شيّع حزب الله وجمهور المقاومة في بلدة حداثا الجنوبية الشهيد على طريق القدس علي كريم ناصر (فداء)، وذلك بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام منزل الشهيد، شارك فيها عضوا كتلة الوفاء للمقاومة النائبان حسن فضل الله وحسين جشي، ومسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله عبد الله ناصر، وعلماء دين وشخصيات وفعاليات وعوائل شهداء، وحشد من جمهور المقاومة.
وجابت مسيرة التشييع شوارع حداثا يتقدمها سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية والفرق الكشفية، وقد ردد المشاركون اللطميات الحسينية والزينبية، وأطلقوا الهتافات والصرخات المنددة بأميركا وإسرائيل.
وأقيمت مراسم تكريمية للشهيد على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج)، حيث تولت ثلة من المجاهدين حمل النعش الذي لُفَّ بعلم حزب الله، كما أدّت فرقة عسكرية من المقاومة العهد والقسم للشهداء بالمضي على درب الجهاد والمقاومة، ثم أقيمت الصلاة على جثمان الشهيد الطاهر، قبل أن تنطلق مسيرة التشييع تجاه روضة الشهداء، حيث ووري الشهيد في الثرى.
فضل الله
وتخللت المراسم كلمة للنائب فضل الله قال فيها، وصلت يا علي، في اليوم المبارك، في الخامس عشر من شعبان، ارتقيت، وسلّمت الراية، هناك على الحدود في بليدا قائداً للمجاهدين في تلك البُقعة المخضّبة بدماء الشهداء، خمسة أشهر وأنت هناك تودع الشهداء، وتبقى على خطوط النار والمواجهة، تُذيق العدو بأس صواريخك وصمودك، ولله يا علي كنت إن مشيت تُهاب كأسد إن مشى يُهاب، ولله يا علي، على مدى هذه الأشهر الخمسة، حاولوا وسعوا لينالوا منك ومن جسدك وروحك، ولكنك بقيت رغم ضراوة القصف والغارات والتدمير في بليدا، تقاتل بعزم علي (ع)، وبروح الحسين (ع)، وببأس العباس (ع)، حتى مضيت شهيداً ونلت ما تمنيت، وكنت دائماً تقول متى الملتقى وقد حان الملتقى، وصعدت مع رايتك، راية المقاومة التي ستبقى خفّاقة إن شاء الله على حدودنا وفي كل مكان فيه وجود لهذه المقاومة.
وأضاف النائب فضل الله: وزير حرب العدو تباهى بأنهم قتلوك وقتلوا بعض رفاقك، وأن حزب الله لن يستطيع أن يعوّض هؤلاء القادة الميدانيين، ونحن نقول، تعالوا وانظروا إلى أبناء علي، فمن دم علي كما من دماء من سبقه، سيولد آلاف المجاهدين المستعدين دائماً للتضحية والجهاد والقتال دفاعاً عن بلدنا، وجوابنا اليوم من حداثا لوزير حرب العدو، إن هذه المقاومة ولّادة أبطال منذ أن بدأت عام 1982، وكلما قضى شهيد، يولد مئات وآلاف المقاومين.
وأشار النائب فضل الله إلى أن العدو وعلى لسان وزير حربه هدد لبنان، بأنه لن يوقف النار حتى لو حصلت هدنة في غزة، ونحن نقول له، إن نار المقاومة حارقة، وستظل تتصدى لأي اعتداء على بلدنا، وما عليك إلاّ أن تسأل من سبقك من وزراء حرب وقادة جيش، فلقد أنستهم المقاومة في لبنان أسماءهم، وها هم حتى في دولتهم ومجتمعهم منبوذين لأنهم هُزموا هنا على أعتاب قرانا وبلداتنا في الجنوب.
وقال النائب فضل الله: في هذا اليوم أيضاً يظن العدو أنه يستطيع أن يستعيد هيبته، بتماديه في الإغارات كما في استهداف بعلبك وبعض المناطق الأخرى، لأنه يعتقد أنه يعوّض ما لحق به هذا الصباح على يد أبطال المقاومة في إسقاط فخر مسيّراته بصواريخهم، ولكن المقاومة ستجد الرد المناسب على هذا التمادي من قبل العدو الإسرائيلي، وهذا عهدها والتزامها ووعدها، وهي ستبدع من خلال عقول وسواعد مجاهديها، وستكون الردود المناسبة على كل سلاح يستهدف بلدنا، سواء في الجو أو في البر أو في البحر.
وأكد النائب فضل الله أن التمادي الصهيوني لن يدفعنا إلى التراجع أبداً، بل سيزيدنا إصراراً وتمسكنا بخيار المقاومة، ونحن ماضون ومكملون، ودم الشهيد علي يشهد أنه استشهد على الحدود، وأننا اليوم في هذه المواجهة ندافع عن بلدنا ونحميه وننتصر للدم المظلوم في غزة، وإن شاء الله المقاومة ستفاجئ هذا العدو في كل مواجهة وتصدٍ كما فاجأته اليوم، ولن يلقى منّا إلى التصميم والعزم والبأس ومواصلة الدرب أياً تكن التحديات والتضحيات.
وأضاف: عدوانه على بعلبك أو على أي منطقة أخرى، لن يبقى من دون رد، والرد ستختاره المقاومة بالأسلوب المناسب، وهذا ليس كلاماً على الإعلام، وإنما التزاماً من قائد هذه المقاومة، ومن مجاهديها، ومن إبداعات هذه المقاومة التي هي اليوم الدرع الحصين الحقيقي لبلدنا، وهي التي ستبقى راياتها خفاقة منتصرة إن شاء الله، ولن تكون نهاية هذه المواجهة وهذه الحرب إلا بالانتصار.
وختم النائب فضل الله بالقول: يا علي، مضيت ونحن على العهد معك، يا أسد الله، يا أيها المقاوم والقائد الميداني، عرفتك الساحات، وعرفتك الثغور، وفي هذه المعركة أبدعت حتى مضيت شهيداً، فرحمك الله، ورحم كل شهدائنا.