أولاً: اليوم نرى العالم المستكبر يدعم إسرائيل المجرمة الظالمة المعتدية القاتلة بكلِّ أشكال الدعم وخاصة أميركا، ويعتبرون أنَّ احتلال إسرائيل أمر مشروع ومقاومة الفلسطينيين أمر مستنكر، لماذا؟ لأنَّ مصالحهم تقتضي أن يدمِّروا شعباً وأن يمكنّوا شعباً آخر مكانه، وأن يأخذ أرضه وحياته ومستقبله على حساب الشعب الفلسطيني. هؤلاء لا حلَّ معهم إلَّا بالمقاومة، ومن يستنكر تحت عنوان أنَّ المقاومة لا تجدي نفعاً فقد تبيَّن بالدليل والبرهان أنَّ المقاومة تجدي نفعاً، تغطرست إسرائيل إلى أبعد مدى فانكسر رأسها بمقاومة حزب الله، وخرجت خائبة سنة 2000، وانتصر عليها حزب الله سنة 2006، وهي التي تملك القوَّة وتملك الدعم العالمي السياسي والإعلامي والعسكري، حتى أنَّ مخازن أمريكا العسكرية الموجودة في داخل الكيان الإسرائيلي بتصرف هذا الكيان، لكن عندما وُجِدت مقاومة صالحة شريفة تعرف مستقبلها وتعرف ماذا تريد استطاعت أن تغيِّر المعادلة، وإن شاء الله إلى تحرير المزيد من الأرض بالتعاون مع الشعب الفلسطيني المجاهد، بل من خلال بوصلة الشعب الفلسطيني المجاهد الذي سيُسقِط إسرائيل وسيهزمها ولو بعد حين.
ثانياً: ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ثلاثية أثبتت جدواها في لبنان، ولم تنجح عقوبات أميركا في تفكيكها، ولن تنجح جماعات أميركا في لبنان مع كل التشويش ومع كل الاتهامات ومع كل البهتان أن تؤخر أو تعيق أو تضيِّق على حركة المقاومة وجمهور المقاومة وثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وعندما حصلت الانتخابات النيابية الأخيرة في سنة 2022 تبيَّن أنَّ أكبر عدد شعبي لحزب موجود في لبنان هو لحزب المقاومة، بحيث أنَّ العدد الشعبي الذي أخذناه يساوي مجموع ثلاث أو أربع أحزاب على الساحة اللبنانية، وهذا دليل على أن الشعب يريد هذا الخيار.
أختم بالحادثة التي جرت في السويد في حرق نسخة من القران الكريم أمام السفارة العراقية. إنّ السويد تستعدي المسلمين في العالم بحرق نسخة ثانية من القرآن الكريم متسترة بحرية الرأي، وهم من يقولون بأنَّ حرية الفرد تتوقف عند الإضرار بالآخرين. أينَ موقفكم من هذا الإضرار الذي حصل لمليار وستمائة أو سبعمائة ألف مسلم في العالم؟ بصراحة تتصرف السويد كما تصرَّف أجلاف الجاهلية الذين رموا النبي (ص) بالاتهامات والإساءات. بهذا التصرف تثبت السويد مدى تخلفها الأخلاقي والإنساني والمستوى الرجعي في قناعاتها رغم مظهر الحداثة المزيف، وتثبت عدم احترامها لحقوق الإنسان ومشاعر من يخالفهم القناعات المادية المنحرفة. يجب أن تتجاوز الدول العربية مجرد الاستنكار اللفظي، وهنا أحيِّي الدولة العراقية على موقفها بطرد السفيرة السويدية من العراق، هذا موقف جيد حتى تفهم السويد وغيرها من الدول أنَّ الإساءة للمسلمين بحرق نسخة من القرآن الكريم لا يمرُّ وهذا خطأ كبير.
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الليلة الثالثة من الإحياء العاشورائي في منطقة الاوزاعي 20-7-2023م