العلاقات الاعلامية في حزب الله
  • بيانات حزب الله
    • بيانات محلية
    • بيانات إقليمية
    • بيانات دولية
    • بيانات المقاومة الإسلامية
    • بيانات تربوية
    • بيانات نقابية
  • الأمين العام لحزب الله
  • سيد شهداء الأمة
    • خطابات عامة
    • خطابات يوم الشهيد
    • خطابات يوم القدس العالمي
    • خطابات عاشوراء
    • خطابات ذكرى القادة - 16 شباط
    • خطابات ذكرى التحرير
    • خطابات حرب تموز 2006
    • خطابات ذكرى انتصار اب
    • لقاءات واتصالات
    • خطابات عيد التحرير الثاني
    • مقابلات إعلامية
    • بيانات وبرقيات
    • برقيات تلقاها سماحته
    • خطابات الانتخابات النيابية 2022
  • كتلة الوفاء للمقاومة
    • كلمات النواب
    • بيانات الكتلة
    • تصاريح وحوارات إعلامية
    • أنشطة ولقاءات
  • قيادة حزب الله
    • الشيخ نعيم قاسم (2014 - 2024)
    • السيد ابراهيم أمين السيد
    • الشيخ محمد يزبك
    • السيد هاشم صفي الدين
    • الحاج حسين الخليل
    • النائب محمد رعد
    • الشهيد السيد عباس الموسوي
  • العلاقات الإعلامية
    • الحاج محمد عفيف
    • بيانات وأنشطة
  • أنشطة
  • كلمات ولقاءات

كلمة السيد حسن نصر الله  في المهرجان ‏الانتخابي الذي اقامه حزب الله في مدينتي صور والنبطية 9-5-2022.

كلمة السيد حسن نصر الله  في المهرجان ‏الانتخابي الذي اقامه حزب الله في مدينتي صور والنبطية 9-5-2022.
الجناح الاعلامي خطابات الانتخابات النيابية 2022 كلمة السيد حسن نصر الله  في المهرجان ‏الانتخابي الذي اقامه حزب الله في مدينتي صور والنبطية 9-5-2022.
2022-05-10

أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على ‏سيدنا ونبينا ‏خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وأصحابه الأخيار ‏المنتجبين، وعلى جميع ‏الأنبياء والمرسلين‎.‎
السَّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..‏‎ ‎
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ‏
بسم الله الرّحمن الرَّحيم
‏(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا ‏يَشَاءُ) (27)‏
صدق الله العليّ العظيم

إنني في البداية أرحّب بكم جميعاً الإخوة والأخوات والأهل الكرام في مدينة النبطية مدينة الإمام الحسين ‏عليه السلام، ‏وفي مدينة صور مدينة الإمام السَّيد عبد الحسين شرف الدّين والإمام السيد موسى الصّدر ‏أعاده الله بخير.‏
نرحب بكم وأنتم الذين أتيتم من كل أنحاء الجنوب، من جبل عامل، من أقضية محافظتي الجنوب ‏والنبطية، من كل ‏المدن والقرى والبلدات، لتعبّروا دائماً وكما كنتم طوال العقود الماضية عن صدقكم ‏ووفائكم وإخلاصكم وعظيم ‏حضوركم  ووقفتكم وإبائكم وصمودكم ومقاومتكم وانتصاركم، اشكركم على ‏هذا الحضور الكبير. ‏
قبل أن أبدأ بالكلمة، من واجبي أيضاً أن أتوجه بالتعزية بفقد العلاّمة الكبير سماحة السيد محمد ترحيني إلى ‏عائلته ‏الشريفة، إلى أهل بلدته الكرام بلدة عبّا، الى أهلنا في الجنوب، الى كل اللبنانيين، الى علمائنا الكرام، ‏الى طلبة العلوم ‏الدينية، الى الحوزات العلمية بفقد هذا العالم الجليل والفقيه المجاهد والاستاذ المعلم ‏والناصر المؤيد للمقاومة بيده ‏ولسانه وقلمه وقلبه ودعائه وموقفه.‏
أيها الإخوة والأخوات، نحن اليوم في مهرجان انتخابي، شاءت الظروف ان تأتي الانتخابات بعد شهر ‏رمضان، جاء ‏العيد، جاءت أيام الصّمت الانتخابي، ضاق وقتنا، لم يبق امامنا سوى يوم الاثنين ويوم غد ‏الثلاثاء ويوم الجمعة، اي ‏اننا نخطب ونلتقي بين أيام الصّمت الانتخابي، هذا اضطرنا لأن نجمع ‏الاحتفالات والمهرجانات وإلاّ كل دائرة بحدّ ‏ذاتها تستحق مهرجاناً منفصلاً وإحياءً كاملاً، لذلك اليوم نحن ‏مع الجنوب وغداً إن شاءالله مع بيروت وجبل لبنان ‏ويوم الجمعة القادم مع أهلنا الكرام في البقاع.‏
وأنا أشاهد هذا المنظر الكبير والجميل من أعماق قلبي كنت أتمنى أن أكون بينكم وأن أقف أمامكم وأن ‏أخاطبكم ‏مباشرةً، ولكن على كل حال هذا جزء من مقتضيات المعركة القائمة أن اتكلم إليكم من بعيد. ‏عندما نتحدث في هذه ‏الأيام ما يخطر في البال وما يجب أن يُقال سأضطر أن أقسمه إلى ثلاثة أقسام، وما ‏اقوله اليوم هو لكل لبنان وإن كان ‏فيه خصوصية الجنوب، كنا نودّ في مهرجاناتنا الانتخابية أن نبدأ من ‏هموم الناس الحقيقية، من آلام الناس وأوجاع ‏الناس المباشرة، في شهر كانون الثاني وشباط وآذار ونيسان ‏هناك جهات ومراكز دراسات أجرت إستطلاعات رأي ‏في كل الدوائر في الـ 15 دائرة، وسألت الناس ‏عن أولوياتها، عن اهتماماتها والاغلبية الساحقة كانت تتحدث عن الهم ‏الاقتصادي والمعيشي والمالي عن ‏أموال المودعين، عن الكهرباء، عن الماء، عن البطالة، عن فرص العمل، عن ‏غلاء الاسعار عن ‏المحتكرين عن الفساد، وأنا قرأت كل استطلاعات الرأي هذه لأنها كانت موضع اهتمام بطبيعة ‏الحال، ‏وقليل من الناس في كل الدوائر من كان يطرح سلاح المقاومة، لم ترد مسألة سلاح المقاومة كإهتمام ‏وكأولوية ‏وكمشكلة وكمعاناة وكمسألة ملحة ومستعجلة يجب على المجلس النيابي الجديد والحكومة الجديدة ‏ان تعالجها، ولكن ‏للأسف الشديد جاءت بعض القوى السياسية مبكراً واستلّت من كعب لائحة الاهتمامات ‏سحبت موضوع سلاح ‏المقاومة وجعلته عنوان المعركة الانتخابية الحالية، ومنذ عدة اشهر والى اليوم ‏نسمع صراخاً وخطاباً وتحريضاً ‏وكلاماً ليس بمستوى قائليه حتى، جعلوا هذا الموضوع عنوان المعركة ‏الانتخابية الحالية، ولذلك لنبدأ من هنا، ‏لنتحدث من هنا، كنت اود أن اتحدث عن المساهمة في بناء الدولة ‏العادلة والقادرة، عن أموال المودعين، عن الملفات ‏المختلفة، على كل حال اليوم أنا سأركز على هذا ‏الموضوع وإذا تبقى وقت أدخل الى موضوع آخر، لكن بالتأكيد يوم ‏غد ويوم الجمعة ان شاءالله سأتناول ‏بقية الملفات، سأناقش معكم بالمنطق بالحجّة بالدليل بالوقائع من موقع المسؤولية ‏من الميدان العنوان الذي ‏فرضوه هم للمعركة الانتخابية:‏
أولا، أريد أن يعرف اللبنانيون جميعا أن اولئك الذين يدعون اليوم إلى نزع سلاح المقاومة، بل ذهب ‏بعضهم قبل أيام ‏في خطاب إنفعالي صوتوا لنتخلص من حزب الله ومن حلفاء حزب الله، أي تجاوز ‏الموضوع مسألة مقاومة وسلاح ‏مقاومة، أريد أن يعرف اللبنانيون أولاً، أن هؤلاء أصلاً يجهلون ‏ويتجاهلون ما عاشه الجنوب وما عاناه اهل الجنوب ‏منذ قيام الكيان الغاصب المؤقت في فلسطين عام ‏‏1948، انا لا أفتري عليهم، في عام 2006 عندما دعا دولة الرئيس ‏نبيه بري الى طاولة حوار وذهبنا ‏وشاركنا في طاولة الحوار ووصل الكلام الى الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية، ‏أحد هؤلاء الزعماء ‏السياسيين – يلي هوي اليوم معلي صوتو ومكتر زيادة -  قال في الجلسة، ويوجد تسجيلات ‏المجلس ‏النيابي موجودة،  قال اسرائيل لم تعتد على لبنان،"هذا الذي يطالب بنزع سلاح المقاومة، اسرائيل ‏منذ ‏‏1948 الى 1968 اي في بدايات العمل الفدائي في جنوب لبنان، اسرائيل لم تعتد على لبنان، إسرائيل ‏لم تشكل ‏تهديداً للبنان، اسرائيل لم تفتعل مشكلة مع لبنان، هذا إما جاهل وإما متجاهل، والغريب أيها ‏الإخوة والأخوات وأيها ‏اللبنانيون أن لبنان بلد صغير وأن أهل الشمال يعرفون ماذا يوجد في الجنوب، ‏البلد ليس 100 الف او 200 الف كلم، ‏ونحن نتكلم عن تاريخ قريب معاصر اي قبل 70 أو 80 سنة، ومع ‏ذلك يقولون لنا ذلك، اذكر على طاولة الحوار ‏حصل نقاش، أجابه دولة الرئيس نبيه بري وأجبته أنا، ثم ‏قام احد الاخوة من المشاركين في الوفود، وذهب وجاء ‏بكتاب وثائق من جريدة السفير وعرضه على ‏الحضور، وقال لهم انظروا هذه الوثائق ماذا فعلت اسرائيل منذ عام ‏‏1948، أيها الإخوة والأخوات يا أهل ‏الجنوب ويا أيّها اللبنانيون، الكيان الغاصب أعلن عن وجوده وكيانه في مثل ‏هذه الايام في 15 أيار ‏‏1948 في وقت لم يكن هناك بعد عمل فدائي ولا مقاومة فلسطينية ولا مقاومة لبنانية في ‏جنوب لبنان، ‏قام بمهاجمة القرى الحدودية، هجّر الكثير من سكان القرى الحدودية، وهرب الناس مع أثاثهم ‏وأنعامهم ‏وما استطاعوا ان ينقلوه، دخل الى بلدة حولا ونفذ فيها مجزرة مهولة قضى فيها عشرات ‏الشهداء من الرجال والنساء ‏والاطفال والصغار و الكبار. هذه هي إسرائيل بالـ 48 والـ49 والـ 50 ‏واكملت، الامام السيد عبد الحسين شرف الدين ‏في ذلك الوقت ارسل رسالته المعروفة لرئيس الجمهورية ‏آنذاك، وطالبه بأن تأتي الدولة لتحمي الجنوبيين ولترسل ‏الجيش الى الحدود لتدافع عن سكان القرى ‏الحدودية ولكن لا حياة لمن تنادي، وقال له ان لم تكن قادرا على الحماية ‏فلتكن الرعاية، فليكن هناك ‏ملاجئ، فليكن هناك دائماً دعم للجنوبيين ليبقوا في أرضهم حتى لا يهجّروا حتى لا يتحول ‏الجنوب سريعاً ‏الى فلسطين ثانية، ولكنهم لم يصغوا! في الخمسينات كان جيش العدو يدخل الى القرى الجنوبية، ‏فيقتل ‏ويخطف ويهدم المنازل ويحرق المزروعات ويخطف حتى رجال قوى الأمن الداخلي ويدخل حتى الى ‏مخافر ‏الدرك القليلة التي كانت موجودة هناك. ‏
في الستينات قام العدو الاسرائيلي بقصف منشآت الوزّاني التي كان يراد ‏ان يستفيد الجنوبيون منها، من ‏مياه الوزاني وكانت مشروعاً مدعوماً لجامعة الدول العربية، ولكن لم يحرك احد ساكنا، وهكذا استمر ‏الحال في الستينات والسبعينيات.‏
اذا الجنوب وأهل الجنوب بدأت معاناتهم منذ بداية قيام هذا الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة، اما من يأتي ‏ويقول اسرائيل هاجمت الجنوب واعتدت على الجنوب كرد فعل على العمليات الفلسطينية، هذا كذب وهذا ‏افتراء، من 48 لـ 68 لم يكن هناك عمليات فلسطينية ولا عمليات مقاومة. ‏
إذاً هؤلاء إما جهلة أو متجاهلون، أساساً هذا يكشف أنهم لا ينظرون إلى إسرائيل على أنها عدو وعلى أنها ‏تهديد وعلى أنها صاحبة أطماع لا بالوزاني ولا بالليطاني ولا بمياه لبنان ولا بأرض لبنان ولا اليوم بغاز ‏ونفط وثروة لبنان، هذا أولاً.‏
ثانيًا، في سياق هذه المعركة أيضًا هذه الأيام لجأوا إلى التضليل والتزوير للنيل من المقاومة، ‏واختبأوا خلف ‏عمامات كبيرة وقيادات جليلة خصوصًا في الطائفة الشيعية، وإن كانت هذه القيادات ‏على المستوى الوطني وعلى ‏مستوى الأمة عندما أرادوا أن يميّزوا بين المقاومة الحالية، أو ‏بتعبيرهم شيعة المقاومة وبين سماحة الإمام السيد ‏موسى الصدر أعاده الله بخير، وسماحة آية الله ‏السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه، وسماحة آية الله ‏الشيخ محمد مهدي شمس الدين ‏رضوان الله عليه. واسمحوا لي هنا أن أدخل من هنا لأذكّر بمواقف ومقاومة ‏وخطاب الإمام ‏الصدر والسقوف العالية لسماحة الإمام موسى الصدر التي لم تصل إليها حتى اليوم، لا ‏مقاومة ‏حزب الله ولا مقاومة حركة أمل ولا أيّ مقاومة وطنية أو إسلامية في لبنان.‏
من هذا الباب وسأكتفي ببعض النصوص والوقائع من سيرة الإمام السيد موسى الصدر لأنّه كان ‏هو فعلًا ‏المؤسس للمقاومة والقائد للمقاومة إلى حين اختطافه عام 1978. الإمام الصدر منذ أن ‏جاء إلى لبنان واصل ‏الخطاب في هذه المسألة، كما كان الإمام شرف الدين كان يرى بأمّ العين ‏الاعتداءات والتهديدات والتجاوزات ‏الإسرائيلية ولطالما تحدّث عنها، وبدأ يطالب الدولة اللبنانية، ‏يطالبها بالجيش، يطالبها بتقوية الجيش اللبناني ‏وبإرسال قوات كافية من الجيش اللبناني إلى ‏الحدود، ولم يكن هناك احتلال وقتها، نتحدث بداية الستينات لم يكن ‏هناك احتلال. ‏
لاحقًا في عام 1967 جرى احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لكن الاعتداءات كانت متواصلة. الإمام ‏الصدر ‏كان يخاطب الدولة ويقول لهم إذا كان عديد الجيش غير كافٍ تعالوا درّبوا شبابنا، أنا ‏حاضرـ كان يقول أنا الشيخ، ‏المقصود بالشيخ، المعمم، عندها الإمام كان شابًا وقتها أنا الشيخ حاضر ‏أن أتدرّب على السلاح، وأن أقاتل مع ‏الشباب، دّربوا شبابنا، سلّحوا شبابنا. أنتم قاتلوا بشبابنا ‏لندافع عن الجنوب لكنهم لم يكونوا يصغون إليه، تعرفون ‏لماذا؟ مثل البند الأول لأنّ الجنوب ‏والقرى الحدودية لم تكن في يوم من الأيام منذ 1948 موضع لا أولويات ‏الدولة ولا اهتمامات ‏الدولة أصلًا، وهذا لم يكن فقط شأن الجنوب هذا شأن الجنوب، شأن البقاع، شأن عكار، شأن ‏الشمال، ‏الأطراف التي تمّ إلحاقها بلبنان الكبير عام 1920. هذا جزء من سياسة الإهمال وإدارة الظهر من ‏قبل ‏الدولة لكلّ هذه المناطق لم يكونوا يصغون للإمام الصدر.‏
الإمام الصدر حاول، إنتقل من عاصمة عربية إلى عاصمة عربية، أنا كنت أقرأ، واقعًا يحترق قلب الإنسان على ‏هذا الرجل الكبير الذي قضى أيامه يسافر من عاصمة عربية إلى أخرى، من دمشق ‏إلى القاهرة، إلى الرياض، ‏إلى عمّان، إلى الكويت إلى إلى إلى... ليتكلّم مع الملوك والأمراء ‏والرؤساء العرب من أجل أن يتحمّل العرب ‏مسؤوليتهم في الدفاع عن الجنوب. وعندما جاءت ‏قوات الردع العربية إلى لبنان حاول الإمام الصدر أن يدفع ‏بقوات الردع العربية إلى الجنوب ‏ليدافع العرب عن الجنوب، ولم يوفّق، هو يقول أنا بقيت في الـ 74 و75 أنا ‏بقيت عشر سنوات ‏أطالب الدولة بأن تأتي إلى الجنوب لتدافع عن الجنوب، ولكن لم يصغوا إلي، ولم يستمعوا ‏إلي، ‏ولم يقبلوا منّي.‏
ولذلك ذهب الإمام الصدر إلى الخيار الآخر، هذا يجب أن نعرفه جميعنا في لبنان كلّ اللبنانيين في ‏كل المناطق ‏اللبنانية يجب أن يعرفوا لماذا لجأ الجنوب وأهل الجنوب إلى خيار المقاومة المسلّحة ‏بشكلها الحالي والقائم، ‏واستندوا في مقاومتهم المسلحة إلى بقية أهلهم في بقية المناطق اللبنانية في ‏البقاع وبيروت والجبل والشمال. لم ‏يكن هذا حماسًا أو انفعالًا أو هوى نفس، وإنّما كان الخيار ‏الذي اضطروا إليه وأجبروا عليه نتيجة تخلّي الدول ‏العربية، وجامعة الدول العربية وأيضًا، وأولا ‏نتيجة تخلّي الدولة اللبنانية وحكوماتها المتعاقبة عن الجنوب وأهل ‏الجنوب والدفاع عنهم، لذلك ‏ذهب الإمام الصدر مبكّرًا في السبعينات إلى الخيار الآخر.‏
أقرأ لكم بعض النصوص التي هي موجودة في عشر مجلدات، حتى يعرف ‏هؤلاء أي مقاومة يريدون أن يطالبوا ‏بنزع سلاحها. لا أقول أي مقاومة يريدون نزع سلاحها، ‏‏"فشروا أن ينزعوا سلاحها، فشروا أن ينزعوا سلاحها"، ‏ولكن أقول المقاومة التي يريدون أن ‏ينزعوا سلاحها. يقول الإمام الصدر في 21 – 1 – 1971  في ذكرى ‏عاشوراء في الكلية ‏العاملية، إسمعوا جيّدًا هذا كلام الإمام، واجب كلّ إنسان أرادت السلطة، أم لم ترد، يعني لم ‏يعد ‏مباليًا بالدولة، فقد يئس أنّه نريد أن ننتظر قرار من الدولة، عليكم خير، واجب كل إنسان أرادت ‏السلطة، أم لم ‏ترد أن يتدرّب ويتسلح كعلي بن أبي طالب والحسين بن علي وإذا لم يُجِد استعمال ‏السلاح، فذلك انحراف عن خط ‏علي والحسين على كل شاب أن يتدرّب ويحمل السلاح لتأسيس ‏مقاومة لبنانية تلقّن العدو درسًا، "خلص" ذهب ‏إلى هذا الخيار. ليس هناك خيار،  ننتظر الجيش، ‏الدولة، الدول العربية، قوات الردع العربية، المجتمع الدولي، ‏الإمام الصدر من واقع التجربة ‏والحرص وصل إلى هذا الخيار.‏
إسمعوا مقطع آخر يقول في 26 – 3 – 1975 في نادي الإمام الصادق في عيد المولد النبوي ‏الشريف إنّ ‏التدريب على السلاح واجب كتعلّم الصلاة ،هذه المقاومة إنّ التدريب على السلاح ‏واجب كتعلّم الصلاة واقتنائه ‏ولو بعت فراشك واجب. الإمام الصدر يدعونا أن نشتري السلاح، ولو ‏بعنا فراشنا. واجب كاقتناء القرآن أقول لكم ‏ذلك في يوم مولد محمد وعلى منبر محمد وفي بناء ‏الإمام الصادق اللهمّ اشهد أنّي تعلّمت التدريب على السلاح ‏وأقتني السلاح من عندي. الإمام بشيبته ‏تدرّب على استخدام السلاح  واشترى السلاح ووضعه في بيته ليقاتل.‏
في مقطع ثالث في 20 – 1 – 1975  يتفقّد الإمام المهجرين من أهل كفرشوبا في مرجعيون ‏كانوا في المدرسة، ‏وممّا قال إنّ بداية الاحتلال ظاهرة والخطر يهدّد الوطن، ولم نكن وصلنا ‏للاحتلال في 78 الإمام الصدر كان ‏يتحدّث عن الاحتلال، ونخشى أن تبقى السلطة في درس ‏الخطة الدفاعية،  نتحدث متى؟ سنة 75. مازالت السلطة ‏في لبنان أيها الجنوبيون أيها الشعب اللبناني ‏من 1975 تدرس الخطة الدفاعية، ولم تنتهِ من دراستها ونحن في ‏عام 2022. والبحث عن ‏الموقف ويقول الإمام الصدر مع العلم إنّ البحث عن الدفاع عن النفس والكرامة جزء ‏من وجود ‏الإنسان لا يحتاج إلى اتخاذ قرار لذلك. لا نحتاج نحن أن ننتظر الدولة حتى نتخذ القرار، "أكثر من ‏هيك" ‏الإمام الصدر مبكًرا كان يتحدّث عن إزالة إسرائيل من الوجود، من يستغرب الآن خطابنا يقول ما ‏هذا ‏الخطاب. الإمام الصدر كان سابقًا قبل أن تقوم الجمهورية الإسلامية في إيران وتنتصر الثورة ‏الاسلامية في ‏إيران، وتطرح قيادة الثورة استراتيجية إزالة إسرائيل من الوجود، إسمعوا الإمام ‏الصدر ماذا كان يقول. كان يقول ‏في 6 – 10 – 1974   بالأونيسكو يجب إزالة اسرائيل من ‏الوجود، يجب إزالة إسرائيل من الوجود، فإسرائيل ‏وينظر لهذا الموضوع لماذا يا سيدنا؟ فإسرائيل ‏بهيئتها الحاضرة عنصر عدواني ووجودها يخالف المسيرة ‏الإنسانية، وبعكس التحرّك الأساسي ‏للحضارة الإنسانية، فلذلك لا مقام لها معنا ولا لها بيننا مكان.‏
هذا الإمام الصدر وهذه مقاومة الإمام الصدر، أنا أقول لكم بكل صدق ما أشرت إليه قبل قليل ‏السقف الذي كان ‏يخطب ويتحدّث ويفكّر فيه الإمام الصدر حتى نحن الآن لم نلامس هذا السقف، لم ‏نجرؤ على قول ما كان يقول ‏رغم أنّ الظروف الإقليمية اليوم أفضل بكثير، وظروف المقاومة ‏أفضل بكثير، وظروف بيئة المقاومة أفضل ‏بكثير.‏
أذكر فقط شاهدين، الشاهد الأول وأنا أقول لمن يختبئ اليوم في مكان ما من لبنان خلف عباءة ‏الإمام الصدر، هل ‏يقبل بهذا المنطق؟ هذا منطق الإمام الصدر، إسمعوا ماذا يقول سنة 1974 في ‏المسجد العمري الكبير في صيدا؟ ‏يقول الإمام الصدر في المسجد وكان احتفالًا كبيرًا وقتها. نحن ‏نريد الجنوب ونحن في قلب الجنوب في صيدا، ‏نريده أن يكون منطقة منيعة صخرة تتحطّم عليها ‏أحلام إسرائيل، وتكون اسمعوا وتكون نواة تحرير فلسطين، ‏وطليعة المحاربين ضدّ إسرائيل، ‏الجنوب رأس الحربة ضد إسرائيل وقاعدة لتحرير الأرض المقدسة، لا نريد ‏جنوبًا هزيلًا مثل ‏اليوم في ذاك اليوم. أو في شكل دويلات، نريد جنوبًا متمسّكا بلبنان مرتبطًا بهذه الأمة، ‏مرتبطة ‏بهذه الأمة  يا دعاة الحياد، مرتبطة بهذه الأمة موحّدًا مع العرب، رأس حربة لهم لا جنوب ‏هزيلًا ‏مفصولًا، بل نريده جنوبًا مانعًا قويًا. هل نستطيع نحن أن نقول رغم كلّ الظروف الأفضل بكثير ‏من ‏ظروف الإمام الصدر؟ هل يتحمل أحد أن أقول أنا أو الرئيس نبيه بري أو أي مؤمن بالمقاومة ‏هذا الكلام الذي ‏كان يقوله الإمام الصدر؟ نحن مازلنا تحت السقف. في يوم القدس أقصى ما ‏تجرّأت أن أقوله أنا مثلًا أقوله أنا ‏وأمثالي كنا نقول إنّ القدس ‏هي جزء من عقيدتنا قبل أيام، هي جزء من عقيدتنا وديننا وكرامتنا وعرضنا، ونحن ‏أمة وقوم لا نتخلى لا عن عقيدتنا ولا عن ديننا ولا عن كرامتنا ولا عن أرضنا، لكن اسمعوا الجرأة في خطاب ‏الامام الصدر، يقول في 17/8/1974 في حي السلم: "عندما إحتلوا القدس حاولوا أن يقصموا ظهر الإسلام ‏ويُحطموا واقع المسيحية"، إسمعوا أيها اللبنانيون، أيها المسلمون والمسيحيون، يقول الإمام الصدر:" عيشنا من ‏دون القدس موتٌ وذل، عيشنا من دون القدس موتٌ وذل، وعندما يتنازل الإنسان المسلم أو المسيحي عن القدس ‏فهو يتنازل عن دينه، وعندما يتنازل الإنسان المسلم أو المسيحي عن القدس فهو يتنازل عن دينه"، من يَجرؤ أن ‏يقول هذا الكلام اليوم؟ أنه عندما نتنازل عن القدس يعني نحن خرجنا من الإسلام وخرجنا من المسيحية.‏
على كلٍ، هذا الإمام ذهب إلى هذا الخيار بعد كل هذه التجربة، ما أود أن أقوله هنا في ختام هذا ثانياً،  أن علماءنا ‏وقادتنا وكبارنا منذ 1948 كان خيارهم الدولة والجيش، وأن تأتي الدولة ويأتي الجيش ومؤسسات الدولة لِتدافع ‏عن الجنوب وان يُقاتلوا هم معها وإلى جانبها وتحت رايتها، ولكن للأسف الشديد دائماً كانت الدولة تُدير ظهرها ‏للجنوب ولأهل الجنوب.‏
ثالثاً: هؤلاء الذين يُطالبون اليوم أو يُنادون بإلغاء المقاومة ونزع سلاحها، يتجاهلون ويتنكرون لكل إنجازاتها ‏الوطنية والقومية، لسنا نتكلم عن شيء عابر أو عن شيء يمكن أن نُلغيه أو شيء يمكن ان نتجاهله أو شيء يمكن ‏أن نَتجاوزه أو شيء وجوده هامشي في بلدنا وفي تاريخنا وفي مجتمعنا، بل نتكلم عن مقاومة لها إنجازات هي ‏الأعظم في تاريخ لبنان، أكبر إنجاز في تاريخ لبنان منذ 1948 إلى اليوم هو تحرير الجنوب والبقاع الغربي في ‏‏25 آيار 2000، حيث تُصادف ذكراه السنوية بعد عدة أيام.‏
يتجاهلون إنجازات وإنتصارات هذه المقاومة، التي بإختصار شديد حررت كامل الأراضي اللبنانية المحتلة، ‏والعدو الإسرائيلي وصل إلى بيروت وإلى جبل لبنان وإلى البقاع الغربي والساحل واحتل كل الجنوب، هذه ‏المقاومة وحدها هذه المقاومة بكل فصائلها، بين هلالين عندما أتكلم عن المقاومة فإنني أتكلم عن حزب الله وأتكلم ‏عن كل الذين حملوا السلاح وكل الذين قاتلوا وكل الذين قدموا الشهداء، نحن لم نحتكر المقاومة في يوم من الأيام ‏ولم نُصادر إنجازاتها في يوم من الأيام، بل نَعترف بفضل كل صاحب فضل، المقاومة حررت كامل الأراضي ‏اللبنانية، "بَعد عِنا " مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر .‏
المقاومة حررت الأسرى، بكرامة وعز عادوا مرفوعي الرؤوس من سجون العدو في مراحل مختلفة، نعم بقي ‏لدينا بعض الملفات، كملف الأسير يحيى سكاف، وملف محمد عادل فران وملف عبدالله عليان هذان الأخوان ‏المفقودان، هذه الملفات نُتابعها، بعض المفقودين الآخرين، بعض أجساد الشهداء.‏
المقاومة في لبنان دقت المسمار الأخير في مشروع "إسرائيل الكبرى"، في حرب تشرين 1973 الجيشان ‏السوري والمصري أوقفا هذا المشروع، جمداه مؤقتاً، اندفعت "إسرائيل" 1982 وكانت تُريد أن تَبتلع لبنان ‏كجزء من مشروع "إسرائيل الكبرى"، هزيمتها في لبنان دق المسمار الأخير في مشروع "إسرائيل الكبرى" ، ‏لماذا؟ وكذلك تحرير غزة بعد ذلك، لماذا؟ لأن "إسرائيل" التي لا تستطيع أن تبقى في لبنان كيف تستطيع أن ‏تحتل سوريا أو تحتل مصر؟ نتحدث عن الحلقة الأضعف في دول الطوق، وعجزت عن البقاء فيه، راح ‏‏"إسرائيل الكبرى"، هذا إنجاز المقاومة في لبنان ومعها أيضاً المقاومة في فلسطين.‏
هذه المقاومة في 2006 حطمت مشروع "إسرائيل العظمى" التي تعتدي على كل المنطقة وتَتكبر وتُهدد وتُعربد ‏و.. و.. و..و.... إلى آخره.‏
وكذلك فعل الفلسطينيون في غزة في الحروب المتلاحقة، وآخرها في معركة "سيف القدس" العام الماضي، ‏ويَفعلونه اليوم، في كل يوم يفعله الفلسطينيون، يُحطمون صورة "إسرائيل العظمى".‏
من إنجازات المقاومة أنها أسقطت مقولة "الجيش الذي لا يُقهر".‏
‏ من إنجازات المقاومة في لبنان أنها عطلت ألغام الفتنة الطائفية بعد إنسحاب العدو من جزين ومن الشريط ‏الحدودي، خلافاً لما حصل في مناطق لبنانية أخرى عندما خرج منها الصهاينة واشتعلت الفتنة الطائفية.‏
أعادت المقاومة للبنان ولشعوب المنطقة الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على صُنع الإنتصار، هذا الإحساس ‏بالكرامة والعزة والحرية والسيادة هذا صنعته المقاومة، هذا ليس مجرد كلام، هذا لم يَصنعه الشعر، بل هذا صُنع ‏بالدماء والعرق والآلام والتضحيات وفقدان الأحبة والأعزة بالتهجير والصمود، واليوم وهو الأهم، بعض الناس ‏في لبنان يقول لك: الله يعطيكم العافية، قاومتوا وحررتوا، الله يعطيكم العافية، طيب ولكن هناك أمر يحصل اليوم ‏هو أهم من التحرير، وهو الحماية، حماية جنوب لبنان وحماية القرى الحدودية في لبنان وحماية الوزاني ‏والليطاني من أطماع "إسرائيل"، حماية كل لبنان من العدوان الإسرائيلي، من الذي يَحمي لبنان الآن؟ بصراحة ‏بصدق بدون مجاملة المقاومة، بصراحة بصدق بدون مجاملة المقاومة، كجزء أساسي في المعادلة الذهبية ‏‏"الجيش والشعب والمقاومة"، لكن الذي يَصنع معادلات الردع وتوازن الرعب مع العدو اليوم هي المقاومة.‏
هذا الأمن الذي يَعيشه الجنوب وأهل الجنوب والقرى الأمامية، من الذي صنعه أيها اللبنانيون؟  هذا خطاب للكل، ‏لكل الناس،"خليه يجاوبونا"، خصوصاً أُؤلئك الذين يَسمعون خطابات نزع سلاح المقاومة،  بالحد الأدنى منذ 14 ‏آب 2006 إلى اليوم، كم مضى من الوقت حيث كانت فيه القرى الأمامية تنعم بالأمن، كل القرى الأمامية؟ ‏بمعزل عن طائفة من يسكنها، مسلم أو مسيحي، شيعي أو سني أو درزي، الكل في القرى الأمامية يشعرون ‏بالأمن والطمأنينة والأمان والسلامة والعزة والكرامة والسيادة والقوة والعنفوان، يبنون عند الشريط الشائك، ‏ويزرعون عند الشريط الشائك، هذا من صنعه؟ ‏
اليوم إذا تخلى الناس عن المقاومة، وتخلت المقاومة عن سلاحها وعن مسؤولياتها كما تُطالب، من يحمي جنوب ‏لبنان؟ ومن يحمي لبنان؟ ‏
هذا هو الإنجاز الأهم الذي ما زال قائماً وموجوداً.‏
رابعاً: هؤلاء الذين يُريدون أو يُطالبون بنزع سلاح المقاومة، عندما تُطالبهم بالبديل، لبنان في دائرة الخط إلا إذا ‏كانوا يُصدقون بأن "إسرائيل" صديق وحمل وديع وليس لديها أطماع وليس لديها تهديدات، ما هو البديل؟ لا ‏يُقدمون لك بديلاً.‏
أنا في سياق كل النقاشات منذ العام 2006 إلى اليوم، نحن نُقدم إستراتيجية دفاعية ونُقدم خيارات ونُقدم بدائل، ولا ‏نَسمع منهم سوى كلمة واحدة "سلموا سلاحكم للدولة"، " لا دولة إلا في سلاح واحد"، "ماشي الحال" لكن كيف ‏نَحمي البلد؟ لا يوجد جواب، نُناقش ونَطلع، أتذكر جيداً خطابات الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء، ‏عندما كان يُخاطب اهل الكوفة ويَستدل لهم" يا عمي أنا قتلت حدا أنا تعديت على حدا أن عملت شي أنا إبن بنت ‏نبيكم أنا ... أنا.. أنا.. أنا.. أنا.. " وأصحابه طلعوا وخاطبوهم وأخر شيء ماذا كانوا يقولون له؟  " يا حسين لا ‏نَفقه ما تَقول إنزل على حكم يزيد وإ\بن زياد"، أليس نسمع ذلك في مجالس عاشوراء؟ ‏
حقيقةً أنا إحساسي منذ العام 2006 ، منذ أن بدأ نقاش الإستراتيجية الدفاعية في لبنان هذا هو،  "لا نفقه ما ‏تقولون"، " سلموا السلاح والله يعطيكم العافية"، يا "حبيباتي" من الذي يحمي البلد؟ ومن الذي يحمي الجنوب؟ ‏ومن الذي يحمي الضِيع؟ ومن الذي يَحمي القرى الأمامية؟ لا يوجد جواب.‏
ولذلك، في تلك الطاولة أنا قَدمت إستراتيجية دفاعية، لم يُجاوبوني، قال لهم الرئيس بري:" طيب جاوبوا؟ ‏علقوا؟"، طلبوا رفع الجلسة مع العلم أننا لم نبدأ سوى منذ ساعة!!! قالوا: كلا، هذا يحتاج إلى درس ويحتاج إلى ‏عقول ويحتاج إلى خبراء"، ومنذ العام 2006 إلى اليوم لم يُقدموا ملاحظات على الإستراتيجية الدفاعية، لا يوجد ‏إلا "لا نفقه ما تقول".‏
قبل أشهر عندما دعا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى طاولة حوار، ووضع بند الإستراتيجية ‏الدفاعية، لماذا قاطعوا؟ لأنهم لا يُريدون أن يُناقشوا!!!‏
أنا أقول لكم بكل صدق، يوجد إخوان يقولون لي أحياناً: " ليك سيد أحسن شي ننهي هذا الموضوع، إطلع أنت شي ‏يوم وقل: يا خيي نحن خلص، معش حدا يحكي معنا بإستراتيجية دفاعية، نحن معش جاهزين...."، كلا كلا كلا، ‏نحن اليوم وغداً وأمس ومثلما كُنا في العام 2006 وحتى آخر نفس: "جاهزون لنناقش إستراتيجية دفاعية وطنية" ‏لماذا؟ لأنه لدينا منطق وحجة ودليل وتجربة وتجارب تاريخ ووقائع، الذي يَهرب من النقاش هو الضعيف ومن لا ‏حجة له ولا دليل له، لذلك لم يُقدموا البديل.‏
طيب، يطلع أحد ليقول للناس: الجيش، أكيد الجيش موضع إحترام، الجيش اليوم ومنذ مدة طويلة لديه عقيدة ‏وطنية جيدة وممتازة، لديه قادة وضباط وجنود أكفياء وشجعان وأوفياء، ولكن السؤال: هل الجيش اللبناني حالياً ‏هو قادر على تحمل هذه المسؤولية؟ هل الجيش اللبناني بِعديده الحالي في مقابل "إسرائيل" الجيش الاقوى في ‏الشرق الأوسط، هل الجيش اللبناني بِتسليحه الحالي، بصواريخه وطائراته ودفاعه الجوي، سيقولون: طيب أعطوه ‏سلاح، طيب هل الجيش اللبناني بطريقة إنتشاره وجيشه الكلاسيكي وثكناته وقواعده قادر لِوحده على حماية ‏لبنان؟ كلا، الجيش والمقاومة والشعب مع بعضهم بالكاد نقدر أن نَحمي البلد.‏
إذاً، هم لا يُقدمون بديلاً، هم يَدفعون بالجيش اللبناني، لأنه المشكلة الأخرى غير الجيش اللبناني ستكون مشكلة ‏القرار السياسي، من في لبنان يُريد أن يأخذ قرار سياسي، إذا قصفت "إسرائيل" قرانا، أن يقصف المستوطنات؟ ‏من ؟ دُلوني من؟
الإمام الصدر كان دائماً يحتج عليهم بهذا الأمر، كان يقول لهم: "هذا جيش شجاع، ولكن أنتم لا تَجرؤون على ‏اتخاذ القرار".‏
خامساً: الذين يَدعون إلى نزع سلاح المقاومة هم من حيث يَعلمون أو لا يَعلمون، حتى لا يقول أحد أن السيد ‏‏"يُخون"، لكن أنا أعرف أن بعضهم يعلمون، لكن لِنُحسن الظن، ونَقول: الذين يُطالبون بنزع سلاح المقاومة، من ‏حيث يعلمون أو لا يعلمون، يُريدون أن يُصبح لبنان مكشوفاً أمام العدو الإسرائيلي، في البر أعود أيام الأربعينات ‏والخمسينات والستينات والسبعينات والإجتياحات والإحتلالات، في الجو، في البحر، أن يَعود الإسرائيلي لِيعتدي ‏على أي مكان في لبنان، هل يَجرؤ الآن؟ ليطلع سلاح الجو الإسرائيلي ليقصف أي مكان في لبنان، ليس في ‏الجنوب، بل في أي مكاان في لبنان، هل يجرؤ؟ لماذا؟ فليجاوبونني لماذا؟ هل بسبب قرارات دولية أم مجتمع ‏دولي أو جامعة الدول العربية؟ لماذا؟ هذا جوابه واضح، واضح ومن البديهيات "مثل الشمس الطالعة"، ولكنهم ‏يتنكرون للحقيقة، هم يُريدون وهذه هي النقطة الأهم التي أُريد أن أتكلم بها الان هم يريدون أن يتخلى ‏لبنان عن ‏أهم ورقة قوة له في موضوع إستخراج النفط والغاز من مياهه، ‏اليوم أيها اللبنانيون وأيها الجنوبيون اليوم لدينا ‏أزمة إقتصادية ومالية ‏ومعيشية، فلنتكلم بصراحة، هنا يريدون رفع الدعم وهنا يرفعون الضرائب ‏وهنا يتكلمون ‏بال ‏tva‏ هناك يريدون ان يطردوا الموظفين وهنا يريدون أن ‏يرفعوا الاسعار، وهنا يريدون أن يشحذوا من ‏صندوق النقد الدولي وهنا نريد ‏مساعدات وهنا نريد قروض، حسنا، لدينا ثروة هائلة بمئات مليارات ‏الدولارات ‏على بعض التقديرات، أنا لست خبيراً، لكن هكذا قال المسؤولون ‏اللبنانيون، لدينا ثروة في مياهنا من الغاز ‏والنفط، مئات المليارات من ‏الدولارات، يعني بالتأكيد نستطيع أن نسدد ديننا وأن نحسّن وضع بلدنا وايضا ‏ان ‏نقوم بنهضة هائلة دون ان نخضع لشروط أحد، حسنا لماذا لا نستخرج ‏النفط والغاز؟  "والله" اسرائيل لا تسمح لنا ‏بذلك، مختلفين على ترسيم الحدود، ‏حسنا اليوم الفرصة الذهبية، أنا أقول للبنانيين، اليوم لبنان أشد ما يكون ‏من ‏‏1948، لليوم لبنان أشد عوزا وفقرا وأشد حرمانا، يومها كان الامام الصدر ‏يتكلم عن الجنوب والبقاع وعكار ‏المحرومين، اليوم الحمد لله الذي لا يحمد ‏على مكروه سواه، كل المناطق اللبنانية باتت محرومة، الفقر ‏والحرمان ‏والعوز والحاجة والبطالة عابرة للطوائف وعابرة للمناطق، حسنا، متى ‏سنستخرج هذه الثروة؟ عندما ‏نموت؟! عندما نذل؟! عندما يصادر لبنان؟! ‏عندما لا يعود هناك سيادة في البلد ومع ذلك 3  أو 4 مليارات من ‏صندوق ‏النقد الدولي ماذا تفعل؟ القليل من القروض من سيدر وغير سيدر ماذا تفعل؟َ ‏نحن بلد منكوب، منهوب، ‏جائع، فقير، مهمل، نحتاج الى مئات المليارات من ‏الدولارات، من جاهز في العالم؟ حتى الدول العربية، الدول ‏العربية في الشتاء ‏الدنيا برد وصقيع لم يرسل أحد منهم سفينة مازوت، هذه المئات المليارات من ‏الدولارات ‏موجودة في بحرنا ومياهنا، أنا أقول للدولة اللبنانية اليوم أمامكم ‏فرصة ذهبية والان أكثر، بعد الحرب في اوكرانيا ‏أوروبا تبحث عن الغاز ‏وعن النفط وهي على مرمى حجر من شواطئنا اللبنانية، بالتأكيد هناك من ‏سيشتري منا، ‏من لبنان هذا النفط وهذا الغاز، حسنا، هذه فرصة ذهبية ‏تاريخية، تفضلوا، أنا لا أريد كما قلت سابقا أن أتدخل في ‏ترسيم الحدود ‏البحرية، لبنان رسم بلوكات، حيث تعتقدون أن هذه مياهكم، ولديه بلوكات ‏اعرضوها على التلزيم ‏للتنقيب ولإستخراج النفط والغاز في الجنوب هنا، وأنا ‏أؤكد لكم أن هناك شركات عالمية ستقبل، لا يقول أحد ‏إسرائيل ستمنعنا، أنا ‏اليوم وأنا أخاطب أهل الجنوب المجتمعين في النبطية والمجتمعين في صور ‏أقول للدولة ‏اللبنانية وللشعب اللبناني وللبنانيين لديكم مقاومة شجاعة وقوية ‏ومقتدرة وتستطيع أن تقول للعدو الذي يعمل في ‏الليل وفي النهار على ‏التنقيب وعلى إستخراج النفط والغاز من المناطق المتنازع عليها أن تقول ‏للعدو، إذا منعتم ‏لبنان نمنعكم، نعم، نحن قادرون على ان نمنعهم، نملك ‏الشجاعة والقوة والقدرة، وأنا أضمن لكم ذلك ولن تجرؤ ‏شركة في العالم ‏أن تأتي الى كاريش او إلى اي مكان في المنطقة المتنازع عليها إذا أصدر ‏حزب الله تهديدا ‏واضحا جديا في هذه المسألة، تفضلوا، اليوم لا يشكنا أحد ‏أن المقاومة قادرة على فعل ذلك، ولا يشكنا احد ان ‏العدو سيتراجع لان ما ‏يأخذه هو وما يحتاجه خصوصا في هذه المرحلة وهم يعرفون جيدا كيف ‏يغتنموا الفرص، ‏هم يعرفون حاجة أوروبا للغاز والنفط، سيتراجع، ‏وسيطنّش، وفي كل الأحوال هذا حقنا الطبيعي، على ماذا يستند ‏لبنان ليتمكن ‏من إخراج ثروته من الغاز والنفط من مياهه الاقليمية؟َ! يخرج من يقول لك، ‏يستند الى الحق، الحق ‏يا حبيبي في هذا العالم؟َ تتكلم معي عن الحق؟! هذا ‏الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 قرارات دولية صدرت ‏وأعطته حقوق ‏ومنها حق العودة ولكن هذا الحق الذي لا يستند الى قوة لا يحترمه أحد في ‏العالم، لبنان اليوم إذا ‏أتى الاميركي في زمن ترامب وكوشنير شخصيا الذي ‏يستثمر الان أموالاً عربية في إسرائيل، كوشنير شخصيا ‏صهر ترامب كان ‏يهتم بموضوع ترسيم الحدود البحرية، إذا الأميركان ذاهبون قادمون ‏يفاوضون لبنان من أجل ‏سواد عيون لبنان؟ كلا، لأن للبنان الحق؟ كلا، لأنهم ‏يحترمون لبنان؟ كلا، لأنهم يعرفون أنه يوجد في لبنان ‏مقاومة ستدفّع العدو ‏ثمنا إذا منع لبنان من الاستفادة من حقوقه ومن ثرواته، لأنهم يخافون من ‏ردة فعلنا، هم يأتون ‏ويفاوضون ويضغطون ويحاولون أن يأخذوا ‏بالمفاوضات ما يحقق مصلحة إسرائيل، وأنا أقول للدولة اللبنانية ‏تريدون أن ‏تكملوا في المفاوضات، هذا شأنكم، لكن لا في الناقورة ولا مع هوكيشتيان ‏ولا مع فرنكشتاين ولا مع ‏أينشتاين يأتي إلى لبنان، من طريق المفاوضات ‏وخاصة مع الوسيط الاميركي الغير نزيه والمتآمر والمتواطىء ‏والداعم ‏لإسرائيل لن نصل إلى نتيجة. لكي يخرج لبنان من فقره ومن عوزه ومن ‏حرمانه ومن إهماله ومن ديونه ‏ومن جوعه، لا نقول مثلا نحلم بذلك، هذا ‏متيسر الان ولكن يحتاج الى قرار والى موقف كبير، وقادرون على ‏ذلك، ‏لبنان بتضامنه، إذا تضامنا نحن قادرون أن نفرض على العالم كله وليس على ‏العدو فقط أن تأتي الشركات ‏لتبدأ بإستخراج النفط والغاز من مياهنا الاقليمية.‏
خامسا أو سادسا، الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة، هم يريدون أن يبيعوا ‏هذا الموقف للأميركي وللغربي من ‏أجل ان يحصلوا على الحماية السياسية ‏والمالية، ليقولوا نحن حماتكم ومشروعكم وحلفاؤكم، والا هذا ليس ‏مطلبا ‏شعبيا، كل إستطلاعات الرأي قالت ذلك، مع ذلك أنا أريد أن أخاطبهم، ‏‏"لنفترض جدلا"، أنكم وصلتم الى ‏هذه النتيجة، هل تتوقعون أن الأميركي ‏سيكتفي بذلك؟ خذوا تجارب كل الدول العربية المحيطة بنا، بعد ‏مسألة ‏المقاومة سيقولون لكم يجب أن يعترف لبنان بدولة إسرائيل، أميركا أيها ‏الأخوة ترسل وفودا من وزرائها ‏إلى أندونيسا، أندونيسيا أين وفلسطين أين؟ ‏من أجل أن تعترف أندونيسيا بإسرائيل، كيف بلبنان؟ سيطلبون منكم ‏أن ‏يعترف لبنان رسميا بإسرائيل في الحكومة اللبنانية وفي المجلس النيابي، ‏سيطلبون منكم ليس فقط الاعتراف، ‏سيطلبون منكم التطبيع مع إسرائيل، ‏سيطلبون منكم توطين الفلسطينيين في لبنان، أنتم دعاة نزع سلاح ‏المقاومة، ‏هل تؤيدون توطين الفلسطينيين في لبنان؟ نحن نريد للفلسطينيين ان يعودوا ‏إلى ديارهم وارضهم وإلى ‏وطنهم، وإلى حقوقهم اعزاء كرماء، سيطلبون ‏منكم ويطلبون منكم، يوجد شيء عند الاميركيين أسمه المطالبات ‏ليس لديها ‏حد نهائي، لا يقف عند حد، عندما تستسلم للشرط الاول يخرج الشرط الثاني ‏والثالث والرابع والخامس، ‏حسنا، لنفترض البعض يقول إذا سلمنا سلاح ‏المقاومة ستحل أزمتنا المعيشية والاقتصادية، لنفترض أننا سلمنا ‏السلاح ‏وإعترفنا بإسرائيل وطبعنا مع إسرائيل ووطنا الفلسطينيين وقبلنا بتوطين ‏اللاجئين أو النازحين السوريين، ‏بعد ذلك؟ هل ستحل مشكلتنا الاقتصادية ‏والمعيشية؟ بلا كثرة إستدلال، هذه مصر أمامكم، مصر التي تعاني ‏في ‏أزماتها المعيشية والاقتصادية وتتخبط في ذلك وتعمل في الليل وفي النهار ‏لتخرج من هذه المأساة، هذه الاردن ‏وهذه السلطة الفلسطينية، هذه السودان، ‏يا أخي فلتأتوا لي بدولة كانت في صراع مع العدو، لا تقول لي ‏الامارات، ‏الامارات دولة غنية، هي من تعطي أموالا لإسرائيل، لا تحتاج إلى من يعطيها ‏أموالا، فلتأتي لي بدولة ‏كانت في صراعا مع العدو أو لها موقفا من العدو ‏وإعترفت وصالحت وسلمت وطبعت، والان تعيش رخاء ‏إقتصاديا بفعل ‏إستجابتها لهذه الشروط الاسرائيلية، ‏

أيها الإخوة والأخوات، ما شهدناه خلال الحملات الانتخابية والاعلامية والسياسية، خلال كل الأسابيع الماضية، ‏من حرب سياسية وإعلامية وتحريض طائفي ومذهبي على المقاومة يصح فيه قول أحد إخواننا الأعزاء أن ما ‏نواجهه في هذه الانتخابات حرب تموز سياسية. البعض في لبنان اعترضوا على هذا التوصيف، لا هذا توصيف ‏صحيح، لماذا؟ في حرب تموز 2006 التي كانت أدواتها عسكرية وسلاح جو وقصف وصواريخ ونار وقتل ‏وتدمير، ماذا كان هدف الحرب؟ إلغاء المقاومة، التخلص من المقاومة - اليوم هم يقولون أنهم يريدون أن ‏يتخلصوا من المقاومة – ونزع سلاحها، ألم تكن هذه أحد أهداف حرب تموز العسكرية؟! الآن ما يطرحه هؤلاء ‏حرب تموز سياسية، لأن الهدف الذي ينادون به، يقولون للناس صوتوا لنا حتى نذهب إلى المجلس النيابي ونشكل ‏حكومة لننزع سلاح حزب الله، لننزع سلاح المقاومة، أليس كذلك؟ هذه أدبياتهم، إذاً هذه حرب تموز سياسية ‏بأدوات سياسية وليس بأدوات عسكرية، بالخطاب وبالتحريض وبالتلفزيون وبالكذب وبالافتراءات وبالاتهامات ‏وبالدجل وبالوعود الكاذبة ووو إلى آخره... ‏
أيها الإخوة والأخوات، يا أهلنا في الجنوب وفي كل لبنان، أنتم الذين انتصرتم على حرب تموز العسكرية فبقيت ‏المقاومة وبقي سلاح المقاومة، انتصرتم بصمودكم، بدمائكم، بعرق جبينكم، بسهركم، بشجاعتكم، بثباتكم، اليوم ‏نحن نتطلع إليكم في كل الدوائر الانتخابية لنقول لكم يجب أن تنتصروا في حرب تموز السياسية بإرادتكم، ‏بأصواتكم، بوفائكم وبصدقكم. في حرب تموز العسكرية تطلب الأمر أن نضحي بالأبناء، بالأعزاء، بالأحبة، كثير ‏من الشهداء، كثير من الجرحى، عشرات آلاف البيوت المهدمة، أما اليوم في حرب تموز السياسية نخرج من ‏بيوتنا صباح الخامس عشر من أيار، من بيوتنا التي بنيناها بعرق جبيننا ونحن مرفوعي الرأس نشعر بالعزة ‏والكرامة والحرية ونمارس المقاومة السياسية لتبقى لنا المقاومة العسكرية المسلحة، هذا هو المطلوب في الخامس ‏عشر من أيار. أقول للبنانيين، لبعض المترددين، يقول لك المقاومة على رأسنا، سلاح المقاومة على رأسنا، لكن ‏نحن لا نريد أن نصوت لأنه عندنا أزمة معيشية، يعني إذا لم تصوت للمقاومة ستُحل أزمتك المعيشية، أصلاً يا ‏أخي ويا أختي إذا كان هناك أمل في لبنان أن تحل أزمتك المعيشية هي بسبب المقاومة التي ستضمن للبنان ‏استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية. ‏
أيها الإخوة والأخوات، على الجميع أن يعرف في لبنان أن هذه المقاومة ليست شيئاً عابراً يمكن للبعض – لا أريد ‏أن أستعمل أي عبارات ولا أن أسيء لأحد – يمكن أن يتوهم البعض أو يتصور البعض أنه يمكن التخلص من ‏هذه المقاومة ومن سلاح هذه المقاومة، هذه المقاومة هي الإرث الانساني والحضاري والأخلاقي والروحي ‏والمعنوي والمادي لشعبنا ولمناطقنا وخصوصاً للجنوب منذ عام 1948، يعني 74 عاماً، هذه المقاومة اليوم هي ‏إرث، هي بقية، هي تجسيد، هي خلاصة 74 عاماً من الآلام والدموع والتهجير والخوف والقتال والدماء والدموع ‏والشهداء والجرحى والمهجرين والمنكوبين والبيوت المهدمة، هي حصيلة تضحيات قادتنا الكبار من الإمام ‏الصدر إلى بقية علمائنا وقادتنا، هذه المقاومة التي أدعوكم اليوم إلى أن تقفوا إلى جانبها وإلى جانب حلفائها، لأن ‏حلفاءها مستهدفون أيضاً، هي ليست مقاومة فلان وفلان عام 2022، هي مقاومة الإمام شرف الدين، هي مقاومة ‏الإمام موسى الصدر، هي مقاومة سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله، هي مقاومة سماحة آية الله الشيخ ‏محمد مهدي شمس الدين، هذه المقاومة قُدم من أجل أن تتواجد وتنمو وتكبر وتتعاظم وتنتصر أغلى التضحيات، ‏شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب، سيد الشهداء السيد عباس الموسوي، خيرة شبابنا وقادتنا، من محمد سعد إلى ‏خليل جرادي إلى عماد مغنية وفي طريق الدفاع عنها مصطفى بدرالدين. هذه المقاومة حتى وصلت إلى ما ‏وصلت إليه اليوم هي حصيلة آلاف الرجال والنساء الذين ذهبوا إلى المعتقلات، إلى معتقل الخيام، معتقل عتليت، ‏معتقل أنصار، السجون الإسرائيلية، وعاشوا معاناة طويلة. هي حصيلة تضحيات آلاف الجرحى الذين ما زالوا ‏يعانون حتى اليوم من آلام الجراح. إذاً هذه ليست مقاومة عابرة، وشعبها لن يتخلى عنها، لأنهم هم المقاومة، لأنهم ‏هم أصحابها، نعم، من العوامل المهمة لتعاظم هذه المقاومة إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، وقوف ‏الجمهورية الإسلامية إلى جانب المقاومة ودعمها لها بكل وسائل الدعم، وقوف سوريا إلى جانب المقاومة ودعمها ‏لها بكل وسائل الدعم، ولكن في نهاية المطاف هذه المقاومة هي مقاومة هذا الشعب وأهل هذه القرى وهذه البلدات ‏وهذه العائلات وهؤلاء العلماء وهذه المدارس وهذه الحوزات، هي مقاومة الشعب اللبناني، مسلمين ومسيحيين ‏وشيعة وسنة ودروز وبالتالي لا يتوقع أحد أن يتخلى شعب المقاومة عن المقاومة. ‏
اليوم أيها الإخوة والأخوات – الآن خطابنا اليوم كله ذهب على المقاومة لأنها عنوان الانتخابات – من يريد أن ‏يحافظ على لبنان فليصوت للمقاومة وحلفائها، من يريد أن يدافع عن لبنان، من يريد أن يحمي لبنان، من يريد أن ‏يتمكن من استخراج ثروة لبنان النفطية والغازية فليصوت للمقاومة وحلفائها، من يريد أن يحافظ على مياه لبنان ‏فليصوت للمقاومة ولحلفائها، من يريد أن يبقى لبنان في قلب المعادلة الإقليمية، من يريد أن يبقى لبنان محترماً ‏في نظر العالم، يزوره العالم ويأتي إليه العالم فليصوت للمقاومة وحلفائها. ‏
هذا نداؤنا لكم، طبعاً بالمناسبة في ختام الكلمة اليوم، الاسرائيليون أعلنوا عن بدء مناورتهم الكبرى في فلسطين ‏المحتلة وكما قلت في يوم القدس اليوم نحن نجتمع هنا وفي بقية الأيام سوف نستمر في العمل الانتخابي ولكن كما ‏قلت في يوم القدس الآن أعلن وأقول لكم الآن الآن – يعني في الساعة السابعة – لأن اليوم بالنهار الجنرالات بدأوا ‏يلملموا أنفسهم، ابتداءً من الساعة السابعة نحن طلبنا من تشكيلات المقاومة الإسلامية في لبنان أن تستنفر سلاحها ‏وقياداتها وكادرها ومجاهديها ضمن نسب معينة ترتفع مع الوقت وتكون في أتم الجهوزية، اللبنانييون سيكونون ‏منشغلين في الانتخابات، هناك من يهاجم المقاومة وهناك من يدافع عنها ولكن المقاومة لا تأبه بكل أولئك الذين لا ‏يعرفون ما يقولون وتسهر في ليلها وفي نهارها لتكون على أهبة الاستعداد ولتقول للعدو وأجدد القول للعدو أي ‏خطأ باتجاه لبنان، أي خطأ باتجاه لبنان لن نتردد على مواجهته، لسنا خائفين لا من مناوراتك الكبرى ولا من ‏جيشك ولا من وجودك، ونحن الذين كنا نؤمن منذ أكثر من عشرين عاماً أنك أوهن من بيت العنكبوت فكيف بنا ‏اليوم.‏
‏ اليوم أيها الإخوة - بقيّة الملفات غداً إن شاء الله - اليوم يا أهلنا في الجنوب أيها الشرفاء يا أكرم الناس وأطهر ‏الناس وأشرف الناس موعدنا معكم في الخامس عشر من أيار مع المقاومة، مع الإمام موسى الصدر، مع السيد ‏عباس، مع الشيخ راغب، مع كل الشهداء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
 

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله  في المهرجان ‏الانتخابي الذي اقامه حزب الله في مدينتي صور والنبطية 9-5-2022.

اخبار متعلقة

كلمة مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي أقيم في مقام السيدة خولة (ع) في مدينة بعلبك 29-6-2025 2025-06-29
كلمة مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي أقيم في مقام السيدة خولة (ع) في مدينة بعلبك 29-6-2025
كلمة الوزير السابق وعضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي خلال المجلس العاشورائي الذي أُقيم في بلدة عنقون 29-6-2025 2025-06-29
كلمة الوزير السابق وعضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي خلال المجلس العاشورائي الذي أُقيم في بلدة عنقون 29-6-2025

الأحدث

كلمة مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي أقيم في مقام السيدة خولة (ع) في مدينة بعلبك 29-6-2025 2025-06-29
الجناح الاعلامي كلمة مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي أقيم في مقام السيدة خولة (ع) في مدينة بعلبك 29-6-2025
كلمة الوزير السابق وعضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي خلال المجلس العاشورائي الذي أُقيم في بلدة عنقون 29-6-2025 2025-06-29
الجناح الاعلامي كلمة الوزير السابق وعضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي خلال المجلس العاشورائي الذي أُقيم في بلدة عنقون 29-6-2025
كلمة الوزير السابق مصطفى بيرم في بلدة كفرحتى 29-6-2025 2025-06-29
الجناح الاعلامي كلمة الوزير السابق مصطفى بيرم في بلدة كفرحتى 29-6-2025
كلمةعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين خلال  المجلس العاشورائي الذي أُقيم في بلدة صير الغربية 29-6-2025 2025-06-29
كلمات النواب كلمةعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين خلال المجلس العاشورائي الذي أُقيم في بلدة صير الغربية 29-6-2025
ميديا
  • فيديو
حزب الله يشيع فقيد الجهاد والمقاومة الدكتور حيدر دقماق في مدينة النبطية 13-4-2022 2022-04-13
حزب الله يشيع فقيد الجهاد والمقاومة الدكتور حيدر دقماق في مدينة النبطية 13-4-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع أمين عام حركة الجهاد الإسلامية الأستاذ زياد نخالة 30-3-2022 2022-03-30
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع أمين عام حركة الجهاد الإسلامية الأستاذ زياد نخالة 30-3-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية 25-3-2022 2022-03-26
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية 25-3-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله بوزير الارشاد في الجمهورية الإسلامية الايرانية‏ 2-3-2022 2022-03-02
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله بوزير الارشاد في الجمهورية الإسلامية الايرانية‏ 2-3-2022

من نحن

العلاقات الاعلامية في حزب الله - جميع الحقوق محفوظة

اتصل بنا

تلفون: 01/274886 - 01/278680 تلفاكس: 01/274469 بريد alakatmedias@gmail.com

موقع العلاقات الاعلامية الاخباري