أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد سعيد محمود ذياب (حيدر) في النادي الحسينيّ لبلدة برج رحال الجنوبية، بحضور عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين د. إبراهيم الموسوي وحسين جشّي، عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس، إلى جانب عائلة الشهيد وجمع من العلماء والفعاليات والشخصيات ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية واختيارية وعوائل شهداء، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
افتتح الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم وتخللته تلاوة للسيرة الحسينية وعرض لوصية الشهيد حيدر، فيما ألقى النائب د. إبراهيم الموسوي كلمة حزب الله، فقدم التبريك والمواساة لعائلة الشهيد، معتبراً أننا بإحيائنا لذكرى الشهداء نسترجع كل البطولات والانتصارات ونؤكد على وفائنا وولائنا للنهج المقاوم، الذي استطاع ترسيخ قواعد الردع والاشتباك وثبّت معادلاتها، من أجل منع العدو من الاعتداء على أهلنا، ما يكشف عن عقل سياسي وازنٍ وحكيم يأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات الموجودة والمحيطة.
وشدد النائب الموسوي على أن الأساس في الرد على الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني باغتياله للشهيد القائد السيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، يكمن في القرار الذي اتخذته قيادة المقاومة وبتنفيذه وبتوقيته، في ظل ممارسات كي الوعي التي مارسها السفراء والموفدون الذين كانوا ينقلون رسائل التهديد والوعيد لنا بحال أقدمنا على ذلك.
وأضاف: مقابل أسئلة البعض عن النتائج التي حققتها عملية "يوم الأربعين" وفي ظل ادعاءات العدو بأن شيئاً لم يتحقق، في هذا الإطار نسأل عن السبب الذي منعه من تصوير القاعدة المستهدفة -قاعدة الوحدة 8200 المعروفة بأنها درة تاج القدرات العسكرية الصهيونية- ليؤكد روايته بأن لا نتائج قد تحققت من الرد؟
وفي هذا السياق أكد النائب الموسوي أن طائراتنا وصلت إلى حيث يجب أن تصل، وأن الأيام المقبلة ستكشف عن النتائج التي حققتها، لافتاً إلى أن المقاومة استطاعت أن ترسّخ معادلة الردع بـ 340 صاروخ "كاتيوشا" وبعدد من المسيرات دون أن تُضطر إلى استخدام أيٍّ من الصواريخ البالستية أو الدقيقة التي تملك منها ما تملك في ترسانتها، ولو أنها استخدمتها لكانوا قد رأوا نتائج أكبر بكثير مما تحقق.
وقال النائب الموسوي: نحن نؤمن بأن هذه المعركة هي معركة على مراحل، ومنذ البداية قلنا أنها معركة مراكَمَة للنقاط، واننا لم نصل بعد إلى معركة التحرير الكبرى والشاملة التي يهددنا فيها العدو على الدوام رغم معرفته وإدراكه بأن هناك نتيجة واحدة صاعقة وجليّة وواضحة، وهي انه لولا تدخل الأمريكيين والغربيين وحضورهم المكثّف في البر والبحر والجو وإرسالهم حاملات الطائرات في السابع من أكتوبر – تشرين أول، أو عندما جاء الرد الإيراني في 17 نيسان، أو حتى عندما ردت المقاومة على جريمة الضاحية، لكان الصهاينة قد فرّوا هاربين من هذا الكيان، لأنهم يعرفون بأن إسرائيل لا يمكن أن تستمر لولا دعم أمريكا ولولا دعم الغرب لها.
وأضاف النائب الموسوي: هذه خلاصة واضحة يعرفها كل العالم، وتشكّل محل نزاع وانقسام في الكيان، إذ يعتبر الصهاينة أنهم بعد 75 عاماً من البناء والتأسيس والدعم المتواصل بمئات المليارات من الدولارات، لا يزالون كلما تعرضوا لهجوم يحتاجون وجود الغرب لحمايتهم، وهذ ما يؤكد بالملموس وبواضح العبارة أنّ هذا الكيان هو كيان مؤقت.
ورأى النائب الموسوي في ختام حديثه أن المطلوب منا اليوم ودائماً وأبداً هو أن نكون على القدر اللازم من البصيرة والحكمة واللُّحمة والوحدة، وأن نتيجة هذه الحرب لن تكون إلا الانتصار المؤزّر بفضل هذه البيئة الواعية التي ننتقل معها منذ العام 1982 إلى اليوم مروراً بمحطات عامي 2000 و 2006 إلى زمن الإنتصارات بعد أن ولّى زمن الهزائم.