الكلمة السياسية التي ألقاها نائب الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم خلال حفل افتتاح فعاليات مهرجان أفراح الأسرة بمناسبة أسبوع الأسرة، وذلك في بيروت - الثلاثاء 20-6-2023 ومما جاء فيها:
كل التحية للشعب الفلسطيني المجاهد البطل الذي قدَّم نماذج رائعة في مواجهات جنين وشمال رام الله، هذا حق مشروع للشعب الفلسطيني لأنَّ كلَّ صهيوني موجود على الأرض الفلسطينية المغتصبة هو محارب ومقاتل ومعتدٍ ومسلَّح، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يأخذ حقَّه بنفسه، وأن يعملَ من أجل أن يستردَّ أرضه وكرامته ومعنوياته، خاصة أنَّ العالم المستكبر يقف إلى جانب إسرائيل المعتدية ولا يحمي هؤلاء الفلسطينيين أصحاب الأرض والكرامة والشرف. كل التحيّة للمجاهدين والمجاهدات والشهداء في فلسطين، ونحن معكم إلى النهاية، وإن شاء الله ستكونون منصورين، خاصةً أنّ ما يحصل الآن في الضفة الغربية هو استثناء لم يتصوره الإسرائيلي، وهذا الاستثناء سيزداد أكثر فأكثر إلى أن يصبح استثناءات على طريق زوال الكيان.
وفي الشأن المحلي، جلسة الأربعاء في المجلس النيابي من أجل انتخاب رئيس للجمهورية أثبتت أنّ مرشحًا للمواجهة لا يؤدَّي إلى إنجازٍ للاستحقاق وانتخاب الرئيس. لا يمكن أن تُفتح كوَّة في الأفق المسدود إلَّا بالحوار من دون اشتراط إلغاء أيِّ اسم على طاولة الحوار ولا اشتراط إلغاء أيِّ نقاش أو أي موضوع على طاولة الحوار، فمع التلاقي ووضع الهواجس والإشكالات على الطاولة يمكن أن نصل إلى نتيجة. يمكن للحوار أن يؤدي إلى تسوية، ويمكن أن يبدِّد بعض المخاوف، ويمكن أن يؤكد على نقاط مشتركة نستطيع أن نتفاهم عليها وأن نوسِّعها، ثم إذا وجدنا مساحة الالتقاء نشترط على رئيس الجمهورية الذي سنختاره معًا، بأن يلتزم ونكون يدًا واحدة في التزام هذا الرئيس.
رغم تمسُّكنا بترشيح الوزير فرنجية نحن ندعو إلى الحوار، لماذا؟ لنسأل بعضنا بعضًا وليُجيب بعضنا بعضًا، ونحصر نقاط الخلاف ونبحث عن حلٍّ لها، أمَّا أن يقول البعض نحن لا نريد النقاش ما دام الوزير فرنجية مرشحًا، هذا أمر مرفوض. لا تستطيعون فرض إرادتكم على شريحة واسعة من اللبنانيين. الطريقة التي اعتمدها الطرف الآخر بالتحدِّي لم تنفع ولن تنفع، فلا نحن قادرون على أن ننجز الاستحقاق لوحدنا، ولا أنتم قادرون على إنجاز الاستحقاق بوحدكم، فما هو الحل؟ العناد ليس حلَّاً، الحل بالحوار والتلاقي والتفاهم. الطريقة التي اعتمدتموها حتى الآن جعلتنا نتساءل لماذا هذا الإصرار في مواجهة من أنجز مع الجيش والشعب أفضل إنجازات لمصلحة لبنان، سواء بالتحرير من إسرائيل أو داعش أو بتحرير المنطقة البحرية وتحرير النفط وترسيم الحدود. هذه إنجازات عظيمة لا يصح أن يُعاقبَ عليها من أدَّاها للبنانيين.
لقد قبلتم ترشيح أزعور وكلُّكم لا يعتبره الأفضل، وبعضكم تجرَّع السم بالتصويت له، فعلًا أمر محيِّر، من يأخذكم بالقوة لكي تختاروا مرشحًا ترفضونه؟ إذا كان لديكم الاستعداد لهذا المستوى، من الأفضل أن يكون لديكم الاستعداد لتعديل الهدف. وأستغرب من مشهد اليوم وهو أنَّ أربع قوى أساسية في الشمال والجنوب والشرق والغرب لا تلتقي مع بعضها، استطاعت أن تلتقي على رغبة إسقاط المرشح فرنجية، ولم تصل إلى 59 صوتًا أي إلى النصف زائد واحد، يجب أن تعتبروا من هذا الأمر، عدِّلوا الهدف بالعمل للانتخاب مع شركائكم في الوطن، فالاتفاق أفضل وأكثر إيجابية، وأثبتت التجربة أننا بحاجة إلى بعضنا البعض لنبني الوطن، وبهذا التوزُّع في المجلس النيابي لا يوجد حل آخر إلَّا بالتفاهم، ومع عدمه ستكون الأزمة طويلة، وأنتم تتحملون مسؤوليتها لأننا نمدُّ لكم اليد وأنتم لا تستجيبون تحت ذرائع مختلفة. ليس من المنطق أنّ المنطقة كلَّها ذاهبة للحلول، أليس الأولى أن نتفاهم فيما بيننا؟
كلمة نائب الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم خلال حفل افتتاح فعاليات مهرجان أفراح الأسرة بمناسبة أسبوع الأسرة، وذلك في بيروت