ما هو الجديد؟ الجديد أنَّ قناه الميادين نقلت خبراً عن مصادر أمنية أوروبية، يقول الخبر إن 6 طائرات وصلت إلى داخل قاعدة "غليلوت" إضافة الى وصول طائرات أخرى إلى قاعدة عين شيمر، وأنَّ عدد القتلى في القاعدتين بلغ 22 قتيلاً وأنَّ عدد الجرحى بلغ 77 جريحاً، استعلمنا بطرقنا الخاصة فتأكد لنا أنَّ خبر الميادين موثوق، ويؤيد هذه النتيجة جملة تساؤلات، لماذا أسرع نتنياهو في اليوم نفسه بعد ساعات من العملية ليقول بأنَّ العملية فشلت! ولماذا لم يسمح لأحد لا إعلامي ولا سياسي ولا من أعضاء الحكومة مع أن في العادة يفترض أن يزور رئيس الحكومة ويجول مكان الضربة، قاموا بتعتيم أمني لساعات طويلة ومنعوا على عدة كيلومترات أن يصل أحد الى القاعدة، وبلَّغوا وسائل الاعلام أن لا تذكر شيئاً لا سلباً ولا إيجاباً، فهذا يثير علامة استفهام، لماذا هذا الإطباق الإعلامي؟! ولماذا هذا الطوق الأمني بمحيط عدة كيلومترات، ولماذا بعد أن انتهت العملية أي مضى 20 يوماً حتى اليوم ولا خبر لا سلبي ولا إيجابي لا في الصحافة الإسرائيلية ولا من هذه التسريبات التي يقومون بها، ولا خبر على الاطلاق كأن هذا لم يحصل، هذا يثير علامات استفهام! الأهم أنَّ رئيس وحدة من 8200 الذي هو مسؤول عن الاستخبارات والمعلوماتية ومسؤول عن هذه الثكنة "غليلوت" أعلن أنه استقال من منصبه، لماذا؟ قال بسبب طوفان الأقصى حصل ولم بكن على علم بذلك! الآن استيقظ بعد 11 شهراً من الحرب؟! هم يحاولون التغطية على فشلهم بعدم قدرتهم على معرفة متى سيضرب حزب الله وكيف يحمون هذه القاعدة، وكيف قتل من جنودهم 22 وأصيب 77.. فخرَّجوها وقالوا أنه استقال من أجل طوفان الأقصى.
الإسرائيلي يكذب يكذب حتى ينقطع النفس، يمنع المعلومات حتى لا يجعل عدوه يتمكن منه، كلنا نعلم أنَّ عملية الشهيد أحمد قصير سنة 1982 قمنا بنشر الفيديوهات والتقارير حول العملية ولكن الإسرائيلي يكذب ويقول أن الانفجار بسبب خلل تقني وساعة يقول أنه بسبب قنينة غاز، ولكن قبل سنتين وصلوا في التحقيقات وأكدوا أنَّها عملية استشهادية، 40 عاماً حتى اعترفوا بذلك! ونحن منذ عملية الأربعين إلى اليوم مرَّ 20 يوماً فقط فلا عجب أنَّهم لم يعترفوا بعد.
هذا لا يزيدنا شيئاً نحن راضون ونزداد رضاً، ونشعر بأن هذا الأمر حفر عميقاً عند الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية الذين يعرفون نتائج المعركة ويعرفون أنَّ حزب الله لا يمكن أن يقف متفرجاً أمام اعتداءاتهم بل سيبقى بالمرصاد ويرد الصاع صاعين مرفوع الراس لا يهاب لا تهديدات ولا دول كبرى، لأنه صاحب قضية وصاحب حق والحق منصور عندما يكون رجاله في الميدان وحزب الله دائماً في الميدان.
قلنا مراراً أنَّ جبهة لبنان جبهة مساندة لغزة وهذه المساندة واجبة علينا وعلى غيرنا وليست مستحبة، أنا أرفض أن يسألنا أحد لماذا تساندون بل نحن نسألهم لماذا لا تساندون؟! كيف تقبلون أن يجتمع الكفر العالمي على الإبادة وقلَّة الأدب واللاإنسانية ويقتلون الطفولة والمرأة والشجر والحجر والبشر ثم يتفرج الباقون دون أن يقوموا بشيء! إذاً نحن نسألكم لماذا لا تتحركون؟! هذه مسؤولية أمام التاريخ وأمام الناس وأمام الله سبحانه وتعالى في يوم القيامة.
إذاً جبهة المساندة مستمرة في لبنان طالما أنَّ الحرب في غزَّة مستمرة وتزيد وتيرة هذه المساندة كلما زادت إسرائيل من عدوانها وخاصة عندما تستهدف المدنيين، ولا يوجد طريق لعودة المستوطنين في الشمال إلَّا بإيقاف الحرب على غزة، أمَّا التهديد بالحرب علينا في لبنان فهو لا يخيفنا، وهذا التهديد لا يعدِّل موقفنا بارتباط جبهة الإسناد بوقف العدوان على غزة. ليس لدينا خطة للمبادرة في حرب لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضاً، وإذا كانوا يعتقدون بأنَّ هذه الحرب على الشمال تعيد الـ 100,000 نازح من المستوطنات، فمن الآن نبشركم أعدوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين من المستوطنات بعيدة المدى، الحرب تزيد النزوح للمستوطنين وتزيد المستوطنات الفارغة، ولا يمكن أن تعيدهم مهما بلغت التضحيات، لذلك فكروا على مهلكم وخذوا قراركم، ونحن جاهزون ومستعدون لأي احتمال.
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في تأبين الشهيد هاني عزالدين في بيروت 14-9-2024م