الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الليلة السادسة من الإحياء العاشورائي في بيروت ٢٣-٧-٢٠٢٣م، ومما جاء فيها:
اليوم في لبنان لدينا مشكلة مستعصية، بعضهم يقول أنَّ المشكلة في لبنان هي النظام السياسي وبعضهم يقول أنَّ المشكلة في لبنان هي بوجود الطوائف، ولكنَّ الحقيقة هي أنًّ المشكلة الأساسية في لبنان هي في النفوس وليست في النصوص ولو وضعنا أهم النصوص العالمية ويوجد نفوس مريضة ونفوس أنانية وفاسدة لا يفكِّرون إلَّا بأخذ الدولة وسرقتها وسلب إمكانات الدولة لصالحهم دون أن يقدِّموا أو يعطوا شيئاً، فلن نتغير لأنَّ هؤلاء هم المشكلة في البلد.
اليوم عندما نحضر نصَّاً دستورياً نجد عشرات التفسيرات لهذا النص، مع أنَّ اللغة العربية واضحة! يفسرون ويركبون الدستور بحسب أذواقهم وهذه مشكلة. في لبنان المسؤولين السياسيين والإعلاميين والمثقفين وروَّاد مواقع التواصل الاجتماعي بل حتى عامة الناس علماء ويفهمون بكل شي ويعطون رأيهم بكل شيء! اليوم أي مشكلة سياسية لا يبقى فرد إلَّا ويعطي رأيه فيها وهذا الأمر يؤدي إلى فوضى في البلد. إحدى المشاكل المستحكمة في لبنان هي الأنانية عند الكثير من الزعماء الموجودين، يتغطون بجماعتهم وحزبهم لتحقيق مكاسب ومصالح خاصة وآخر همهم أن يكون الوطن بخير! وآخر همهم أن يكون لبنان سيد مستقل.. هذه السيادة والاستقلال مجرد شعارات عندهم. اسألوهم ماذا فعلوا من أجل سيادة لبنان واستقلاله؟ هل هم مع أمريكا ومن معها أم مع المقاومين المعادين الواقفين بوجه أمريكا ومن معها، مع من هم؟ السيد المستقل هو من يكون مع أبناء بلده وهو الذي يحرِّر أرضه ويدعم المجاهدين. يقول البعض أنَّه ليس من حقِّنا أن نحمل سلاح، نقول له هل من أحد منعكم من رفع السلاح ومواجهة الأعداء في سبيل تحرير الأرض؟ يجيبون أنَّنا لا نقدر ولكنَّ الجيش اللبناني هو من يتكفل بهذه المهمة، ونقول أيضاً هل من أحد منع الجيش اللبناني أو وقف بوجهه؟ المشكلة أنَّهم لا يسمحون للجيش اللبناني بأن يكون لديه إمكانات وقدرات حتى يقاتل نيابة عن الجميع. إذاً نحن سند وعندما يتمكن فلكل حادث حديث، ولكنَّهم لا يقبلون هذا المنطق.
نحن ندعو إلى اختيار رئيس للبنان بحجم البلد أي بمواصفات وطنية جامعة لا رئيس بحجم مجموعة او جماعة او حزب، فهم يريدون أن يكون مطيَّة بين ايديهم لسياسات لا تنسجم مع لبنان ولا مع تحريره ولا مع استقلاله. ليكن واضحاً الرئاسة ليست مطيَّة للتحكم بالبلد وخياراته، الرئاسة إدارة لسياسات وطنية جامعة يرتاح إليها المواطنون وتتفق عليها القوى الأساسية ويؤمن بها أغلب اللبنانيين. نحن واضحون كحزب الله منذ اليوم الأول وحتى الآن على عكس بعض القوى التي تتقلب في آرائها وتنقل البندقية من كتف إلى كتف، لأنَّ خياراتها خيارات ليست ثابتة على الاتجاه الوطني الكافي. نحن نريد لبنان القوي القادر والعادل بين أبناءه وسنبقى نعمل من أجل تحقيق هذا الهدف إن شاء الله تعالى.