التقسيم موجودة بقوة، لكن هل ستصل إلى نهايتها أم ‏سيجدون حلولًا قبل، الأجانب وخاصة الأمريكيون والإسرائيليون ومن معهم هم مع فكرة تقسيم ‏سوريا، لكن طبعًا من مصلحة الشعب السوري ألا يتقسم.‏

منار صباغ: هناك بيانات تصدر باسم المقاومة الإسلامية في سوريا، ما طبيعة هذه البيانات؟ ‏

الشيخ نعيم قاسم: نحن لا علاقة لنا بها، نحن الآن ليس لنا تدخل في سوريا، وإذا كانت هناك ‏جهة تعمل شيء.‏

منار صباغ: يعني مقاومة سورية، هل نحن أمام مشهد ربما لنشوء مقاومة في سوريا ضد ‏العدو الإسرائيلي؟ ‏
الشيخ نعيم قاسم: أنا لست مطلعًا، لكن لا أستبعد أن تنشأ في سوريا مقاومة ضد العدو ‏الإسرائيلي، لأنّ الشعب السوري بالأصل شعب عروبي، إسلامي، وطني، تربى على كره إسرائيل ‏ولا يقبل الاحتلال، ودائمًا كان معروفًا أنّ الشعب السوري هو السند الأساسي للقضية ‏الفلسطينية، فهذا إلى أين سيذهب؟ الآن، كونه في ظروف صعبة، فأنا أعتقد أنه سيحدث شيء، ‏لكن ما الذي سيحدث؟ بالنهاية، هذه مسؤولية السوريين.‏

منار صباغ: يعني قضايا كثيرة، الوقت داهم، ووصلنا إلى الختام. وبدأنا بحديثنا من القلب إلى ‏القلب وعن الناس، وتحدثنا في بعض المفاصل عن هذه المعركة، معركة أولي البأس. أحببت في ‏ختام المقابلة أن تكون لك كلمة، سماحة الشيخ، رسالة للمجاهدين ورسالة للجرحى، خاصة ‏الجرحى البيجر الذين أصبحوا جزءًا من حياتنا، شهداء أحياء فيما بيننا. لا أعرف إذا كانت لديك ‏رسالة للمجاهدين الذين بذلوا الكثير ويدهم ما زالت على الزناد.‏

الشيخ نعيم قاسم: أنا أريد أن أقول للمجاهدين المقاومين في كل بيت، في كل مكان، في كل ‏موقع، أنتم تاج الرؤوس، أنتم جعلتمونا نشعر أننا في سمو وفي علياء، أنتم نتاج سيد شهداء ‏الأمة السيد حسن نصر الله. وأنا أكيد أنه الآن في عليائه فخور بكم، لأنه حمّلتم الأمانة والمسيرة ‏واستمربتم، وانتصرتُم على محاولة إنهاء المقاومة، واستطعتم أن تبقوا بعزيمة وقوة، قدّمتم ‏نموذجًا في التشييع لا مثيل له في العالم، بهذه الخصوصية بالنسبة المئوية بحسب عدد سكان ‏لبنان.‏
أنا أقول للمجاهدين المقاومين، لقد أفرحتم قلوب الناس كثيرًا بهذا الصمود الذي كنتم عليه في ‏الجبهة. وأنا أعلم أن الواحد منكم كان ينظر إلى نفسه قائلاً: "أنا لا زلت حيًّا"، هو لم يكن يتوقع ‏العودة، هو ذاهب وكان يعتبر أنه أفنى نفسه في سبيل الله تعالى. تأكدوا أنّ هذا النصر الذي ‏تحقق بالاستمرارية وبالقوة التي نحن عليها، والتي سنستمر بها إن شاء الله ببركتكم وبركة دماء ‏الشهداء منكم، هو لأنكم موجودون وتحملون هذه الروح الكبيرة والمؤثرة.‏
وأقول للجرحى، وخاصة الجرحى البيجر، الذين أسميتهم "الشهداء الأحياء"، لأنّ الجريح يقف في ‏موقعين، موقع العطاء والاستعداد لتقديم المزيد، وموقع أنه كان يطمح فيه أن يستشهد، أن ‏ينال المكافأة، لم يصل لتلك المكافأة وبقي في الساحة بقدرات منقوصة، لكن أريد أن أقول له ‏شيء، أنت الآن شهيد حي، أي أنت لديك أجر الشهيد وأجر العمل الذي تقوم به بقدر إمكاناتك ‏لأنك ما زلت حيًّا، الله أبقاك لأن هناك خيرًا معينًا سيخرج منك، ومطلوب أن تستفيد منه العائلة ‏والمجتمع والمقاومة.‏
في الحقيقة جرحى البيجر من أروع ما يكون، أنا سمعت بعض التعليقات من أطبائهم، أحد ‏الأطباء قال: "تعلمت منهم الصبر والقوة والمعنويات"، يعني كأنّه عالج الطبيب بروحيته ‏ونفسيته، وهو يعالج بجسده.‏
أنا هنا أيضًا أقول لشعبنا، والله إنكم لا تُقدَّرون بثمن، كنا أقوياء بكم، كنا نشعر أنّ الله مدّخركم ‏لهذه اللحظة الحاسمة، فابقوا كما أنتم، والله أنتم كبار، ولا تهتموا بالصغار الذي يلعلعون ‏شمالًا ويمينًا، الذي ينظر لفوق لا يعد يرى في الأسفل، وأنتم فوق. ‏

منار صباغ: هذه الدموع التي تقفز عندما تتحدث عن الناس أنا أريد أن أنحني أمام تضحيات ‏كانوا يقولوا يا الله ويا كريم احفظ لنا الشيخ نعيم، حفظك الله سماحة الشيخ، الدعاء والكلام ‏الطيب وأنت حاضر بدعاء كل المجاهدين وكل عوائل هذه البيئة المقاومة، لما تحملتم وصبرتم ‏أيضًا.‏
شكرًا جزيلًا، سماحة الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، على هذه الإطلالة معنا ‏عبر شاشة المنار، شاشتكم. شكرًا لهذه المقابلة، قد أطلنا عليكم، وإن كان لا يملّ المرء من ‏محاولة الاستفادة أكثر وأكثر. لكن هذه كانت إطلالة، وإن شاء الله تكون هناك إطلالات أكثر ‏وأكثر. أشكرك.‏
مشاهدينا، وصلنا إلى ختام هذا الحوار، حوار الأمين. شكرًا لكم، في أمان الله.‏

الأحد 09-03-2025‏
‏08 رمضان 1446 هـ

مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم على قناة المنار 09-03-2025

اخبار متعلقة

بيان كتلة الوفاء للمقاومة 8-5-2025 2025-05-08
بيان كتلة الوفاء للمقاومة 8-5-2025
النائب حسين الحاج حسن: فوز لوائح التنمية والوفاء يؤكد أن بيئة المقاومة لم تتخلَ عن خيارها 2025-05-08
النائب حسين الحاج حسن: فوز لوائح التنمية والوفاء يؤكد أن بيئة المقاومة لم تتخلَ عن خيارها

الأحدث

بيان كتلة الوفاء للمقاومة 8-5-2025 2025-05-08
الجناح الاعلامي بيان كتلة الوفاء للمقاومة 8-5-2025
النائب حسين الحاج حسن: فوز لوائح التنمية والوفاء يؤكد أن بيئة المقاومة لم تتخلَ عن خيارها 2025-05-08
كلمات النواب النائب حسين الحاج حسن: فوز لوائح التنمية والوفاء يؤكد أن بيئة المقاومة لم تتخلَ عن خيارها
كلمة مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله الحاج محمد الخنسا بمناسبة ذكرى شهداء ٦ أيار ‏وذلك من على ضريح الشهيد عبدالكريم الخليل في منطقة الغبيري 7-5-2025  ‏ 2025-05-07
الجناح الاعلامي كلمة مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله الحاج محمد الخنسا بمناسبة ذكرى شهداء ٦ أيار ‏وذلك من على ضريح الشهيد عبدالكريم الخليل في منطقة الغبيري 7-5-2025 ‏
وفد من حزب الله قدم واجب التعزية للسفير البابوي بوفاة بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس 5-5-‏‏2025‏ 2025-05-05
لقاءات واتصالات وفد من حزب الله قدم واجب التعزية للسفير البابوي بوفاة بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس 5-5-‏‏2025‏
ميديا
  • فيديو
حزب الله يشيع فقيد الجهاد والمقاومة الدكتور حيدر دقماق في مدينة النبطية 13-4-2022 2022-04-13
حزب الله يشيع فقيد الجهاد والمقاومة الدكتور حيدر دقماق في مدينة النبطية 13-4-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع أمين عام حركة الجهاد الإسلامية الأستاذ زياد نخالة 30-3-2022 2022-03-30
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع أمين عام حركة الجهاد الإسلامية الأستاذ زياد نخالة 30-3-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية 25-3-2022 2022-03-26
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية 25-3-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله بوزير الارشاد في الجمهورية الإسلامية الايرانية‏ 2-3-2022 2022-03-02
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله بوزير الارشاد في الجمهورية الإسلامية الايرانية‏ 2-3-2022

من نحن

العلاقات الاعلامية في حزب الله - جميع الحقوق محفوظة

اتصل بنا

تلفون: 01/274886 - 01/278680 تلفاكس: 01/274469 بريد alakatmedias@gmail.com

موقع العلاقات الاعلامية الاخباري