باسمه تعالى
29-1-2023
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في أسبوع الحاجة فاطمة حرب – بيروت 29-01-2023م
أولاً إسرائيل يمكنها أن تخرب ولكن ليس بإمكانها أن تستقر في منطقتنا، وليس بإمكانها أن توقف العمليات الجهادية البطلة من قبل هؤلاء الشباب. اليوم كل مشاكلنا في المنطقة بسبب إسرائيل، وهذه المعركة معركة مستمرة.
كل التحية للشهداء الأبطال في فلسطين المحتلة، وخاصة الشهيد المغاور خيري علقم الذي لقنهم درساً لن ينسوه أبداً في قلب العاصمة الفلسطينية وهذا هو ديدن الشهداء. ليكن واضحاً نحن نؤمن بأن قدر المقاومة أن تنتصر، وقدر الاحتلال أن ينهزم، وأقصد بالقدر بحسب الهندسة العالمية التي وضعها الله تعالى للكون في أنَّ أصحاب الحق إذا عملوا لحقِّهم انتصروا، وأصحاب الباطل إذا عملوا لبعض باطلهم انهزموا، هذا إيماننا رأيناه بأم العين من خلال النجاحات التي حققتها المقاومة.
ثانياً على صعيد لبنان، الفراغ في الموقع الرئاسي ليس حلاً، بل يجب أن ننتخب رئيساً في أسرع وقت ممكن، لأنَّ كل منظومة الحلول قائمة على انتخاب الرئيس ليأتي من بعده تشكيل الحكومة، وهذه الحكومة تقِّر خطة للإنقاذ المالي والاجتماعي والاقتصادي وتبدأ العجلة بالسير. أما قبل ذلك فالأمور صعبة ومعقدة، خاصة أنها مصحوبة بعقوبات أميركية تحاول أن تضرب بُنية البلد واحدة تلو الأخرى، من أجل أن ييأس الناس، ومن أجل أن تفتعل لهم قضايا لا علاقة لها بمستقبلهم. نحن نعتقد أنَّ الحل يجب أن يبدأ بانتخاب الرئيس، كيف يمكن لهذا المجلس النيابي أن ينتخب الرئيس وهنالك ست إلى سبع كتل نيابية، وحول هذه الكتل بعض النواب التي تميل إلى هذه الكتلة أو تلك؟! ولا يمكن لكتلة وحدها أن تجمع خمسة وستين نائباً أو ستة وثمانين نائباً لتتمكن في الدورة الأولى من الستة وثمانين أو في الدورة الثانية من الخمسة وستين، مع حضور الستة وثمانين أن تنتخب رئيساً. كل كتلة من الكتل ملئت الفضاء الإعلامي بمواصفات الرئيس وأصبح الكل يعرف ماذا يريد الكل. الآن الحديث عن مواصفات الرئيس لم يعد مفيداً سواء طرحها البعض بشكل صحيح أو طرحها لأنَّها تركيبة ملائمة للإسم الذي يخفيه، إذاً يجب أن نذهب إلى الانتخاب. ذهبنا إلى الانتخاب إحدى عشر مرة، ولم يتمكن أحد من الإتيان بإسم يجمع حوالي الثلث. بعض الناس يقولون لنا ضعوا إسماً بدل الورقة البيضاء مثل ما يفعل البعض، برأينا الورقة إذا كانت بيضاء أو سوداء لن يتغير الأمر، لأنَّ الجميع يعلم أنَّ هذه الورقة مكتوب عليها الإسم الذي لن ينجح، ولكنهم يحاولون أن يجرّونا إلى أن نضع إسماً نريده، فإذا كان هذا الإسم الذي نريده لم ينجح من الدورة الأولى أو من المرحلة الأولى يقولون هذا الإسم لم ينجح، وكذلك الإسم الذي يطرحونه أيضاً لا ينجح، لذا فلنترك الإسمين لنختار إسماً آخر.. نحن عندما نطرح إسماً فنحن موافقون عليه وليس كما يعملون هم على حرق الأسماء. إذاً أستطيع القول أنَّهُ حتى الآن لم يطرح إسم جدِّي في مجلس النواب من أجل أن يتم الانتخاب، ومن الصعب إذا بقينا على هذه الحالة أن ننتخب رئيساً مع هذا الابتعاد في وجهات النظر بين الكتل النيابية، إذاً ما هو الحل؟ الحل أن نتحاور ونجلس معاً، الحل أن نناقش مع بعضنا البعض. يقولون أنَّ الجلوس يعني أنكم تريدون أن تجرُّونا إلى ما نريده نحن، ولكن أليس عندكم عقل؟ ما تريدون أن تقولوه قولوه بالجلسة وفي عمق الحوار، ولنتبادل الآراء حول ما تريدونه وما نريده نحن. ما رأيكم أن يكون الحوار على قاعدة أنَّ من تكون لديه أصوات أكثر يأتي الآخرون إليه ويصوتون معه ويضعوا شروطهم؟ أو ما رأيكم بأن نأتي إلى الحوار ونضع الأسماء كلها في سلة واحدة ونرى من هو الذي يكون أرجح، سنتفق بناءً على الرجحان أن نختاره. وما رأيكم أن نتحاور وندوِّر الزوايا بالحديث عن هواجسنا، و مخاوفنا من الأسماء المطروحة لنرى إسماً يمكن أن يساعد في إعطاء الجميع. مع هذا الاختلاف الحاصل، من يجمع هذا العدد من الكتل؟ يجب أن تدرك بعض الكتل أنَّه لا يستطيع أن ينجز انتخاب الرئيس باستخدام الفيتو دائماً، انتخاب الرئيس يحتاج إلى نقاش ومرونة وتنازلات، خاصة عندما لا تكون لهذه الكتلة أو الكتل عدداً وازناً يمكن معه أن يرجح اختيار الرئيس.
لا يصح أن يبقى البلد من دون رئيس بسبب الشروط والشروط المضادة، وهذا المعرقل هو الذي يهرب من الحوار والاتفاق ووضع الخطوات الملائمة للوصول الى نتيجة. لدينا قاعدة واحدة، أنَّ الدستور يقول المجلس النيابي يجتمع وينتخب، لم يضع لنا الدستور إضافة الى انتخاب المجلس النيابي قاعدة أولى وقاعدة ثانية وقاعدة ثالثة حيث لدينا أربع أو خمس دساتير لانتخاب الرئيس، والله لن نصل إلى نتيجة هكذا. يجب أن يتفق النواب مع بعضهم البعض من دون قواعد خارجية أخرى وإلَّا لن نصل إلى انتخاب الرئيس.
بكل صراحة أنا أقول لكم أنَّ حزب الله ومعه حركة أمل وآخرون من الحلفاء هم أسهل من يطرح موضوع الرئيس في البلد لأنهم واضحون ويدعون إلى التلاقي، بينما هناك أناس لا تريد إلَّا بحسب أهوائها وهذا الأمر لن يحصل، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية أمام الشعب.
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في أسبوع الحاجة فاطمة حرب في بيروت 20-1-2023