رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن البغدادي "أنّ ماوصلنا إليه من عزٍ واقتدار مكّن المقاومة من إطلاق معادلات قوية تعجز عنها دول كبرى، إنما هو ببركة كلّ الجهود والمواقف التي انطلقت وتراكمت بعد الحرب العالمية الأولى ١٩١٤م وإلى اليوم، يوم وقف الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين مع إخوانه العلماء والأعيان والمقاومين في مؤتمر وادي الحجير ليعلن أنكم أمام خيارين: إمّا عزّ تنتصرون به على الفرنسيين الذين يريدون تقسيم المنطقة ونهب الثروات، وإما ذلّ لا تجدون معه الكرامة ولا الإستقلال، وستكونون معه كالأيتام على مائدة اللئام. ومن روح هذا الموقف كانت المعادلة اليوم التي أطلقها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (أن لا استخراج للغاز من أرض فلسطين قبل استخراج الغاز من لبنان). فموقف ٢٤ نيسان ١٩٢٠ م هو نفسه معادلة كرايش وما بعد كرايش في تموز ٢٠٢٢ م.
إذاً فالموقف التأسيسي في وادي الحجير وكلّ المواقف التي عمّقت روح التديّن والجهاد عند الناس وثبّتتهم في أرضهم إلى حدود الإستشهاد دونها، حتى كانت مرحلة الإمام الصدر الذي جاء ليستكمل الدور ويطلق مشروع المقاومة المسلحة، ويعمل على بناء المجتمع المقاوم".
وأضاف سماحته: "ها نحن اليوم، وبعد مرور أربعين عاماً على انطلاقة المقاومة بعد اجتياح إسرائيل عام ١٩٨٢م، استطعنا أن نحرّر معظم الأراضي اللبنانية ونصنع توازن ردع حقيقي مع هذا العدو حتى باتت المقاومة تصنع نصراً بعد نصر وتطلق المعادلات التي تعجز عنها حتى دول أساسية".
وختم الشيخ البغدادي كلمته في المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب الله في بلدة أنصار الجنوبية: "على إسرائيل وداعميها من الأمريكيين وبعض الأنظمة العربية وغيرهم، أن يستخلصوا العبر من عدوان تموز ٢٠٠٦م ومن معركة سيف القدس التي فشلوا أمامها، فكيف ستكون النتائج اليوم في أي حرب مقبلة مع هذا الضعف والترهل، ومع قوة المقاومة ومحورها؟ وهذا سيفرض عليها أن تلتزم سياسة أكثر اتزاناً، وستكون المعادلة اليوم التي لا تراجع عنها (العين بالعين والسّن بالسّن والبادئ أظلم، وما النصر إلاّ من عند الله)".
الشيخ البغدادي: أية مغامرة غير محسوبة من قادة الكيان المؤقت ستجعلهم يندمون ولكن بعد فوات الأوان