بيان صـادر عن حزب الله حول التطورات في فلسطين المحتلة - إن الولايات المتحدة الأميركية ليست شريكة في هذا الإرهاب المنظّم فحسب إنما هي المسؤولة الأولى عن ممارسته نتيجة تماهيها الكامل مع سياسة شارون الإجرامية وتبنيها لعدوانه الفاضح ضد الفلسطينيين واللبنانيين
بيان صـادر عن حزب الله حول التطورات في فلسطين المحتلة 23-1-2004
في سياق عدوانها الشامل على الشعب الفلسطيني تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تدميرها لمنازل الفلسطينيين في رفح ونابلس وغيرها من المدن والمخيمات، وترفق ذلك بمواصلة سياسة القتل المتعمد للأطفال والنساء والاغتيالات للمجاهدين وعزل القرى وحصارها، وتجريف المزروعات وسواها من الممارسات الإرهابية في جرائم هي بأقل المواصفات جرائم حرب تنـتهك حق الإنسان في حياته ومسكنه ولقمة عيشه.
وتأتي هذه الممارسات في ظل إصرار شارون على المضي في بناء الجدار العنصري الفاصل تمهيداً لتنفيذ خطة الفصل، التي تخفي النوايا الإسرائيلية الحقيقية ضد الشعب الفلسطيني بما يتهدد وجوده ومستقبله في فلسطين. ويرتكب العدو جرائمه البشعة في ظل دعم مطلق من الإدارة الأميركية التي بلغت بها الصلافة حداً غير مسبوق من تغطية الفظائع، وتقديم العون السياسي والمادي للإرهابيين الصهاينة وممارسة الضغوط على الهيئات الدولية كي تلوذ بالصمت إمعاناً في انتهاج سياسة إرهاب الدولة الرسمي المستند إلى غطرسة القوة.
إن الولايات المتحدة الأميركية ليست شريكة في هذا الإرهاب المنظّم فحسب إنما هي المسؤولة الأولى عن ممارسته نتيجة تماهيها الكامل مع سياسة شارون الإجرامية وتبنيها لعدوانه الفاضح ضد الفلسطينيين واللبنانيين. إذ لا تكتفي بيانات الدعم والتأييد، إنما تتجاوز كل الأعراف الديبلوماسية والقوانين الدولية إلى إطلاق التهديدات ضد الشعب الفلسطيني وضد لبنان وسوريا لثنيهم عن ممارسة حقهم الطبيعي في التمسك في وجودهم وأرضهم والدفاع عن سيادتهم وحريتهم.
لقد بلغ الدعم الأميركي لكيان العدو حداً مكّن حكومة شارون من شن حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني التي وصلت إلى درجة الإعلان المسبق عن خطط الاغتيال المتعمد للشخصيات الفلسطينية وعلى رأسها سماحة الشيخ المجاهد أحمد ياسين قائد ومؤسس حركة حماس وهو رمز من الرموز الكبار للشعب الفلسطيني وللعرب والمسلمين.
إننا أمام هذه الأخطار في فلسطين المحتلة ندعو إلى وقفة عربية وإسلامية تواجه الصلف الأميركي ـ الصهيوني بموقف حاسم يردع العدو عن غـيّه، ويحمي الشعب الفلسطيني بحيث يجعل العدو يفكر ملياً قبل الإقدام على ارتكاب مزيد من الجرائم.
إننا في حزب الله إذ نجدد وقوفنا إلى جانب أهلنا الصامدين في فلسطين، واعتزازنا وافتخارنا بصمودهم وبمقاومتهم الباسلة، نؤكد على مواصلة نهجنا المقاوم ضد الاحتلال الصهيوني لأرضنا مهما تصاعدت التهديدات الأميركية والصهيونية التي لن تثنينا عن التصدي للعدو بإمكاناتنا المتاحة لمنعه من انتهاك أرضنا وسمائنا ومياهنا، أو عن وقوفنا إلى جانب شعبنا المجاهد في فلسطين في انتفاضته ومقاومته البطولية لاستعادة حقوقه كاملة.