شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش: على ان الانتصارات والانجازات التي حققتها المقاومة والشهداء والقادة الشهداء على امتداد كل المراحل الماضية كانت قاعدتها الاساسية تكمن في الروحية الايمانية والجهادية التي امتلكوها وليس في معادلة السلاح الذي نملكه ولا في العدة والعدد ولا في المعادلات العسكرية ، وهذه الروحية هي التي كانت تدفع بالمجاهدين لاقتحام القلاع والحصون الصهيونية بكل عزم وشجاعة.
وقال خلال احتفال بذكرى ولادة الامام علي (ع)وذكرى القادة الشهداء اقامه حزب الله في بلدة الغازية: ان قاعدة الانتصار الأكبر هي ان الذين يعشقون الموت هزموا الذين يهابون الموت، وان الذين يرون في الموت والشهادة طريقا الى الحياة الخالدة هزموا الذين يرون في الموت فناء وضياعا ، وهذه هي المعادلة الاساسية التي استندت اليها تجربة المقاومة وتجربة مجاهديها وشهدائها وقادتها الشهداء.
ورأى ان الاستهداف الامريكي والسعودي والاماراتي المتواصل للمقاومة، والعقوبات التي تواصل الادراة الاميركية فرضها على لبنان تكشف عن عدوانية أمريكية سعودية تجاه بلدنا وتجاه دول وشعوب المنطقة، وجنوح نحو الهيمنة والسيطرة والاستفراد والابتزاز وفرض الاملاءات.
واشار: الى ان الادارة الامريكية تسطو على اموال الشعوب وتحاول سرقة الثروات والمقدرات للدول وقد سلبت قبل ايام بقرار من الرئيس الامريكي اموال الشعب الافغاني التي أودعها البنك المركزي الأفغاني في نيويورك بعد انهيار الحكومة السابقة، وحدث هذا في وقت يبيع فيه الآباء الافغان أعضاءهم لإطعام أبنائهم، ويعاني 98% من الشعب الافغاني نقصا في الطعام . معتبرا: ان هذه السرقة هي سرقة علنية موصوفة وهي ليست الوحيدة، ففي لبنان ايضا تحاول الادارة الاميركية سلب بعض حقوقه النفطية لمصلحة اسرائيل من خلال تقديم بعض المقترحات التي لا تصب في مصلحة لبنان، ومن خلال سياسة الابتزاز التي تمارسها في مسألة ترسيم الحدود البحرية، بعد ان ساهمت من خلال رعايتها للفساد وحمايتها للفاسدين وللمصارف في لبنان من الاستيلاء على اموال المودعين وإفقار الشعب اللبناني .
ولفت الشيخ دعموش: الى ان اميركا تواصل محاولات فرض هيمنتها على لبنان من خلال تدخلها بشكل مباشر في الانتخابات النيابية ، حيث تفرض التحالفات والترشيحات وتضخ المال الانتخابي لتغيير المعادلات وتحقيق اهداف سياسية لها علاقة بالمقاومة وثروات لبنان وأمن الكيان الصهيوني، لكن هذا لن يتحقق لان نتائج الانتخابات أيا كانت، لايمكنها ان تغير التوازنات القائمة في البلد ، فلبنان محكوم بالتوافق بين ابنائه وبمجموعة من الثوابت الوطنية التي لا يحيد عنها، لانها تشكل عناصر قوته ومنعته.
واوضح الشيخ دعموش: اننا عندما نعارض فرض رسوم جديدة في الموازنة ونرفض أن تتضمن أي بنود تطال جيوب المواطنين وتزيد من فقرهم، لا ننطلق في ذلك من موقف شعبوي كما يظن البعض، وانما ننطلق من موقف مبدئي يراعي حقوق الناس ومصالحهم واوضاعهم والضائقة المعيشية التي يعانون منها.
وقال: البعض يتهمنا بالشعبوية واننا انما نعترض على الموازنة لاننا نخشى من نقمة الناس علينا على ابواب الانتخابات النيابية وهذا ليس صحيحا ، نحن لا ننطلق في مواقفنا من هذا الموقع بل من موقع الاحساس والشعور بمعاناة الناس، فلا نريد ان نحملهم المزيد من الاعباء بعد ان أرهقتهم أعباء الازمة الاقتصادية، فنحن لدينا ملاحظات وتعديلات على بعض بنود الموازنة لانها تتضمن فرض رسوم جديدة، وسجلنا اعتراضنا على الطريقة التي تم فيها إقرار الموازنة في مجلس الوزراء لأنها طريقة غير مقبولة.
واضاف: نحن نستند في موقفنا من الموازنة الى هذه الخلفية وليس الى خلفية شعبوية او انتخابية، لاننا لسنا خائفين على شعبيتنا ولا على وضعنا الانتخابي، لاننا نعرف ان شعبنا الوفي والصادق الذي وقف معنا في أحلك الظروف وتبنى خيار المقاومة وقدم أغلى التضحيات، لن يبخل بصوته للمقاومة في الانتخابات وفي غير الانتخابات، ونحن على ثقة بان شعبنا الذي قدم الدماء وصبر وثبت وصمد في مواجهة التحديات والضغوط والحروب والحصار والعقوبات لن ينساق الى الاهداف التي تريدها اميركا وحلفاؤها وادواتها في الداخل، وهو بمواقفه الداعمة للمقاومة وخياراتها في كل المراحل السابقة خيب آمال الامريكيين ومن معهم، وفي هذا الاستحقاق سيخيب آمالهم مجددا.
وتابع: نحن مطمئنون الى خيارات شعبنا، وانهم واعون تماما لما يخطط له الامريكي لهذا البلد، ويعرفون تماما ان الادارة الامريكية التي تحاصر لبنان، وتفرض عقوبات على لبنانيين، وتحاول تحقيق الاطماع الاسرائيلية في مسألة ترسيم الحدود البحرية والاستيلاء على حقوق لبنان النفطية، وتعرقل وصول الكهرباء الى لبنان،وتمنع المساعدات عنه، لا تريد الخير لهذا البلد مهما حاولت بعض وسائل الاعلام تلميع صورتها، بل تريد تحقيق اهدافها في لبنان لمصلحة اسرائيل وليس لمصلحة الشعب اللبناني، وشعبنا لا يمكن ان يقبل بتحقيق ما تريده اسرائيل، كما لا يمكن ان يخضع لابتزاز احد او ان يسترضي احدا على حساب حقوقه وثرواته ومصالحه الوطنية .
واعتبر : ان محاولات استرضاء بعض دول الخليج على حساب الحريات والكرامات يضر بسمعة لبنان وموقعه وتاريخه، ويجعل لبنان عرضة للمزيد من الابتزاز وفرض الاملاءات، وهذا امر مرفوض لا يمكن ان نقبل به إطلاقا .
كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في بلدة الغازية 16-2-2022