بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم حول آخر التطورات:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
هذا اللقاء مُخصّص لإجراء جردة حساب، هكذا أردت أن أسمّيها ولكن قبل ذلك لابد أن أتعرّض لمجموعة من النقاط الضروريّة. أولًا نحن في السابع والعشرين من شهر رجب الأصب الذي يصبّ الله تعالى رحمته فيه على العباد، هذا الشهر وهذا اليوم هو يوم المبعث النبوي الشريف 27 شهر رجب، قال تعالى: " لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍ". في هذا اليوم نزلت الآيات الأولى من سورة العلق "بسم الله الرحمن الرحيم: إقرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، إقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" بهذه الآيات بدأت البعثة النبويّة الشريفة، هذا يومٌ عظيمٌ في التاريخ، هذا يومٌ من أيّام الله تعالى لأن الله تعالى بدأ بإنزال هذا القران الكريم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليكون دستورًا كاملًا شاملًا للحياة البشريّة.
قال الإمام الخميني (قدّس الله روحه الشريفة) عن هذا اليوم: "البعثة هي من أجل إنقاذ أرواح الناس وتهذيب أخلاقهم ونفوسهم وإخراجهم من الظلمات ونبذ الظلمات تمامًا وإحلال النور نور العدالة وتحديد السبيل إلى ذلك"، هذا اليوم هو يوم عدالة السماء إلى الأرض من خلال مشروعٍ كامل إذا حمله الإنسان عاش قمّة الأخلاق وقمّة السعادة وقمّة العدالة وقمّة الحياة الهانئة على المستوى الدنيوي وعلى المستوى الأخروي. النقطة الثانية، استشهد لنا أخٌ عزيز هو الشهيد القائد الشيخ محمد حمادي مسؤول قطاع البقاع الغربي في حزب الله، الشهيد هو من مواليد سنة 1963 ولد في بيت متديّن وكان لصيقًا بالشّهيد محمد بجيجي القائد المهم في تلك المنطقة، وقد حمّله المسؤوليّة الإعلاميّة في سنة 1991 ثمّ بعد ذلك المسؤوليّة الثقافيّة وهو منذ سنة 1992 مسؤولٌ لقطاع البقاع الغربي. الشهيد محمد حمادي هو قائد بكل ما للكلمة من معنى هو رفيق الشهداء، هو مع الشهيد محمد بجيجي مع الشهداء رضا الشاعر والحاج نصّار وأبو علي مرعي والآخرين، هو دائمًا يرعى المقاومين في تلك المنطقة ويقدّم لهم العون والمساندة، صاحبُ خلقٍ رفيع لا يردّ سائلًا ولا محتاجًا محبًّا للناس، له شبكة علاقات واسعة جدًا مع الطوائف في المنطقة، إغتالته الأيدي الغادرة في تلك المنطقة تتوجّه الأنظار إلى الصهاينة ولكن لم يكتمل التحقيق بعد لكن هذا هو المُرجّح، على كلّ حال هذا الشهيد القائد هو واحد من هذه القافلة العظيمة التي قدّمت لمصلحة الإسلام.
النقطة الثالثة، لابُد من التبريك للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته في غزّة والضفّة الغربيّة وأراضي 48 على إنجاز وقف إطلاق النار، ولابد من التبريك لشركاء النصر للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بقيادة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) على كلّ الدعم الذي قُدّم لهذا الشعب وهذه المقاومة، والشكر لليمن العزيز الذي قدّم وضحّ ولا زال حتى الآن وللعراق العزيز بشعبه ومرجعيّته وحشده وللبنان الذي قدّم عطاءات باسلة ومهمّة ودماء وتضحيات، قدّم سيّد شهداء الأمّة السيّد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) في مشروع مساندة غزّة، هذا النصر هو نصرٌ للشعب الفلسطيني ولكلّ شعوب المنطقة التي واجهت وجاهدت ولكلّ أحرار العالم الذين أيّدوا ودعموا.
لقد تحقّق هدفُ طوفان الأقصى بعودة القضيّة الفلسطينيّة إلى صداره المشهد على المستوى العام في العالم حتى في الغرب، وثبّتت مشروعيّتها واستمراريّتها وها هي تُحرّر أسراها وهذا انتصارٌ حقيقيّ للشعب الفلسطيني، سقطت إسرائيل في امتحان الشرف والإنسانيّة، انهزم مشروعها في محاولة تدمير لحماس والمقاومة ولم تستطع ذلك، وبرزت إسرائيل كمجموعة مُجرمة مُحاربة تعمل على إبادة الجنس البشري ولم تستعد محتجزيها إلا باتفاق وتبيّن أنّها ضعيفةٌ جدًا لأنّها لم تكن لتستمر أسبوعًا واحدًا لولا الدعم الأميركي المفتوح جوًا وبحرًا وبرًا بكلّ الإمكانات. هذا الشعب الفلسطيني جديرٌ بالحياة وجديرٌ بالتحرير وسيصل إن شاء الله إلى تحرير أرضه من البحر إلى النهر، ما هذا الزحف الهادر الذي انطلق من جنوب غزّة إلى شمال غزّة هذا تعبير عن التحرير الشعبي، عن هذا الشعب العظيم الذي قدّم التضحيات، مباركٌ الإفراج عن الأسرى بأعدادٍ كبيرة وبرؤوسٍ مرفوعة، والتحيّة للشهداء والجرحى والصامدين للرجال والنساء والأطفال تحيّة إلى الجميع.
أبدأ بمضمون كلمتي التي عنونتها بعنوان سرديّة وجردة حساب، هذه الجردة تتناول 6 نقاط: ماذا واجهنا، ومصارحة مع الناس، وحديث عن وقف إطلاق النار، ومواجهة الحملة المضادة ضدّنا، وماذا بعد انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي، وحديثٌ عن الرئاسة والحكومة. أبدا بماذا واجهنا، العدوان على لبنان كما غزّة كان عدوانًا بدعمٍ عالمي أميركي غربي لا يخضع لقوانين ولا يراعي حُرمة ويقتل البشر ويدمّر الحجر والشجرَ والحياة بلا ضوابط، بَونٌ شاسع بين القدرة العسكريّة الإسرائيليّة الأميركيّة الضخمة وبين قدرة المقاومة مهما راكمت المقاومة من قدرات. دعونا نعترف ونكون واضحين جدًا، يوجد تفوّق عسكري استثنائي إسرائيلي أميركي في مقابل القدرات العسكريّة الموجودة عند المقاومة، في المقابل المقاومة خيار، خيارٌ عقائدي وسياسي ووطني وإنساني لمواجهة الاحتلال ومواجهة أطماعه وتحرير الأرض المحتلّة، أيضا هنا يوجد بَونٌ شاسع بين حقّ المقاومة وقوّة مشروعها المقدّس وبين باطل الاحتلال والعدوان وعدم مشروعيّته، يعني أيضًا الحق هو بالحقيقة ينتصر على الباطل، الحق أقوى من الباطل إذًا نحن أمام مشهدين، مشهد تفوّق عسكري إسرائيلي ومشهد تفوّق حقّ المقاومة وإرادة المقاومة على باطل الاحتلال. نحن أقوى بإيماننا وخيارنا وحقوقنا من احتلالهم وعدوانيّتهم، من الخطأ أن نركّز على القوّة العسكريّة كمقارنة، يجب أن نركّز على قوّة الإيمان والالتزام والإرادة والمقاومة والمواجهة والتضحية والقدرة على تحمّل كلّ الصعوبات في مواجهة إسرائيل، سجّلوا لديكم هذا نصر.
أرادت إسرائيل وأمريكا إنهاء المقاومة، جاءت إسرائيل بخمسِ فرقٍ بتعداد حوالي 75,000 جندي وضابط مع إجرام وقوّة مُفرطة من أجل تحقيق هذا الهدف، تصدّت المقاومة بكل أطيافها، المقاومة الإسلاميّة مقاومة حزب الله، مقاومة حركه أمل، الجماعة الإسلاميّة، الحزب السوري القومي الاجتماعي وكلّ المقاومين الآخرين من الأطراف المختلفة الذين واجهوا. تصدّت المقاومة بثباتٍ أسطوري وشجاعة استثنائيّة وتصميم استشهادي، هذا التصميم الاستشهادي الحسيني للمقاومين والمجاهدين أثبت نفسه في الميدان كلّ الناس كانوا يَرون من هم في الميدان، أبطال المقاومة، شجعان المقاومة، الثابتون على الأرض الذين أعاروا جماجمهم لله تعالى وتحمّل شعبنا التضحيات الكثيرة والكبيرة، وارتقى قادة شهداء على رأسهم سيّد شهداء المقاومة والأمّة حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)، هذه المقاومة برزت متماسكة قويّة، واستعادت القيادة والسيطرة، وملأت الشغور على مستوى القيادة بعد 10 أيّام من الزلزلة التي حصلت، ملأت الشغور في القيادة بانتخاب أمين عام وبتكليف بدائل من القيادات المختلفة في كل المواقع الجهاديّة من دون استثناء.
من 27 أيلول إلى 7 تشرين الأول 10 أيّام عشنا أصعب الأيام وهي نتاج خطّة إسرائيليّة مُحكمة بتسديد ضربة قاضية لحزب الله، لكنّنا استعدنا حضورنا بقوّة الإيمان وخيار المقاومة، استعدنا حضورنا بهذا الزخم الذي أعطانا إيّاه سيّد شهداء الأمة، استعدنا حضورنا بالترتيبات التي قمنا بها وبملئ الفراغات القياديّة وبالثبات في الميدان. نحن مع هذه الآية الكريمة نكون قد جسّدنا وحدّدنا وضعنا في تلك اللحظات، قال تعالى: " وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ " سجّلوا لديكم هذا نصر.
تصاعدت عمليّات المقاومة ولم يتقدّم الإسرائيلي على الحافّة الأماميّة إلا مئات الأمتار كل ذلك بثباتِ المقاومين، المجاهدين، الأسطوريّين، كان أهلنا النازحون متماسكين، متوكلين على الله، يُشكّلون دعمًا حقيقيًا للجبهة، المجاهدون في الجبهة مطمئمون إلى أهلهم الثابتين، الأهل مطمئنون للمقاومين الثابتين في داخل الجبهة، الشعب اللبناني بطوائفهم ومناطقه كان وفيًا وحاضنًا، الجيش اللبناني قدّم التضحيات، والدفاع المدني والهيئات الصحية وذلك بشجاعة مميزة، وكذلك الإعلام قام بدور مهم في هذا المجال، لا ننسى مُساندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الشعب الإيراني، في الدعم للنزوح، وكذلك الشعب العراقي في هذا الدعم مع كل المسؤولين والمعنيين في هذين البلدين، إضافة لمن قدّم مساعدات من هنا وهناك.
النتيجة، انسدّت الأبواب أمام العدو الإسرائيلي، لم يستطع أن يتقدّم على الجبهة، ولم يتمكن من إحداث فتنة داخلية بين الطوائف في لبنان، ولم يتمكن من إنهاء المقاومة واستمرّت قوية في الجبهة، وخسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وخسائر في كل الكيان الإسرائيلي، فلا أمن ولا استقرار مع تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وعملية ونفسية، وهذا كلّه كان يبرز في الميدان.
أمام هذا الاستنزاف، وأمام هذه المراوحة، جاء طلب إسرائيل من خلال أمريكا بوقف إطلاق النار، وافقنا مع الدولة اللبنانية على وقف إطلاق النار، وهذا انتصار، سجّلوا هذا نصر.
هنا أدخل إلى حديثي في النقطة الثانية، سمّيتها مُصارحة، وهذه المصارحة لأنّ الناس لم تسمع بعد مثل القول الذي سأقوله الآن ولم تسمع وجهة نظرنا فيما حصل، ونحن نريد أن نُشارك الناس، هذا خطاب لجمهور المقاومة، هنا أنا أود أن ألفت النظر، عندما أقول جمهور المقاومة أعني بيئة المقاومة المباشرة، أعني كل المقاومين من دون استثناء، أعني كذلك كل الذين يُؤيّدون ويدعمون سواءً كانوا في لبنان أو في العالم او في المنطقة، هؤلاء جميعًا اسمهم جمهور المقاومة، لأنّ المقاومة ليست مُجرّد مجموعة من الأفراد، المقاومة ليست حزبًا، المقاومة جماعة كبيرة مُمتدّة، رجالًا ونساءً وأطفالًا وشيوخًا، تُعطي في كلّ المجالات. هنا سأتحدث عن المصارحة، جمهور المقاومة صلب ومُصمّم وأنا واثق بهذا الجمهور لأنّه جمهور التربية الحسينية التي تُعطي وتُضحّي، جمهور الإمام الخميني (قدس الله روحه الشريفة) الذي كسر الشاه وأحدث زلزالًا في المنطقة وفي العالم بانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران. جمهور الإمام الصدر الذي فتح الباب ليكون إمامًا للمقاومة. جمهور السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) الذي دخل القلوب والبيوت وكل الأماكن من دون أي حواجز. ولكن بعض هذا الجمهور لديه تساؤلات وتفاجأ بما حصل، وهذا حقّ مشروع، الحادث كان كبيرًا جدًا، الحرب كانت كبيرة جدًا، بعض النتائج لم تكن متوقعة، من الطبيعي أن تحصل هناك أسئلة. أنا سأوضح الإجابة عن هذه الأسئلة.
أولًا، بسبب الإمكانات التي راكمناها كمقاومة والصواريخ التي أصبحت معنا والطائرات المسيرة التي تحدّثنا عنها والمناورات التي أبرزت قوة استثنائية بالنسبة لنا ظنّ الكثيرون بأنّنا سنهزم إسرائيل عسكريًا بالضربة القاضية إذا حصلت معركة بيننا وبين إسرائيل، أي اعتبروا أنّ هذه القوة كافية من أجل أن تهزم إسرائيل عسكريًا، هذا كان موجودًا في العقل الباطن.
ثانيًا، قدرة الردع التي حقّقناها خلال 17 سنة لم يستطع الإسرائيلي أن يقوم بأي إجراء لأنّه كان يخشى من ردّة الفعل، جعلت الناس يعتبرون أنّ قوتنا العسكرية بمستوى أن يكون الردع ردعًا كبيرًا وحقيقيًا وقابل للاستمرار.
ثالثًا، انتصارنا في التحرير سنة 2000 وانتصارنا في حرب تموز سنة 2006 وانتصارنا على داعش والتكفيريين سنة 2017 أعطت انطباعًا بأنّنا دائمًا مُنتصرون عسكريًا وهذا بسبب التفوّق الموجود لدينا.
رابعًا، لم يتوقع جمهورنا أن نخسر هذا العدد الكبير من القيادات وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) في فترة زمنية قصيرة وبهذه السعة وبهذا الانتشار، لم يتوقعوا، لأنّه يقول لك القوة العسكرية الموجودة، هذا التنظيم العظيم الموجود عند حزب الله، القدرة الأمنية الموجودة عند حزب الله، معقول أنّه بهذه الكثافة وبهذا الشكل، لم يتوقع جمهورنا أن يحصل ما حصل. طبعًا حتى نحن لم نتوقع أن يكون قتل القيادات بهذه الطريقة وبهذه الشمولية.
خامسًا، لا شك أنّ الانكشاف المعلوماتي وسيطرت العدو على الاتصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو الذي غطّى لبنان بكامله كانت من العوامل المؤثرة في الضربات التي وُجّهت للمقاومة، هذه ثغرة كبيرة جدًا، انكشفنا بهذا المقدار الواسع من هذه الأبواب. نحن نجري الآن تحقيقًا لأخذ الدروس والعبر واتخاذ الإجراءات اللازمة. ما حصل هو أمر استثنائي وهو أمر مفاجئ وبالتالي يجب أن نفهم التفاصيل وكان يُفترض ألا يكون هذا الانكشاف بهذه الصورة. لكنه أمر حصل.
الاستنتاج من هذا الذي أقوله، أنّ المقاومة لا يمكن أن تكون أقوى عسكريًا ولا يمكن أن نعتمد بأنّ غلبتها هي غلبة عسكرية، أبدًا، المقاومة غلبتها على إسرائيل بإيمانها، بشبابها، بنسائها، بأطفالها، بشيوخها، بعطاءاتها، بدماء قادتها، بالتضحيات التي تُقدّم، هكذا تنتصر المقاومة، هنا يأتي الموضوع العسكري كجزء من الأدوات المساعدة في عملية الانتصار، المقاومة قوية بقراراتها، بإرادتها وبالمؤمنين بها، هي أقوى بصمودها وتحمّل التضحيات الكبرى، هي أقوى باستمراريتها، لقد حصدنا في هذه المعركة الحُسنيين، الشهادة والنصر، استشهد لنا قادة وأعزاء ومجاهدين ونساء وأطفال ورجال، وفي آنٍ معًا، الباقي انتصر لأنّه بقي في الميدان ولأنّ المقاومة مستمرة، هذا النصر هو بصمودنا واستمرارنا، سجّلوا لديكم هذا نصر.
ثالثًا، وقف إطلاق النار، وافقنا على وقف إطلاق النار لأنّه مُعتدى علينا والمعتدي طلب أن يوقف اعتداءه بشروط، نحن وافقنا على وقف الاعتداء لأنّنا لا نريده بالأصل ولم نُقرّر الحرب ابتداءً وبالتالي من الطبيعي أن نقبل بوقف إطلاق النار بصرف النظر عن بعض الشروط التفصيلية.
ثانيًا، وافقنا على الاتفاق على قاعدة وقف إطلاق النار لأنّ الدولة قرّرت التصدي لحماية الحدود وإخراج إسرائيل وهذه فرصة لتؤدي الدولة واجباتها وتختبر قدرتها على المستوى السياسي. وافقنا لأنّ العدوان بدأ على حزب الله لكنّه تجاوز إلى كل لبنان، وعلى لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته ودولته وكل القوى السياسية أن يتحملوا مسؤوليتهم في إخراج المحتل وحماية السيادة الوطنية وهذه مسؤولية على الجميع.
مع الاتفاق أصبحنا في مرحلة جديدة، التزمنا كحزب الله ومقاومة إسلامية وكل المقاومين معنا، التزمنا بالكامل بعدم خرق الاتفاق، وخرقت إسرائيل الاتفاق حوالي 1350 مرة جوًا وبرًا وبحرًا سواء بالقصف أو الاعتداء أو تدمير البيوت أو تدمير الحياة أو بالمسيرات التي تنتقل من مكان إلى مكان آخر. نحن التزمنا كحزب الله، وكان هناك تداول بيننا وبين السلطة السياسية بشكل دائم، في مرحلة من المراحل لا أخفيكم فكّرنا أن نرد على الاعتداءات، قالوا لنا لو ردّينا مرتين أو ثلاثة أو أربعة سيصبح الـ1350 مثل المرتين ثلاثة، أي نحن خرقنا وهم خرقوا، الأفضل أن نصبر قليلًا رغم حالة الشعور بالمهانة وتصرف إسرائيل بطريقة فيها إزعاج وفيها محاولة انتقام، هي تجرف الأرض، هي تدمر البيت، هي تقتلع المزروعات، عمل ليس له علاقة لا بالمواجهة وليس له علاقة بوضع إسرائيل الأمني، فقط اسرائيل تتصرف على قاعدة أنها تريد أن تنتقم من هزيمتها ومن خسائرها وأيضًا تريد أن تعطي صورة للمستوطنين بأنّها قادرة أو متمكنة، بكل الأحوال نحن التزمنا وإسرائيل لم تلتزم، اعتبرنا أنّ الستين يومًا يمضون ويُعيننا الله ونصبر قدر الإمكان رغم الخسائر الموجودة وإن شاء الله يكون الوضع أفضل.
الحمد لله، مشهد العودة الذي كان أثناء الاتفاق في 27 تشرين الثاني الساعة الرابعة صباحًا، العالم لم تنتظر، لحظات لم تنتظر، شاهدنا سيل السيارات والعائدين إلى الجنوب، إلى الضاحية، إلى البقاع، إلى كل مكان، أفراح النصر كانت موجودة بشكل واسع جدًا، حتى يومها أنا قلت لكم أنّه تأخرت يومين عن الكلام، قلت بدل أن أعلن أنّنا انتصرنا فلنرى إعلان الناس الانتصار، نعم انتصرنا، لأنّنا رجعنا، ولأنّنا استطعنا أن نستعيد هذه الأرض ولأنّ المحتل توقّف عند حد ولأنّ المحتل سيخرج وسينسحب غصبًا عنه بسبب هذا الصمود وبسبب هذه التضحيات من المقاومة ومن الناس. احتفالات النصر عمّت كل المناطق، وهذا كان واضحًا، والمقاومون في الميدان، لم يغادروا الميدان لحظة واحدة، ورؤوسهم مرفوعة، والمقاومة قوية وثابتة. سجلوا لديكم هذا النصر.
مشهد الخروقات الإسرائيلية كان مؤلمًا، لكن قرّرنا أن نصبر وأن تتحمّل الدولة مسؤوليتها. للأسف الراعي الأمريكي للاتفاق هو نفسه الراعي للإجرام الإسرائيلي والموجّه للإجرام الإسرائيلي، لم يُمارس أي دور تحذيري، بالعكس كان يُسهّل لإسرائيل وكان يُبرّر لإسرائيل. طالبنا الدولة أن تضغط، تحرّكت الدولة على كل مستوياتها ولكن أمريكا "حاميها حراميها"، يعني هذا المثل ينطبق عليها 100%، مع ذلك لم نُعطِ أي ذريعة، واعتبرنا أنّ الدولة هي المعني الوحيد والأساس هذه الفترة في مواجهة إسرائيل. كثيرون من السياديين لم ينتقدوا، يعني لم نسمع خلال 60 يومًا انتقادًا للخروقات الإسرائيلية، مع العلم أن أصوات "تُلعلع" عندما يكون هنلك حدث يهم أمريكا أو يهم اتجاههم المعادي للمقاومة، عجيب أمرهم، هذا لبنان، لبنان لنا ولهم، لبنان شراكة مع بعض، لبنان وطن الجميع، دائمًا نحن نقول شركاؤنا في الوطن، حتى الذين يختلفون معنا نعتبرهم شركاء في الوطن، لم نسمع منهم شيئًا، مع أنّ إسرائيل لم تتوقف عن خروقاتها، لم يُطالبوا أمريكا، لم يرفعوا الصوت، لم يساعدوا الدولة على هذا الأمر، لماذا؟ من المفترض أن يقفوا، أيضًا هم مسؤولين، فقط شاطرين أن يضعوا لنا عقبات، فقط شاطرين بالتحليل ويقولون أنّه والله لا أنتم لم تنتصروا، نحن انتصرنا وغصبًا عنكم انتصرنا، والذي عجبه عجبه والذي لم يعجبه يصطفل ولن أقول شيئًا آخر، فليفكر هو ما هي الطريقة التي يجب أن يواجه فيها الأمور. هذا الانتصار على الأرض.
على كل حال، الاتفاق على سكة الدولة، ونحن كُنّا على الموجة ذاتها، وهنا السؤال الكبير، ماذا فعلتم أنتم؟ ما جرى في خرق الاتفاق يُؤكّد على حاجة لبنان إلى المقاومة، الآن يقولون ها هو أخذ المقاومة ذريعة، أنتم تعطون الذريعة، الإسرائيلي يعطي الذريعة، تبين أنّه عندما كانوا المقاومين يقاتلون لم تجرؤ إسرائيل على الاقتراب، عندما صار هناك اتفاق ومتابعة سياسية بدأت تقترب على بعض القرى وتتصرف كما تريد. إذًا السياسة هي التي أبعدتها أو المقاومة هي التي أبعدتها؟ إذًا هذا تأكيد أنّ المقاومة مطلوبة حتى تكون هي المواجهة للعدو الإسرائيلي.
رابعًا، شُنّت علينا حملة مضادة حتى أثناء الحرب، وكان أغلب هذه الحملة داخلية وقسم منها خارجي، حتى يُصوّروا أنّنا مهزومون، يا أخي ما مصلحتكم أن تُصوّروا النصر هزيمة؟ ما مصلحتكم أن تسبقوا الأمور وتأتوا وتقولون بأنّه غير ممكن لا حزب الله يبقى ولا حركة أمل تبقى ولا إمكانات المقاومة تستمر وسيخسرون كل شيء. على كل حال، أنا أكيد أنّ البعض يمكن أصابته نوبة قلبية لأنّه تبيّن أنّ كل آمالهم لم تتحقّق، لم يتركوا أي وسيلة إعلامية ولا وسيلة من وسائل التواصل ولا محللين ولا صحافيين إلا كان هدفهم التركيز على موضوع الهزيمة، يعني دائمًا هم يشتغلون علينا حتى يُضعفون معنويات جمهورنا ومعنويات شعبنا. أنا أقول لكم، هذا الهدف بإحباط المعنويات لن يتحقّق ولم يتحقّق. المقاومة، وعلى رأس السطح، انتصرت، المقاومة دائمًا منصورة، بشهدائها منصورة، بتضحياتها منصورة، بنصرها المادي منصورة، باستمراريتها منصورة، انتصرت بإيمانها وإرادتها وهي ثابتة في حضورها واستمراريتها، انتصرت بوقف غطلاق النار وبسبب الصمود والثبات والمواجهة من المقاومين، انتصرت بعدم تحقيق هدف العدو بإنهائها، انتصرت بهذا الشعب الأشرف والأعظم الذي زحف إلى القرى الأمامية في اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار الساعة 4:00 صباحًا في 27 تشرين الثاني. المقاومة انتصرت مُجدّدًا، الآن انتصرت مُجدّدًا، انتصرت بهذا الشعب الذي زحف مُجدّدًا إلى القرى الأمامية رغم عدم الانسحاب الإسرائيلي وفي مواجهة مباشرة معه، ما هذا الشعب؟ ألا نُسجّل له الانتصار، بـ 26 كانون الثاني رأينا أنّ القرى المختلفة تعج بسكانها وسكان آخرين ذهبوا إلى أرضهم يقفون بالصدور العارية في مواجهة المحتل. تحضرني الآيه الكريمة التي يحملونها شعارًا: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"، رأيتم المشهد؟ رأيتم المشهد بزحف الناس التحريري؟ بزحف هذا الشعب المقاوم الشريف النبيل؟ لاحظتم المرأة بعباءتها تقف مُتحدّية الدبابات والرشاشات وكل الجنود وهي تقف صامدة أمامهم، لاحظتم الرجال والنساء والشباب كيف يُقبلون مع أطفالهم لا يخشون إطلاق النار على مسافة أمتار، وتجدهم جالسين وواقفين ومتصدين ومتحدين، العمر بيد الله عزّ وجل، هؤلاء هكذا يؤمنون، لكن الكرامة مسؤولية الإنسان، هؤلاء الجماعة عندهم كرامة، الذي عنده كرامة يقف، الذي عنده كرامة يزحف إلى الأماكن الأمامية لمواجهة إسرائيل، الذي عنده كرامة لا تُخيفه لا بنادقهم ولا سياساتهم ولا دعمهم الأميركي، هؤلاء عندهم كرامة، عندهم عزّة، يريدون أرضهم، ولذلك وجدناهم موجودين. شاهدناهم في الخيام وعيترون وعيتا الشعب ويارون وبليدا وحولا وميس الجبل ومارون الراس والطيبة ورامية وبني حيان وبنت جبيل والقنطره وبلدات عديدة موجودة، كل بلدة من هذه البلدات أصبحت رمزًا للمقاومة والعزة والحضور الشعبي والزحف التحريري ومواجهة إسرائيل، لا يمكن لإسرائيل أن تبقى محتلة مع هذا الشعب المقاوم الأبي الذي وقف بهذا الصمود. هذا الشعب جدير بالحياة واستعادة الأرض، هذا الشعب لا يمكن هزيمته ولا يمكن الاستمرار في احتلال أرضه، حتى لو تآمرت إسرائيل وأمريكا وليزيدوا عليهم من يريدون، حتى لو هدّدوا وقتلوا، يجب أن تخرج إسرائيل من أرضنا المحتلة.
هنا، ما هذا المشهد الكبير! الجيش اللبناني مع الشعب اللبناني في إطار عمل مُقاوم شريف نبيل على الحدود اللبنانية في مواجهة إسرائيل، هذا مشهد عز. نحن دائمًا كُنّا نقول الجيش والشعب والمقاومة، يقولون لنا أين يوجد جيش وشعب ومقاومة، هذا هو الجيش والشعب، وهما مقاومة، المقاومة ليس فقط المقاومة التي تقاتل بسلاحها، المقاومة هي الحضور المواجه للعدو الإسرائيلي في المواقع المختلفة، إضافه إلى المقاومة، المقاومة هي من رحم هذا الشعب، هي من رحم هذه القرى ومن كل لبنان. الثلاثية، الجيش والشعب والمقاومة هي التي وضعت حدًّا لإسرائيل من أن تصل إلى بيروت أو أن تصل إلى جنوب نهر الليطاني، هذا واضح أمام العيان، الثلاثية هي كالشمس في رابعة النهار والمشكلة في من لا يراها، وعلى كل حال حتى لو رفضها الشمس ستبقى ساطعة رغمًا عن أنوف الحاقدين. الثلاثية، الجيش والشعب والمقاومة، هي الميدان، هي التحرير، هي النصر، هي الوطن القوي، وستبقى إن شاء الله مُشعّة.
خامسًا، ماذا بعد انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي، على إسرائيل أن تنسحب بسبب مرور الستين يومًا، لا نقبل بأي مُبرّر لتمديد لحظة واحدة ويوم واحد، لا نقبل بتمديد المهلة، وردتنا معلومات بأنّ الأمريكيين يتّصلون بالمسؤولين اللبنانيين طرحوا عليهم أن يتمدّد الاتفاق إلى 28 شباط، يعني لا تنسحب إسرائيل إلى 28 شباط، أجاب المسؤولون اللبنانيون بالرفض، قالوا حسنًا نجعلها بـ 18 شباط، قالوا لا، قالوا نحن بحاجة إلى خمس مواقع تكون هي تلال مُشرفة، قالوا لهم لا، ونحن متأكدين مع هذا الرئيس، فخامة الرئيس جوزيف عون لا يمكن أن يُعطي إسرائيل مكسبًا واحدًا، شاهدوا كيف تصدى عندما ذهب الناس يزحفون إلى الجنوب وأعطى التعليمات للجيش أن يكون غلى جانب الناس وبارك لهم وشدّ عزيمتهم، يعني أمريكا تتوقع أنّ هناك أحد في لبنان يقبل معها أن يُمدّد فترة الانسحاب الإسرائيلي يعني سيُمدّد فترة العدوان بإرادته وبقرار منه؟ هكذا يتوقعون؟ غير ممكن، لا أحد في لبنان، لا الرئيس المقاوم دولة الرئيس نبيه بري ولا الرئيس ميقاتي بما قام به وتصدّى في هذا المجال ولا أحد في لبنان يمكن أن يقبل معهم بتمديد لحظة واحدة، على إسرائيل أن تخرج وهذه مسؤوليتها ومسؤولية المجتمع الدولي. حتى لو هدّدوا، حتى لو أرعدوا، يريدون أن يبقوا محتلين إذًا فليتحملوا هم المسؤولية. أي تداعيات تترتّب على التأخير في الانسحاب تتحمّل مسؤوليته الأمم المتحدة وأمريكا وفرنسا والكيان الإسرائيلي، هم الذين يجب أن يضغطوا على الكيان الإسرائيلي، طبعًا موقف الرئيس الفرنسي جيد عندما طلب من إسرائيل أن تلتزم وتنفذ الاتفاق، لكن الموقف الأمريكي سيء جدًا لأنّه يُبرذر ويطلب أن يُمدّدوا، ماذا يطلب منّا؟ يطلب منّا أن يُمدّدوا العدوان ونحن نقبل؟! من المعقول أن يخطر ببالهم أنّ هناك أحد بهذه العزة يمكن أن يقبل؟ اذهبوا وفتشوا على جماعاتكم الذين يسيرون معكم مثل ما تريدون، يمكن هؤلاء يقبلون، أما هذا الشعب البطل الشجاع الأبي لا يمكن أن يقبل.
استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية، وأنا أقول لكم الجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال، الحكومة، الشعب، المقاومة، أطياف الأحزاب والناس والطوائف، كلهم مسؤولون أن يدلوا بدلوهم في مواجهة هذا الاحتلال، انتهينا، لا يصح أن يجلس البعض جانبًا، هذا احتلال ليس لمكان له علاقة بالمقاومة، لا، هذا احتلال لأرض لبنانية، الآن يُصادف أنّه نحن أغلبنا موجودون في هذه الأرض هناك، لكن هذه أرض لبنانية، 10452 كيلومتر مربع، لمن هذه؟ هذه لكل لبنان. نحن ندعو إلى الاهتمام.
طبعًا اليوم البعض يسأل، ما هو موقف حزب الله والمقاومة؟ أنا في الحقيقة كتبت سطرين، هما الموقف الأساسي، نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب والمقاومة لها الحق بأن تتصرّف بما تراه مناسبًا حول شكل وطبيعة المواجهه وتوقيتها، هذه رسالتنا للجميع فليفهموا ما يريدون.
أختم بموضوع الرئاسة والحكومة، أثناء الحرب أنا صرّحت بشكل مباشر مرتين، قلت أنّنا تحت سقف الطائف والدستور وأنّنا متمسكون بأن يتم انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني، وهذا كان رد مباشر على كل الذين ينعون وجود الحزب، وأيضًا على أنّنا في الوقت الذي نُقاتل فيه إسرائيل عندنا اهتمامات داخلية، لكن هذا سقفنا. الثنائي أنجز الخيار الرئاسي التوافقي من خلال انتخاب فخامة الرئيس جوزيف عون، وطبعًا لولا مشاركة الثنائي لما كُنّا في حالة توافقية ولا ما تم انتخاب الرئيس في هذا الموعد بهذه الصورة النبيلة الممتازة التي تُعبّر عن وحدة وطنية، نحن هذه مساهمتنا، نحن نساهم عندما يكون هناك وحدة، نساهم عندما يكون هناك توافق ونُنجز، وهذه قوة، قوة للثنائي الشيعي الوطني، نعم قوة، لكن هذه قوة مشكورة، قوة مأجورة.
حسنًا، حاكوا في خلوة معينة محاولة تعسير وضع العهد ومحاولة الإتيان برئيس للحكومة تحت عنوان أنهم سيضعوه في وجهنا أو سيفتعلوا مشكلة معنا، طبعًا مرّ يومين ثلاثة كانوا صعبين قليلًا، مُزعجين على المستوى النفسي، لكن نحن تصرّفنا بحكمة، لأنّه نريد توافق، لأنه نريد بلد، لأنّه نريد حكومة، لأنه نريد دولة تقف على قدميها، لأنه نريد وفاق وطني، تعاونّا مع الرئيس المُكلّف والحمد لله الأمور بيننا وبينه سالكة. اليوم تعقيدات التأليف ليست عندنا، تعقيدات التأليف عند الآخرين، تعقيدات التأليف عند الذين خرجوا أول ما سمّوا وقالوا لا نريد وزراء ولا نري أن نتدخل وسنترك يده مفتوحة، والله نشاهد كيف تتركون له اليد المفتوحة. جميعكم "ريالتكم شطّت على الحكومة"، كل شخص منكم أصبح يريد حصة وأصبحتم تقسيون الحصص مع الآخرين وتريدون أن تأخذوا مكتسبات ولا أحد يرضى، المشكلة عند الآخرين، أنا أقول لكم بيننا وبين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الأمور سالكة بحمد الله تعالى وليس عندنا مشكلة ولا توجد عقبات.
أول مهمة لهذه الحكومة، الوحدة الوطنية - الوحدة الوطنية على مستوى الوطن وليس على مستوى التشكيل، الرئيس هو يختار طريقة التشكيل - حتى تُواجه التحديات الداخلية والخارجية.
ثاني مهمة إخراج إسرائيل بكل الوسائل من لبنان.
ثالث مهمة إعادة الإعمار، أنتم تعرفون أنه لحد الآن الحزب استطاع أن يُجري مسحًا لـ 270 ألف وحدة سكنية، واستطاع أن يُقدّم مساعدة ترميم وما شابه وإيواء لحوالي 200,000، هذا إنجاز كبير جدًا، طبعًا نحتاج بعد لقليل من الوقت، أنا أطلب من الناس ألا يضوجوا، الرقم كبير والذي قمنا به الآن أحسن بمرات من الذي عُمل به في عام 2006، أنا أريد أن أشكر لجنة الإعمار، أريد أن أشكر جهاد البناء، أريد أن أشكر لجنة وعد والتزام، مع التنفيذ، مع المناطق، مع كل الذين عملوا في هذا الإطار، لأنّه في الحقيقة أنجزوا إنجازًا عظيمًا.
رابعًا، يجب أن نستكمل بناء المؤسسات من أجل مشروع النهوض والإنقاذ.
خامسًا، يجب أن نعيد الحقوق إلى أصحابها.
سادسًا، يجب أن نواجه الفساد والمفسدين.
أسال الله تعالى أن يوفقنا للخير والسلام عليكم.
الاثنين 27-01-2025
26 رجب 1446 هـ
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم حول آخر التطورات 27-1-2025