السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته، صياماً مقبولاً وإفطاراً مباركاً.
أتقدم منكم أولاً بأحر التبريكات بشهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران، كما أتقدم بالتهاني بعيد الفصح المجيد سائلاً المولى تعالى أن يعيد الفرح إلى القلوب والراحة إلى النفوس.
أشكر الأستاذ علي أحمد على هذه الدعوة الكريمة التي نلتقي فيها إعلاميين وأصدقاء وأتمنى له ولموقعه الموفقية والنجاح.
أغتنم هذه الفرصة لأدلي برأيي في عدد من القضايا الاعلامية ذات الاهتمام المشترك وأؤكد أولاً على موقع "صدى فور برس" وسائر الأصدقاء من المواقع الإلكترونية الأخرى الموجودين معنا هذا المساء على ضرورة التشدد في موثوقية ما يبثون من أخبار ومعلومات، وإذا كانت الصحف المعروفة التي تتمتع بميزتين هما الخبرة في التدقيق والوقت الإضافي يتم التعامل معها بأنه ( حكي جرائد)، فما بالك بوسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية التي تعاني أزمة موثوقية حادة وقابلية تزييف، وسطو على الحسابات وفائض معلوماتي، وأن لا نقع في فخ السبق الصحفي والتسرع وسحب الأخبار طالما أن الجميع "Online"، إنما البحث عن المميز والجاد والمفيد في المعلومات الجديدة، المقابلات المميزة، التغطيات المهنية المحترفة.
كما سوف أغتنم هذه الفرصة لأطرح على إدارات هذه المواقع العاملة في كنف المقاومة وخطها الفكري السياسي أو القريبة منها، فكرة غير جديدة وغير مستحدثة ولكنها باتت ضرورية وملحة إذ أننا نشهد المزيد من إنشاء الحسابات والمواقع التي تعاني صعوبات في التمويل وتتوجه إلى نفس الجمهور وتتنافس على نفس المعلومات وتكرر الجهود، لذا أقترح العمل على طاولة نقاش تستهدف الدمج الممكن في عملية غير قسرية، بهدف تقوية إمكاناتها، والاستفادة الأمثل من كوادرها الوظيفية وتطوير مهنيتها كي تتقدم إلى مراكز أفضل وتحقق الغايات المرجوة منها. إني أتعهد بدعم هذا النشاط وهذه المحاولة مالياً ومعنوياً وعلى كل صعيد ثقة بكم وايماناً بقدراتكم الابداعية وتطويراً للعمل الجماعي على حساب المواهب الفردية.
يعرف أهل المهنة أن الاصطفاف السياسي كان دائماً سمة من سمات الاعلام اللبناني، إن التمويل الخارجي ليس سراً مكتوماً، وإن الانخراط في صراعات الداخل والإقليم ترك بصماته على كل تفصيل من تفاصيل الحياة السياسية والإعلامية على حدٍ سواء، ولكن يدرك الجميع – بغض النظر عن الميل السياسي – أن الإعلام اللبناني لم يصل قط إلى مستوى أكثر انحداراً على مستوى المهنية والقيم الأخلاقية مما آل إليه اليوم والسبب واضح وجلي وهو المال السعودي الذي شوّه المفاهيم وضرب المهنية وأطاح بالقيم والأعراف واشترى الضمائر والأقلام ووضع لائحة بأسعار التصريحات والمواقف والمقابلات وأفسد فساداً عظيماً في حقل هو إبداع لبناني خالص متميز به عن أقرانه في المنطقة العربية ولن يأخذ أحدٌ بتاتاً دور بيروت في عالم النشر والصحافة والإعلام التي حافظت طويلاً على قدر رفيع من المهنية ومواثيق الشرف والاحتراف الرفيع. أما الآن وبسبب المال السعودي فقد طغت ثقافة الشتم على ثقافة التفكير والنقاش والآحادية على التنوع والأكاذيب على المصداقية والتفاهة على المعرفة، وطغت الحملات المدفوعة والمنصات المأجورة الثمن في غياب أي مرجعية قانونية أو فكرية تحفظ الإعلام اللبناني وموقعه الرائد ودوره الطليعي المتقدم.
أرغب في التطرق إلى عنصر من عناصر بناء العملية الإعلامية وهو المصطلح وهنا أختار نموذجين: الذئاب المنفردة والسياديون.
لقد اعتادت وسائل الإعلام بما فيها القريبة من المقاومة الفلسطينية استخدام مصطلح الذئاب المنفردة عن العمليات التي راجت أخيراً في فلسطين، وهو مصطلح غربي أساساً وتم نسبته لاحقاً إلى بعض عمليات التنظيم الارهابي الوهابي داعش، إنهم ليسوا ذئاباً بل مقاومين أبطالاً وإنهم ليسوا أفراداً بل هم جمع، هم الشعب الفلسطيني برمته من البحر إلى النهر وهم كنيسة القيامة ومهد المسيح ومسرى المصطفى (ص)، وهم فصائل المقاومة مجتمعة وإن إشاعة مصطلح الذئاب المنفردة إساءة إليهم وإلى نضالهم وإني أدعو إلى التفكير الجاد بمصطلح جديد يناسب الواقع الفلسطيني المقاوم.
ومن المصطلحات الشائعة الخادعة ( السياديون) وتحت شعارها ينطلقون إلى الساحات أو يخطبون على المنابر أو تتملق لهم بعض وسائل الإعلام أو يشكلون لوائح انتخابية، وهذا المصطلح يرسم حداً مع الآخرين، أي نحن ( التابعون). لن نطالبكم أبداً بوحدة المعايير ولا حتى في تعريف السيادة والاستقلال ولن نحملكم ما لا طاقة لكم به أي إدانة الاعدامات في السعودية أو الدفاع عن حقوق الإنسان في اليمن وسوريا ولا حتى الانتهاكات الصهيونية في القدس ولكن على الأقل إدانة الانتهاكات الإسرائيلية لسماء لبنان ولكنهم لا ينظرون إلى لبنان وطناً واحداً لجميع أبنائه ولا إلى سماء لبنان سماء لجميع اللبنانيين.
إن هذا الشعار الخادع ليس إلا غطاءً للانتماء الحقيقي: سياديون ضد المقاومة والتحرر حيث ما يكون هناك قضايا حق ونضال. سياديون في خدمة أمريكا ومشروع التطبيع مع إسرائيل لا في خدمة لبنان.
أود إذا تبقى لي من الوقت لأتطرق إلى الشأن الانتخابي المحلي. إني أعتقد جازماً أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها المقرر ولن يعطلها لا همس سفيرة ولا عراقيل تقنية ولا مخاوف مسؤول أمني. وفي هذا السياق دأبت بعض وسائل الإعلام ومراكز إحصاء وسفارات وقوى محلية بالحديث أن حزب الله لا سيما بعد العقوبات بات محاصراً داخل طائفته وهو يعاني من تراجع في شعبيته حتى داخل طائفته، وما أن بدأ تركيب اللوائح الانتخابية وظهرت على نحو واضح التحالفات السياسية في الساحتين الدرزية والسنية خاصة، ثم تلاها لقاء المصالحة الشديد الأهمية على طاولة إفطار سماحة الأمين العام حتى ظهر للعيان أن حزب الله يحوز أوسع شريحة تحالفات عابرة للطوائف والمناطق لا تتوفر لأي قوة سياسية أخرى.
إننا وحلفاءنا نتطلع بثقة إلى يوم الخامس عشر من أيار لخوض الانتخابات النيابية صفاً واحداً وبغرض وحيد هو الفوز المستحق في هذا الاستحقاق المصيري الهام.
وفي هذا السياق، يهمني الإشارة إلى أحدهم، وأحدهم هذا خصص جزءاً هاماً من خطاب سابق له في مناسبة كبيرة للحديث مع الشيعة وقرأ عليهم بعضاً من مزامير داوود والوصايا العشر إلى أن قال له بعض مستشاريه أن يكف عن هذا الحديث عديم الجدوى مع أهل المقاومة والبصيرة، ولكن الطبع غلّاب فعاد إلى نفس النغمة السابقة مخاطباً الشيعة ولكن هذه المرة من باب الهجوم على الوزير الحليف الأستاذ جبران باسيل، يهمني أن أؤكد أننا وحلفاؤنا من مختلف الطوائف والمناطق موحدون حول المقاومة ودورها في الدفاع عن لبنان وردع العدوان وإننا والتيار والوطني الحر متمسكون بتفاهمنا الثابت وروابطنا قوية وعلاقاتنا ممتازة ولا يزيدنا تشكيكٌ إلا تماسكاً وإننا والتيار الوطني الحر سنخوض الانتخابات النيابية سوياً ( كنا ورح نبقى نحمي ونبني) من أجل لبنان وشعبنا العظيم.