نعيش اليوم تحديات وامتحانات وابتلاءات نتعلم من كربلاء ومن الموقف الحسيني كيف نسلك الطريق والسبيل الذي ينجي، والذي نحافظ فيه على القيم والدين وعلى كتاب الله ولا نقف متفرجين أمام محاولات الفتك بأمتنا ومقدساتنا وقضايانا وثقافتنا واصالتنا.
ايها الاعزاء، المقاومة التي تحدثت قبل قليل بفخر واعتزاز عن شهدائها وعوائل شهدائها الكبار، هذه المقاومة ما حققته من انجازات ومن انتصارات أقفلت الابواب أمام المشاريع الخبيثة.
قبل أربعين عاماً سدت المقاومة أبواب الهزائم وبدأت تفتح ابواب الانتصارات. معنى هذا الكلام ان هذه المقاومة بثقافتها واصالتها وانتمائها واخلاصها وجهدها وجهادها وتضحياتها وقفت سدا منيعا بوجه سياسة الفتك والفتن والانهاك والتغريب لامتنا وابعاد امتنا عن اصالتها وعن ثقافتها، ولذا وجدنا انه مع المقاومة عاد الناس الى دين الله افواجا، وعاد الاعتبار الى قيم الايمان والى ثقافة الامان. عدنا الى المساجد، وعدنا الى كل قيمنا وكل ثقافتنا الاصيلة. ادركنا ان الحياة الحقيقية هي الحياة التي دعانا اليها رسول الله (ص)، وسلكنا هذا الطريق وهذا الدرب على مدى اربعين عاما. نعم المقاومة شقت طريقا للخلاص من هيمنة المستكبرين، شقت هذا الطريق لابناء بلدنا، وشقت لابناء امتنا الذي اصبح اسمه اليوم محور المقاومة الممتد من فلسطين الى اليمن وان شاء الله ياتي ما هو اكبر واعظم.
السياسات التي اتبعها بنو أمية مع المسلمين، هي نفسها السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني اليوم لكن بثوب جديد. القائم على رأس السياسات الطاغية والظالمة في العالم اليوم، هي الولايات المتحدة الاميركية، والكل يعلم ان اسرائيل بكل ما تمتلكه من سلاح وامكانات وخبرات عسكرية وأجهزة أمنية وتقنيات ان لم تكن محمية من امريكا فهي ليست بحاجة الى كل محور المقاومة، ويكفي جزء من محور المقاومة. خلال ٢٤ يوما تنتهي اسرائيل اذا رفعت اميركا يد الدعم عنها. امريكا هي العدو الاول. امريكا ترتدي ثوب الحضارة والتقدم وحقوق الانسان ولكنها في الحقيقة تستهدف تدمير الانسانية وروح المقاومة عند الشعوب.
امريكا التي استهدفت كل العالم استهدفتنا ايضا واستهدفت بلدنا واستهدفت قيمنا من اجل النيل منا، لكنها لم توفق ولن توفق باذن الله تعالى.
وقد استخدمت امريكا في حربها على العالم السياسات التالية،
اولا : السياسات الامريكية خلال سبعين عاماً على تفاوت، يوجد سياسات عمرها 70 و80 عاما وهناك سياسات عمرها 70 عاما. أمريكا عملت على أمركة العالم وفرض الهيمنة والاحادية القطبية على العالم، وعملوا على افراغ كل احقادهم واستخدموا كل أموال الدنيا وسلاح القتل لفرض هيمنتهم، والكل يعلم ان امريكا من دون القنبلة النووية لم تكن لها هذه المكانة في العالم، والعجيب الان ان امريكا هي الحريصة ان لا يكون هناك سلاح نووي وهي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي وقتلت مئات الالاف .
ثانيا: فرض النمط الاقتصادي الذي يخدم مصلحتها وهو الرأسمالية المتوحشة. أمريكا تريد ان تفرض على العالم نمطا اقتصاديا اوحدا، ولا تقبل بالتعددية في الانماط الاقتصادية، وتتحكم بكل العالم وتريد ان تتحكم بمصائر الشعوب كلها.
ثالثا: فرض مفاهيم براقة متل الديمقراطية، والناس يقولون عن الديمقراطية شيء جميل، ارادة الشعوب، حقوق الانسان، حقوق المرأة، وغير ذلك من عناوين في الواقع هي شعارات للاستخدام والاستهلاك، لان امريكا لا تطبق اي من هذه الشعارات، لا في اي دولة تدعمها على مستوى منطقتنا في الحد الادنى، وليس مصادفة ان الدول التي تدعمها امريكا في منطقتنا هي دول ديكتاتورية، هي دول غاصبة، هي دول ملكية، هي دول مستبدة، هذا ليس بالصدفة لان امريكا لا تريد ان تحتكم لارادة الشعوب، وكل هذه الشعارات المزيفة يستعملوها خدمة للمصالح الامريكية. صحيح ان الديمقراطية جيدة عند امريكا لكن الانتخابات في ايران بنظر امريكا ليست ديموقراطية جيدة، واذا في فنزويلا هناك انتخابات لا تكون ديمقراطية جيدة، واذا في لبنان توجد انتخابات ولم تعجبهم النتائج لا تكون الديمقراطية جيدة؟
رابعا: وهنا الخطير فرض نمط ثقافي موحد، واجبار الشعوب والدول على تبني نمطهم والغاء الخصوصيات الدينية والفردية والاجتماعية والتاريخية والقومية. ماذا يعني النمط الاميركي الذي يقاتلون اليوم من اجله؟ المطلوب ان تفكر الشعوب كلها على الطريقة الاميركية، تلبس على الطريقة الاميركية، تأكل على الطريقة الاميركية. ليتهم يقولون لك اختار اما هذه واما تلك، ابدا غير مسموح، واذا لا تفعل ما يريدون تلحق بك العقوبات والحصار وكل هذه المفاهيم التي استحدثوها.
خامسا: المياعة الثقافية او الميوعة الثقافية، كما تحدثنا عن يزيد ليس هناك اخلاق وقيم وحق وباطل، وهل عند امريكا حق و باطل؟ حتى على المستوى الثقافي انظروا ماذا يدرسون في الجامعات، ودراساتهم ومناهجهم كلها قائمة على سياسات نفعية مصلحية فردية تدور كلها في فلك النمط الليبرالي الراسمالي المتوحش. وكل من عارضهم يصبح باطلا.
ماذا تعني الميوعة الثقافية؟ اي أن يصبح الناس لا يقولون ان هناك حق أو باطل، ممنوع أن تفكر، هذه امريكا !امريكا المسيطرة على العالم، امريكا النمط والنموذج، بتعبير اخر "ياكلون راس العالم"، لماذا؟ لانهم يتحكمون بمصائر الناس، ويصدرون لنا جيوشاً من المثقفين والنخب الذين قاموا بغسل أدمغتهم ليس لأن الأفكار الأمريكية قوية، بل لأن المال الاميركي هو المتسلط من خلال مواقع امريكية مالية كبرى منتشرة في العالم، مواقع نفوذ، مثل: البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، اتحادات دولية وأوروبية وأمم متحدة وماشاكل.
هؤلاء جاؤوا بقسم منهم الى لبنان، والانكى من ذلك ياتوا بهم ويعملوا بهم ثورات، انظروا الى الميوعة الثقافية امريكا صار ت تحكي بالثورة، في يوم من الايام امريكا دعمت الثورة في مصر ودعمت الثورة في تونس ودعمت الثورة في سوريا. يا عين.... وأنشأت ثورة في لبنان، فكيف ستكون هذه الثورات اذا كانت تخرج من الثقافة الامريكية؟ وقد تبين ان الثورات الملونة على الطريق الامريكية هي ثورات الطبقة الراقية التي لا تشبه لا الفقراء ولا المستضعفين ولا المعوزين ولا المساكين ولا المحتاجين، واذا وجدنا انهم وصلوا الى ازمات حين يحققون بعض المطالب الجزئية والتي يدعون انهم قادة ثورات ملونة لا يعرفون التكلم مثل الناس، كلامهم، منطقهم، لا يشبه الناس. يريدون فرض هذه الميوعة الثقافية على العالم.
سادسا: تحطيم المقدس التاريخي تحت عناوين الحداثة. ماذا يعني حداثة -الحداثة هي التي تفرض نفسها، ليس هناك مقدس، ليس هناك شيء مقدس، القدس ماذا تريدون بها، وترون بعض المعتوهين، بعض الدول الخليجية او العربية ماذا يعني القدس او الاقصى؟ من قال لكم انهم مقدسيون؟ هذه ثقافة تحطيم المقدس. الاقصى ليس مقدسا. التطبيع لا يمس بالمقدسات! التطبيع شيء عادي! العمالة أمر عادي، ضرب كل هذه المفاهيم وتحطيمها حتى تصبح القلوب والعقول والعادات والتقاليد خالية من الحمية والغيرة وخالية من تبني القضايا المحقة، في بلدنا وفي منطقتنا، لا يوجد قضية أسمها فلسطين، لا يوجد قضية أسمها القدس او المقاومة، يعلمون الناس أن هناك من يضحك عليكم، لا يوجد شيء هكذا، كل هذه مفاهيم تاريخية بائدة، تعالوا الى الامركة والى الديمقراطية الاميركية.
سابعا، واخيرا، تكريس قيم ظالمة ومفاهيم ظالمة على كل العالم، يقولون لك مؤسسات، عقوبات، من أعطى اميركا هذا الحق؟ يوجد شيء اليوم في العالم أسمه عقوبات، سياسي يخاف من العقوبات، إقتصادي يخاف من العقوبات، صاحب مصالح يخاف من العقوبات، يعاقبون الدول والشخصيات والمؤسسات، كل من يعارضهم لائحة العقوبات موجودة. أنا عندما كنت أقرأ أحيانا بعض لوائح العقوبات أتعجب، ماذا يفعل هؤلاء؟ كيف يتهمون؟ وكيف يقولون فلان أو جهة أو حزب او دولة أو رئيس أو زعيم على لائحة العقوبات، كله كلام في كلام فارغ، لا يوجد أدلة، عقوبات، مافيات، دول مارقة، عصابات، خارج القانون الدولي، المجتمع الدولي، إختراعات إخترعوها على العالم ومن يجرؤ على المعارضة؟ والذي يعارض الويل والثبور له، النتيجة التي وصلنا إليها ووصلت إليها أميركا، أميركا اليوم أيها الإخوة والاخوات هي أسوأ طغيان شهدته البشرية منذ آدم الى يومنا هذا، كل الموبقات التي إرتكبتها الأقوام، التي وقفت بوجه الانبياء والرسل، مثلا قوم نوح كان لديهم موبقة أو اثنتان أو ثلاثة، قوم لوط، قوم عيسى، قوم موسى، قوم شعيب، الذين ذكروا في القرآن، هود وثمود وصولا إلى نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كل قوم من هؤلاء الاقوام إرتكب بعض الموبقات، بعضها ذكر في القرآن الكريم، أميركا جاءت بكل الموبقات التي إرتكبتها كل الجهات المنحرفة تاريخيا والتي واجهت الرسل والأنبياء والرسالات السماوية وإرتكبت كل هذ الموبقات، ماذا لديها أميركا في ثقافتها؟ بعض الناس عندما نتكلم هكذا يسألوننا عما إذا كنا نشك ما إذا حصل تقدم ما؟ نقول لهم، كلا، نحن لا نشك في التكنولوجيا، يا ليت أميركا تأتي لشعوب المنطقة بالتكنولوجيا، دولة مثل إيران عندما وصلت العقول فيها وشبابها الى التخصيب النووي، قرروا معاقبتهم، ممنوع، أنا لا أدعي إدعاءات، البعض يقول لك أنتم تحملونها مسؤولية المؤامرات ؟ هل يدعون أحد يتنفس او يتحرك؟ لديهم برامج، إذا خرج أي شخص لديه نبوغ، يسحبوه. توجد برامج اليوم في الجامعات الاميركية، في العالم، في السفارات الاميركية، يأخذون النوابغ ويدفعون لهم الاموال، يأتون بالاموال من دولنا ومن ثرواتنا ثم بنوابغنا وبأموالنا يطورون التكنولوجيا ويتحكمون بنا بالتكنولوجيا والتطور، يا أخي أعطونا تكنولوجيا وتطور، يا ليت أميركا تأتي لنا يشيء مفيد، أميركا لا تأتي بشيء يفيد شعوب المنطقة أبدا أبدا، تأتي بشعارات وكلام وخزعبلات، معروفة على كل حال، راجعوا تاريخ الإدارة الأميركية، وأنا لا أتكلم من تلقاء نفسي، هذا محقق، الأميركيون بخلاء، لا يدفعون، إذا أتوا ببعض الكمامات والكومبيوترات يطنطنون بها الدنيا، إذا أعطوا بعض البواريد أو كم عربة قديمة للجيش اللبناني يطنطنو الدنيا، فلتأتوا بشيء مهم، الموضوع ليس أن أميركا لديها أعداء كيفما كان، أميركا ترتكب كل هذه الموبقات، من يخرج على هذه القواعد سواء كانوا أفراداً أو مجتمعات أو دولا تشن عليهم الحروب العسكرية والأمينة والثقافية والإعلامية والإقتصادية وهذا ما تعانيه الاوطان والشعوب اليوم، على مدى اكثر من ثمانين أو تسعين عاما، الانظمة يجب ان تكون أدوات، الدول يجب ان تكون أدوات.
روسيا لأنها تدافع عن نفسها كما ذكر الرئيس الروسي قامت الدينا، جيشوا الغرب وإمكانات العالم، واليوم الغذاء العالمي في خطر وكل الكلام عن مستقبل العالم أصبح في مكان جديد. نتيجة هذه الغطرسة الأميركية، يريدون ان يتحكموا بروسيا والصين وما فعلته رئيسة مجلس النواب الاميركي في تايوان هو تحد صارخ لموضوع حساس جدا عند الشعب الصيني، وهو تحد للتاريخ وللثقافة وللخصوصية الصينية، هذه هي أميركا التي لا تترك دولة ولا شعبا ولذا اميركا أوجدت أنظمة ومؤسسات دولية ومجتمعات وجمعيات وشخصيات سياسية وفكرية وإجتماعية وجامعات تستخدمهم لتنفيذ هذا المشروع، وكل ساعة تغير، ترون أميركا بأنها تبدل كثيرا، يقولون أن أميركا لديها برغماتية في السياسة، ليس فقط لأن عقلهم برغماتي كلا، لأنهم ليس لديهم مشكلة إذا لم يعجبهم هذا أن يستبعدوه، ولديهم بديل أول وثاني وثالث، وهم قاموا بتربية جيوش من الشخصيات السياسية التي تتحدث منطقهم ولغتهم.
ايها الأعزاء أية مقاومة لهذه المنظومة الأميركية الطاغية بنظر أميركا يجب ان تسحق، ويجب أن تمحى، ويجب أن تحاصر، ويجب أن تعزل، هنا نأتي إلى مقاومتنا، وأختم في ذلك، لان مقاومتنا منذ أربعين عاما عارضت هذا الطغيان الاميركي وخالفته، بل أكثر من ذلك، تحدته، وهزمته هنا في لبنان، وتمكنت من الحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني أكثر من مرة، لأن المقاومة بثقافتها وأصالتها وقوتها وشهدائها ومجالس عزائها وتاريخها ورؤيتها ووطنيتها تمكنت من ان تهزم المشروع الاميركي في كثير من المواقع في لبنان، لا أقول أنها قضت على كل المشروع الاميركي، كلا، ما زلنا في المواجهة، لكن كثير من المشاريع الاميركية نحن هزمناها في لبنان، ونهزمها إن شاء الله في المنطقة، ويجب علينا وعلى كل الشعوب المقاومة ان نستمر في هذا النهج وفي هذا الخيار حتى هزيمة أميركا في لبنان وفلسطين، لتعود لنا القدس وفلسطين، وتعود المنطقة لأبنائها، وتعود ثروات المنطقة لابنائها، اذا لم ترتاح المنطقة من هذه الهيمنة الأميركية لا مستقبل لا للبنان ولا لفلسطين ولا لكل شعوب منطقتنا، هذه حقيقة يجب أن نقبلها، ويجب أن نتعاطى معها بواقعية، ونحن منذ اليوم الاول تحملنا المسؤولية، وتعاطينا بمسؤولية وجدية تجاه هذا الامر، والعدو الإسرائيلي الذي نقاومه هو محمي من هذه الغدة السرطانية، وظيفتنا اليوم بعد 40 عاما ومع تجديد العهد والولاء لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه، وظيفتنا بشكل سريع أن نعرف أولاً أن النمط الاميركي الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي هو نمط معادي لشعوبنا ولقضايانا ولتاريخنا ولهويتنا، نعم أميركا عدو، ثقافة اميركا عدو، نمط أميركا عدو، نحن لا نحبه ولا نريده، ونعتبره في موقع العداء لأنه يريد ان يغرق شعوبنا بالحصار والعتمة والظلمة والظلام والطغيان ومن حقنا ان نرفض. من تعجبه الثقافة الاميركية صحتين على قلبه، لكن نحن نقول بأننا لا نقبل هذه الثقافة، هذه ثقافة طغيان وفرض وهيمنة، أن نعرف ذلك، وأن نعرف أن أميركا هي عدو إذا كان الله عز وجل في القرآن يحذرنا ويقول لنا، إن الشيطان لكم عدو فإتخذوه عدوا، هذه آية في القرآن، نحن نتخذه عدوا، ثانيا، أن نتحصن بأصالتنا الدينية والوطينة، ولا نستخف بهذه المواجهة الشرسة التي يجند فيها العدو كل سلاح الدنيا وكل مال الدنيا، ومال العالم والقوانين الجائرة، ثالثا أن نفضح هذه الثقافة. كفى هجوما علينا وعلى ثقافتنا، الذي لديه شيء منا، فلينتقدنا، نحن لسنا لدينا مشكلة، نحن ننتقد ونهجم ونفضح، لأن ثقافة أميركا هي ثقافة متوحشة، الثقافة التي تبرر المجازر بحق الشعب الفلسطيني وبحق الشعب اللبناني وفي مثل هذه الأيام في قانا، قانا الاولى والثانية، الثقافة التي تبرر قتل الاطفال في اليمن والتي تبرر إرتكاب المجازر في كل دول العالم، الثقافة التي لا يرف لها جفن حينما يجوع أكثر من نصف الكرة الارضية نتيجة المشاريع الأميركية، هذه الثقافة حتما هي ثقافة ظالمة في أصولها وفي جذورها وفي مبانيها وأهدافها وغاياتها، أن نفضح هذه الثقافة، وأن نبين لأبنائنا وأجيالنا، كل شخص وكل ام وكل مدرسة وكل أستاذ وكل وسيلة إعلامية وكل عالم، وظيفتنا جميعاأن نفضح هذه الثقافة وأن نفاخر بثقافتنا، إذا كان أحد انماط المواجهة مع اعدائنا اليوم هو هذه المواجهة الثقافية، أنا أقول لكم نحن في مواجهة حضارية، مع الثقافة الأميركية، بعد أربعين عاما من خلال هذه الجماهير على امتداد شعبنا اللبناني، أثبتت هذه الثقافة انها تنتمي إلى حضارة أصيلة وقوية ومتينة وصلبة هزمت هذا الإدعاء الأميركي بثقافته وحضارته المزيفة، وقد أثبتت مقاوتنا تفوقا، نحن لا ينقصنا شيئا في الثقافة، لا نريد من الاميركي أن يعلمنا، أثبتت مقاوتنا تفوقها بالثقافة وبالفكر، بالحضارة وإحترام الإنسان، وإحترام المرأة ومكانتها، وليس الضحك على النساء بالتمييع، ولهذا كله لم يتمكن الاميركي اليوم من إذلالنا وإخضاعنا، كل ذلك لأن مقاوتنا هي مقاومة عقائدية ومقاومة أخلاقية ومقاومة وطنية ولانها مقاومة حسينية، ولهذا نعرف جيدا ما معنى أن كل ما لدينا من عاشوراء، لأن عاشوراء اعطتنا كل هذا العز، ولان عاشوراء هي في العقيدة وفي الصميم وفي القلب والعقل وفي الوجدان وفي الثقافة، عاشوراء هي النموذج لشهدائنا وعوائل شهدائنا، لجرحانا ولتضحياتهم، هي نموذج لكل العذابات والألم، هي نموذج لقيم الحق والشجاعة والمواجهة والتصدي في أصعب المواقف وأحلك الظروف، لهذا كله كنا وسنبقى مع الحسين عليه السلام.
كلمة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين في الليلة السادسة من عاشوراء في المجلس المركزي الذي يقيمه حزب الله في باحة عاشوراء - السان تيريز 04-08-2022