النائب حسن فضل الله من ياطر وكفردونين: على الحكومة أن تستنفر لإعادة أموال المودعين وليس لمواجهة القرارات القضائية.
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن حزب الله لا يواجه الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اللبناني وهو مكتوفي اليدين، بل يتصدّى لها بما لديه من إمكانات وقدرات ويُحاول التخفيف منها، ونحن نعتبر أنفسنا في حالة حرب اقتصادية تحتاج إلى الصمود وسننتصر عليها، ولن يتمكن أعداؤنا من تحقيق أهدافهم باستهداف شعبنا في لقمة عيشه بعدما هزمهم في الحروب العسكرية.
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله وفاء لعطاءات المربي الراحل علي سويدان (والد الشهيد محمد سويدان) في حسينية بلدة ياطر الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلة الراحل، وجمع من الأهالي.
وقال النائب فضل الله: الشعب اللبناني يحتاج إلى من يقدم له الحلول، وهي من مسؤولية الحكومة التي نسعى من خلالها للإسراع في وضع خطة التعافي المالي والاقتصادي، وتحميل الخسائر لمن تسبّب بالأزمة وليس للمودعين، وموقفنا هو إلى جانب المودعين الذين وضعوا أموالهم أمانة في المصارف التي عليها أن تعيدها إلى أصحابها، وكذلك فإننا نرى أن هناك ممارسات سيئة من المصارف بما يتعلق بمعاشات الموظفين في الإدارة العامة والمتقاعدين، حيث أن إدارات هذه المصارف تحاول إذلال الناس والمودعين والموظفين، وعدم إعطائهم الحقوق المتوجبة عليها.
وأضاف: كان الأحرى بالحكومة أن تستنفر ليس لمواجهة قرارات قضائية، وإنما لتفرض على المصارف إعادة أموال المودعين، والجميع رأى أنه مجرد أن أصبح هناك تحرك قضائي، استنفرت بعض الأطراف الموجودة في السلطة والمعارضة، ووجدنا أن هناك تشكّلاً من متناقضين، ممن هم على ضفتي نقيض، فهناك من في الحكومة، وهناك من يدعي أنه معارضة، وهناك من يدعي أنه ثورة، التقوا جميعهم من أجل حماية ما تقوم به هذه المصارف، وهناك من يريد أن يتجاوز القانون من أجل حماية هذه المصارف التي استولت على أموال المودعين، بينما موقفنا هو تطبيق القانون، وأن يأخذ الناس حقهم من خلاله، وهو ما عملنا عليه عندما باشرنا مكافحة الفساد، فهناك من كان يطالبنا بالقيام بتحرك شعبي أو استخدام القوة أو القيام بثورة، ولكننا قلنا للجميع سنواجه الفساد عبر مؤسسات الدولة والقضاء رغم ما فيه من إشكالات، وهذا هو الخيار الصحيح.
ورأى أنّ المعركة الانتخابية التي يشهرها خصوم المقاومة ضدها في تحريضهم وبرامجهم ليست معركة محلّية، أي أنها ليست تنافساً بين أفرقاء لبنانيين، لأن المعركة ضد المقاومة فرضتها الإدارة الأميركية عبر سفارتها في بيروت، فهي تريد من هذه الانتخابات استكمال الحصار الاقتصادي والمالي على لبنان بحصار سياسي على المقاومة، فهذا هو مشروعهم وهدفهم الذي يعلنون عنه جهاراً في النهار من خلال الخطابات، وفي الليل عبر الشاشات.
وقال: إنّ خصومنا لم يأتوا بعناوين إنقاذية إصلاحية مالية اقتصادية كي يتنافس المواطنون بين بعضهم على من يخدم الناس، ومن يقدّم لهم برنامجاً حقيقياً للخروج من هذه الأزمة المالية الاقتصادية التي يعاني منها كل الشعب اللبناني، وإنما نسمع في الداخل خطاباً تحريضياً طائفياً متوتراً يريد أن يستفز شعبنا وأهلنا، وهذا الخطاب هو الذي سيدفع الناس أكثر فأكثر للذهاب إلى الانتخابات، لأنّهم سيدافعون من خلال أصواتهم عن مقاومتهم التي حرّرت أرضهم وتحمي وجودهم، وهم يرون كيف تتعرّض للاستهداف السياسي من خلال الانتخابات، ولكن رغم ما نسمعه من خطاب هابط، لن ننزلق إلى هذا المستوى من الخطاب البذيء الذي يفتقد إلى الأدب والأخلاق واللياقات.
وخلال حوار سياسي شعبي في بلدة كفردونين، قال النائب فضل الله إننا من خلال مشاركتنا في مؤسسات الدولة لا نبحث عن سلطة ومواقع، بل فرضت علينا ضرورات حماية المقاومة، والدفاع عن مصالح الناس مثل هذه المشاركة، وعندما حصل فريقنا السياسي على الأكثرية النيابية في العام ٢٠١٨ لم نستأثر بالسلطة، بل سعينا لأوسع مشاركة حتى من خصومنا، لأننا نؤمن بأن بلدنا لا ينهض إلا بالشراكة، فتركيبته تتطلب مثل هذه الشراكة، لأن طبيعة نظامه تجعله مختلفاً عن غيره من الدول التي تتنافس فيها الأحزاب على أساس برامج انتخابية، فمن يفوز يحكم ببرنامجه الانتخابي، ويتحوّل الآخرون إلى المعارضة، وهذا ما لا يطبق في لبنان بسبب طبيعة توازناته الطائفية والسياسية.
وأضاف: هم أصحاب نهج التفرد والاستئثار وأخذ البلد إلى متاهات خطيرة سياسية واقتصادية وأمنية أكثر بكثير من الخطورة الحالية، فلا يمكن أن يؤتمنوا على مصالح اللبنانيين، ونجد لديهم الاستعداد لجعله رهينة للخارج سواء كان دولا أو مؤسسات مالية دولية.