أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله يخوض معركة الإنتخابات كمعركة أوزان تعبّر عن الأوزان السياسية وصورة لبنان التي يريدها اللبنانيون، وفي مقابلة خاصة مع إذاعة النور ضمن برنامج السياسة اليوم قال سماحته: نحن لا نهتم بالأكثرية والعدد إنما بأن نكون قوة وازنة في البلد ونحاول قدر الإمكان أن نرفع عدد نوابنا ونواب حلفائنا لأن هذا يساعدنا في التعبير عن مواقفنا السياسية، وأضاف: إن خيارنا السياسي هو أن يكون البلد محرراً ونريده خارج التبعية لأميركا ولا نقبل بالتطبيع مع "إسرائيل"، موضحاً أن حلفاء حزب الله هم المتحالف معهم سياسياً وخصومه هم المختلف معهم سياسياً، وشدد الشيخ قاسم على أن حزب الله كان ولا يزال مع إجراء الإنتخابات في موعدها لأن الوضع الداخلي لم يعد يحتمل مزيداً من التدهور ويجب أن يحصل تجديد معين يمكن أن يتحقق مع الإنتخابات من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة مع أهمية حصول إجراءات إصلاحية، وأشار إلى أن السؤال اليوم يجب أن يوجه إلى الطرف الآخر: هل يريد فعلاً إجراء الإنتخابات؟، ورأى سماحته أنه لا يوجد أي دليل عملي من أي جهة محلية أو إقليمية أو دولية يقول بتأجيل الإنتخابات إنما هناك تمنيات من هذه الجهات وتوجد بعض الرغبات والتحليلات.
الشيخ قاسم أكد أن ما من حزب في لبنان كحزب الله يتناغم مسؤولوه بدقة عالية للتعبير عن الموقف السياسي، معتبراً أن من يشكك في ذلك يعمل لأهداف معروفة، وأوضح سماحته أن شورى حزب الله هي التي تقرّر في نهاية المطاف من هم المرشّحون المعتمدون وأن قواعدها للإختيار لها علاقة بالشخص وكفاءاته وصفاته والمرحلة التي سنقبل عليها، ولفت إلى أننا نواجه مشروعاً تتداخل فيه الأيادي الأميركية والعربية والغربية ويعتمد على الكذب والتحريض، ملخصاً الموقف بالقول: المعركة صعبة ويجب أن ننزل إلى الساحة حتى نفوز.
وحول معايير التحالفات، قال الشيخ قاسم: إن حليفنا هو من لا يقبل بالتبعية ويؤمن بالمقاومة ووفق شعار حزب الله الإنتخابي "نحمي ونبني" لدينا شقّان بتحالفاتنا يتعلقان بالحماية والبناء ونحن نريد أن نبني مع حلفائنا، مشدداً على أن العقوبات الأميركية وقفت حائلاً دون الذهاب شرقاً، وسأل سماحته: منذ العام 1992 ماذا حقّق من تحمّلوا مسؤولية البلد؟، لافتاً إلى أن التدهور الذي وصلنا إليه الآن هو عبارة عن تراكم بدأ من عام 1992 وما بعد، مشدداً على أن الإصلاحات الجذرية يفترض أن تنطلق وفق خطة التعافي إضافة إلى التفاهم مع صندوق النقد الدولي.
الشيخ قاسم أكد أن حزب الله يريد تحقيق إصلاحات مالية وسياسية واجتماعية للمضيّ إلى الأمام، معتبراً أن لبنان يستطيع ذلك وله مقدّرات مهمة جداً خاصة إذا ذهبت خطة التعافي باتجاه تحميل المسؤولية لمن تسبّب بالخسائر، أي المصارف، كما أكد سماحته أن مشروع حزب الله هو التشارك مع الجميع وحكومة وحدة وطنية وليس لديه أي مشروع لتغيير النظام أو ما يطرحه للتعديل، وقال: من كان لديه تعديل يراه مناسباً ثمة أطر قانونية لذلك.
ولفت الشيخ قاسم إلى أن حزب الله ساهم في بناء تحالف عريض جداً تتفق أطرافه على الخيار السياسي، مشيراً إلى أن الحلفاء يطمئنون لحزب الله ولصدق قيادته، ولفت إلى أن تجربة حزب الله في العمل السياسي والتحالفات فريدة من نوعها لأنه لا يبحث في التحالفات عن المكاسب، وأعرب سماحته عن الأسف لغياب تيار "المستقبل" عن الساحة السياسية كونه يتمتع بتمثيل وازن داخل الساحة السنية، لكن هذا خياره والمسيرة سوف تستمر.
نائب الأمين العام لحزب الله رأى أن الحديث عن رئاسة الحكومة وتأليفها لا يمكن التطرق إليه إلا بعد إجراء الإنتخابات النيابية، كما أن الحديث عن استحقاق إنتخاب رئيس الجمهورية مبكر وسابق لأوانه، وقال سماحته: بعد الإنتخابات النيابية سنرى المشهد ونبني موقفنا على أساسه.
وبخصوص عودة سفراء دول خليجية إلى بيروت، قال الشيخ قاسم: السفراء هم المعنيون بالحديث عن أهداف عودتهم إلى لبنان وحزب الله له سياسته في البلد وله خياره وجمهوره وواجباته تجاه الناس وسيستمر، مشدداً على أن بعض الأساليب لا تغير في الواقع شيئاً،كما أن العقوبات والتهديدات التي تعتمدها الإدارة الأميركة ودول غربية لن تحقق أهدافها.
وسأل الشيخ قاسم من يرفض سلاح المقاومة: كيف تحمون لبنان من العدو "الإسرائيلي" وتهديداته؟، مؤكداً أن جمهور المقاومة سوف يقترع لما فيه مصلحة لبنان وحمايته من الأعداء، ودعا مؤيدي المقاومة إلى الإقتراع بكثافة لخيار التمسك بها لأن ذلك يدفع الأخطار عن لبنان.
على صعيد آخر، أكد الشيخ قاسم أن العلاقات بين حزب الله وفرنسا جيّدة، لأن الفرنسيين أدركوا أن التفاهم مع الأطراف في لبنان يفرض أن يكون حزب الله جزءاً من هذا التفاهم، وأن أي خطوة لا يمكن أن ينجح بها الفرنسيون إن لم يكن حزب الله جزءاً من هذا المسار. وأضاف: "حتى الآن يوجد غضّ نظر أميركي عن الحراك الفرنسي في لبنان، والأميركيون بانتظار النتيجة".
الشيخ قاسم كشف عن زيارة إلى سفارة الفاتيكان في لبنان قام بها وفد من حزب الله، مشيراً إلى أن العلاقة مع الفاتيكان طبيعية وتقوم على الإحترام المتبادل، مشدداً على أن حزب الله أحد الأعمدة السياسية الأساسية في لبنان لا يمكن لأحد أن يتخطاها، مبدياً إستعداد حزب الله للتعاون مع أي فريق عربي أو دولي يهتم بلبنان ويكون صادق اللهجة ويتضح أن ليس لديه مؤامرة ضد لبنان.
وعن موقف حزب الله من الحرب الدائرة في أوكرانيا، أكد الشيخ قاسم أن حزب الله ليس جزءاً من معسكر ولا ينحاز إلى أي طرف، مشيراً من جانب آخر إلى أن المشكلة التي تؤخر توقيع الإتفاق النووي مع إيران هي رفض الجانب الأميركي رفع الحرس الثوري الإسلامي عن قائمة الإرهاب.
مقابلة الشيخ نعيم قاسم مع إذاعة النور