الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في المجلس العاشورائي في منطقة حوض الولاية – بيروت 4-8-2022 ومما جاء فيها:
مرَّ علينا أربعون عاماً من وقت تأسيس حزب الله حتى الآن، أربعون عاماً كانت مضيئة في تاريخ لبنان المعاصر قدَّمها حزب الله، واستطاع من خلال تجاربه وعطائاته وتضحياته وحضوره في الساحة أن يقلب المعادلة في لبنان من لبنان الضعيف إلى لبنان القوي، من لبنان الذليل إلى لبنان السيد المستقل، من لبنان الذي يخضع للآخرين إلى لبنان الذي يقول لا ونعم لما يريده من متطلباته البحرية والبرية، فليقل لنا المعترضون على حزب الله ماذا قدموا؟ حزب الله قدَّم الشهداء والجرحى والأسرى وتضحيات المجاهدين والمجاهدات لتحرير الأرض وتحررت الأرض من إسرائيل، بينما هناك جماعات قتلتْ المواطنين في لبنان لتتحكم بقرار البلد وهم يدَّعون العفَّة والوطنية وليس عندهم شيء منها.
واجه حزب الله ميدانياً التيار التكفيري الذي كان يريد أن يسيطر على بقعة جغرافية كبيرة من جهة الشرق والشمال، نحن دافعنا وقاتلنا وقدمنا التضحيات وكسرنا هذا المشروع الخطر على لبنان. فليقل لنا أولئك الذين دافعوا عن التكفيريين في وقتها وكانوا يقدمون لهم الطعام والشراب لماذا فعلوا هذا؟ هل لغير الائتمار بأوامر أمريكا التي كانت تريد لهؤلاء التكفيريين أن يغيِّروا النظام في سوريا وأن يغيِّروا المعادلة في لبنان.
وضعنا قوة المقاومة في خدمة الدولة اللبنانية ليقوى المفاوض اللبناني لتحصيل الحقوق البحرية والغازية والنفطية ولكن هناك من يلقي سهامه على المقاومة يريد بذلك تجريدها من السلاح، نسأله لماذا لا تقبل أن تكون قوياً ودولتك قوية في مواجهة هذه التحديات؟ الجواب واضحٌ لأنه يريد لإسرائيل أن تكونَ مرتاحةً منَ المقاومة وتفعل ما تشاء في المنطقة، فهو يخدم إسرائيل عرف ذلك أم لم يعرف وهذه مصيبةٌ كبرى.
أربعون عاماً عملنا بين أهلنا نعاني كما يعانون ونفرح بالنصر كما يفرحون، قادتنا في الميدان وشهداؤنا القادة أكبر تعبير على أننا نعمل كما نقول، فعندما يستشهد الأمين العام لحزب الله السيد عباس والقائد الحاج عماد مغنية وابن سماحة السيد حسن نصرالله هذا يعني أنَّ القادة في الميدان مع أولادهم وعائلاتهم، هذا يعني أنهم يبذلون لما يدعونَ الناسَ إليه. نقاوم كل التحديات بصبر وجرأة ونمثِّل الناس من أجل أن نخدمهم في المجلس النيابي وفي الحكومة وفي المواقع المختلفة، ندافع عن حقوقهم ونساعد هؤلاء الناس اجتماعياً واقتصادياً وصحياً وتربوياً بكل ما أوتينا من قوة، على قاعدة أننا نحرص على مجتمعنا المتدين وعلى مجتمعنا الأوسع الذي يحتاج إلى مساندةٍ في وقتٍ تنهار فيه الدولة.
أربعون عاماً كلها خيرات على لبنان ببركة عطاءات وجهاد حزب الله، هنا لا بدَّ من توجيه اللوم للحكومة اللبنانية وللمسؤولين اللبنانين، بإمكانكم أن تقدموا بعض المعالجات لقضايا الناس فلماذا لا تقدِمون عليها؟ لماذا تتلهَّونَ بمن يتحمل المسؤولية في كل مسألة من المسائل وكأنَّ المطلوب أن نتبارى بين الناس لنقول لي علاقة وليس لي علاقة وهذا مسؤول وذلك لا لنرفع عن أنفسنا المسؤولية. أنا سأقترح عدة اقتراحات أعتقد أنَّ الحكومة تستطيع أن تقوم بها بكل سهولة:
أولاً، إقرار الموازنة في المجلس النيابي، هل تعلمون ما الذي يعطِّل الموازنة؟ أنَّ الحكومة لم تقل ما هو سعر صرف الدولار الذي ستكون عليه الموزانة، ولم يقرِّروه سابقاً لأنهم كانوا يعتبرون أن هناك إنتخابات نيابية ولا أحد يريد أن يحمل مسؤولية بوضع رقم ومن الممكن أن يخسر في الانتخابات بسببه، اليوم انتهت الانتخابات فضعوا هذا الرقم، وإذا أرسلت الموازنة إلى المجلس النيابي فليقم المجلس النيابي بمسؤوليته، لأن الموزانة تحرِّك الإدارة وتنعش الوزارات وتؤمِّن التغطية المالية للرواتب وتساعد على بعض المساعدات الإجتماعية وهذا يحرِّك الوضع في لبنان، وهذا بيد الحكومة.
ثانياً، على الحكومة أن تحسم أمرها بالنسبة للهبة الإيرانية المرتبطة بالفيول ولتقل علناً هل تريدها أم لا؟ في الوقت الذي يجب أن تقبل هذه الهبة. ليتحرَّك وزير الطاقة ورئيس الحكومة وليجروا اتصالات ويقدِّموا طلبات من كل الأصدقاء العرب والأصدقاء الأجانب، وليطلبوا منهم أن يقدموا فيول للبنان إما مجاناً وإما بقروض بعيدة الأجل من أجل أن نضيء في لبنان ولو عدد من الساعات، ولكن أمريكا تقول للبنك الدولي أن يعقّد العملية حتى لا يكونوا في الواجهة، ولذلك نراه مرة يطلب أن نضع التسعيرة قبل ومرة يطلب أن نضع الهيئة الناظمة، وهو يعلم أن هذه الطلبات من الصعب أن تحصل، فالأمريكي يقول أنه لا علاقة له بالموضوع. والسؤال الأبرز أنه في حال وافق البنك الدولي فهل يلغي الأمريكي قانون قيصر؟! يقولون أنهم يدرسون الموضوع ولهم أكثر من سنة على هذا المنوال، ألم ينتهي الدرس بعد؟ أمريكا تريد التعتيم على اللبنانين من أجل أن تحدث مشكلة فيما بينهم، لتقول لهم بأنه بينكم من يتحمل المسؤولية ونحن نعاقبكم، ولكن "فشرتوا" وكبيرة عليكم أيها الأمريكيون وكل ما تقومون به لن تستطيعوا أن تجعلونا في مواجهة مع الناس، لأن الناس يعرفون تماماً أننا نساعدهم وأننا إلى جانبهم.
ثالثاً، لماذا لا نُرجع النازحين إلى سوريا؟ طالما أنَّ الدولة السورية تقول أنها حاضرة، فلنقم بتهيئة باصات ونرسلهم إلى سوريا بالتنسيق مع الدول السورية، وفي حال اعترض الأمريكي وقال لا أو اعترض الأوروبي فلنقل لهم بأننا نريد أن نأخذهم ولتفعلوا ما تفعلوا، صدقوني لن يفعلوا شيئاً. لماذا مازلنا خائفين من أمريكا وأوروبا؟ في الوقت الذي يجب حل هذه المشكلة التي تؤثر على وضعنا الإقتصادي والمالي.
كلمة نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في المجلس العاشورائي في منطقة حوض الولاية – بيروت 4-8-2022