العلاقات الاعلامية في حزب الله
  • بيانات حزب الله
    • بيانات محلية
    • بيانات إقليمية
    • بيانات دولية
    • بيانات المقاومة الإسلامية
    • بيانات تربوية
    • بيانات نقابية
  • الأمين العام لحزب الله
  • سيد شهداء الأمة
    • خطابات عامة
    • خطابات يوم الشهيد
    • خطابات يوم القدس العالمي
    • خطابات عاشوراء
    • خطابات ذكرى القادة - 16 شباط
    • خطابات ذكرى التحرير
    • خطابات حرب تموز 2006
    • خطابات ذكرى انتصار اب
    • لقاءات واتصالات
    • خطابات عيد التحرير الثاني
    • مقابلات إعلامية
    • بيانات وبرقيات
    • برقيات تلقاها سماحته
    • خطابات الانتخابات النيابية 2022
  • كتلة الوفاء للمقاومة
    • كلمات النواب
    • بيانات الكتلة
    • تصاريح وحوارات إعلامية
    • أنشطة ولقاءات
  • قيادة حزب الله
    • الشيخ نعيم قاسم
    • السيد ابراهيم أمين السيد
    • الشيخ محمد يزبك
    • السيد هاشم صفي الدين
    • الحاج حسين الخليل
    • النائب محمد رعد
    • الشهيد السيد عباس الموسوي
  • العلاقات الإعلامية
    • الحاج محمد عفيف
    • بيانات وأنشطة
  • أنشطة
  • كلمات ولقاءات

السيد حسن نصرالله: عيننا على كاريش وصواريخنا على كاريش

السيد حسن نصرالله: عيننا على كاريش وصواريخنا على كاريش
خطابات عامة الجناح الاعلامي السيد حسن نصرالله: عيننا على كاريش وصواريخنا على كاريش
2022-09-17


أعوذُ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله ربّ العالمين، والصَّلاة ‏والسَّلام ‏على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبا القاسم محمَّد بن عبدالله وعلى آله الطَّيبين الطَّاهرين ‏وصحبه ‏الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.‏
السَّلام عَلَيْكَ يَا سيدي ومولاي يا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواحِ الّتي حلّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكًم مِنِّي سَلامُ اللهِ ‏أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ، السَّلام عَلَى الحُسَيْن، ‏وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَين.‏
إخواني وأخواتي، السَّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.‏
أولاً: عظّم الله أُجوركم جميعاً في هذه الذكرى، التي نَستعيد فيها مَصاب سيد الشهداء أبي عبد الله ‏الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، وما جرى عليهم قبل أربعين يوماً في حساب الأيام، ‏وقبل مئات السنين في حساب القرون، وجزاكم الله خيراً على هذا الحضور الكبير والمهيب والمبارك، ‏وأحسن الله أجركم وجزائكم على سعيكم وسهركم ومشيكم من الصباح الباكروحضوركم الآن ‏تحت الشمس في هذا المجلس الذي نُحيي فيه هذه الذكرى العظيمة والعزيزة والأليمة.‏
في قديم الزمان كان إمامنا جعفر الصادق (عليه السلام) يَتطلع إلى كل الأجيال الآتية إلى قيام ‏الساعة، إلى زوار الحسين، إلى الذين يُحيون ذكرى الحسين بالدمعة والآه والعشق والحزن والآلم، ‏وكان يدعو له، ومن دعائه (عليه السلام): "فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك ‏الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة ‏لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني ‏أستودعك وتلك الأبدان وتلك الأنفس حتى تُوافيهم من الحوض يوم العطش".‏
أنتم أيها الإخوة والأخوات اليوم مشمولون بهذا الدعاء الكريم من ذلك الإمام العظيم سلام الله ‏تعالى عليه.‏
أيها الإخوة والأخوات، من أهم عِبر ذكرى الأربعين  ويوم الأربعين، ونحن نَستحضر مواقف الإمام ‏السجاد (عليه السلام) في المسجد الكبير في دمشق، ونستحضر مواقف السيدة زينب (عليها ‏السلام) في قصر يزيد وبين زبانيته، من أعظم العِبر وأهمها أن المؤمن مهما كانت المصائب ومهما ‏كانت المصاعب ومهما أحاطت به الظروف القاسية، لا يمكن أن يضعف، لا يمكن أن يَهن، لا ‏يمكن أن يستسلم، لا يمكن أن يُظهر أي علامة من علامات الخضوع والذل، أيضاً في تلك المواقف ‏التي شهدناها في موكب الأحزان، يتعلم الإنسان أن المؤمن لا يمكن أن ييأس،  بل ينظر بعين الله ‏إلى كل الأيام والسنين والقرون الآتية، لا يمكن أن ييأس، ولا يمكن أن ينتهي الأمل، لأنه ينظلق ‏من الثقة بالله سبحانه وتعالى وبِوعد الله سبحانه وتعالى، هكذا كانت السيدة زينب (ع) وهي خطيبة ‏بعض المنابر في موكب الأحزان، والأهم عندما وقفت في مجلس يزيد بن معاوية، في قصره وأمام ‏جنوده، وهي المرأة التي قُتل أجبائها وإخوتها وأبنائها وأبناء إخوتها وأبناء عمومتها وأصحاب أخيها، ‏وهي المرأة الأسيرة المَسبيّة منذ أسابيع من مدينة إلى مدينة، يعني ماذا يجب أن تكون حالتها النفسية ‏والمعنوية والعاطفية؟ وهي المرأة التي تَقف وأمام عينيها، بين يدي يزيد، رأس الإمام الحسين (عليه ‏السلام)، يعني رأس إمامها وقائدها في البعد العقائدي والديني والسياسي والجهادي، ويَعني رأس ‏أخيها وإبن أُمها وأَبيها، والبعد العاطفي والإنساني والعائلي، ولكنها قالت كلمات فوق كل هذه ‏الإعتبارات والحسابات التي تَهتز لها الجبال، في ذلك المجلس أَلقت خطبة قوية جداً وقاسية جداً ‏بِحق يزيد وما اقترفته يداه، وفيها من التهديد والوعيد، ولكنني أُريد أن أَقف فقط عند الأسطر ‏الأخيرة، التي فيها الأمل والثقة والنظرة إلى المستقبل، واليقين بالنصر وبِهزيمة يزيد ومشروع يزيد، ‏عندما قالت له في آخر الخطبة:"فإلى الله المشتكى وعليه المعول، فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب ‏جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا"، اعمل الذي تُريده، كل جهدك، أُقتل، اسبي، اذبح، حاصر، جوّع، ‏عطش، ارهب، أَلقي في السجون، شوّه في الإعلام، الذي تريده تكلم به، الذي تُريده إعمله، كل ‏شيء تقدر أن تعمله فإعمله، " فو الله لا تمحو ذكرنا"، إن ذكر محمدٍ وآل محمدٍ (ص) هو ذكرٌ ‏خالدٌ إلى يوم القيامة، وهو من الذكر الذي تَعهّد الله سبحلنه وتعالى بِحفظه " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ‏وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "، هذا جزءٌ من الذكر الذي وعد الله سبحانه وتعالى بِحفظه، والله لا يُخلف ‏الميعاد، "فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحيناا"، إن وحي محمدٍ (ص)، إن حلاله وحرامه ودينه ‏وتعاليمه ورسالته وإسمه وصوته سوف يبقى حيّاً ومُدويذاً إلى قيام الساعة، " ولَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا، ولا ‏تَرحض عنك عارها "، هذا العار االذي لَحق بك بِقتلنا وسبيّتا سوف سيقى أبدياً، لاحظوا أيها ‏الإخوة والأخوات، إنها تتحدث عن المستقبل، في الوقت الذي كل الذي حولها لا يوجد شيء يدعو ‏إلى الأمل، كل ما حولها يدعو إلى اليأس، إلى الحزن، إلى الإخباط، إلى الإستسلام، لا يوجد أي أُفق، ‏ولكنها تتكلم من موقع الإيمان والثقة والمعرفة بالله سبحانه وتعالى، جزء من هذا المستقبل كثيرون ‏حاولوا أن يُدافعوا عن يزيد، أن يُبرأوا يزيد من دم الإمام الحسين (عليه السلام)، أن يُلقوا بالتبعات ‏على إبن زياد وعلى عمر إبن سعد، ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، وبَقي هذا الدم يَصرخ ‏في وجه يزيد بن معاوية، إلى اليوم وإلى قيام الساعة، ولذلك قالت له:" ولا تَرحض عنك عارها، وَهَلْ ‏رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ"، كل هذا التخطيط  والرأي والكيد الذي لك، هذا ليس له قيمة، "وَأَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ"، ‏أنت تتصور أنك ستحكم وتُسيطر، وتُقيم لك إمبراطورية عظيمة، ويبقى مشروعك خالدً، كلا، ‏أيامك إلا عدد، "وَجَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين، فالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ‏ختم لأولنا بالسعادة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ‏ويحسن علينا الخلافة، انه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم الوكيل. ‏
هذا ما نتعلّمه من زينب عليها السلام في مثل هذه الأيام حيث لا مكان لا للإستسلام ولا للضعف ‏ولا للوهن ولا للهوان ولا لقبول الذُّل ولا للتراجع بل للمضي إستناداً الى كل هذا التاريخ الحافل وإلى ‏كل هذا الأمل القادم واليقين بالمستقبل وبوعد الله سبحانه وتعالى. ‏
اليوم مثلا نحن نشهد إحدى مصاديق ما قالته السيدة زينب عليها السلام التي كانت وحيدة أو قليلة ‏العدد، أنظروا الى مسيرة الأربعين هذه الأيام في العراق بعض التقادير حتى الآن، تتحدث عن 20 ‏مليون زائر خلال أيام قليلة، 5 ملايين زائر من خارج العراق، أكثر من 20 مليون زائر يمشون إلى ‏الحسين عليه السلام، هناك مئات الالاف – الان بالحد الأدنى مئات الالاف - الذين مشوا مئات ‏آلاف الكيلومترات من البحر، من الخليج، من شواطئ البصرة الى كربلاء، ورفعوا في مواكبهم شعار ‏‏"من البحر الى النّحر" أي الى نحر الحسين عليه السلام، 20 مليون بالحد الأدنى أغلبيتهم مشوا من ‏النجف الى كربلاء وفي هذا الحرّ الشديد نحن نتواصل مع الزوّار يقول لك درجة الحرارة 40 أحياناً ‏‏50 ، أحياناً تفوق الخمسين والمواكب تتوالى في الليل وفي النهار لا تهدأ على مدار الساعة حتى ‏يتمكن العشرون مليوناً من الوصول الى قبر وضريح الحسين عليه السلام، هذه ظاهرة عظيمة جداً ‏وكبيرة جداً، العشرون مليوناً جاؤوا لزيارة الحسين عليه السلام بأموالهم هم، بنفقاتهم هم، هذه ‏الزيارة لا تموّلها دول ولا تموّلها حكومات ولا تموّلها مؤسسات دولية، الفقراء من هؤلاء الزوّار ‏يجمعون كلفة الزيارة على مدى السنين ليتمكنوا في يوم من الأيام من المشي الى الحسين يوم أربعين، ‏هؤلاء يأتون الى الحسين عليه السلام، من ميزة هذه الزيارة أنها ليست زيارة للسياحة أو الترفيه، 20 ‏مليون زائر يعني عشرين مليون قلب يخفق حبّاً وعشقاً وشوقاً للحسين عليه السلام، يعني 20 ‏مليوناً من العيون التي تذرف الدموع ليل نهار وهي تمشي الى الحسين عليه السلام، لا يوجد حشد في ‏التاريخ البشري كالحشد الحاصل اليوم في كربلاء منذ أن خلق الله آدم عليه السلام الى اليوم أن ‏يأتي عشرون مليونَ عاشق ومحبّ ومشتاق وبأموالهم ومن أماكن بعيدة ومشياً على الأقدام ‏ويتحمّلون كل المخاطر لزيارة قبر رجل قُتِل قبل 1400 سنة وحيداً غريباً عطشاناً في صحراء كربلاء ‏وهذا أشبه بالمعجزة اليوم، تصوّروا أيها الأخوة والأخوات، الآن أنتم تحت الشمس تتحملون حرارة ‏الشمس وعلى مدى أيام هناك من يسير على الطريق في حرارة الأربعين درجة والخمسين درجة، هذا ‏جزء من المشهد، والجزء الثاني من المشهد، الشعب العراقي أهل الكرم، أهل الجود، أهل ‏الضيافة، كل هؤلاء العشرون مليوناً تصوّروا مثلاً – هلق لبيعرفوا بالإدارة، باللوجيست، بالخدمة، ‏بالدعم، بيعرفوا شو يعني إنو إذا عندك 20 مليون زائر بدهم يمشوا من النجف لكربلاء بدهم ‏يوصلوا عالنجف ومن النجف يوصلوا عكربلاء بالحد الادنى شو بدنا ببقية الطرقات يعني أديش ‏بدهم أكل، اديش بدهم شرب، اديش بدهم منامة،اديش بدهم استراحة، اديش بدهم خدمات، ‏اديش بدهم حماية، اديش بدهم إدارة– وهذا كله يحصل ويحصل من أموال الناس، من أموال ‏العراقيين أنفسهم، ويأتون الى خدمة زوّار الحسين عليه السلام الكبار، الصغار، العجائز، العلماء، ‏أساتذة الجامعات، المسؤولون الكبار، القادة الكبار يتشرفون بخدمة زوّار أبي عبدالله الحسين ‏عليه السلام، هذا مشهد تاريخي، مشهد عظيم، ولكن تلاحظون أن العالم يتجاهله، وسائل الإعلام ‏العالمية تتجاهله، حدث أصغر من هذا الحدث بكثير تهتم به وسائل الإعلام طبعا هذا جزء من ‏الغربة، من المظلومية، إلا أن هذا الحدث الإنساني المعنوي الإيماني البشري الضخم الهائل الذي لا ‏مثيل له في التاريخ في نهاية المطاف يفرض نفسه على العالم كله، كل المحاولات في التاريخ لمنع هذه ‏الزيارة سقطت، اليوم لا يستطيعون ان يمنعوا هذه الزيارة لا بالقتل ولا بالسيارات المفخخة ولا ‏بالتخويف ولا بالترهيب ولا بالتعقيدات الإدارية الموجودة والقائمة في كثير من دول العالم التي تمنع ‏الزوار من المجيء الى الحسين عليه السلام، ولذلك يلجؤون اليوم مثلا إذا تكلّموا عن مسيرة ‏الأربعين، يحاولون تشويهها ويحاولون الإساءة إليها والى زوّارها ورجالها ونسائها ولكن هذه الظاهرة ‏هي أضخم من كل محاولات وكيد هؤلاء الكائدين والمعادين. ‏
في هذه المناسبة من واجبنا أيضاً من هنا من لبنان أن نتوجه بالشكر الى الشعب العراقي الى ‏المسؤولين العراقيين الى كل الجهات في العراق الرسمية والشعبية والعلمائية والمرجعية، نتوجه ‏إليهم بالشكر والتقدير على عظيم الكرم والجود وعظيم الضيافة والتواضع والمحبة والمودّة التي ‏يظهرونها لكل زوّار الحسين عليه السلام، ولكل الآتين من كل دول العالم، بعض الإحصاءات ‏تتحدث عن زوّار من  80  دولة جاؤوا لزيارة الحسين في مثل هذا اليوم وهذا على كل من مظاهر ‏هذا الوعد الزينبي.‏
أيها الأخوة والأخوات، أيضاً أنتم أتوجّه إليكم، إلى كل الذين نظموا هذه المواكب وأقاموا هذه ‏المضائف وتحملوا كل هذه الأعباء، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم. أيضًا الذين يحاولون ‏ويبذلون كل جهد وبكل كرم وبكل جود وبكل تواضع وبكل حنان ورحمة يحاولون أيضًا في لبنان وفي ‏بعلبك وفي هذه المناسبة أن يحيوها وأن يكرموا زوار كل من ينتسب إلى الحسين عليه السلام ‏وخصوصًا في هذه المدينة التي شهدت موكب السبايا والرؤوس المرفوعة والنساء المسبية والذين ‏كانوا خُلاصة وعنوان ورسالة وصوت تلك الدماء الزكية في صحراء كربلاء. ‏
اسمحوا لي  - وأنا لا أريد أن أطيل عليكم كثيرًا - أن أتعرض لبعض المناسبات ولبعض القضايا ‏باختصار شديد إن شاء الله. ‏
من وحي ذكرى الشهادة والمظلومية والغربة وأيضًا الصمود والمقاومة، أستحضر بعض المناسبات ‏من شهر أيلول. ‏
المناسبة الأولى، ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، في 16 – 17 – 18 أيلول/ 1982 حصلت مجزرة مهولة ‏في مخيَمي صبرا وشاتيلا والأحياء المحيطة بالمخيمين والمتصلة بالمخيمين، في تلك المجزرة والذي ‏ارتكبها معروفٌ للبنانيين وللفلسطينيين وللعالم، العدو الإسرائيلي هو الذي كان يقوم برعاية هذه ‏المجزرة وشارك في تنفيذها ولكن المنفذين الأساسيين الذين كان لهم الحظ الأكبر من الجرائم ‏البشعة التي ارتكبت كانوا من الجهات اللبنانية المعروفة، والتي كانت متعاونة مع العدو ومتحالفة مع ‏العدو الإسرائيلي عسكريًا وأمنيًا وسياسيًا في اجتياح 1982. تلك المجزرة أيها الأخوة والأخوات – ‏فقط بأسطر قليلة لنستعيدها ولأننا سنبني عليها قليلاً – بلغ عدد الشهداء بحسب بعض ‏الإحصائيات الرسمية نحو 1900 شهيد لبناني، لأن كثيرون يقولون لك هذا موضوع فلسطيني، كلا ‏ليس موضوعًا فلسطينيًا، إنسانيًا ليس هناك فرق بين فلسطيني ولبناني، هناك إنسان قتل في ‏مخيم صبرا وشاتيلا، لكن هناك خطأ شائع عند اللبنانيين أن هذه المجزرة هي مجزرة بحق ‏الفلسطينيين فقط، 1900 شهيد لبناني، ما يقارب 3500 شهيد فلسطيني، ومن 300 إلى 500 ‏مفقودي الأثر، يعني لم تظهر أجسادهم، حتى الآن غير معلوم إن ماتوا أو قتلوا، أو احتمال قوي ‏أنهم اختطفوا والله العالم، قتلوهم أو رموهم بالكارنتينا أو رموا عليهم "آسيد"، سلموهم ‏للاسرائيليين، حتى الآن لا أحد يعرف، من 300 إلى 500 شخص مفقودي الأثر حتى الآن، من 40 ‏سنة. هذه المجزرة عندما نتحدث عن بقية المجازر التي ارتكبت منذ قيام الكيان الصهيوني، يعني من ‏قبل 1948، 1946 – 1947 – 1948، عندما بدأت المجازر، وإن عرضنا الاحصائيات والأعداد – ‏سأحتاط وأقول قد ولو من باب الاحتياط – قد تكون مجزرة صبرا وشاتيلا أكبر وأعظم وأخطر ‏وأبشع مجزرة ارتكبت في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، والأغلبية الساحقة بل الكل الذين قتلوا، ‏لأن العسكر كان قد غادر في ذاك الوقت – الذين قتلوا مدنيون وأغلبهم نساء وأطفال، الأطفال ‏قتلوا بالسكاكين، المدنيون قتلوا في بيوتهم وفي الطرقات وأوقفوهم على الجدران، ومرّت الحكاية، ‏الذين يتحدثون عن الإفلات من العقاب، أعظم مجزرة ارتكبتها جهات لبنانية كانت تتعامل مع ‏العدو الإسرائيلي لم يحاسبها أحد ولم يسألها أحد، خلال ثلاثة أيام فقط، 1900 شهيد لبناني ‏و3500 شهيد فلسطيني، 300 إلى 500 مفقود الأثر، وبقيت الجثث لآيام لا يستطيع أحد أن ‏يقترب من المخيم. اليست هذه حقائق ووقائع! ومع ذلك يخرج أحد اليوم ويقول الآن، ومن مدة ‏سنة، سنتين، ثلاثة، نسمع لغة "يشبهوننا ولا يشبهوننا" ويشبهوا لبنان ونشبهكم، وهذه تحدثنا عنها ‏في السابق وقلنا أنه انتهينا منها. لا تشبهوننا ولا نشبهكم والحمد لله رب العالمين.‏
لكن منذ مدة خرجت نغمة جديدة، لبناننا ولبنانكم، هذا لبناننا وهذا لبنانكم، أنا أقول لكم اليوم، ‏هذا بعض من لبنانكم، هذا بعض من لبنانكم، هذا بعض مما اقترفته أيديكم، هذه صورتكم ‏الحقيقية. كل برهة كل مناسبة يقولون لك ثقافة الحياة وثقافة الموت، من ثقافة الحياة ومن ثقافة ‏الموت؟ ثقافة الموت هم الذين ارتكبوا مجازر صبرا وشاتيلا، وثقافة الحياة هم الذين حرروا الجنوب ‏ودخلوا إلى الشريط الحدودي ولم يقتلوا دجاجة. هذه ثقافة الحياة، ثقافة الكرامة، ثقافة الشرف، ‏الذين دخلوا إلى الشريط الحدودي ولم ينتقموا من أحد، لأنه ما هي حجتهم بمجازر صبرا وشاتيلا ‏أنهم دخلوا للانتقام لأنه مثلا جرت عملية اغتيال للرئيس بشير الجميل.‏
هذا لبنانكم، هذا لبنان الذي تقولون لبناننا ولبنانكم، لا نريد استهلاك الوقت بلبناننا ولبنانكم ‏ولكن هذا جزء من المشهد.‏
أيضا من مناسبات أيلول مجزرة 13 أيلول 1993، وهذه مجزرة فينا لوحدنا، عشرة شهداء بينهم ‏اختين من خيرة الأخوات وثمانية إخوة من خيرة الإخوة و40 جريحا بالرأس والصدر بنية القتل ‏العمد. ما هي جريمة هؤلاء الذين تظاهروا في 13 أيلول 93 في الغبيري عند جسر المطار؟ أنهم كانوا ‏من القلة في العالم العربي والاسلامي التي خرجت لتندد باتفاقية أوسلو، والتي وصّفت للأمة كلها ‏مخاطر وحقيقة اتفاقية اوسلو والتي وصلنا إليها اليوم.‏
اليوم الشعب الفلسطيني كله وكثيرون ممن صنعوا اوسلو وشاركوا في اتفاقية اوسلو وأيدوا ‏اتفاقية اوسلو الآن إلى أين وصلوا.‏
الشعب الفلسطيني كله اليوم، الاغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني في غزة، في الضفة، في ‏القدس، في الداخل، في الشتات، وصلوا إلى قناعة بأن هذا طريق المفاوضات لا يؤدي إلى نتيجة ‏وأن اوسلو فشلت وسقطت، وأن الخيار الوحيد المتاح أمام الفلسطينيين هو المقاومة، المقاومة ‏التي استطاعت أن تحرر غزة أيضا في مناسبات أيلول في 12 أيلول 2005.‏
بين مجزرة صبرا وشاتيلا والخيارات الفلسطينية في اوسلو تعرفون أن منظمة التحرير أصلا ‏حصلواعلى ضمانات، حصلوا على ضمانات أممية وضمانات أمريكية بأن لا يتعرض المدنيون في ‏المخيمات إلى القتل وإلى الانتقام.‏
الضمانات الأمريكية لم تحم الفلسطينيين ولا اللبنانيين في صبرا وشاتيلا والضمانات الأمريكية لا ‏تحمي الآن الفلسطينيين حتى عندما التزموا باتفاقية اوسلو، وهذه أيضا شاهد من الواقع المعاصر، ‏عادة نقدم شواهد من التاريخ ، مثل حادثة المختار الثقفي والذين كانوا معه،  الذين سلموا ‏سلاحهم بنية الأمان، وفي يوم واحد ذبحوهم، 7000 مقاتل في يوم واحد ذبحوا مثل الغنم. عندما ‏يغادر المقاتلون أو يسلمون أسلحتهم ويثقون بضمانات العدو إنما يسلمون رقاب رجالهم ونسائهم ‏وأطفالهم وحتى الأجنة في بطون الأمهات، يسلمونها للذبح، لأنه هذا الذي جرى في صبرا وشاتيلا. ‏بقروا بطون الحوامل كما حصل في الكثير من المجازر في فلسطين.‏
هذا أيضا من دروس هذه الذكريات وهذه المناسبات، ولذلك نجد أن خيار غزة هو خيار الصمود ‏والمقاومة والثبات، ونجد اليوم الضفة التي ترعب العدو وكيان العدو والذي اضطر أن يرسل بعدد ‏كبير من كتائب جيشه إلى الضفة وإلى مدن الضفة وإلى قرى الضفة، والمشكلة التي يواجهها العدو ‏هناك باعترافه هو أنه اليوم لا يقاتل منظمات، هو يقاتل جيل شباب، أي شباب؟ الشباب الذين ‏راهنوا أنهم سينسون، الشباب الذين راهنوا أن هؤلاء جيل الانترنت وجيل الفايسبوك وأنهم ‏سيكونون من عالم آخر. فإذا بهذا الجيل من الشباب الفلسطيني من شباب ال18 وال19 و20 ‏و21 و22 وشباب وصبايا وغالبا لا ينتمون إلى تنظيمات، وهذا الذي يرهق العدو، ويشترون السلاح ‏بأموالهم الشخصية من كد عرقهم ويذهبون لينفذوا العمليات بكل شجاعة وبكل جرأة.‏
واليوم، يوم 40 الحسين عليه السلام، يوم المقاومة والثبات والشهادة والبطولة، ويوم هيهات منا ‏الذلة، نحن من بعلبك نوجه، ومن هذا المكان الشريف، نوجه إلى الشباب الفلسطيني عموما وإلى ‏شباب الضفة الغربية خصوصا، نوجه إليهم أسمى التحايا ونعبر لهم عن تقديرنا واحترامنا لإيمانهم، ‏لتمسكهم بقضيتهم، لشجاعتهم، لروحهم الاستشهادية، لابائهم للذل، لابائهم للضيم، وحضورهم ‏في الميدان، ونقول لهؤلاء الشباب، لهذا الجيل الصاعد، إن كل الشرفاء في العالم وإن كل ‏المظلومين في العالم ومن ابناء شعبكم الفلسطيني يتطلعون إليكم ويعلقون عليكم الآمال.‏
أيضا في هذا السياق، وليس من التاريخ، من الأيام القليلة الماضية، أيضا ما يتصل بالموضوع ‏الفلسطيني، البيان الأخير قبل أيام الذي أصدره الإخوة الأعزاء في قيادة حركة حماس حول إعادة ‏ترتيب وتعزيز العلاقات مع الجمهورية العربية السورية والإشادة التي صدرت في بيانهم بحق، بدور ‏سوريا قيادة وشعبا واحتضانها للشعب الفلسطيني ولفصائل المقاومة الفلسطينية وللقضية ‏الفلسطينية. أيضا هذا موقف متقدم جداً. يجب أن نعبر اليوم عن احترامنا لهذا الموقف ولهذا ‏الخيار وإن كنت أعرف وأنا في الجلسات واللقاءات الثنائية قلت لهم: كثيرون قد لا يتفهمون ‏موقفكم من أولئك الذين كان لهم مواقف وقراءات معينة خلال العشر سنوات الماضية إن أولوية ‏فلسطين والقضية الفلسطينية والمواجهة مع العدو الصهيوني هي التي يجب أن تحكم كل المواقف ‏كما حكمت هذا الموقف، وسوريا التي يجب أن تعاد وتعزز وترتب العلاقات معها من قبل الجميع، ‏الجمهورية العربية السورية بقيادتها وجيشها وشعبها هي التي كانت دائما منذ قيام هذا الكيان ‏الغاصب سنة 1948 إلى اليوم وستبقى إن شاء الله السند الحقيقي لفلسطين وللقدس وللشعب ‏الفلطسيني، كانت ومازالت وتحملت، واليوم أيضا تتحمل سوريا وتتعرض للمخاطر الداخلية ‏والخارجية والعدوان الصهيوني بين الحين والآخر، لماذا؟ بسبب موقفها والتزامها بالقضية ‏الفلسطينية وبقضية المقاومة.‏
أقول هذا موقف سليم وخطوة صحيحة ومهمة جدا لأن ما نحتاجه اليوم في منطقتنا هو أن تتوحد ‏كل قوى المقاومة وأن يتجذر محور المقاومة من دول وحكومات وحركات وقوى وشعوب ورجال ‏ونساء وسواعد وبنادق، لأن المقاومة وبالاستناد إلى محور المقاومة التي تقف فيه سوريا في موقع ‏متقدم جدا إلى جانب الجمهورية الاسلامية في إيران، هذا المحور هو الذي يشكل الأمل الوحيد، ‏الأمل الوحيد ليستعيد اللبنانيون والسوريون والفلسطينيون أراضيهم ومقدساتهم وخيراتهم ونفطهم ‏وغازهم، لا بالتسول ولا "بالشحادة" ولا بالتمني ولا بالتوسل، وإنما من موقع القوة، ومن موقع ‏العزة، ومن موقع الكرامة، ومن موقع الأنفة، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال هذه السواعد ‏المتراصة والقوية.‏
أنتقل إلى العناوين اللبنانية أيضا باختصار.‏
العنوان الأول، ترسيم الحدود البحرية واستخراج النفط والغاز. من البداية شرحنا الموقف، لا ‏داعي لإعادته. لبنان أمام فرصة ذهبية وتاريخية قد لا تتكرر، فرصتنا الوحيدة هو أن يتمكن لبنان ‏من استخراج النفط والغاز ليعالج أزمته الاقتصادية والنقدية والمالية والمعيشية. "المناقرة" التي ‏ترونها في مجلس النواب نتيجة الٍقلة، القلة التي تأتي بالنقار.‏
على كل حال، في هذا السياق، المسؤولون الصهاينة قالوا بأن الاستخراج من كاريش سيحصل في ‏أيلول ولذلك تحدثنا عن أيلول، جاء أيلول، أعلنوا أنهم أجلوا الاستخراج من كاريش. جيد، سبب ‏التأجيل فني، تقني، أمني، سياسي، ليس مهماً بالنسبة لنا، ليس مهما، المهم أن لا يحصل استخراج ‏من حقل كاريش المتنازع عليه إلى أن يتم ترسيم الحدود البحرية وحصول لبنان على مطالبه المحقة.‏
الآن هذا يحصل في أيلول، يحصل بعد أيلول، ليش مشكلة، لكن هذه هي المعادلة بالنسبة إلينا، ‏الخط الأحمر هو بدء الاستخراج للنفط والغاز من كاريش. في اليومين الماضيين تناقلت أخبار أنه ‏سيبدأ الاستخراج ولو التجريبي، فبعثنا برسالة بعيداً عن الاعلام، بعثنا برسالة قوية جداً، وقلنا إذا ‏بدأ الاستخراج يعني وقع المشكل، وقع المشكل، وحصل توضيح علني من قبل الإسرائيليين، أنه لا، ‏هذا ليس استخراجاً وليس ضخاً للغاز والنفط من كاريش إلى الساحل، وإنما هو بالعكس من أجل ‏تهيئة الأنابيب ليوم الاستخراج.‏
جيد، إذا نعود لتثبيت المعادلة، لا يمكن أن نسمح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش ‏المتنازع عليه قبل أن يحصل لبنان على مطالبه المحقة، والتي دائما أقول "لسنا نحن من حددها، لا ‏نحن وضعنا خط 23، ولا نحن تحدثنا عن حقل قانا، ولا نحن طالعين طلوع ولا نازلين نزول، هذا ‏شأن الدولة اللبنانية".‏
خلال الأيام الأولى لهذا الملف تحدثنا، وكان صوتنا عالياً، ومن أجل اثبات الجدية أرسلنا المسيّرات، ‏تذكرون بذلك الوقت عندما بدأت المفاوضات الجدية هدأنا، صرنا عدة أسابيع بخطابنا "لم نهدد ‏ولم نرعد ولا عم نزبد" آخر خطابين كنت بخدمتكم في جنتا وفي الضاحية في "الاربعون ربيعا"، لم ‏أهدد ولم أعلّي صوتي ولم أقل شيئاً جديداً، وقلت أن موقفنا هو موقفنا، لماذا كنّا هادئين في ‏الاسابيع الماضية، في خطابنا السياسي وصوتنا، وأيضاً لم نرسل مسيّرات ولم نقم بأي حركة بإتجاه ‏العدو، لأنه كنا نعطي فرصة حقيقية للمفاوضات، كان لدينا تقدير ان المفاوضات في أجواء هادئة ‏قد تؤدي إلى نتيجة جيدة، وقيل أيضا أنه يا أخي تحت التهديد يمكن أن لا تصل المفاوضات إلى ‏نتيجة، التهديد الكافي حصل والباقي نحن نريد نتيجة، نحن هدفنا أن يتمكن لبنان من إستخراج ‏النفط والغاز، نحن نريد ان نأكل عنبا، هذه بصراحة، نحن لا نبحث عن مشكل، ولذلك قلت أن ‏هذا الملف لا يتصل بأي ملف آخر، واليوم أيضاً أوّد أن الفت قادة العدو، من الممكن أن يفهموا ‏خطأ، انه نحن كنا هادئين و"رايقين"، لم نرفع صوتنا وهم في الاسبوعين الثلاثة التي مضت لم يبق ‏أحد في الكيان إلا وهدد وأرعد وأزبد وأقام الدنيا وأقعدها، يجب أن لا يشتبه عليكم الموقف، هذا ‏لم يؤثر فينا على الإطلاق، ولن يخيفنا على الإطلاق، ولن يهز موقفنا على الإطلاق، ولن يهز شعرة لا ‏في لحيتنا ولا في رأسنا على الإطلاق، كل هذه التهديدات التي تطلقونها، نحن بالنسبة لنا، الآن نحن ‏لسنا جزءاً من المفاوضات، نحن نواكب المفاوضات التي تقوم بها الدولة اللبنانية وعيننا ومعلوماتنا ‏كلها على كاريش، عيننا على كاريش وصواريخنا على كاريش، ولا نريد أن نتكلم أكثر من ذلك، ولا ‏يوجد من داعي اليوم، لا أن نهدد من جديد، ولا نتوعّد، ولا نعلّي الصوت، وأعتقد ان الاسرائيلي ‏لديه من المعطيات الكافية هو والأميركي والأوروبيين على جدية موقف المقاومة وأن هذه لا حرب ‏نفسية ولا نمزح مع أحد ولا شيئاً من هذا القبيل. حسناً، مددوا الوقت من أجل ان تتاح الفرصة ‏للمفاوضات أن تؤدي الى نتيجة. نحن قوم نصبر ونعطي الفرصة للمفاوضات ان تؤدي إلى نتيجة، ‏وهذا ما نأمل أن يتحقق إن شاء الله.‏
العنوان الآخر، فإذا الآن الامور هادئة، لأنهم قالوا لي أن الناس متوترة، الان فلتهدأ الناس، وننتظر ‏طالما أن المفاوضات "ماشية"، ومن كاريش لم يبدأ الإستخراج، الوقت متاح للحلول بعيدا عن ‏المواجهة، ولكن إذا فرضت المواجهة لا مفر منها على الإطلاق.‏

‏ الموضوع الثاني بإيجاز شديد، اليونيفيل، قرار مجلس الامن الدولي الأخير حول اليونيفيل بإعتقادي ‏فيه اعتداء وتجاوز على السيادة اللبنانية، وهو علامة من علامات ترهل الدولة اللبنانية وغيابها حتى ‏عن قضايا بهذا المستوى من الخطورة والأهمية، لان هذا الموضوع خطير جدا، وتداعياته خطيرة ‏جدا، وهذا لغم وفخ، ينصبه الاسرائيليون منذ سنوات طويلة للبنان، هذه المرة وقع لبنان في هذا ‏الفخ، كل واحد من المسؤولين يلقي المسؤولية على الآخر، المسؤولون الاساسيون يقولون ليس ‏لديهم علم، يقولون: "عنجد اخذوا هكذا قرار في مجلس الأمن؟" قلت هذا من علامات ترهل ‏الدولة، على كل حال، حتى الان نحن تابعنا هذا الامر لخطورته، بصراحة أقول لكم لم نستطع ان ‏نعرف من هو المسؤول، وفي كل الاحوال من فعل ذلك من اللبنانيين هو إما جاهل، وإما متآمر، لان ‏هذا القرار يفتح الباب أمام مخاطر كبيرة في منطقة جنوب الليطاني، وعندما إستمعنا إلى الصرخة ‏العالية لقيادات دينية وعلمائية وسياسية وإعلامية حول مخاطر القرار المتعلق باليونيفيل هذا ‏الصوت العالي وهذه المواقف العالية كانت محقة، لانها تدرك بشكل جيد حجم المخاطر المترتبة على ‏هذه التعديلات وعلى هذا القرار المشؤوم، وأعتقد أن هذا الموقف في لبنان جعل قيادة اليونيفيل ‏تدرك المخاطر، فأصدرت بيانا إحتفظت فيه بحقها بناءً على التعديل، ولكنها أعلنت إلتزامها بأنها لن ‏تقوم بأي عمل في جنوب الليطاني الا بالتنسيق مع الجيش اللبناني، هذا بيان جيد، وموقف جيد، ‏ونحن ندعوهم إلى الالتزام بهذا الموقف، لأن هذا هو الذي يفوّت الفرصة، أما إذا أرادوا ان ‏يتصرفوا بعيدا عن الدولة وعن الجيش اللبناني المعني بالحركة في جنوب الليطاني فإنهم يدفعون ‏الامور إلى مكان ليس لمصلحتهم وليس لمصلحة لبنان على الاطلاق، نحن نشجّع قوات اليونيفيل على ‏أن تفي بما وعدت به في بيانها الاخير قطعاً لدابر ما يحضره آخرون للبنان ولنا جميعا.‏

في قضية الحكومة، نأمل ان يتمكن الرئيسان فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف من ‏تشكيل حكومة في وقت قريب إن شاء الله، أستطيع أن أقول لكم اليوم، أنه لدينا آمال كبيرة في ‏هذا المجال، يجب حكما ان تشكل حكومة، لا يجوز أن نصل إلى وقت لا سمح الله يكون هناك ‏فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال وينقسم البلد حول حق حكومة تصريف الأعمال في القيام ‏بمقام الرئيس أو لا،  وندخل في نوع من انواع الفوضى. المسؤولية الكبرى اليوم تتطلب من الجميع ‏التنازل هنا وهناك والعمل بصدق وجهد لتشكيل حكومة قبل ذلك الموعد، وإذا أمكن في الأيام ‏القليلة المقبلة.‏
في مسالة الرئاسة، نحن نؤكد على أهمية إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، نسمع ‏الكثير من التهديد والوعيد والتحدي وهذا لا طائل منه، هناك دعوات للإتفاق حول رئيس، نحن ‏نؤيد الدعوات إلى الإتفاق حول الرئيس، وان يكون هناك لقاءات للحوار بعيدا عن التحدي وعن ‏الفيتوات التي تطلق مسبقا، وفي نهاية المطاف يجب العمل لأن يأتي رئيس يحظى بأوسع قاعدة ‏ممكنة سياسية ونيابية وشعبية ليتمكن من القيام بدوره القانوني والدستوري.‏
في موضوع المصارف، أقول للدولة لا يكفي المعالجة الأمينة، ما جرى بالأمس وما يجري هذه الأيام ‏يجب أن يدفع المسؤولين الى تشكيل خلية حقيقية، خلية أزمة، خلية طوارىء، من المسؤولين في ‏الدولة، البنك المركزي، وجمعية المصارف، وممثلين عن المودعين لإيجاد حلول حقيقية لهذه ‏المسألة، وإلا لا يكفي أن نذهب إلى المعالجة الأمينة في هذا الأمر، الأمور ضاغطة وبمعزل عن بعض ‏المصاديق التي يقال أنه هناك حولها شبهات، ولكن هناك مصاديق تنطلق من حاجات وآلام ‏حقيقية وواقعية.‏
‏ في موضوع الفيول الايراني الذي كنا قد وعدنا وتحدثنا، الاخوة المسؤولون في الجمهورية الاسلامية ‏وعدوا إن شاء الله في المساعدة للبنان في مسألة الطاقة الكهربائية. غداً أو بعد غد يعني خلال أيام ‏سيتوجه وفد، طبعا الحكاية تأخرت بعض الاسابيع، لها ظروفها سنتكلم عنها لاحقا، ظروفها ‏اللبنانية، الاخوة في الجمهورية الاسلامية منذ اليوم الاول أبدوا إستعدادهم لتقديم العون ‏والمساعدة للشعب اللبناني وللحكومة اللبنانية، ولكن الان يوجد ظروف لبنانية نتكلم عنها لاحقا، ‏لانه اليوم يهمنا أن نأكل عنباً، نحن في الحقيقة ما نتطلّع إليه هو ان يحصل لبنان على مساعدة ‏حتى يستطيع ان يؤمّن الكهرباء التي تدخل الى كل بيت والى كل منطقة لبنانية بدون تمييز، على كل ‏حال لن أستبق الأمور، مبدأ المساعدة هو وعد حقيقي، الوفد اللبناني من وزارة الطاقة سيغادر إلى ‏طهران وهناك سيناقشون في التفاصيل والكميات والشروط والنوعية، وخلال أيام قليلة سوف ‏يتضح أفق هذا الملف إن شاء الله.‏
‏ في كل الاحوال، أيها الأخوة والأخوات، نحن وإياكم في لبنان ونحن نواجه كل هذه التحديات ‏الداخلية والاقليمية الصعبة والقاسية نستمد من أربيعن الإمام الحسين عليه السلام كما نستمد ‏من عاشوراء الحسين عليه السلام كل مشاعر العزم والارادة والثقة واليقين، كما بدأت بالثقة ‏والامل أختم بالثقة والامل، أياً تكن الصعوبات التي تحيط بنا جميعا، بشعبنا ومناطقنا وبلدنا ‏ودولنا في المنطقة وشعوبنا في المنطقة، في لبنان وسورية وفلسطين والعراق واليمن وايران والبحرين ‏وفي كل دول المنطقة، يجب ان يكون أملنا بالله وتوكلنا على الله وثقتنا بالله عظيمة وكبيرة جدا، ‏ويجب أن نعمل ونقف ونواجه. لا يجوز ان نستسلم على الاطلاق، وما هو أمامنا لن يكون سوى ‏النصر والنصر ان شاء الله. بقوة وعزم وصدق وإخلاص تستطيع شعوبنا أن تفرض إرادتها على كل ‏المستكبرين والطغاة والمحتلين في منطقتنا.‏
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعا ‏سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على ‏الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعظم الله أجوركم، ‏وتقبل الله منكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
 

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ختام المسيرة الكبرى التي ‏نظمها حزب الله في مدينة بعلبك لمناسبة أربعين الأمام الحسين (ع) والتي انتهت باحتفال ‏حاشد أقيم أمام مقام السيدة خولة عليها السلام17/9/2022 .‏

اخبار متعلقة

بيان كتلة الوفاء للمقاومة 8-5-2025 2025-05-08
بيان كتلة الوفاء للمقاومة 8-5-2025
النائب حسين الحاج حسن: فوز لوائح التنمية والوفاء يؤكد أن بيئة المقاومة لم تتخلَ عن خيارها 2025-05-08
النائب حسين الحاج حسن: فوز لوائح التنمية والوفاء يؤكد أن بيئة المقاومة لم تتخلَ عن خيارها

الأحدث

بيان كتلة الوفاء للمقاومة 8-5-2025 2025-05-08
الجناح الاعلامي بيان كتلة الوفاء للمقاومة 8-5-2025
النائب حسين الحاج حسن: فوز لوائح التنمية والوفاء يؤكد أن بيئة المقاومة لم تتخلَ عن خيارها 2025-05-08
كلمات النواب النائب حسين الحاج حسن: فوز لوائح التنمية والوفاء يؤكد أن بيئة المقاومة لم تتخلَ عن خيارها
كلمة مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله الحاج محمد الخنسا بمناسبة ذكرى شهداء ٦ أيار ‏وذلك من على ضريح الشهيد عبدالكريم الخليل في منطقة الغبيري 7-5-2025  ‏ 2025-05-07
الجناح الاعلامي كلمة مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله الحاج محمد الخنسا بمناسبة ذكرى شهداء ٦ أيار ‏وذلك من على ضريح الشهيد عبدالكريم الخليل في منطقة الغبيري 7-5-2025 ‏
وفد من حزب الله قدم واجب التعزية للسفير البابوي بوفاة بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس 5-5-‏‏2025‏ 2025-05-05
لقاءات واتصالات وفد من حزب الله قدم واجب التعزية للسفير البابوي بوفاة بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس 5-5-‏‏2025‏
ميديا
  • فيديو
حزب الله يشيع فقيد الجهاد والمقاومة الدكتور حيدر دقماق في مدينة النبطية 13-4-2022 2022-04-13
حزب الله يشيع فقيد الجهاد والمقاومة الدكتور حيدر دقماق في مدينة النبطية 13-4-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع أمين عام حركة الجهاد الإسلامية الأستاذ زياد نخالة 30-3-2022 2022-03-30
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع أمين عام حركة الجهاد الإسلامية الأستاذ زياد نخالة 30-3-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية 25-3-2022 2022-03-26
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية 25-3-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله بوزير الارشاد في الجمهورية الإسلامية الايرانية‏ 2-3-2022 2022-03-02
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله بوزير الارشاد في الجمهورية الإسلامية الايرانية‏ 2-3-2022

من نحن

العلاقات الاعلامية في حزب الله - جميع الحقوق محفوظة

اتصل بنا

تلفون: 01/274886 - 01/278680 تلفاكس: 01/274469 بريد alakatmedias@gmail.com

موقع العلاقات الاعلامية الاخباري