باسمه تعالى
6-2-2022
السيد صفي الدين من دير قانون رأس العين: لن نقبل أن يسير لبنان بركب التطبيع، ويجب أن يكون هناك تغيير واقعي وحقيقي في معالجة القضايا المالية والاقتصادية والمعيشية.
أحيت بلدة دير قانون رأس العين ذكرى مرور أسبوع على رحيل فقيد العلم والحوزة العلمية سماحة العلامة الجليل الشيخ حاتم اسماعيل في حسينية بلدة دير قانون رأس العين، بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميّد، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي، عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الدكتور خليل حمدان، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله عبد الله ناصر، المسؤول التنظيمي لحركة أمل في إقليم جبل عامل علي اسماعيل، وممثلين عن المرجعيات الدينية، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم تحدث السيد صفي الدين فلفت إلى أن البعض يطرحون في كل يوم وكل ساعة الكثير من الأكاذيب والتهم الباطلة بوسائل الإعلام ومن خلال الحملات المضللة السياسية والإعلامية والنفسية، تخفي وراءها حقيقة واحدة يجب أن يعرفها الجميع، وهي إيقاف المقاومة تحت عنوان أن البلد بحاجة إلى إنقاذ، وهم في الحقيقة يطلبون من المقاومين والمضحين وعوائل الشهداء واللبنانيين الشرفاء، أن يلتحقوا بركب المطبّعين الأذلاء في هذه المنطقة.
وأضاف السيد صفي الدين لقد جاءت الأوامر من الملوك والأمراء بأنه يجب على الجميع بأن يسيروا بركب التطبيع، ولكن هل هناك عاقل يتخيّل في هذه المنطقة وفي هذا العالم أننا سنقبل أن يكون لبنان في ركب هؤلاء، لا سيما وأن إسرائيل الغاصبة قتلت ودمّرت وعادتنا وتعادينا وتستهدفنا وتهددنا بنفطنا ومياهنا وأرضنا ووجودنا وسيادتنا، متسائلاً هل نسينا 17 أيار وما قبله، وبالأمس دولة رئيس مجلس النواب تحدث عن ذكرى 6 شباط، فهل نسينا كل تلك المؤامرات التي تم غزو لبنان من أجل أخذه إلى مكان آخر، مشيراً إلى أننا في تلك الأيام كنّا أضعف، ولم تكن المقاومة منتصرة ومحررة ونموذجية أذلت وأخضعت إسرائيل، وبالرغم من هذا كله لم نقبل، واليوم نحن أقوى ومنتصرون، فهل يتخيّل هؤلاء أننا سنقبل بالسير بركب التطبيع، فهؤلاء يتخيّلون ويتوهمون، وهذا هو أحد أهم أبعاد هذا الصراع وعناوين قلب المفاهيم والتخبّط الذي يحتاج إلى علم ومعرفة وموضوعية.
وشدد السيد صفي الدين على أن الذين يستغلون أوجاع الناس من أجل أن يقولوا لهم أن المقاومة هي المسؤولة عن كل مصائب وشنائع هذا البلد، هؤلاء يتحدثون بخطاب خبيث، يخدمون فيه من يريد أن يأخذ لبنان إلى ضفة الاستسلام والخضوع، وحينما يصبح لبنان (وهذا لن يحصل) في ضفة الاستسلام والخضوع، فهذا يعني أن النفط والمياه والسيادة والمستقبل في لبنان باتوا في خبر كان.
وقال السيد صفي الدين هناك خلاف في لبنان وهناك آراء، ونحن نعترف أننا نختلف بالرأي وبالموقف مع الذين يريدون أن يعالجوا القضايا المالية والاقتصادية بالعقيلة الماضية، وهذا أحد أهم أوجه الخلاف، متسائلاً لماذا يدعوننا البعض في لبنان من جديد إلى اعتماد نفس السياسات الماضية طالما أن كل اللبنانيين سلّموا واعترفوا أن السياسات المالية والاقتصادية الخاطئة، البنكية وغير البنكية، أودت بلبنان إلى الهاوية.
ودعا السيد صفي الدين إلى تغيير واقعي وحقيقي، وأن يكون الحل والعلاج المالي والاقتصادي والمعيشي معتمداً أولاً وقبل أي شيء على اللبنانيين أنفسهم، وأن تكون الخطط والبرامج من وحي العقل اللبناني، وأن يكون المال الذي نأتي به للمعالجة أساساً من إنتاج الابداع اللبناني، وهذا يحتاج إلى مشوار طويل، ويجب أن نسلك هذا الطريق طالما أن التعب قائم على أي حال، لافتاً إلى أن الطرف الآخر في لبنان عندما يهاجمنا يتهمنا بأننا نقفل عليه باب الخارج، وهذا يعني أن هؤلاء مسلّمين بأن الحل يكمُن بالخارج وليس بالداخل، وهذه نقطة ضعف قوية في ثقافة هؤلاء وفي ما يدعون إليه.
وختم السيد صفي الدين مشدداً على وجوب أن يعتمد لبنان على نفسه، وأن يكون جيشه الوطني قوياً ومستقلاً، وأن يكون اقتصاده وطنياً ومستقلاً، وأن لا يخضع لبنان لا لجشع البنوك ولا لطمع هؤلاء المتوحشين الذين لا يشبعون، فلا يصح لأحد أن يطلب منّا العودة من جديد إلى نفس التجربة، وهذه أحد عناوين الخلاف الأساسية بيننا وبين هؤلاء، وهذا هو مقتضى العلم والمعرفة والموضوعية، وهذا ما دعونا إليه وما ندعو إليه من جديد.
كلمة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين في احتفال تأبيني في بلدة دير قانون رأس العين 6-2-2022