نحن اليوم في أجواء عاشوارء أجواء ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع)، لقد تألقت المقاومة الإسلامية في لبنان على درب الحسين أربعين عاماً مليئة بالتضحيات والإنجازات والانتصارات، وهذا توفيق من الله تعالى وتأكيد على أن نهج الإمام الحسين (ع) هو نهج منصور.
اليوم في لبنان في رأينا لم تفت الفرصة لتأليف الحكومة ويمكن الاستفادة من الحكومة الحالية كمنطلق لتأليف الحكومة الجديدة خاصةً أنَّ القوى المشاركة في هذه الحكومة هي نفس القوى التي ستألف الحكومة القادمة خلال هذا العهد وبالتالي ما الذي تغيّر؟ فكما اخترنا هذه المجموعة من المسؤولين والوزراء يمكن المحافظة عليهم أو إجراء تعديلات طفيفة تؤدي إلى إنجاز الحكومة بدل أن نبني عليها آمالاً وتطلعات كثيرة لأنّ نفس تشكيل الحكومة هي خطوة إلى الأمام تساعد في الحقيقة على تسهيل انتخاب الرئيس خاصة أنّ الفترة الزمنية للحكومة قصيرة وبالتالي لا داعي لأن نعّقد الشروط والمطالب لأن مصلحة البلد في تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها أعلى وأهم وأفضل هذا من ناحية ثانية.
اليوم لدينا مجلس نيابي جديد لا يستطيع أحد من النواب ومن الكتل أن يصف نفسه بالموالاة أو بالمعارضة لأنه يفترض أنَّ العهد سينتهي قريباً وبالتالي هذا المجلس النيابي سيختار رئيساً وحكومة جديدة وهذا سيفتح أمامنا صفحة جديدة في داخل البلد. نحن نعتبر أنّ من يريد الحل يجب أن ينفتح على القوى النيابية المختلفة في البلد لإيجاد قواسم مشتركة ويجب أن يكون الحوار هو الأساس حتى نتفق على الرئيس وعلى كيفية بناء مستقبل البلد أما، أولئك الذين يرمون التُهم ويحاولون التركيز على خيار صدامي هؤلاء يعطلون في البلد وهؤلاء لن يحققوا نجاحات وسيكونوا سبباً من أسباب الانحدار الذي يصيب هذا البلد إضافة إلى الأسباب الأخرى المتمثلة بأمريكا والفساد والمفسدين الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه. استعراضات التحدي من قبل البعض لن تجدي نفعاً وهي ضوضاء بلا فائدة ومن كان يستطيع أن يجمع أكبر عدد ممكن من النواب ليتفقوا على رئيس فليتفضل من أجل أن ننتقل إلى مرحلة جديدة.
أخيراً لقد ولىّ الزمن الذي يستجدي فيه لبنان حقوقه وقد مرَّ علينا 12 عاماً من أجل أن نحصل على حقوقنا النفطية والغازية والبحرية وكان الإسرائيلي يستخف بشكل كامل ويفرض الشروط التي يريدها ولذا لن نصل إلى حل، الآن لبنان يفاوض من موقع قوة الحق ووحدة الموقف والاستعداد لمواجهة التحديات، لدينا في لبنان كلبنانيين ما نريده من حقوقنا في بحرنا ونفطنا وغازنا ولدى العدو ما يريده في حقل كاريش من النفط والغاز، الآن لا يستطيع هذا العدو الحصول على ما يريده إذا منعنا من الحصول على حقوقنا وعلى ما نريده، هذا التوازن مهم جداً لبنان يريد حقوقه النفطية والغازية كاملة.