كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة ومما جاء فيها:
إنّ شهر رمضان المبارك وما يحمله من معاني روحية وإنسانية يجب أن يُعزّز فينا روح التكافل في المجتمع ويُقرّبنا أكثر فأكثر من الفقراء والمحتاجين ومن هموم المواطنين ومعاناتهم، ويجب أن نجعل من شهر رمضان مناسبة للتعاون والتكافل والخير ومناسبة للرحمة والرأفة بالناس لا مناسبة للاستغلال والجشع والطمع ورفع الأسعار وفلتان الأسواق ونهب أموال الناس.
اليوم نشهد ارتفاعًا مُرعبًا لأسعار المواد التموينية والخضار والحاجات اليومية، والتجار باتوا يبيعون على سعر ١٥٠ ألف ليرة للدولار الواحد وسط غياب كُلّي لوزارة الاقتصاد وجمعيات حماية المستهلك بحيث أصبحت وجبة الإفطار للعائلة المؤلفة من أربعة أشخاص تزيد تكاليفها على اربعة ملايين ليرة، وشجع التجار فاق كل التوقعات بشكل مُنافٍ لأبسط القواعد الدينية والأخلاقية والإنسانية.
إذا كانت الدولة مشلولة وليس هناك من يُراقب ويُحاسب ويردع ويمنع من الاستغلال والجشع فإنّ الله يرى الجميع وسيُحاسب الجميع، ومن لا يخاف الله فعلى الأقل يجب أن يكون لديه وازع من ضمير يمنعه من استغلال حاجات الناس ونهشهم ونهب أموالهم.
اليوم البلد متروك وينهار أمام أعين الجميع وأوضاع الناس تزداد سوءًا بشكل غير مسبوق، فالفقر بات يضرب مُعظم الطبقات وودائع الناس منهوبة ورواتبها لا تكفي ليومين، والدولار يُحلّق والناس موجوعة بما لم يسبق له مثيل، فماذا تنتظرون؟ ألا يستدعي هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه كلّ المواطنين في لبنان إلى وضع الخلافات جانبًا والتحرّك الجاد من الجميع لإنقاذ البلد .
اليوم هناك الكثير من الدول الحليفة لأميركا كدول الخليج وتركيا وغيرها توجّهت نحو الصين ولديها معها استثمارات بمليارات الدولارات فلماذا لا يزال يخاف اللبنانيون من التوجّه نحو الصين التي طالما أبدت استعدادها للاستثمار في لبنان ومساعدة لبنان ؟
إذا كنتم تنتظرون أن يسمح لكم الأمريكي بذلك فالأمريكي لن يسمح بذلك ويجب أن يكون هناك موقف وطني جريء وشُجاع يتمرّد فيه المسؤولون على الأمريكي ويُقدّمون مصلحة البلد على المصالح الأمريكية .
اليوم تزور لبنان مُساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى السيدة باربرا ليف التي حرّضت قبل أشهر على الفوضى في لبنان من إعادة صياغته بالطريقة التي تناسبهم ليتحكموا بسياساته وخياراته ومستقبله".
نحن نقول للأمريكيين ارفعوا أيديكم عن لبنان وسيكون بخير بعيدًا عنكم فحصاركم وعقوباتكم وحمايتكم للفاسدين هي السبب الأساسي في انهيار البلد.
واذا كنتم تريدون التحريض على الفوضى والفتنة بين اللبنانيين مُجددًا للتمكنوا من فرض شروطكم السياسية على اللبنانيين فأنتم واهمون وستفشلون كما فشلتم فيما مضى ولن نسمح بالفتنة ويجب أن تيأسوا من أخذ البلد إلى الفوضى أو تأخذوا شيئًا من اللبنانيين تحت الضغط.
لقد حاولوا وعلى امتداد المراحل السابقة إخضاع لبنان لوصايتهم وفرض سياساتهم وإملاءاتهم وفشلوا، وطالما أنّنا نملك الوعي والقوّة والصبر والثبات والتماسك الداخلي وشجاعة الموقف والاستعداد للمواجهة وللتضحية سيفشلون مجددًا ولن يتمكنوا من تغيير هوية لبنان المقاوم.