باسمه تعالى
10/7/2024
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الاحتفال التأبيني للشهيد القائد الحاج محمد نعمة ناصر(أبو نعمة) في مجمع الإمام المجتبى(ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت
أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا ونبينا خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك، عليكم مني جميعًا سلام الله أبدًا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
الحفل الكريم، الإخوة والأخوات، الأهل الكرام سواءً هنا في الضاحية الجنوبية في مجمع الإمام المجتبى (عليه السلام) أو الأهل الكرام في بلدة حداثا الجنوبية الصامدة، السَّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
بعد التوحيد كما هي العادة من الواجب أن نُقدم أو أن نُعبر عن تباريكنا وتعازينا لمن نُقيم لهم هذا الحفل ولكل شهداء الأيام والأسابيع الماضية. كما العادة بين احتفالين نعود الى عوائل الشهداء، كان لنا شهداء امس واول امس وخلال الايام الماضية والاسابيع الماضية نتوجه إلى جميع هذه العائلات بالتبريك لنيل أعزائهم وأحبائهم درجة الشهادة الرفيعة والعاقبة الحسنة ونُعزيهم بفقد الأعزة والأحبة، سواء كانوا أزواج إخوة أخوات آباء أبناء فلذات أكباد. أيضاً أتوجه الى من نُحيي اليوم مناسبة ذكراهم، ذكرى الشهيدين العزيزين الشهيد القائد الحاج ابو نعمة (الحاج محمد نعمة ناصر) والشهيد المجاهد الأخ محمد غسان خشاب (رضوان الله تعالى عليهما). لعائلتيهما الشريفتين والمباركتين أيضاً نُعبر عن تبريكنا وعن مواساتنا، وهذا هو ما كان يتطلع إليه هؤلاء الإخوة الكرام من المجاهدين ومن قادة ومن الذين مضوا ومن الذين ما زالوا يملأون الميادين و يملآون الساحات. شهداء هذه المعركة شهداء طوفان الاقصى هم من أوضح وأعلى مصاديق القتل في سبيل الله، من يُقتل في سبيل الله، من يُستشهد في سبيل الله سبحانه وتعالى لأنهم يُقاتلون في معركة الحق الجليل، البيّن، الواضح، المشرق، المتلألئ الذي لا شبهة فيه ولا غبار عليه، ولذلك عندما يُقتلون تنطبق عليهم تلك الآيات الشريفة التي عادة ما نقرأها في مناسبات الشهداء، بسم الله الرحمن الرحيم " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ". هؤلاء هم هؤلاء الشهداء الأحياء الذين انتقلوا إلى تلك النعمة العظيمة الى تلك الدار، وعندما ينتقلون إلى هناك المُلفت في هذه الآيات هو الاستبشار، يعني هم يفرحون بما يرون من نعمة الله من الدرجة العظيمة الله سبحانه وتعالى. وكما ورد في الأحاديث الشريفة أنه يتمنى الشهيد أن يعود الى الدنيا ليقتل مرة اخرى وأخرى و..و..و.. الى ما شاء الله لماذا؟ لِعظيم ما يرى من نعيم ورضوان ومقام وقرب عند الله سبحانه وتعالى. لكن هناك ملاحظة اخرى وأنا أُريد أن أُشير لها بمناسبة أبو نعمة والإخوان الذين سبقوه، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، هؤلاء الإخوة عندما ينتقلون الى تلك الدار، وهنا لا نتحدث عن يوم القيامة الكبرى، نتحدث عن الدار الآن ما نسميه بعالم البرزخ. هؤلاء شهداء أحياءٌ الآن وليس احياء يوم القيامة، يوم القيامة كل الناس يكونون أحياء ما في ميزة، هم أحياء الآن، يرزقون الآن، يعيشون نعمة الله الآن، ولِعظيم ما يرون من النعمة، يستذكرون إخوانهم ورفاقهم وأحبتهم، وهذا يكشف عن أن هذه الفئة من الشهداء ومن المجاهدين تربطهم بإخوانهم المجاهدين علاقة الحب والود، بحيث أنه عندما يرى هذه النعمة يتمناها لأخيه ويستبشر بأن أخاه الذي سيلحق به في وقت آخر تنتظره هذه النعم. كأني بالشهداء قبل جواد الطويل كانوا يستبشرون بالنعمة لجواد، وجواد يستبشر بالنعمة لأبو طالب، وأبو طالب يستبشر بالنعمة لأبو نعمة، وبالتأكيد في علم الله لأن هذه معركة مفتوحة ويسقط ويرتقي فيها الشهداء من مجاهدين وقادة. أبو نعمة يستبشر لإخوانه الذين ينتظرهم في عليائه هؤلاء الإخوة وخصوصا القادة نحن نعرفهم عن قرب، والآن عندما أتحدث عن الحاج ابو نعمة وأنا أُحضر للكلام واستذكرت واستحضرت ما قُلت في خطبٍ سابقة عندما أتحدث عن شهداء القادة، بين هلالين بالمناسبة فقط للتوضيح وان كان هذا سؤال غير مطروح لكن للتوضيح يعني أنا اتحدث في احتفالات القادة الشهداء، انا أتمنى لو أستطيع أن أتحدث ويُشرفني ذلك في احتفال كل شهيد، أتمنى لو أستطيع أن أقضي هذا العمر بين بيوت الشهداء وعوائل الشهداء وانتقل من احتفال شهيد إلى احتفال شهيد، ولكن للأسف هذا الأمر غير متاح لا من حيث الزمن ولا من حيث الفرصة ولا من حيث الوضع الأمني، لذلك قديماً يعني منذ أكثر من ثلاثين عاماً، خصوصاً أنه دائماً كان لدينا شهداء، وهناك أيضاً من إخواننا من يتوفاه الله سبحانه وتعالى، وكُنت اُدعى إلى مناسبات الاحتفالات سواء لرحيل أخٍ أو شهادة أخٍ فالاخوان كي لا يحصل لدينا ترجيح نريد أن نُرجح وضعوا ضابطة، أنت يا اخي تتكلم بمناسبات هذه الفئة من الإخوة من المسؤولين، يعني لدينا ترتيب تنظيمي معين ما نُصطلح عليه الآن بالقادة الشهداء، ولذلك هذا التزام وواجب أن أتحدث في مناسباتهم، وإلا يُشرفني أن أكون حاضراً في احتفال كل شهيد، وشهداؤنا كلهم الحمد لله شهداء في سبيل الله، وهم بالنسبة إلينا شهداء قادة، شهداء هداة، شهداء سادة، شهداء أدلاء على الطريق، شهداء صناع نصر، شهداء كرامة وعزة وشرف. هؤلاء الإخوة نعرفهم عن قرب، أبو نعمة أنا أعرفه منذ سنوات طويلة. وأيضاً في معركة طوفان الأقصى تقريباً انا في إسبوع أبو طالب قُلت أنني رأيته، أنا رأيتهم واحداً تلو الآخر، يعني في يوم أبو طالب وفي يوم أبو نعمة وكُنا نتحدث طويلاً عن جبهتنا. طبعاً هنا يوجد ترتيب تنظيمي لأنه صار بالإعلام مطروح لكن أنا أُوضحه. الآن تسمعون نصر وعزيز، وحدة نصر ووحدة عزيز، منطقة نصر ومنطقة عزيز هي تعبير عن توزيع جغرافي، نحن قبل ال 2006 كُنا نعتمد كل جنوب الليطاني منطقة عسكرية واحدة، لها تشكيل واحد يقاتل فيها، وكان اسمها كلها كل جنوب الليطاني وحدة نصر. بعد حرب تموز والقراءات والمراجعات وأخذ العبر من حرب تموز قرر الإخوة أن يُقيموا أو أن يجعلوا منطقة جنوب الليطاني (هذه جنوب الليطاني سنرجع لها أثناء الكلمة الآن) منطقة جنوب الليطاني يعملوها منطقتين عسكريتين، في كل منطقة تشكيل عسكري متكامل من قائده إلى كل عديده وأسلحته وإمكاناته وتشكيلاته، من البحر الى مكان ما في وسط جنوب الليطاني سُميت منطقة عزيز، ومن هناك الى مزارع شبعا سُميت بمنطقة نصر، كان الشهيد أبو نعمة هو القائد لوحدة عزيز ومنطقة عزيز والشهيد أبو طالب هو القائد لوحدة نصر. أعود وأقول نحن عندما نعرفهم هذا يزيدنا قوة، أيضاً أحب أن أُجيب على سؤال بعض المعلقين وبعض الكتاب مثلاً يقولون عن قيادات حزب الله عندما يتحدثون، يتحدثون بثقة، يتحدثون بمعنويات عالية، الآن عندما أتكلم أنا أو يتكلم أي أخ من إخواني، ويتفاجئون أو يستغربون أنه في قلب المعركة والمخاطر والتهديدات كيف نتحدث بهذه الثقة، بهذه الطمأنينة، بهذه المعنويات العالية مع أننا نُواجه مخاطر كبيرة؟!
أولاً: نحن قوم مؤمنون بالله عز وجل ومتوكلون على الله سبحانه وتعالى وواثقون بوعد الله عز وجل. وثانياً: لأننا نمتلك أبو طالب وأبو نعمة وجواد ومن سبقهم من القادة الشهداء من جيلهم ومن الجيل الأول وعندنا أيضاً من ينتظر، لأن لدينا هؤلاء الرجال "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه" القادة الذين استشهدوا والمجاهدون الذين استشهدوا، نحن نعرف من كان عندنا في مسيرتنا، ونحن عند من؟ نحن عندهم في الحقيقة. لو يطلع الناس ما نعرف نحن، من مما لدينا من قادة وكوادر ومجاهدين وأبطال وشجعان وأهل خبرة وأهل عزم وأهل إرادة، اضافةً إلى ما يسره الله تعالى من إمكانيات عسكرية ومادية. واذا اضفنا إلى ذلك هذه البيئة من العائلات الشريفة من اهل القرى والبلدات والمدن والأحياء، هؤلاء الراسخون، المؤمنون، الثابتون، الصابرون، المحتسبون، المسلمون، الراضون، المجاهدون بحق، الآباء والامهات والزوجات والعائلات، حينئذٍ نعم نتعاطى بهذه الثقة وبهذه المعنويات العالية، ونثق بأن ما عندنا هو من المصاديق الواضحة للفئة التي تنصر الله في كل يوم وفي كل موقف وفي كل ميدان، والله وعدها بالنصر وحتى الآن نصرها على مدى واحد وأربعين عام اثنين وأربعين عام، نصرها في كل المواقع سواءً من كل الظروف الصعبة واختلال المعادلات والنوازل. عندما نعود إلى هؤلاء الشهداء، قعدت وقرأت أنا ماذا تكلمت عن جواد الطويل؟ ماذا تكلمت عن أبو طالب؟ طيب هم ذاتهم، الآن الناس سيشعرون بالتكرار ليس لأنني أريد التكرار لأن هؤلاء الأخوة متشابهون جدًا، متقاربون جدًا كما هم بالأعم الأغلب متقاربون من حيث الأعمار، هذا الجيل من القادة هم أيضًا متقاربون من حيث الصفات، ولذلك إذا وجدتم تكرار هو ليس تكرار هو في الحقيقة الصفات المتكررة والمتشابهة في هذا الجيل من الأعزاء من القادة ومن الأحبة.
أبو نعمة بدأ في هذه المسيرة مُقاتلًا، عام 82 وقع في الأسر بعد الإجتياح الاسرائيلي فنحن أمام مجاهد أسير لاحقًا سنجد مجاهد ومقاتل وأسير وجريح لمرّتين وقائد في العديد من الميادين والساحات وفي نهاية المطاف العاقبة الحسنة والنهاية الجميلة، ما رأيت إلا جميلًا هو هذا، أولئك قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم. في ال82 وقع بالأسر، بالمناسبة بال 83 أدّى خدمة العلم في الجيش اللبناني كانت ما زالت خدمة العلم التجنيد الإجباري، في ال 84 إلتحق عضويًا بصفوف وتشكيلات المقاومة وواصل العمل، كان له حضور في الخطوط الأمامية منذ بداية التحاقه بالمقاومة خصوصًا في محور بنت جبيل، تعرّض للإصابة الأولى عام 1988 في عملية في بلدة الطيري داخل الشريط الحدودي المحتل، شارك في الخطوط الأماميّة في مواجهات 1993 تمّوز العمليّة التي يسمّيها العدو تصفية الحساب ونحن نسمّيها حرب تمّوز 93، طبعًا لاحقًا لم نعد نعتمد كلمة حرب تموز حرب نيسان عندما شاهدنا حرب تمّوز 2006 تلك لم تعد حرب فقط عمليات، وأيضًا في معركة نيسان التي يسمّيها العدو عناقيد الغضب في ال 96 بكل الوقت أبو نعمة كان في الخطوط الأماميّة، لعام 2000 أكمل مسؤوليته وعمله في صفوف المقاومة ومشاركته في العمليات، رأيتم بالتقرير مشاركته بعملية الإستشهادي صلاح غندور، لأن أبو نعمة كان بمحور بنت جبيل الذي وقعت فيه العملية. تولّى مسؤولية القوّة الخاصة في وحدة نصر في الوقت الذي كانت فيه كل جنود الليطاني وحدة نصر عام 2004 لل 2008، شارك في حرب تموز 2006 حرب تموز التي سنشير إليها لأنه بعد الآن في أيّام الذكرى السنويّة لِبدء حرب تمّوز 2006 التي بدأت في 12 تمّوز، شارك في حرب تموز 33 يوم في الجبهة تحت النار. عندما حصلت الأحداث في سوريا وكانت ظاهرة داعش ذهب للقتال في سوريا في مواجهة داعش، عندما سيطرت داعش على العديد من المحافظات العراقية وأطلقت المرجعيّة الدينيّة في ذلك الحين سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظلّه الشريف) فتوى الجهاد والتحق الكثير من المجاهدين تتذكرون أنا قلت هذه القصة عندما جاءني الحاج قاسم سليماني القائد الكبير، أتيت بها في سياق نحن 30 و 40 سنة مع إيران علاقة عميقة وقويّة، الجمهورية الإسلامية لم تطلب منّا شيئًا في يوم من الأيام (وفي ناس ما حاضرين يصدقوا يصطفلوا)، إلا في مرّة واحدة عندما جاء الحاج قاسم سليماني ولم يطلب شيئًا لإيران وإنما طلب ذلك العراق وقال لي: أن داعش الآن مجتاحة وفي حالة صعبة في العراق يوجد عدد كبير من المقاتلين بعد الفتوى ولكننا بحاجة إلى قادة عمليّات، كانت الدنيا الساعة 12 بالليل عندما وصل لعندنا على الضاحية وقال: الطائرة موجودة في مطار دمشق الآن أريد منك أن تجمع لي 120 قائد عمليّات ميداني أريد أن آخذهم معي إلى بغداد، تتذكرون أنا قلت هذه القصّة، قلت له يا حاج الآن الساعة 12 بالليل وقال لي: على صلاة الفجر، أين سنجد إخوان صرنا بنص الليل جمعنا نصف العدد وأرسلنا النص الثاني، يمكن وقتها أبو نعمة كان في سوريا، قلنا له بوجهك أبو نعمة كان من جملة الذين ذهبوا مع الأخ الحاج قاسم إلى العراق أيضًا لقيادة عمليّات ضمن القادة الذين ذهبوا في مواجهة داعش، كذلك في معارك السلسلة الشرقيّة في البقاع كان مسؤولاً لبعض مناطق العمليّات المحاور التي وزّعت هناك وأيضًا أصيب بشظايا في ظهره وخاصرته وأذنيه لكن سرعان ما عاد والتحق بالعمل، عام 2016 استشهد قائد وحدة عزيز لأن نحن بعد 2006 مثلما قلت جنوب الليطاني قسمناه صار نصر وعزيز، فكان مسؤول وحدة عزيز هو الأخ القائد الشهيد الحاج حسن الحاج المعروف بأبو محمد الإقليم(رحمة الله عليه)، فتولّى قيادة هذه الوحدة من 2016 الحاج أبو نعمة إلى يوم شهادته.
في طوفان الأقصى في 8 تشرين الأول أنا ذكرت بأسبوع الحاج أبو طالب أن أبو طالب أوّل من فتح الجبهة لماذا؟ لأن مزارع شبعا نحن بدأنا بمزارع شبعة أوّل يوم وهي تابعة لوحدة نصر في 8 تشرين، أبو نعمة فتح الجبهة في 9 تشرين ودخلنا في معركة الإسناد وبقي في الجبهة إلى شهادته الميمونة والمباركة، نعم هي في نظرنا هكذا عندما يرتقي الشهداء، بالخلاصة نحن هنا نتحدّث عن إذاً المؤمن، المجاهد، المتديّن منذ بداية سن التكليف هكذا كان أبو نعمة، الواعي، البصير الذي اختار طريق المقاومة في ريعان شبابه، كل هذا العمر أبو نعمة قضاه في المقاومة وفي خطوط المقاومة وفي جبهات المقاومة، في الفيلم الوثاقي شاهدتم لحيته سوداء ما زال شابًا وانتهى الأمر إلى هذا الشيب المبارك، ككثير من إخوانه الذين عادت إليهم آمال أن يرزقوا الشهادة بعد أن بلغوا هذا العمر الطويل.
الحاج أبو نعمة القائد، المجاهد، المقاتل في الميدان، الأسير في سجون الاحتلال، الجريح في مواجهة الصهاينة والظلاميين الداعشيين، القائد في جبهات القتال، الخبير، العارف، المدير، الشجاع، المتواضع، الترابي جدًا، المُحب لإخوانه، الرحيم بهم، ابن الأرض، المزارع الذي كان ما زال ملتزمًا بهذه الفضيلة، الزراعة هي فضيلة وأمر مستحب حتى عندما قبل سنوات أعلنا عن الجهاد الزراعي أيضًا أبو نعمة على الرغم من أنه عسكري حمل أيضًا راية الجهاد الزراعي، المحب للناس، الموالي، المطيع، المنضبط، الملتزم، الحاضر حتى الشهادة.
في كل المراحل التي تولّى فيها المسؤوليّة، في كل المعارك التي قادها كان إنسانًا مديرًا وموفقًا وناجحًا وحاضرًا وشجاعًا بحمد الله عزّ وجل، حتى لا أعيد كل ما قلته في أبي طالب وفي جواد الطويل أقوله في أبي نعمة، كي لا نعود ونستذكر ونزيد أو ننقّص أو ما شاكل، هؤلاء هم إخواننا وأعزاؤنا وأحباؤنا، هو مضى في هذه المعركة التي كان يؤمن بها، أنا عندما التقيته كان مفعماً بالإيمان وبروح العالية وبالثقة وبالأمل ويتحدث بمعنويّات عالية عن حضور المقاتلين واستعدادهم، ولذلك حقيقةً يعني خذوا مني أنا شخصيًا بتجربتي الشخصيّة، قد ما يكون الواحد عنده معنويّات وثقة عندما يجلس مع أي أخ من هؤلاء الإخوان ويسمع منهم الميدان ومعطيات الميدان وروحية الشباب وحضورهم وشجاعتهم وثباتهم وتنافسهم على الخطوط الأماميّة، في بعض الناس أنا أراها لو كان لا يستحق التعليق يعني بس إنو، في بعض وسائل الإعلام أو بعض مواقع التواصل ليك حزب الله وفي ناس لا يريدون القتال وفي ناس تمرّدوا وفي ناس انقطعت معاشاتهم، هؤلاء سخفاء جدًا، نحن لدينا مشكلة في الجبهة قبل أيّام قليلة أحد الأخوة استشهد، فأحد اخوانا النواب ينقل لي كان في بيت عائلة الشهيد عند والدة الشهيد، وهذا الأخ الشهيد هو الشهيد الثالث في البيت يعني سبقه شهيدان وبالبيت ما زال فيه شابين، الوالدة تقول له هؤلاء الشباب للمقاومة والشباب يأخذوه (على جنب أنه يا حاج يا أخونا يا حبيبنا عنا مسألة بدنا نحكيك توصّل للسيّد هلأ ممكن الواحد يخمّن أن عنده شي مشكلة شخصية أو ما شاكل أو حاجة لا شو بتطلع الشكوى؟) أنه أنا أقاتل بالخط الأمامي عندما استشهد خيي ردوني للخط الخلفي، أنا أريد البقاء بالخط الأمامي، هؤلاء شبابنا وهؤلاء مقاتلونا وهؤلاء مجاهدو هذه المقاومة وهؤلاء ابناؤكم، وبهؤلاء نقاتل وبهؤلاء ننتصر، كان مؤمناً بهذه المعركة معركة طوفان الأقصى التي دخلت الآن نحن في قلب الشهر العاشر، نتكلّم قليلًا عن طوفان الأقصى عن الشق الفلسطيني وأتكلّم قليلًا عن الشق اللبناني وأختم بكلمة أخيرة.
نحن التزامنا بمعركة طوفان الأقصى منذ اليوم الأول كان التزامًا حاسمًا ونهائيًا بالشكل وبالمضمون، بالشكل عادةً الواحد عندما يجروا عمليّات يعطون إسم لعمليّتهم أو للمعركة التي يخوضونها، لكن نحن التزمنا إسم طوفان الأقصى الذي أطلقته حماس واعتبرنا أننا جزءٌ من معركة طوفان الأقصى فليس لمعركتنا في الجبهة اللبنانية اسم خاص للتأكيد على وحدة المعركة، نعم نضيف بعنوان معركة طوفان الأقصى عنوان جبهة الإسناد اللبنانية، وشهداؤنا اخترنا لهم اسم شهداء على طريق القدس، شهداء في جبهة الإسناد اللبنانيّة في معركة طوفان الأقصى هذا من حيث الشكل، وليس في نيّتنا أن نطلق على معركتنا التي طالت يعني الآن نحن نقاتل في الشهر العاشر في جبهة جنوب لبنان لا ننوي أن نطلق عليها عنواناً آخر لنبقى جزءًا من طوفان الأقصى المباركة. بالمضمون دخلنا هذه المعركة وحددنا لها أهداف وهذه الأهداف نعم هي نرى تحققها يومًا بعد يوم ونرى انجازاتها يومًا بعد يوم، والأهم أن العدو يعترف بتحقّق هذه الإنجازات ويطلق على بعض هذه الإنجازات بأنّها إنجازات استراتيجيّة، وأنا يهمّني في كل هذه المعركة كما أنتم ما يشعر به العدو وما يُقر به العدو وما يعيشه العدو، لأن معركتنا معه، نحن منذ البداية أردنا لهذه الجبهة، جبهة الاسناد اللبنانية كما هو حال بقية جبهات الاسناد، تحمل نفس الأهداف، إستنزاف جيش العدو وقدرات العدو بشرياً، إستنزاف العدو عموماً بشرياً مادياً إقتصادياً معنوياً نفسياً، وهذا ما تحقق حتى الآن، وبالتالي من خلال هذا الاستنزاف والضغط المتواصل نستطيع ان نُشغل جزءاً كبيراً من قوات وقدرات العدو عن التفرغ لغزة وحسم المعركة في غزة، ونستطيع أن نضغط على العدو وجيشه ومجتمعه ليفهم أن وقف إطلاق النار في الشمال مرتبطٌ بوقف إطلاق النار في غزة، فإذا أردت للشمال أن يهدأ فعليك أن توقف العدوان على غزة، هذه هي الفكرة، هذه الفكرة اليوم، نتكلم بثمار دماء الشهداء منهم الشهيد القائد أبو نعمة وتضحياته وتعبه هو وكل الإخوة، هذا اليوم نراه واقعاً وواضحاً أمامنا، بالعناوين واضح، العنوان الأول: هناك اليوم أصوات كثيرة في العالم خارج الكيان وداخله، أما خارج الكيان الكل أدرك، الأميركيون والفرنسيون والألمان، هؤلاء يأتون إلينا، يأتون إلى الدولة اللبنانية أو إلينا نحن، أو جهات دولية كلها أصبح الموضوع واضحاً بالنسبة لها، إذا أردتم أن يقف إطلاق النار في شمال فلسطين المحتلة يجب أن توقفوا النار في غزة، ولذلك هم أصبحوا يتكلمون مع الإسرائيلي للإستدلال على أهمية وقف إطلاق النار في غزة أن هذا يؤدي إلى وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، أيضا في داخل الكيان من يتابع نقاشات وتصريحات وبيانات الإسرائيليين، القادة المسؤولين في الحكومة، في الكنيست، في الجيش السابقين والحاليين، هذا أصبح موجوداً بقوة، أنه يجب أن نصل إلى إتفاق في غزة لأنه السبيل الوحيد لوقف إطلاق النار في الشمال، إذاً هذا شكل العامل الضاغط القوي والحقيقي والمؤثر، وأيضا في إستنزاف قدرات العدو، كنت أشرت لهذا سابقاً، لكن تصوروا أن حاجة جيش العدو للعديد، على جبهتنا يوجد أكثر من 300 ألف ضابط وجندي لا زالوا، نحن حبسناهم منذ أكثر من 9 أشهر 10 أشهر، وسنظل نحبسهم، مثلما ذكرت في الخطاب الأخير في أسبوع الحاج أبو طالب، هم صحيح انهم لا زالوا موجودون قللوا من المواقع، إنتشروا، هم مجبورون على الانتشار من البحر لجبل الشيخ، لأنهم خائفون ومرعوبون ليس فقط من إحتمال الدخول الى الجليل، حتى من إحتمال تسلل مجموعات صغيرة بين الحين والآخر بإتجاه فلسطين المحتلة، لذلك هو لا يستطيع أن يُخلي، وما كان يُعوضه أو يملأه من مساحات جغرافية من خلال الكاميرات والرادارات وأجهزة الرصد الإلكتروني هذا نتيجة أنه دُمر فاضطر أن يُعوضه من خلال الحضور المباشر للضباط والجنود مما يزيده إستنزافاً في الليل وفي النهار، حسنا هذا أوقع العدو في مشكلة حقيقية وكل يوم يصرخون أنه يوجد لديهم نقص في العديد، نقص العديد اليوم يُعمق المأزق داخل المجتمع الإسرائيلي، يعني الموضوع ليس فقط أنه أثر على الاشغال في غزة، أو على الحسم في غزة، هذا يُعمق المأزق في المجتمع الإسرائيلي، حسناً يوجد شيء في المجتمع الإسرائيلي، هناك فئة إسمها الحريديم، كلكم تابعتم في الإعلام، وهؤلاء متفرغون كما يقولون للمدارس الدينية وقراءة التوراة ولا يدخلون في جيش العدو، ولديهم معاشات وتسهيلات مادية وما شاكل، 75 سنة هؤلاء لا يُشاركون في الجيش والحكومات المتعاقبة تتجنب المشكل مع الحريديم لأنهم فئة كبيرة جداً في المجتمع الإسرائيلي، لكن الآن نتيجة الحاجة إلى العديد هو مضطر أن يدخل بمشكل مع الحريديم، ويخرج زعيم الحريديم الروحي لِيُهدد: "إذا أُجبرتمونا على الدخول الى الجيش نحن جميعا سنغادر بشكل جماعي هذا الكيان"، هذا ليس فقط موضوعاً عسكرياً، إن الاستنزاف في غزة والاستنزاف في الجبهة الشمالية لهذه الاعداد الكبيرة من الجنود والضباط تؤدي الى مأزق إجتماعي في كيان العدو، لأن هناك فئة مُشكّلة من مئات الآلاف بالحد الأدنى يُهددون أنهم سيغادرون "اذا ألزمتمونا بالتجنيد الإجباري في الجيش".
ثانياً: حسناً، واحدة من معاناة أي مجتمع عندما يكون التجنيد الاجباري مدة طويلة، الآن هم اضطروا إلى تطويل مدة التجنيد الإجباري في كيان العدو، لماذا؟ لأنه من أنهى خدمته إذا كان يريد يُسرحها الى البيوت سيزداد عنده نقص العديد، حسنا، الاحتياط من أتوا بهم من مدارسهم وجامعاتهم ومصانعهم وحقولهم وبيوتهم وعائلاتهم، عادوا ومددوا مدة خدمة الاحتياط، واستدعاء إحتياط جدد، وما يتركه هذا إقتصاديا على الكيان ومجتمعه، وعائلياً وإجتماعياً ترون الصراخ قائم بهذا المجتمع عن المصائب في هذه العائلات، وعائلاتهم ليست كعائلاتنا، نحن عائلاتنا إذا غاب الزوج عن المنزل، الأم تتحمل مسؤولية تجاه أولادها، تجاه بيتها أو الأهل، هم ليسوا كذلك، ولذلك عندما يتكلمون اليوم عن نسب تعاطي المخدرات ونسب الطلاق ونسب التفكك الأُسري، الانهيار الاجتماعي، هذا كله بسبب الحرب وبسبب الحاجة الى العديد، إذاً الاستنزاف بالعديد، الاستنزاف بالامكانات والاستنزاف بالإقتصاد، هذا كله الحمد لله مُحقق، هذه الجبهة تؤتي ثمارها، نحن لسنا في معركة عشائرية لكي نقول بجبهة الشمال كم قُتل منا وكم قَتلنا منه، ليست هذه هي الحسبة، الحسبة ان هذه المعركة في الشمال ما هو حجم الألم والضغط والاستنزاف الذي تُلحقه بهذا العدو، بجيشه، بمجتمعه، بإقتصاده، بقراره السياسي وتدفعه للنقطة التي سوف يضطر فيها إلى وقف الحرب، وسيضطر الى وقف الحرب وإلا هو يمضي إلى الهاوية، إلى كما يقول كبار القادة من الصهاينة يقولون ان نتنياهو يأخذنا إلى خراب الهيكل الثالث، إلى وادي سحيق، إلى النهاية، يُعجل علينا ويُحقق عقدة الثمانين عاماً، أن دولتنا وكياننا لا يبقى ثمانين عاماً، الحسبة هنا وإن كان هو يخفي أعداد قتلاه وجرحاه، في الإعلام إذا كنتم تراقبون مثلاً أمس أو أول أمس يقول عشرين إصابة مثلاً 11 في غزة، حسنا التسعة الآخرون أين؟ لا يقول في الشمال، منذ بضعة أيام، ثلاثين إصابة 13 في غزة، حسناً ال17 أين؟ لا يقول في الشمال، حسناً أين؟ هناك يوجد جبهة وهنا يوجد جبهة، نعم أحياناً يضطر، لأنه يكون في أمر واضح وبيّن، في كل الاحوال، إذا هذه الجبهة ماضية تحقق الهدف، والعدو من حيث المجموع إخواني وأخواتي كما يُصرح في كل يوم وإن كان أنا أُعيد هذا لأنهم هم يُعيدونه كل يوم، أسوأ أيامه، أسوأ مرحلة في عمر هذا الكيان منذ 75 عاماً على كل صعيد، جيشه وعسكره ومجتمعه وإقتصاده وأمنه ومعنوياته ووضعه النفسي، أزمة الثقة التي تتعمق، اليوم بدأت ترتفع الأصوات أكثر من الأسابيع الماضية، بوجوب إستقالة رئيس الأركان وكبار الجنرالات، لماذا؟ لأنه بدأت تظهر بعض التحقيقات بفضيحة 7 تشرين والخلل الهائل في القيادة والاجراءات وتحمل المسؤولية وسيبدؤون بتقاذف المسؤولية،هذه التحقيقات بدأت تظهر، الحقائق بدأت تظهر، مثلاً من جملة ما ذُكر عندما اتهموا فصائل المقاومة الفلسيطنية أنها دخلت وقتلت الآن بدأوا يعترفون انها لا، ان الجيش فعل ما يسمى بعقيدة هنيبعل والقاضية بماذا؟ انه عندما يقع رهائن أو أسرى بيد مجموعة من المقاتلين اقتلوهم جميعا ولذلك غالبية المدنيين الصهاينة الذين قُتلوا في غلاف غزة قَتلهم الجيش الاسرائيلي اقول الاغلب من باب الاحتياط وإلا يبدو ان كل من قُتل من المدنيين قُتل برصاص الجيش الاسرائيلي، هم اعترفوا قبل عدة أيام ان قيادة الجيش أصدرت قراراً بتدمير كل الآليات والسيارات التي تدخل إلى قطاع غزة وفيها أسرى صهاينة تفعيلاً لهذه العقيدة.
في كل الأحوال المأزق العسكري المأزق السياسي حتى الإئتلاف الحكومي التابع لِنتنياهو اليوم هو في أسوأ حال، بتنا مضطرين لحفظ هذه الأسماء القبيحة فلان عالق مع فلان وفلان يشتم فلان وفلان يخون فلان وفلان يهدد فلان في داخل الإئتلاف، ويبدو ان هذا الإئتلاف عمره بات قصيراً بحسب الكثير من التوقعات الاسرائيلية، هذا هو الكيان، اليوم نتنياهو هو الذي يُعاند هو وبن غفير وسموتريتش لأن هذا مستقبلهم الشخصي، ونحن هنا أمام نموذج جديد من القادة النرجسيين الأنانيين الشخصانيين المُستعدين لأن يضحوا بالمشروع الصهيوني وبالكيان الإسرائيلي وبمجتمعهم وبجيشهم من أجل بقاءهم هم في السلطة هذا نموذج الآن يُقدم.
في كل الأحوال في الشهر العاشر كما تعرفون جميعاً ان الفشل هو عنوان هذه المعركة، الفشل هو عنوان هذه المعركة، أي من الأهداف لم يتحقق، رفح سأتحدث عنها قليلاً ومنها ادخل للوضع اللبناني مباشرةً، لكن في كل ما يجري الآن في غزة هو يعترف بأن العنوان الفشل لا يوجد لا نصر مطلق ولا نصر مؤقت ولا شيئ هناك فشل حقيقي، لماذا؟ لأنه هو حدد هذه الأهداف الثلاثة عودة الأسرى، المسح والقضاء على حماس، وتحويل القطاع إلى منطقة لا تُشكل أي تهديد للكيان هم قالوا هذا وهذا لم يتحقق منه شيئ في الشهر العاشر، نتحدث عن من؟ جيش اسرائيل المكون من مئات الآلاف، من يدعي أنه أقوى جيش في المنطقة في مقابل قطاع غزة، هذه أفشل معركة يخوضها الجيش الاسرائيلي حتى الآن.
حالياً الحديث عن المفاوضات وبالمناسبة المفاوضات مع من؟ مع الذي قيل من اليوم الأول أن هدف المعركة سموها "سيوف مدري شو" هدف المعركة القضاء على حماس|، الذي يُفاوض الآن حماس والعالم كله يتحدث مع حماس، نحن الآن ننتظر نتيجة المفاوضات، اليوم هناك مفاوضات بالدوحة في قطر، بالنسبة لنا بموضوع المفاوضات الجارية، العالم كله سلم بأن اسرائيل غير قادرة على الحسم العسكري ويجب أن يقف اطلاق النار، الدعوات إلى وقف اطلاق النار في كل العالم، باستثناء نتنياهو وبن غفير وهؤلاء الذين يُعاندون، بينما كل العالم الآن يضغط بهذا الاتجاه ويعمل بهذا الاتجاه، بالنسبة لنا حماس تُفاوض عن نفسها وبالنيابة عن الفصائل الفلسطينية وأيضا بالنيابة عن كل محور المقاومة، وما تقبل به حماس نقبل به جميعاً ونرضى بها جميعاً، لأنه كثير من الأسئلة طُرحت خلال هذه الأيام ما هو رأي حزب الله بالمفاوضات وبالإتفاق وبالورقة المعدة وما شاكل.. نفس النقاش، لا تسألونا لا عن هذه الورقة ولا على التي سبقتها ولا إذا جرى عليها تعديلات ولا اضافات ولا أي شيئ، خط عريض محسوم ما ترضى به حماس نرضى به جميعاً لماذا؟ لأن هي تنسق مع الفصائل الفلسطينية، وبالمناسبة نحن لم نطلب ان ينسقوا معنا لماذا؟ لأن المعركة بالدرجة الأولى معركتهم، الذي يحمل العبء الأكبر في هذه المعركة هو قطاع غزة وأهل غزة ومقاومة غزة والضفة الغربية، كل الباقين الذين يحملون الأعباء مهما كانت كبيرة لكن لا ترقى إلى العبء العظيم الذي يحمله قطاع غزة، وبالتالي هم أدرى بأوضاعهم وأحوالهم وإمكاناتهم وقدراتهم وبالأفاق المفتوحة أمامهم، نعم "كتر خيرهم الجماعة يضعونا بالأجواء وأحياناً يُحبون أن يسمعوا رأينا"، وإن كان أنا أقول لكم بكل صراحة في كل الجلسات أنا كنت أقول لهم: الذي أنتم تجدونه مناسباً، الذي أنتم تُشخصونه، نحن معكم، حتى إذا كان لدينا رأي لا نُبلغهم برأينا، هم يقولون لنا: لا اطلعونا عليه، نحن نقول لهم: لا نريد، انتم خذوا راحتكم لأنه نخشى إذا عبّرنا عن رأي ما ان يُفسر أن جبهتنا تعبت او ملّت لا لا لا نحن لن نتعب ولن نمل ونحن معكم حتى نهاية الخط.
إذا بالمفاوضات هذا أمر بالنسبة لنا واضح، وطبعا بالمناسبة يجب ان نُسجل للمقاومة الفلسطينية ولفصائل المقاومة الفلسطينية كما نُسجل ويشهد العالم كله للمقاتلين الفلسطينيين في غزة وفي الضفة يشهد لهم بالشجاعة والبطولة والعزم والإرادة، ويُقدمون مشاهد مذهلة على هذا الصعيد، كما يشهد العالم لأهل غزة لرجالها ونساءها وأطفالها بهذا الصمود، هذا الشموخ، المذهل، أيضاً يجب ان نُسجل لقيادة المقاومة الفلسطينية هذه الارادة، هذه الصلابة، هذا العزم، هذا التمسك بالحقوق، والأصول، والأهداف من خلال المفاوضات، ونحن نستطيع أن نعرف وان نقدر جميعا حجم الضغوط السياسية والدبلوماسية التي يتعرضون لها من كثير من دول العالم وأحياناً من العدو وأحياناً من الصديق، ولكن قيادة المقاومة وبالتحديد قيادة حماس التي تفاوض تفاوض بأعصاب هادئة وقوية وثابتة وراسخة ولا يهزها كل هذه المظاهر المؤلمة، المؤلمة التي نشاهدها في غزة، وخصوصاً انه من يفاوض تتعرض عائلته للكثير من القتل والمجازر كما هو حال الأخ العزيز الأستاذ ابو العبد اسماعيل هنية (حفظه الله) رئيس المكتب السياسي لحماس.
إذاً من هذه الجهة الحمد لله هذه الجبهة هذه القضية اليوم سياسيا في أيدي أمينة وشجاعة وواعية وحكيمة وثابتة وراسخة، والميدان بيد مقاومة قوية وصلبة، وتستند إلى بيئة لا مثيل لها في مشاهد الصبر والتحمل والثبات، الآن ننتظر حتى نرى نتيجة هذه المفاوضات إلى أين ستصل.
طبعاً آخر عنوان تحدثوا عنه هو عنوان رفح الذي سأدخل منه إلى جنوب لبنان، نتنياهو ماذا قال عندما كان يطالبه كل العالم بوقف اطلاق النار وصُدر قرار عن مجلس الأمن أنه لا، من يريدون ان نوقف العملية على رفح هو يريد الحاق الهزيمة بنا، ضمناً هو يعترف ان كل ما حصل قبل الهجوم على رفح هو ليس نصراً، وبالتالي إذا اوقف العملية على رفح فهذا يعني أنه مهزوم، هو غير منتبه لنفسه ما الذي يقوله، هو عندما تنهار اعصاب الواحد "يبدأ يخبص" يتحدث بكلام لا يفهم حاله ماذا يقول، يبدأ بالإقرار على نفسه من حيث لا يشعر، واصرار نتنياهو على عملية رفح هو اقرار ضمني بالهزيمة وعدم النصر، ذهبوا إلى رفح ومن هنا سأدخل إلى جنوب لبنان، هذا الجيش الذي يهددنا الآن باجتياح جنوب الليطاني، بعضهم وليس كلهم رسميا انا لم اسمع شيئ من الجيش لكن هؤلاء المجانين الذين حوله المساطيل بن غفير وسموتريتش وفلان وعلتان، طالع لنا آخر مدة وزير الخارجية الاسرائيلي كل شوي يهدد باحتلال جنوب الليطاني، لنرى ما الذي يحصل في رفح بكلمتين:
انا طلبت بعض المعلومات من الإخوان، مساحة محافظة رفح كلها عمرانها وفلواتها وصولاً إلى الحدود مع مصر كلها 64 كيلومتر مربع، مدينة رفح الذي ما زال القتال جاريا فيها المدينة مساحتها التقريبية 27 كيلومتر مربع، طبعا اغلبها منازل من طابق وطابقين لايوجد مدينة بمعنى ان كلها مباني كبيرة وضخمة وما شاكل.
في هذه المساحة الضيقة عدة فرق وألوية اسرائيلية بينها ألوية نخبة، سلاح الجو متمركز على رفح، القتال كم مضى عليه وكان يقال يريدون اسبوعين لثلاثة أسابيع هم أعلنوا ذلك رسميا، قالوا اننا نحتاج لأسبوعين أو ثلاثة للانتهاء من رفح ويخرج نتنياهو ويعقد مؤتمر صحافي ويعلن النصر المطلق وقدروا أن ما هو موجود في رفح بتعبيره هو 4 كتائب لحماس، عدد من الألوية وبعضها ألوية نخبة وكل لواء فيه عدد من الكتائب وبإسناد مدفعي وصاروخي اسرائيلي وبإسناد جوي سلاح الجو ومسيرات، وفي منطقة ضيقة جداً ولا نتحدث عن غزة بل نتحدث عن رفح 27 كيلومتر مربع، كم مضى حتى الآن؟ شهرين وأربعة أيام ومع ذلك يقولون نحتاج لثلاثة أو أربعة أسابيع أي أنه سيستغرق ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر ولم ينتهي من رفح وغير معلوم ان ينتهي من رفح، هذا الجيش الآن يهدد بماذا؟ يهدد باجتياح جنوب الليطاني سأتحدث عن هذه النقطة.
في كل الأحوال، هنا أود ان اتوقف أيضا عند اهمية انتصار وصمود المقاومة في غزة كم في مصلحة وطنية للبنان واللبنانيين لأن بعض اللبنانيين يسألون عن المكاسب اللبنانية، أحد أهم المكاسب اللبنانية لماذا قلنا في الأيام الأولى لا يجوز ان نسمح بأن تهزم المقاومة في غزة؟ لأنه لو حقق الاسرائيلي انتصارا واضحا سريعا حاسما في غزة "مين بعد سيهديه" بالتعبير العام، سوف يأتي إلى لبنان وإلى غير لبنان وسيفرض شروطه على كل دول وشعوب المنطقة، وسندخل في عصر جديد مختلف عن عصر الانتصارات في الأربعين سنة الماضية، وأول من سيكون في دائرة التهديد هو لبنان، بينما الآن مأدب، ما جرى في غزة أدب الجيش الاسرائيلي، أدبه جداً وأدب القادة الإسرائيليين، تُريدون الدليل، الدليل انظروا إلى المسؤولين الاسرائيليين ماذا يقولون لبعضهم، عندما يخرج بن غفير و سموتريتش وفلان وعلتان وغالانت ومالنت ومدري مين ويبدأ بتهديد لبنان ويخرج له الآخرين لسنا نحن انه "حبيبي انت شو عتهدد بأي جيش تريد ان تقاتل، أنت بغزة لم تنته"، بعد صار لدينا مثل جديد "انت برفح 27 كيلومتر المحاصرة صيرك شهرين وتقول تحتاج لثلاثة أربعة أسابيع وغير معلوم، أنت تريد ان تجتاح جنوب الليطاني، تريد اجتياح لبنان، وبدك تعمل حرب مع لبنان" هذه هي المكاسب الوطنية.
الحرب في غزة عندما مكنت جبهات الاسناد مع المقاومة في غزة من مساعدتها ان تصمد وان تثبت وان تنتصر هذا سيحمي كل الأوطان وكل الجبهات وليس فقط غزة وأولها لبنان أولها لبنان، وأيضا من الأدلة هنا دخلنا إلى البحث اللبناني، من الأدلة هو نزول سقف الأهداف الاسرائيلية باتجاه لبنان.
في ذكرى حرب تموز 2006 تذكرون ما الذي كان الهدف؟ الهدف كان سحق المقاومة في لبنان، سحق حزب الله في لبنان، تدمير حزب الله في لبنان، القضاء على حزب الله في لبنان، صرنا تسعة أشهر أو عشرة أشهر نُنفذ عمليات ونستهدف المواقع، ونضرب حتى داخل المستعمرات الجنود الذين هربوا إلى البيوت في داخل المستعمرات، هم لم يذهبوا فقط إلى الفلوات بل أيضا دخلوا إلى بيوت المستعمرات، ولذلك بعض المستعمرات طلبوا من العسكر المغادرة لأن بيوتهم تهدم، ونذهب إلى العمق والجولان والشمال والمنطقة كلها مهددة وما زالت المعركة في هذه الحدود، وما الذي نسمعه من الإسرائيلي؟ هل تسمعون لغة القضاء على حزب الله، على المقاومة، تدمير المقاومة؟ لا يوجد هذا الكلام بل نزل، تعلّم، الآن عندنا في لبنان تعلّم لكنه في غزة لم يتعلّم لأن نتنياهو غير أولمرت، نتنياهو يعتقد انه هو شيء آخر، أنه يستطيع وضع اهداف عالية ولا يستطيع أن يُحقق منها شيئاً.
في لبنان بحرب تموز وضعوا اهداف عالية وفشلوابتحقيق الأهداف، كلنا نذكر لجنة فينوغراد وتحقيقاتها، الآن ما الذي يقوله؟ يقول لك: نريد حل قصة الجنوب إما بتسوية أو بعملية عسكرية، حتى بالأسابيع الأخيرة لم نعد نسمع كلمة الحرب الشاملة والواسعة، نسمعها في لبنان من بعض اللبنانيين الذين يحبون ان تشن اسرائيل حربا، اما الاسرائيلي يقول لك إما تسوية أو عملية عسكرية، ما هو هدف العملية العسكرية؟ وما هو هدفك؟ منذ يومين عندما كان غالانت بالجولان وهدد وارعد وبعد عدة دقائق سقطت المسيرات على أعلى موقع اسرائيلي في الجولان ماذا كان يقول؟ يقول: بالنهاية نحن إما سنذهب إلى تسوية مع لبنان نجري من خلالها ترتيبات وإما عملية عسكرية تفرض ترتيبات، فجن عليه بعض المستوطنين وأساءوا إليه وأهانوه... الخ. بوسائل الاعلام لم يتحدث عن حرب شاملة واسعة ولم يتحدث عن تدمير حزب الله، القضاء على حزب الله لماذا لم يتحدث؟ لأنهم يرون في غزة ان هذا شعار القضاء على حماس إلى أين أوصلهم؟ صدمهم بالحائط والزجاج، يأتي ليقول لك القضاء على حزب الله، لذلك وضع هدف متواضع بالنسبة للأهداف السابقة وهو ابعاد حزب الله عن الحدود 8 كيلومتر أو تسعة كيلومتر، بعضهم يقول ابعاد قوة الرضوان، يعني هذه قوة الرضوان ماذا؟ هل المقاومة هي قوة الرضوان فقط، في رضوان، وفي عزيز، وفي نصر، وفي بدر، وفي ما شاء الله في العباس "أد ما بدكم في" أسماء جميلة من هذه الأسماء الجميلة أو يخرج واحد مثل وزير الخارجية يمسك بِقصة جنوب الليطاني فيقول 8 كيلو أو عشرة كيلو، بالأول ماذا قالوا؟ قالوا ابعاده عن الحدود، تحدثوا عن ثلاثة كيلو، لاحقاً، ومن المفيد ان يعرف اللبنانيين هذا التفصيل، انه لماذا ثلاثة كيلومتر؟ قال لأن الصواريخ المضادة للدروع للحزب والمقاومة تصل إلى ثلاثة كيلو بين 3 و5، كورنيت بين 3 و5 كيلو، يعني نبعد إلى مدى الكورنت، كان لدينا كورنيت 8 كيلومتر اخفيناه للحرب إن حصلت الحرب، اضطررنا في طوفان الأقصى في جبهة الاسناد اللبنانية ان نستخدمه، فعرف الاسرائيلي ان لدينا بمدى ثمانية كيلو؟ فماذا أصبح يقول؟ ابعاد ثمانية كيلو، لاحقاً تبين ان هناك شيئ اسمه الماس يا اخي هذا يصل إلى عشرة كيلو، فطالب بالإبعاد لمدى عشرة كيلو، الآن هل ابعاد حزب الله ثمانية كيلو أو عشرة كيلو من شأنه أن يحل مشكلة الإسرائيلي الذي يتحدث عنها؟ هذا لا يحل مشكلة هو في مأزق في الجبهة اللبنانية وليس لديه خيارات في الجبهة اللبنانية.
بكل الأحوال صار السقف جنوب الليطاني، يخرج غالانت وماذا يقول؟ "شوف الواحد اديش عن جد الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى"، يقول: الدبابة التي ستخرج من رفح تستطيع أن تأتي إلى جنوب الليطاني "فرجينا عليها" هذه الدبابة في رفح، إننا نراها يوميا بفيديوهات كتائب القسام، وفيديوهات سرايا القدس، وفيديوهات الجبهة الشعبية وفيديوهات بقية فصائل المقاومة، هذه الدبابة في رفح عاجزة منذ شهرين أن تحسم مساحة في مدينة صغيرة، فتهددنا بهذه الدبابات وتريد ان تحتل فيها جنوب الليطاني، وفي رفح لا يوجد لا كورنيت خمسة كيلو لا اعرف إن كان موجوداً، لكن اكيد كورنيت ثمانية كيلو غير موجود والماس لا يوجد لأنه هذا كله جديد، هذا لم يصل بعد، الإمكانات الموجودة عند المقاومة أنت هذه دباباتك، أصلاً الآن يا إخوان تعرفون ما الذي يحدث في الجبهة؟ يجلس الاخوان شباب ضد الدروع ساعة واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة "صالي" مثلما يقولون على الموقع والدبابة مختبئة، عندما تسمعون ان هناك دبابة ضربت يعني خلال دقائق "طلت برأسها شوي حتى يستهدفها ضد الدروع ويدمرها" ولا يعترف العدو وننشر الأفلام، عندما تطل دباباتك على حدودنا تعرف من ينتظرها، رماتنا ماهرون مثلما قلنا من اليوم الأول، رماتنا ماهرون وقبضاتنا كثيرة وقبضات ضد الدروع وصواريخنا أكثر، وتستطيع ان تفهم من عدد الصواريخ التي استخدمت حتى الآن كم نُخبىء لك من الصواريخ، هذا إذا تحدثنا بالبر في ضد الدروع وفي غير ضد الدروع، لذلك الإسرائيلي في هذه الجبهة في الآونة الأخيرة، نحن لم نسمع كثيرا بحرب شاملة، وحرب مدمرة، هذه لغة التهديد والوعيد، هذا الحمد لله تراجع بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وهو على كل حال يعرف ان المقاومة في لبنان جاهزة ومستعدة وقوية وليست خائفة ولا مترددة على الإطلاق، وأيضا والدليل انا كل ادعاء أُقدم له دليل، الدليل هو ردود فعل المقاومة على الاغتيالات، بعد اغتيال الحج ابو طالب اتحدث عنه وقتها كان هناك جو كبير وكلام عن الحرب، قتلوا الحج ابو طالب وهم يهددون بالحرب الشاملة يجب ان يكون رد فعل المقاومة محدود جدا، ولكن المقاومة اطلقت أكبر عدد من الصواريخ حتى ذلك الحين وذهبت إلى أماكن واسعة، ومع استشهاد الحاج ابو نعمة اطلقت عدد أكبر من الذي اطلقته وذهبت إلى أهداف واسعة وإلى أعماق جديدة وإلى أهداف حساسة، وما حصل في اليومين الماضيين أيضا كذلك، المقاومة التي تُطلق مئات الصواريخ وعشرات المسيرات في يوم واحد وعلى أهداف حساسة في الشمال وفي عمق 30 و35 كيلومتر وفي الجولان وفي كل مساحة الجولان رسالتها أنها لا تخشى الحرب ولا تخاف من الحرب، وليس لديها أي قلق من الذهاب إلى أي خيار والعدو يفهم ذلك، ولذلك ردود أفعاله أيضاً محسوبة ومنضبطة، وهذه معركة إخوان، كُنت أود الحديث عن موضوع استشهاد القادة والاغتيالات لكن الوقت ضاق يأتي وقت اتحدث بهذا الموضوع وافصل به، هذه معركة، أن يُستشهد أبو نعمة بعد تسعة اشهر من القتال في الجبهة، وأن يُستشهد أبو طالب بعد ثمانية اشهر من القتال في الجبهة، ان يستشهد الحاج جواد بعد عدة اشهر، وهكذا بالنسبة لصف آخر من الكادر، هذا أمر طبيعي، نحن في معركة مع عدو يملك امكانات وكل العالم بخدمته، الأجهزة الأمنية، أجهزة الاستخبارات الأمريكية، والغربية، والعربية، مع الأسف كل تكنولوجيا العالم بخدمته وكل الأقمار الصناعية بالعالم بخدمته، وكل اجهزة التجسس في العالم بخدمته، ولا يسقط منا إلا إلا إلا هذا العدد من الشهداء وبهذه الفواصل الزمنية لا بالعكس، من زاوية أخرى عندما ننظر إلى الموضوع نرى أننا ما زُلنا بألف خير، وإن كان لدينا نواقص أو ثغرات، طبعاً يجب أن نكتشفها ويجب أن نُعالجها ولا ندعي العصمة.
إذاً الآن في المناخ القائم إذا أود أن أختم أقول: إذا حصل اتفاق على وقف إطلاق النار، وكلنا يأمل ذلك وكلنا يرجو ذلك، ترى لا أحد، يعني نحن أهل حرب، وأهل قتال، وأهل مقاومة، ولكن حتى بالفكر الديني بالدعاء، حتى في دعاء الصلاة نقول له:" يا ولي العافية نسألك العفو والعافية، عافية الدين والدنيا والآخرة"، إذا الله سبحانه وتعالى يمن على الشعب الفلسطيني وعلى أهل غزة وعلى أهل جنوب لبنان وعلى أهل اليمن والعراق وسوريا والمنطقة والشعب الفلسطيني ويمن علينا جميعاً بالعافية فإننا نشكره على هذه النعمة.
إذا حصل وقف اطلاق نار جبهتنا ستوقف إطلاق النار بلا نقاش بمعزل عن أي اتفاق أو آليات او مفاوضات او أي شيئ، هذا هو التزامنا لماذا؟ لأنها جبهة اسناد، نحن كُنا واضحين من البداية وهذا لا يحتاج إلى سؤال، كثر يسألون ويسأل الناس: إذا حصل اتفاق في غزة ووقف اطلاق نار ماذا ستفعلون في الجنوب؟ سنوقف اطلاق النار كما حصل في الهدنة السابقة، وإذا لم يحصل اتفاق وبقيت الأمور مستمرة أو ذهبت إلى أشكال أخرى؟ نتحدث وقتها؟ لن نتوقف لكن ما الذي سنقوم به، كيف نُكمل وكيف نعمل، هذا يأتي الحديث عنه
سمعنا كلام من غالانت يقول انه: إذا وقف القتال في غزة ليس بالضرورة أن يقف القتال في جنوب لبنان، جيد لا توجد مشكلة، عندما يقف القتال في غزة سنوقف القتال، عندما يقف اطلاق النار في غزة سنوقف اطلاق النار في جنوب لبنان، أما إذا الإسرائيلي أخذ قراراً بأن يُكمل في جنوب لبنان وأن يعتدي على جنوب لبنان، نحن أيضا بطريق أولى اذا كُنا فتحنا الجبهة لِندافع عن غزة وأهل غزة بطريق أولى أن نُدافع عن لبنان وعن جنوب لبنان وعن أهلنا وشعبنا وكرامتنا، وأيضاً نحن لن نتسامح أبداً مع أي اعتداء يمكن ان يُقدم عليه العدو الاسرائيلي تجاه لبنان إذا حصل وقف اطلاق نار في غزة، وإن كان هذا مستبعد مستبعد جداً أن يحصل وقف اطلاق نار في غزة وشوي هو يريد فتح جبهة، لكن على كل الأحوال سواء استبعدنا هذا او استبعدنا الحديث عن الحرب الكبيرة والشاملة او اشيعت اجواء مفاوضات في المنطقة، يجب أن نبقى نحن في المقاومة وفي بيئة المقاومة أن نبقى حذرين جداً وأن نبني على أسوأ الإحتمالات، ونحن تحضرنا ونتحضر ونتجهز بشكل دائم ولا نكتفي بجهوزيتنا الحالية لأسوأ الاحتمالات، وإن كُنا نتطلع إلى ما يثار من ايجابيات ما في مكان ما.
بِكل الأحوال هذه المعركة إذا اصر نتنياهو على مواصلتها هو يأخذ كما قُلت في كل مناسبة وكما يقول الآن كثير من الخبراء والقادة والمسؤولين الصهاينة أنه يأخذ كيانه إلى الخراب، هذه هي الحقيقة، الحقائق الميدانية تؤيد ذلك، الأرقام تؤيد ذلك، ليس هناك وقت أنا أدعوكم، أنا لدي تقرير لكن يحتاج إلى وقت طويل، أدعوكم إلى قراءة ما يُنشر في الإعلام الإسرائيلي، يُترجم وموجود في وسائل الإعلام في الصحافة ومواقع التواصل، حالة الجيش، حالة المجتمع، حالة الحكومة، حالة الأحزاب، حالة الهجرة المعاكسة، حالة الاقتصاد حالة.. حالة.. حالة..، إذاً مسار هذه المعركة هو مسار نصر أيها الإخوة.
لا يفوتنا أن أُبارك أيضاً من زاوية جبهتنا جبهة المقاومة ومحورنا للإخوة في إيران، للشعب الإيراني العزيز، لقيادة الجمهورية الاسلامية، لقائد الأمة سماحة الإمام آية الله العظمى السيد الخامنئي، للمسؤولين في الجمهورية الإسلامية، إجراء الانتخابات في دورتين وفي وقت ضيق بعد الحادثة الأليمة التي أدت إلى إستشهاد الشهيد السيد رئيسي وصحبه الكرام، هذا الحضور الشعبي الكبير، هذا الانضباط، هذا الالتزام، هذا الأداء القانوني والإداري، هذه المناظرات الراقية، لو شاهدنا مناظرة ترامب وبايدن وهم "يكلموك عن الديمقراطية!" ماذا فعل الاثنان ببعضهما البعض، والمناظرات (في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية) ربما لم يراها الكثير في العالم العربي لأنها لم تترجم ولم تُنقل أحياناً بالبث الحي، لكنها مناظرات كانت علمية وراقية وجميلة ومحترمة، ثم الخيار الذي إختاره الشعب الإيراني في الدورة الثانية، بأعداد كبيرة من الأصوات، إنتخب رئيسه جناب الدكتور مسعود بازشكيان (حفظه الله)، أولاً: نُبارك لهم جميعاً، نُبارك للرئيس المنتخب كما باركنا له يوم السبت، وأنا في الحقيقة أود أن أُعيد شكره على البرقية التي أجاب بها على برقيتي وإن كان هو ليس مُلزماً بأن يُجيب على هذه البرقية، لكن أهمية ما كتبه هو الموقف السياسي، لكل الذين في منطقتنا راهنوا وسألوا وتربصوا وإحتملوا وحللوا كان الجواب حاسماً وواضحاً، الجمهورية الإسلامية في إيران في أساسات فكرها وعقيدتها ودينها ومبانيها وأصولها كما أسسها الإمام الخميني(قدس سره الشريف) وكما واصلت مع سماحة الامام الخامنئي(دام ظله الشريف)، مسألة المقاومة ومحور المقاومة وشعوب المقاومة ونصرة المستضعفين والمظلومين وشعوب المنطقة، هي مسألة حاسمة ونهائية، أياً يكن رئيس الجمهورية وأياً تكن خلفيته السياسية أو التيار الذي ينتمي إليه، وخلال العقود الماضية تعاقب على رئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران رؤساء من التيارات المختلفة، وكانت دائماً الحكومات المتعاقبة في الجمهورية الإسلامية في إيران تُقدم الدعم بل يزداد دعمها ويقوى دعمها، وأنا أشهد على ذلك للمقاومة في لبنان ولِحركات المقاومة، من هذه الزاوية للكثير من الذين إنتظروا وتربصوا جاءت رسالة رئيس الجمهورية المنتخب(حفظه الله)، وأيضا إتصالاته الهاتفية يوم أمس وما يجري في هذه الأيام لِيؤكد أن جبهة المقاومة وأن ركيزتها الأساسية العزيزة القوية المقتدرة، إيران الجمهورية الإسلامية، أن جبهة المقاومة جبهة متماسكة صلبة وقوية وعازمة ومصممة وستواصل الطريق حتى النصر.
في طريق النصر سيرتقي شهداء، كالشهيد أبو نعمة، والأخ الذي استشهد معه الأخ خشاب، والشهداء الذين سقطوا بالأمس والقادة ومن سبقهم من القادة الشهداء في كل معاركنا، هنا الدم ينتصر على السيف، في معركة المقاومة التي تستمد أنفاسها وفكرها وثقافتها وروحها من كربلاء الحسين(عليه السلام) دمها ينتصر على كل السيوف، وإسم معركة إسرائيل الآن فيها سيوف، دمنا، الدم الفلسطيني، الدم في لبنان وفي العراق، في اليمن وسورية وفي إيران وفي المنطقة سينتصر وهو ينتصر وإنتصر خلال العقود الماضية وسينتصر إن شاء الله.
لِشهيدنا، لِكل شهداء طوفان الأقصى، لِكل شهداء طريق الحق والمُضحين في هذا الطريق الرحمة وعلو الدرجات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.