تضحياتنا في لبنان كانت نبيلة وشريفة وقدّمناها بكل إخلاص وعبرت مقاومة حزب الله وكل الشعب اللبناني الذين آزروا هذه المقاومة عن أنهم مع حماية لبنان ومع مساندة غزة ومع إعطاء الحق لأصحابه.
تأكدوا أنَّ هذه التضحيات في لبنان عطَّلت مشاريع إسرائيل من بوابة لبنان ليس لهذه المرحلة فقط بل للسنوات القادمة وللمستقبل.
لم يعد هناك شيء إسمه توطين أو مستعمرات إسرائيلية في جنوب لبنان، ولا يوجد شيء إسمه انتخابات رئاسية في لبنان بتدخل إسرائيل، ولا شيء إسمه صناعة مستقبل تربية أولادنا بمناهج تقررها إسرائيل وتحذف إسرائيل ما تريد من هذه المناهج كما تفعل في بعض الدول العربية.
شهداؤنا وأهلنا وجرحانا هم محل فخرنا وعزنا وهم صناع مستقبل لبنان، سنحافظ على إنجازاتهم من أن يفرِّط بها المحبطون والتائهون، لن يكونوا في الصدارة حتى يفرِّطوا بما أنجزه المقاومون، أمّا التهويل الذي يقوم به بعض القادة الصهاينة، هذا التهويل لا ينفع معنا لأننا مصمّمون على الدفاع عن أرضنا وعن مستقبل أولادنا مهما بلغت التضحيات، جربتم في الماضي وهزمتم، وإذا جربتم الآن فستهزمون وهذا مرتبط بالوعد الإلهي لنا.
لا بد أن نلفت النظر الى أمر مهم، ألم تُلاحظوا كيف تغيّر الأداء على الجبهة الجنوبية واستفاد الأخوة المجاهدون من الدروس والعبر ومن الأمور التي استخدمت بشكل حديث، فعالجوا بعضها وكشفوا عن إمكانات معينة استطاعت أن تسقط اعتداءاتهم وتحقق إنجازات كبيرة في مقابل الطرف الآخر؟! هذا إنجاز كبير.
في كل الحروب في العالم عندما تنتهي الحرب يدرسون الإيجابيات والسلبيات ويعالجون السلبيات للحرب القادمة، نحن درسنا الإيجابيات والسلبيات منذ أول شهرين وأجرينا التعديلات اللازمة حتى يكون هناك إنجاز مهم وهذا ما حصل من قبل المجاهدين.
إسناد غزة أوجد نموذجاً جديداً في المنطقة، فكما لأميركا محورها الظالم والقاتل، كذلك للمستضعفين محورهم المؤمن والمتماسك والذي يساند بعضه بعضاً.
نحن سنطرح رؤيتنا في الجنوب اللبناني بعد وقف إطلاق النار الكامل في غزة وقبل ذلك لن نطرح شيئاً، أما كيف ستكون رؤيتنا السياسية وكيف سنتعامل على الحدود، هذا إن شاء الله يُطرح لاحقاً من موقع الند وصاحب الحق، وسنكون منصورين إن شاء الله تعالى.