العلاقات الاعلامية في حزب الله
  • بيانات حزب الله
    • بيانات محلية
    • بيانات إقليمية
    • بيانات دولية
    • بيانات المقاومة الإسلامية
    • بيانات تربوية
    • بيانات نقابية
  • الأمين العام لحزب الله
  • سيد شهداء الأمة
    • خطابات عامة
    • خطابات يوم الشهيد
    • خطابات يوم القدس العالمي
    • خطابات عاشوراء
    • خطابات ذكرى القادة - 16 شباط
    • خطابات ذكرى التحرير
    • خطابات حرب تموز 2006
    • خطابات ذكرى انتصار اب
    • لقاءات واتصالات
    • خطابات عيد التحرير الثاني
    • مقابلات إعلامية
    • بيانات وبرقيات
    • برقيات تلقاها سماحته
    • خطابات الانتخابات النيابية 2022
  • كتلة الوفاء للمقاومة
    • كلمات النواب
    • بيانات الكتلة
    • تصاريح وحوارات إعلامية
    • أنشطة ولقاءات
  • قيادة حزب الله
    • الشيخ نعيم قاسم (2014 - 2024)
    • السيد ابراهيم أمين السيد
    • الشيخ محمد يزبك
    • السيد هاشم صفي الدين
    • الحاج حسين الخليل
    • النائب محمد رعد
    • الشهيد السيد عباس الموسوي
  • العلاقات الإعلامية
    • الحاج محمد عفيف
    • بيانات وأنشطة
  • أنشطة
  • كلمات ولقاءات

كلمة السيد حسن نصر الله في مهرجان يوم ‏الشهيد 11-11-2021

كلمة  السيد حسن نصر الله في مهرجان يوم ‏الشهيد  11-11-2021
خطابات يوم الشهيد الجناح الاعلامي كلمة السيد حسن نصر الله في مهرجان يوم ‏الشهيد 11-11-2021
2021-11-12

إلى أرواح الشهداء جميعاً  نُهدي ثواب الفاتحة.‏
أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله ربّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على ‏سيّدنا ونبيّنا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبدالله، وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين، وصحبه الأخيار ‏المنتجبين،  وعلى جميع الأنبياء والمرسلين‎.‎
السادة العلماء، عوائل الشهداء، الإخوة والأخوات، الحضور الكريم، السّلام عليكم جميعاً ورحمة الله ‏وبركاته‎..‎
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد:" والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ‏ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم" صدق الله العلي العظيم.‏
أولاً أُرحب بكم جميعاً وأشكر حضوركم الكريم في جميع المناطق التي نَلتقي ونَجتمع فيها الآن، التحية ‏للإخوة والأخوات جميعاً في حسينية دير قانون النهر، بلدة أمير الإستشهاديين الإستشهادي أحمد قصير، ‏في حسينية النبطية، في مركز الإمام الخميني في بعلبك، في حسينية في مجمع الهرمل، في المعيصرة في ‏كسروان، وهنا في الضاحية الجنوبية في قاعة الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قدس سره الشريف).‏
اليوم كما في كل سنة في 11-11 نُحيي ذكرى يوم الشهيد، للتذكير فقط لمن يُتابعوننا وُيُواكبوننا على ‏الشاشات على التلفزيون، هذه المناسبة تعود ذكراها إلى 11-11 – 1982، أي بعد الاجتياح الإسرائيلي ‏للبنان بأشهر قليلة، عندما قام فاتح عصر العمل الإستشهادي في لبنان وأمير الإستشهاديين أحمد قصير، ‏الشاب الذي لم يَبلغ العشرين من العم، بإقتحام مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور، والذي ‏أدى إلى تدمير هذا المقر بالكامل، وأَسقط ما يَزيد عن مئة ضابط وجندي إسرائيلي في أقوى ضربة ‏عسكرية تَلقاها العدو من حركة مقاومة منذ قيام هذا الكيان.‏
وفي كل سنة، كُنت أُجدد القول وأقول: ما زالت عملية الإستشهادي أحمد قصير الأقوى في تاريخ ‏المقاومة، على أمل أن تأتي عملية أقوى منها إن شاء الله في المستقبل للمقاومة في قلب فلسطين وفي عمق ‏فلسطين أو في أي ساحة من ساحات المواجهة مع العدو الإسرائيلي.‏
إختار حزب الله منذ البداية هذا اليوم العظيم والمبارك في تاريخ المقاومة، في تاريخ المقاومة في لبنان ‏عموماً، في تاريخ المقاومة الإسلامية تحديداً، وفي تاريخ المقاومة في المنطقة في مواجهة المشروع ‏الصهيوني، إختار هذا اليوم ليكون يوماً لكل شهدائه، يوماً لكل شهدائه، نحن نَعتبر هذا اليوم هو بمثابة ‏ذكرى سنوية لكل شهيدٍ وشهيدةٍ في مسيرتنا، من علمائنا وقادتنا، من سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد ‏عباس الموسوي إلى أُم ياسر إلى إبنه حسين، إلى شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ الشهيد السعيد ‏الشيخ راغب حرب( رضوان الله تعالى عليه)، إلى قادتنا الجهاديين الكبار: الحاج عماد مغنية، السيد ‏ذوالفقار، القادة الكُثر، الذين لا أُريد أن أقول إسماً حتى لا أقول أسماء وأترك أسماء أخرى، إلى شهدائنا ‏الإستشهاديين الذين اقتحموا بأجسادهم وأرواحهم مواكب العدو وقلاع العدو، إلى كل شهدائنا المجاهدين ‏الذين حضروا في كل الميادين وفي كل الساحات، ودافعوا عن هذا البلد وعن هذه الأمة وعن هذه القضية، ‏هذه ذكرى سنوية لهم جميعاً، ولذلك كل عائلة شهيد في حزب الله وفي مسيرتنا المقاومة تَعتبر هذا اليوم ‏يوم شهيدها، سواءً كان هذا الشهيد أباً أو أخاً أو زوجاً أو إبناً أو عَماً أو زوجةً أو إبنةً، الكل يَحمل هذه ‏المشاعر في مثل هذا اليوم.‏
نحن طبعاً في مسيرتنا وفي ثقافتنا للشهيد مكانة عالية جداً، نحن نُعظم الشهداء، ولقائنا اليوم أحد تعابير ‏عن هذا التعظيم، نَحترم الشهداء، نُقدر الشهداء، وهذا في الحقيقة إلتزاماً بإيماننا الإسلامي والقرآني، ‏وإتباعنا لأنبياء الله سبحانه وتعالى، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي عَظمهم وهو الذي خَصهم بالذكر ‏والفضل وعُلو الدرجات، وقال: أنهم عنده، وأنهم أصحاب الأنوار في ذلك العالم، في الآيات القرآنية، في ‏الروايات ، في الأحاديث ما تَسمعونه على مدار السنة عن حياتهم عند الله سبحانه وتعالى، عن حياتهم ‏الحقيقية الآن في هذا الوجود، عن مكانتهم، عن درجتهم، عن عُلو درجاتهم، عن جوارهم، عن الروح ‏والريحان والرضوان، هذا كله من ثوابتنا الإيمانية والعقائدية، ونحن تَبعاً لهذا التوجيه ولهذا التعليم أيضاً ‏نُعظمهم، ليسوا لأنهم إخواننا أو لأنهم أبنائنا أو أحبائنا، ليس انطلاقاً فقط من العلاقة العائلية والعاطفية، ‏وهذا مكانه محفوظ، وإنما انطلاقاً أيضاً من هذه الخلفية الإيمانية والقرآنية.‏
نحن نُعظم الشهداء منذ البداية، حتى شهداء ما قبل الإسلام، الإسلام جاء وعظمهم وقدمهم للمسلمين في ‏بداية الدعوة الإسلامية مع رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)، قدمهم كنموذج وأُسوة وقدوة ليقتدي بها ‏المسلمون، ليصبروا وليتحملوا وليطيقوا وليثبتوا في هذا الطريق الصعب، طريق ذات الشوكة، ولطالما ‏قرأنا في رواياتنا عن أتباع الأنبياء (عليهم السلام)، الأتباع السابقين، الأنبياء السابقين، وخصوصاً عن ‏أتباع السيد المسيح( عليه السلام)، خصوصاً في المراحل الأولى، كم عُذّب هؤلاء، في بعض الروايات ‏كانت تقول لنا أنظروا إلى هؤلاء الذين سبقوكم، قُطّعوا، قُرّضوا ‏بالمقاريض، يعني قطعوهم بالمقص ‏وبالسكاكين والسيوف، كانوا يقطعوهم أعضاءً أعضاء، كانوا ‏يصلبوهم، كانوا يجلدوهم، كانوا ‏يحرّضوهم، هناك قرية بكاملها حفروا لها أخدوداً وملأوه بالنار وخيّروهم ‏بين أن يُلقو في النار ويثبتوا ‏على ايمانهم وبين أن يتخلوا عن ايمانهم لينجوا من هذه الحفرة من عذاب ‏النار، ولكنهم في هذه القصة ‏الكبار والصغار والرجال والنساء والأطفال رفضوا أن يتخلوا عن إيمانهم ‏وهذا درس لنا حتى في هذا ‏الزمن. اليوم الأخدود هو أخدود من نوع آخر، ليس أخدوداً من نار ملتهبة، ‏أخدود أزمات معيشية وحصار ‏وضغوط نفسية وحروب إعلامية وما شاكل، وضعوهم على حافة الأخدود ‏ووضعوهم بين خيارين إما أن ‏تكفروا بالله الواحد الأحد وتتخلوا عن إيمانكم وإما أن نلقي بكم في هذا ‏الأخدود، واختاروا طريق الشهادة ‏ولذلك عظّمهم القرآن وعظّمهم رسول الإسلام، والشهداء منذ بداية هذه ‏المسيرة الإسلامية هم معظمون ‏عندنا، من أول شهيدة في الإسلام السيدة سمية أم عمار وزوجها الشهيد ‏ياسر أبو عمار، وهذه طبعاً قد ‏يكون فيها إشارة معنوية خاصة أن يكون أول دمٍ يُراق في سبيل الإسلام ‏ودعوة التوحيد وثورة المظلومين ‏في مكة أن يكون لإمرأة، لسيدة هي السيدة سمية ولرجل هو كبير في ‏السن، وهذا يعني أنه منذ البداية تقدم ‏الآباء والأمهات ولحق بهم الأبناء وواصلوا هذا الطريق وثبتوا في ‏هذا الدرب. شهداء الإسلام في بدر، ‏شهداء الإسلام في أحد، شهداء الإسلام على طول الطريق كانوا دائماً ‏موضع احترام وتقدير، إلى شهداء ‏كربلاء الذين لهم مكانة خاصة عندنا، بالأخص شهداء بدر وشهداء ‏كربلاء نتيجة ما بينهما من صلة ‏وعلاقة وثيقة في خلفيات المعركة، في طبيعة المعركة، في نتائج ‏المعركة، نتحدث عن ذلك عادة وطويلاً ‏في مواسم عاشوراء. إذاً هؤلاء الشهداء عندنا هم موضع تقدير ‏وتعظيم واحترام كبير جداً. ‏
نحن نرى أيضاً في الشهداء – غير انجازاتهم نتحدث عنها بعد قليل – نرى فيهم ثروة هائلة لنا، ‏ثروة ‏روحية ومعنوية وعاطفية، ببركة هؤلاء الشهداء في بيوتنا، في مدننا، في قرانا، في أحيائنا، في ‏عائلاتنا ‏وعشائرنا، في كل مناطقنا، ببركة هؤلاء الشهداء هناك عاطفة، هناك حميم، هناك حب، هناك ‏عشق، هناك ‏آثار نفسية، هناك روح لا تموت وعيون تذرف الدموع وقلوب تخفق بالحب وبالشوق لهؤلاء ‏الأحبة الذين ‏غادرونا، هؤلاء أيضاً ثروة ثقافية وفكرية لنا، اقرأوا وصاياهم، لا تستصغروا أعمارهم ‏وتقولوا هذا ابن ‏‏16 وهذا 18 وهذا 19 ماذا سيكتب؟ اقرأوا وصاياهم، كان الإمام الخميني (رضوان الله ‏تعالى عليه) يُوصي ‏بقراءة وصايا هؤلاء الشهداء ويقول أنّ قلب الإنسان وعقل الإنسان يهتز عندما يقرأ ‏هذه النصوص التي ‏تحوي الكثير من المعاني العقائدية والعرفانية والمفاهيمية والأخلاقية لأن هؤلاء علّمهم ‏الله، الله سبحانه ‏وتعالى ألقى في قلوبهم وفي عقولهم هذا النور، هؤلاء ثروة ثقافية، ولذلك الأخوة ‏يحرصون في السنوات ‏الأخيرة على طباعة وصايا الشهداء وأنا أوصي بقراءة وصايا الشهداء المطبوعة ‏حتى لا تبقى مطبوعة، ‏بكتابة سير الشهداء، لأن سيرة كل واحد منهم تستحق أن تكون نموذجاً وقدوة ‏وأسوة لنا. ‏
أيضاً نحن نُعظّم عوائل الشهداء، العائلات المضحية، العائلات الصابرة، العائلات المحتسبة، ‏العائلات ‏الثابتة في هذا الطريق الصعب، منذ لحظة الاستشهاد وعلى طول الطريق نحن لم نرَ من عوائل ‏الشهداء ‏إلا كل ثباتٍ وكل اعتزازٍ وكل فخر بشهدائهم وكل ايمان وكل صدق وكل إخلاص وكل استعداد ‏لتقديم ‏المزيد من التضحيات ولطالما سمعت في الماضي عندما كنت أتشرف بزيارة بيوت عوائل ‏الشهداء ‏ولطالما سمع إخواني الذين يتشرفون بزيارة عوائل الشهداء لطالما سمعوا من الأباء والأمهات ‏أنهم ‏مستعدون لأن يقدموا بقية أبنائهم وبناتهم وكل فلذات أكبادهم ليستمر هذا الطريق ولتبقى المقاومة ‏ولتتحقق ‏الأهداف، هؤلاء بحق عوائل الشهداء الذين عندما يقول عنهم الإمام الخميني (قدس سره): أنتم يا ‏عوائل ‏الشهداء عين الأمة ومصباحها، بكم نرى الطريق وبضياء نوركم ومصابيحكم نكشف كل هذه ‏الظلمات ‏ونمضي، نمضي بثبات عندما نرى ثباتكم، عندما نرى ابتسامتكم، عندما نرى صلابتكم، عندما ‏نرى ‏صمودكم، نُواصل طريقنا بصلابة وبثبات وبطمأنينة وبشجاعة، نَستمدها منكم لأنكم أنتم الذين ‏تتقدمون ‏الجبهة في عطاء الدم وفي عطاء العاطفة وفي عطاء الموقف.  ‏
من أهم المسؤوليات اتجاه الشهداء وعوائل الشهداء وكل المضحين، الجرحى وعائلات الجرحى ‏والأسرى ‏المحررين ومفقودي الأثر، هو الاعتراف بفضلهم في مقابل الجحود، الاعتراف بفضلهم أولاً، ‏معرفة ‏فضلهم والاعتراف بفضلهم والشكر لهم، "ولئن شكرتم لأزيدنكم"، الجحود والنكران يؤدي إلى ‏الضياع ‏وإلى الخسارة. نحن أمة نعرف فضل شهدائنا وكل الشهداء في هذه الأمة، أنا لا أتحدث هنا فقط ‏عن شهداء ‏حزب الله، كل الشهداء الذين استشهدوا في لبنان في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومشاريع ‏الهيمنة ‏الأميركية في المنطقة، شهداء لبنان، شهداء فلسطين، شهداء سوريا، شهداء إيران، العراق، ‏اليمن، ‏البحرين، في كل منطقة في بلادنا وفي عالمنا في مصر وفي الأردن في العقود السابقة، كل هؤلاء ‏الشهداء ‏نحن نعرف فضلهم على شعوبنا وعلى أمتنا ونَعترف بهذا الفضل ونَشكر لهم ولعائلاتهم ما قدموا ‏وما ‏أعطوا. ‏
هنا أَدخل إلى الشق السياسي من خطابي ومن حديثي، نحن هنا عندما نتوقف أمام انجازات الشهداء في ‏يوم ‏الشهيد نحن نَتحدث عن انجازات ملموسة وليس عن ادعاءات، تعرفوا في السجال الموجود في لبنان ‏دائماً ‏نحن نقول للبعض أنتم مثلاً من 15 سنة، من 16 سنة، من عام 2005 إلى اليوم يا أخي قدموا، ‏قولوا ‏للشعب اللبناني ما هي الانجازات؟ فليلمسوا انجازاتكم غير الصراخ والعويل والتهديد والتخوين ‏والشتائم ‏والسباب والضوضاء والفوضى الموجودة في وسائل الإعلام وفي السنوات الأخيرة على شبكات ‏التواصل ‏الاجتماعي والكلام الصاعد والنازل غير ذلك أَرونا انجازاتكم. أما عندما نتحدث عن هؤلاء ‏الشهداء نَتحدث ‏عن انجازات تاريخية ليس عن انجازات موضعية ولا محدودة في الزمان والمكان ولا ‏محدودة في التأثير ‏وإنما نتحدث عن انجازات تاريخية ببركة دماء الشهداء المقاومين من كل أبناء ‏المقاومة ومنهم حزب الله ‏وأفواج المقاومة اللبنانية أمل وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكل القوى ‏الوطنية والاسلامية التي قاتلت ‏منذ عام 1982 وقبلها وبعدها، من أهم الانجازات هي تحرير الأرض – ‏سأسردهم كفهرس لأنكم ‏تعرفونهم ولكن لاكتمال الحديث – تحرير الأرض بعد تضحيات كبيرة وعظيمة، ‏من كان يَظن أن هذا ‏العدو المتغطرس والذي جاء مدعوماً بقوات متعددة الجنسيات وأيضاً مسانداً من قوى ‏داخلية يمكن أن ‏ينسحب من العاصمة والضواحي والجبل وصيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي وراشيا ‏بحدود عام ‏‏1985 وصولاً إلى عام 2000 ويختبىء خلف الجبال العالية في الجنوب في الشريط ‏الحدودي، تحرير الأرض، تحرير ‏الأسرى، الحماية والردع، هذا انجاز ما زال مستمراً، الأرض ما زال ‏الانجاز مستمراً، الأسرى في بيوتهم ‏ومع عائلاتهم، الحماية والردع، أمام كل ما يجري في المنطقة ‏تجدون هذا العدو الاسرائيلي يعمل ألف ‏حساب للبنان. في مواجهة المشروع الأميركي الذي استخدم ‏الإرهاب التكفيري في المنطقة وانتصرنا في ‏هذه المعركة، في الأسابيع القليلة الماضية أعلن عن ‏اتصالات هاتفية لملوك ورؤساء عرب مع السيد ‏الرئيس بشار الأسد، في الأيام القليلة الماضية وزير ‏خارجية الإمارات يأتي إلى دمشق، طبعاً الكثيرين ‏علقوا ودرسوا وكله قابل للتحليل ولكن يساوي ‏الاعتراف العربي بانتصار سوريا، الاعتراف العربي ‏بهزيمة المشروع الذي أنفق فيه مئات مليارات ‏الدولارات العربية، هذه الزيارة هي إعلان الهزيمة، الآن ‏كل شخص يُريد أن يقرأها على مهله ايجابي، ‏سلبي، على كلٍ أنا أقرأها من هذه الزاوية، من زاوية ‏الشهداء الذين قاتلوا في مواجهة الارهاب التكفيري ‏وقدموا دماءهم، من زاوية الجرحى، من زاوية ‏المجاهدين والمقاومين. ‏
أيضاً من انجازات هؤلاء الشهداء وهذه الدماء الزكية وما زال هذا الانجاز قائماً هو منع الحرب ‏الأهلية ‏التي كان يخطط لها وما زال يخطط لها، ببركة هذه الدماء الزكية حتى الآن نحن منعنا الحرب ‏الأهلية في ‏لبنان، ومن جملة الانجازات الحقيقة هو منع – هنا أريد أن أكون دقيقاً لأنه سيكون مدخل ‏حديثي في القسم ‏الآخر – منع الإطباق الأميركي على لبنان، منع الهيمنة الكاملة وليس الناقصة، الإطباق ‏الكامل، الهيمنة ‏الكاملة على لبنان، ليكون في لبنان امكانية أن يكون دولة ذات سيادة، ذات استقلال، ذات ‏حرية، أيضاً هذا ‏من انجازات الشهداء. ‏
الأهم اليوم في مواجهة العدو الإسرائيلي، اليوم "إسرائيل" – أنا عندي ملفين أساسيين أريد أن أتحدث ‏بهم ‏بالإختصار الشديد، كلمتين في الموضوع الإسرائيلي وكلمتين بالأزمة اللبنانية السعودية وتعقيباً أخيراً ‏‏– ‏في الموضوع الإسرائيلي اليوم "إسرائيل" عنوانها عنوان قلق، "إسرائيل" التي بدت في زمن الربيع ‏العربي ‏بدأت تتحدث عن بيئة استراتيجية مناسبة جداً لها، تذكرون تلك الأحاديث، عادت "إسرائيل" ‏مجدداً للقلق، القلق ‏في لبنان والقلق في فلسطين والقلق في المنطقة والقلق الوجودي، عندما نُشاهد ‏المناورات الجارية الآن في ‏شمال فلسطين المحتلة والتي بدأت قبل أيام وتستمر لمدة شهر، كانوا في السنة ‏يَجرون مناورة، الآن في ‏السنة كل عدة أشهر يجرون مناورة، لماذا هذه المناورات في شمال فلسطين ‏المحتلة؟ هل لأنه يوجد في ‏لبنان فرق موسيقية؟ وكانوا يتحدثون عن الفرقة الموسيقية سنة 1967، لا، ‏لأنهم قلقون من لبنان، لأول ‏مرة في تاريخ هذا الكيان منذ أكثر من سبعين سنة يخاف من لبنان، لا يَخاف ‏من لبنان أن يطلق عليه قذيفة ‏أو صاروخ كاتيوشا أو عبوة ناسفة وإنما يَخاف من لبنان أن يقتحم على ‏العدو مساحة كبيرة في الشمال في ‏ما عنوانه "معركة الجليل"، اليوم اصطلاح الجليل ومعركة الجليل ‏أصبحت حاضرة بقوة في الوجدان ‏الإسرائيلي، في الثقافة الاسرائيلية، في الحسابات العسكرية لدى ‏القيادات السياسية والعسكرية الاسرائيلية، ‏ولذلك يُشيدون الجدران ويُغيرون الجغرافيا ويَأتون بالفرق إلى ‏الحدود ويُقيمون مناورات شبه شهرية أو ‏شبه فصلية في منطقة الشمال لماذا؟ ويضعون فرضيات ‏المناورة بناءً على فرضية وهي أنّ المقاومة في لبنان ‏ستدخل إلى الجليل لو كان هذا مجرد كلام إعلامي. ‏لم يكن يحتاج الإسرائيلي لكلّ هذه الإجراءات ‏وهذه الخطط وهذه المناورات وهذا الإنفاق وهذا الجهد. هذا ‏دليل أنّ الإسرائيلي يثق جيّدًا بالمقاومة ‏في لبنان، ويثق جيّدًا بصدق وعودها، ويثق جيّدًا بقدرة وعظمة ‏رجالها، وعلو شأنها وأهمية ‏عقولها الاستراتيجية، ويتصرّف على هذا الأساس لا يتسامح، ولا يتساهل ‏ولا يستهين.‏
القلق من لبنان، ومن قوة المشاة هذه التي يخافون منها أن تدخل إلى الجليل وإلى الشمال، وهذا إن ‏حصل ‏ستكون له تداعيات خطيرة على وجود الكيان الإسرائيلي. المسألة ليست مسالة آلاف أو ‏مئات الكيلومترات ‏التي يمكن أن تحرّرها المقاومة، بل تداعيات هذا الحدث على الكيان. هم ‏ينظرون إليه من هذه الزاوية ‏الاستراتيجية، وليس من زاوية مناطقية محدودة التأثير. والقلق من ‏صواريخ المقاومة وخصوصًا الدقيقة، ‏هذا قلق من لبنان، ولذلك هم قلقون من الحرب مع لبنان. أمّا ‏في لبنان الناس تنسى الحرب مع إسرائيل إلا ‏قلّة، والناس في لبنان يعيشون قلق المشتقات النفطية، ‏وقلق سعر الوقود، وقلق المازوت، وقلق البطالة، ‏وقلق الدولار، هذا القلق الذي يعيشه الناس في ‏لبنان. أمّا في الكيان فيعشيون قلق الحرب مع لبنان، ولذلك ‏يحسبون لهذا الأمر ألف حساب.‏
هذه من بركات هذه الدماء، دماء الشهداء الزكية أيضًا على مستوى المنطقة، هم يعيشون قلق ‏الوجود ‏وبالأخص بعد سيف القدس، وبعد نهضة الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، وغزّة وفي ‏داخل أراضي ‏الـ 48. تابعوا اقرأوا، اتركوا مساحة من أوقاتكم لقراءة ماذا يقول المسؤولون ‏الاسرائيليون الحاليون، ‏والسابقون من بنيت للابيد لنتنياهو وللعسكريين للسياسيين عن واقع حال ‏المجتمع الإسرائيلي، وعن حافة ‏الهاوية التي يعيشها هذا المجتمع الإسرائيلي لأسباب لا أريد ‏الخوض فيها لأنّ الوقت لا يتسع. والقلق من ‏قوة المحور الذي يزداد تقدّما وتطوّرًا وعنفوانًا ‏وانتصارًا وخروجًا من كلّ الصعوبات والحروب التي ‏أحيطت به منذ عشر سنوات في الحد ‏الأدنى.‏
ومن الأمر المضحك أنّ البعض يتحدّث مثلًا هنا في لبنان، ويقدّم تقييمًا أنّ محور المقاومة في ‏المنطقة هو ‏الذي يَضعف، وأنّ محورهم هو الذي يزداد قوة مع العلم أنّ كلّ المعطيات تؤكّد عكس ‏ذلك. لا أعرف هم ‏أين يقرأون، وبأيّ عين يروا، وبأيّة عقول يحللون أوضاع المنطقة.‏
إذًا نحن أمام عنوان جديد يحتاج إلى تفصيل في وقت لاحق لأول مرّة بهذا الشكل، وبهذا العمق ‏الكيان ‏الاسرائيلي يعيش عنوان اسمه القلق الوجودي قلق البقاء والوجود. وأصلًا اليوم عند النخب ‏وعند الناس ‏في هذا الكيان يوجد أسئلة مشروعية البقاء وموضوعية البقاء، هل يمكن أن نبقى في ‏هذه المنطقة؟
أمام كلّ هذه التحولات والتحدّيات الداخلية والإقليمية هم يُحاولون أن يتنفسوا من خلال موضوع ‏التطبيع، ‏ومن خلال فتح العلاقات مع بعض الدول العربية. ولكنّ الإسرائيليين في عمق أعماقهم ‏يَعرفون بأنّ كل ‏هذه الدول التي تطبع معهم لن تستطيع أن تحمي لا احتلالهم، ولا أسوارهم ولا ‏قلاعهم من رجال المقاومة ‏في لبنان وفي فلسطين وفي كلّ المنطقة. هم يَعلمون ذلك، هم يسلّون ‏أنفسهم بحركات التطبيع التي نشهدها ‏في منطقتنا.‏
إذًا هذا اليوم هو إنجاز كبير حتى  نفهم ما يجري في داخل فلسطين المحتلة، هذا العنف الغير ‏مفهوم ‏والمتزايد على الأسرى في السجون في مواجهة أهل القدس وأهل الشيخ جراح وأهل حي ‏سلوان وغيرها، ‏وفي فلسطين الـ 48 والضفة وتشديد الحصار على غزة، هذا ليس علامة قوة، هذا ‏علامة قلق وخوف ‏وذعر لأنّه من يلجأ إلى هذا المستوى من العنف، وهذا المستوى من الظلم إنّما ‏هو الضعيف الخائف القلق، ‏هذا من إنجاز الشهداء.‏
أنتقل إلى العنوان الآخر، والأساس في كلمتي. هو كما قلت عنوان أنّ هؤلاء الشهداء خلال ما ‏يقارب 40 ‏سنة نحن بعد عدة أشهر عندنا أربعينية حزب الله، 40 ربيعًا إن شاء الله وقتها إذا شاء ‏الله نكون على قيد ‏الحياة ونحتفل في هذه الذكرى العزيزة. خلال هذه السنين أمريكا التي تريد أن ‏تطبق على كل المنطقة، ‏وتهيمن على كل المنطقة كان لها مشكلة في لبنان. نحن لا ندّعي أنّنا ‏استطعنا حتى الآن تحرير لبنان من ‏النفوذ الأمريكي والهيمنة الأمريكية كاملًا، هذا إدعاء غير ‏صحيح. النفوذ الأمريكي مازال موجودًا في ‏لبنان والهيمنة الأمريكية بمستوى من مستوياتها ‏مازالت موجودة في لبنان، وما يريده الأمريكيون يتمّ ‏الخضوع له أحيانًا في لبنان، وأحيانًا لا يتمّ ‏الخضوع له هذا هو المشهد الحقيقي.‏
إذًا نحن في لبنان لا نتحدث عن خروج لبنان بالكامل من النفوذ الأمريكي، والهيمنة الأمريكية ولا ‏نتحدّث ‏عن هيمنة كاملة ونفوذ كامل أمريكي، وإنّما نتحدّث عن نفوذ ما معتدّ به عن هيمنة  ما ‏زالت قائمة ‏وموجودة في مستويات متعدّدة على المستوى الرسمي والمؤسّسات وعلى المستوى ‏الشعبي. ما نتطلع إليه ‏اليوم طبعًا ببركة  التضحيات كلّها أستطيع القول عن أننا من خلال هذا الإنجاز منعنا ‏هذ الإطباق، منعنا ‏الهيمنة الكاملة، منعنا السيطرة الكاملة. ولذلك لبنان يستطيع أن يقف ‏اليوم على رجليه حتى الآن، وكلّ ما ‏يحتاجه هو الارادة السياسية فقط، ويرفض الإملاءات ‏الأمريكية في ترسيم الحدود البحرية. هنا نحن ‏نتحدث عن أمر سيادي لأنّه عندما تتحدث عن ‏السيادة حبّة الرمل لها قيمة، لمن يفهمون السيادة، كوب ‏الماء له قيمة، الشبر والمتر له قيمة، في ‏الأرض أو في المياه. لكن هنا يضاف إلى ذلك أنّ المنطقة ‏المتنازع عليها عند الحدود تضم ثروة ‏نفطية وغازية هائلة يحتاجها لبنان.‏
هل يمكن أن نتسامح بسيادتنا؟ هل يمكن أن نتسامح بثرواتنا؟ نعم اليوم الدولة اللبنانية حتى هذه ‏اللحظة ‏رفضت الخضوع للإملاءات الأمريكية. الأمريكيون يريدون من لبنان أن يقبل حتى ما ‏دون ترسيم ما ‏يعرف بخط الـ 23 فضلًا عن الـ 29 هم يضحكون على لبنان بتسوية خط ما يسمّى ‏بخط هوف. يعني أقل ‏من القدر المتيقن والحد الأدنى الذي لا نقاش فيه بين اللبنانيين، لماذا يستطيع لبنان ‏حتى الآن ومنذ سنوات ‏وهذا الموضوع الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية والرؤساء يتعرّضون فيه ‏لضغوط أمريكية منذ سنوات ‏ليس فقط خلال السنتين أوالأعوام الثلاثة الأخيرة بل منذ أكثر من عشر سنوات، وتصاعدت وتضاعفت ‏هذه الضغوط في زمن حكومة ترامب، وكان ‏صهره كوشنر مهتمٌ شخصيًا بهذا الملف، ويتصلّ ‏بالمسؤولين اللبنانيين ويضغط عليهم.‏
لماذا استطاع لبنان أن يقف ويرفض الإملاءات الأمريكية في ترسيم الحدود؟ لأنّه هنا يستند إلى ‏قوة دماء ‏الشهداء، وإلى قوة الأحياء فينا، وإلى قوة المقاومة القادرة على أن تردع العدو، ومن خلف ‏العدو أن يمدّ ‏يده إلى حبة رمل أو كوب ماء أو ثروة لبنانية. هذا معنى أنّ لبنان ليس كاملًا في ‏دائرة الهيمنة والنفوذ. ‏ولكن هناك أمثلة كثيرة تؤكّد أنّ لبنان هو في دائرة الهيمنة والنفوذ المعينة. ‏هذه هي المعركة القائمة والتي ‏ما زلنا نخوضها حتى الآن، والمعركة السيادية الحقيقية هي هذه.‏
نحن أيّها الاخوة والأخوات أقول بكلّ صراحة، نحن في حزب الله نطمح، ونتطلّع إلى قيام دولة ‏مركزية، ‏ودولة عادلة، ودولة لكل أبنائها يتساوى فيها مواطنوها في كلّ المناطق اللبنانية على ‏اختلاف انتماءاتهم. ‏دولة ذات سيادة حقيقية، ودولة ذات استقلال حقيقي، ودولة ذات حرية حقيقية. ‏ومن أبسط تجليات ‏وتعبيرات السيادة والاستقلال هو رفض الإملاءات الخارجية.‏
الدولة التي تقبل الإملاءات الخارجية تكذب عندما تدّعي أنّها ذات سيادة، وذات استقلال، وأنّها ‏حرة بكلّ ‏بساطة، هذا من الأمور البسيطة الواضحة التي لا تحتاج إلى استدلال وجمل معقدة، ‏ومقدّمات مشربكة، ‏وما شاكل بكلّ بساطة أبسط تجلي لدولة ذات سيادة واستقلال وحرية وهي ‏رفض الإملاءات الخارجية، ‏هذا أقل شيء. من هنا أدخل إلى العنوان الأخير، والعنوان الثاني هو ‏الأزمة الأخيرة التي افتعلتها السعودية ‏مع لبنان لنكون دقيقين.‏
أصلاً قول الأزمة اللبنانية السعودية غير دقيق، فالأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان طبعًا أنا ‏اليوم ‏وكثر كتبوا وقالوا فلان ماذا سيقول يوم الخميس. أنا لا أريد أن أصعّد، ولا أعقد الأمور، ولا ‏شيء، ‏بالعكس نحن نحب أن  ترتاح الأمور وتهدأ وتصلح، ولكن نحن معنيون جدًا بتبيّن الحقائق ‏لأنّنا نحن أمام ‏معركة رأي عام، وأمام مظلومية أيضًا، ولا يصحّ للمظلوم أن يسكت عندما يتمكّن ‏أن يبيّن حقّه ‏ومظلوميته.‏
من هنا أدخل إلى هذا الملف، والوقت لا يتسع لتناوله من كلّ جوانبه، لكنّ الأمر الأساسي الوقائع ‏تعرفونها ‏جميعًا. قبل أيام أحدٌ أخرج تصريحًا لوزير الإعلام اللبناني الأستاذ جورج قرداحي ‏يتحدّث فيه عن حرب ‏اليمن، وحديث هادئ وموضوعي، ولم يهاجم أحد، ولم يستعمل أي تعابير ‏قاسية، وفي ذلك الحين لم يكن ‏وزيرًا في الحكومة اللبنانية. بعد مضي أسابيع من هذه المقابلة ‏استحضرت، وأفاق عليها السعوديون ‏وعملوا منها قصة، وبدأ ما سمّي الآن بالأزمة الحالية، ‏الأزمة المفتعلة، هنا يوجد فهم ‏هذا الذي جرى في ‏لبنان وما زال قائماً، ما زالت هذه الأزمة قائمة ‏وفعلية، يوجد عدة إحتمالات أو فرضيات، الإحتمال ‏الأول، أنه جدياً ‏السعوديون لم يكن لديهم عِلم بما قاله وزير الإعلام سابقاً، وإطلعوا عليه ‏في هذا التوقيت ‏وأغضبهم هذا الكلام وغضبوا وطالبوا بإستقالته أو إقالته ‏وهذه هي حدود المسألة، وليس هناك ما هو أبعد ‏من ذلك، على كل حال ‏هذه فرضية، كثيرون يستبعدونها ولكن هذا إحتمال، إحتمال وارد، نحن ‏في العالم ‏العربي لا يوجد مثلاً إدارات وغرف إستراتيجية وتفكر ‏وتخطط وتضع مراحل، يوجد الكثر من المواقف ‏تبدأ بردّات فعل بنت ‏ساعتها وبنت يومها، نتيجة حالة الانفعال والغضب وسرعة اتخاذ القرار، ‏وفردانية ‏إتخاذ القرار السياسي، هذه إحتمال وارد، حسناً، فلنقف قليلا عند ‏هذ الفرضية لأنه لا يزال يوجد ‏فرضيتين سأقف عندم مع بعضهم، أمام ‏هذه الفرضية أريد ان أعلق بعدة نقاط، النقطة الأولى هذا قيل، ‏ولكن أنا أُريد ان أَجمعه وأُرتبه، نستطيع القول ان ردة الفعل السعودي على تصريحات ‏الإستاذ جورج ‏قرداحي هي مبالغة جداً جداً جداً جداً جداً وغير مفهومة، ‏ما هو الداعي لهذا المستوى من المبالغة؟ نفس ‏هذه التصريحات مثلها تماماً، ‏الحرب العبثية والمطالبة بوقف الحرب، بل ما هو أشد منها وأقصى ‏منها ‏قالها سياسيون رسميون في العالم العربي وقاله مسؤولون أميركيون ‏في إدارة بايدن وقاله الأمين العام ‏للأمم المتحدة، وقاله آخرون ولم نرى ‏أي رد فعل حتى بسيط من السعودية، لماذا إلا الأستاذ جورج ‏قرداحي؟ ‏هذا أمر غير مفهوم، هذا برسم اللبنانيين أن يسألوا أنفسهم، لماذا؟ هذا ‏واحد، ثانياً، هناك أمور ‏أهم بكثير من هذه الملاحظة التي أُبديت تجاه ‏السعودية على سبيل المثال، السعودية تقول أنها تحكم ‏بالإسلام والسعودية ‏تقول أن ملكها خادم الحرمين الشريفين، وعلى علمها مكتوب محمد ‏رسول الله، خلال ‏كل السنوات الماضية وحتى اليوم، هناك دول قام فيها ‏جهات وشخصيات وجمعيات بشتم رسول الله ‏وإهانة رسول الله والإساءة ‏الى رسول الله، وقام رؤساء وحكومات تلك الدول بحماية هؤلاء وتبني ‏ما ‏فعلوه، لم نرى شيئا من السعودية، لم تسحب سفيراً ولم تطرد سفيراً ولم ‏تُعلق صادرات ولا واردات ولا ‏أي شيء، يا ترى هل ما إعتبروه  إساءة ‏لهم في كلام وزير الإعلام هو أخطر وأكبر وأشنع مما يقال عن ‏رسول ‏الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خلال كل هذه السنوات؟ إذا كان ‏الموضوع حقيقة موضوع ‏كرامة وغيرة وحمية وشرف وعرض وما ‏شاكل، هذا سؤال برسم السعودية وبرسم اللبنانيين، حسنا، هذا ‏من جهة، ‏تعليق آخر من المفترض ان المملكة العربية السعودية كما تقدم نفسها ‏انها صديق للبنان وللشعب ‏اللبناني، نحن نفهم أن لديها مشكلة مع حزب ‏الله، أليست هي من تُقدم نفسها صديق للشعب اللبناني ‏وللبنانيين ؟ وهي ‏مشكلتها مع جزء من الشعب اللبناني الذي أسمه حزب الله، هل هكذا ‏يتعاطى الصديق مع ‏صديقه؟ لديك مشكلة مع وزير الاعلام، خير إن شاء ‏الله تحصرها مع وزير الاعلام، ولكن تستدعي ‏سفيرها وتطرد سفير ‏لبنان، وتمنع الواردات وتضع اللبنانيين في دائرة التهويل والتهديد وتبدأ ‏بالشتم ‏باللبنانيين، رؤسائهم وكبارهم وصغارهم وتعابير ما أنزل الله بها ‏من سلطان، هل هكذا يتعاطى الصديق ‏مع صديقه؟ هذا سؤال لأصدقاء ‏السعودية في لبنان، في هذا المقطع سأتكلم بهدوء، لأنه نحن ‏اللبنانيون ‏بحاجة إلى أن نتكلم بهدوء، خذوا مثلا ىخر، سورية، التي نحن نقول أنها ‏صديقة لبنان، 15 سنة ‏‏16 سنة لل 2005، رئيسها في لبنان يُشتم، ‏حكومتها، شعبها، من قبل الرؤساء في لبنان، وليس وزراء، ‏رؤساء ‏ووزراء ونواب أحزاب وإعلام وبشكل يومي وعلى مدار ال16 سنة، ‏وأكثر من ذلك، أرسلوا ‏مسلحين لقتال الدولة في سورية، وأرسلوا سلاح ‏وذخائر ومقاتلين وفتحوا الحدود وجاؤوا بالسفن، ‏صحيحة أو غير ‏صحيحة؟ عندما أتينا إلى مشكلة وهي مشكلة الكهرباء في لبنان والتي ‏كُلنا نعرف في ‏لبنان متفقون أنها في رأس أولويات المشاكل، لأنه إذا ‏تُحل مشكلة الكهرباء في لبنان فإن هذا سيكون له ‏تأثيره على كل حياتنا، على ‏مصانعنا ومستشفياتنا وأفراننا ومدارسنا وبيوتنا وعيشتنا...الخ ببركة ‏سفن ‏المازوت الايراني وعندما رفع الاميركون الحظر عن الغاز المصري ‏والكهرباء الاردنية، وحكما ‏سيأتوننا هؤلاء عن طريق سورية، لم تقف ‏سورية لتقول "علقتوا أيها اللبنانيون بين يدي"، تريدون ‏الكهرباء؟ ‏صحيح الغاز المصري والكهرباء الأردنية تعالج جزء كبير من مشكلة ‏الكهرباء في لبنان، لكن ‏أهلاً وسهلاً بكم، تريدون ان يمروا من عندي من ‏سورية، يجب أن يعتذر فلان وفلان وفلان يستقيل ‏وفلان يذهب ‏والتلفزيون الفلاني يُغلق، لم يقولوا هذا، لم يقولوا أنتم شتمتمونا ‏وسبيتمونا وأهنتمونا وإعتديتم ‏علينا وفتحتم علينا حرب ودعمتم الحرب ‏الكونية علينا، قال أهلا وسهلا، هذا صديق، الجمهورية ‏الإسلامية في ‏إيران أيضاً 16 سنة، من الـ2005 الى اليوم، كل يوم مسبات وشتائم ‏وإتهامات، تعرفونهم، ‏ليس هناك من داعي لإعادتهم، ومسؤولين ووزراء ‏ورؤساء ونواب، دائما الجمهورية الاسلامية تقول ‏بانها ستبقى تمد لنا يد ‏المساعدة، هل أتى يوم منّت فيه ايران على الشعب اللبناني؟ وقالت له: يا ‏شعب لبنان ‏في العام 1982 "إسرائيل" كادت ان تحتل كل لبنان، انا من ‏أتيت ودعمت وساندت ومولت وأنا.. وأنا.. ‏وأنا.. وانا.. ومن دوني، لبنان تحت ‏الإحتلال، هل أتى يوم قال أحد من المسؤولين الإيرانيين هذا ‏الكلام؟ ‏وربحونا جميلة؟ أبداً، بل بالعكس كل يوم كان هم جاهزون، يريد لبنان ‏كهرباء أو مترو، هم ‏جاهزون لذلك، دعونا لشراء البنزين والمازوت من ‏عندهم والفيول والنفط بالليرة اللبنانية، أنتم لا تريدون ‏ذلك، رغم كل الشتائم ‏والمسبات لم يسحبوا سفيرهم من لبنان ولم يطردوا السفير اللبناني من ‏طهران، هذا ‏هو الصديق، السؤال لأصدقاء السعودية في لبنان، هل هكذا ‏يتصرف الصديق مع صديقه؟ لأن لديه ‏مشكلة مع وزير او مع حزب ‏لبناني ما، يُقاطع لبنان ويُحاصر لبنان ويُهدد اللبنانيين وفرض على ‏بقية ‏الدول ويقوم بحرب دبلوماسية بالمنطقة على لبنان؟ هذا صديق أو ماذا؟ ‏دع الشعب اللبناني يوصّف، ‏نحن نتكلم وقائع وشواهد، انا أبداً لا أحب ‏الخطابات ولا النظريات ولا الأفكار المثالية، هذه شواهد ووقائع ‏نُشاهدها ‏في كل يوم، حسناً، أكتفي بهذا المقدار عن هذا الإحتمال، لأن الاحتمال ‏الذي يليه بحاجة الى ‏القليل من الكلام، حتى بهذا الموضوع، الموقف ‏الذي أُخذ لوزير الاعلام انه لا يريد ان يستقيل، طبعاً في ‏الدولة لم يَقل ‏أحد أنه نُريد أن نُقيل، بحسب معلوماتي وإن كان هذا خيار مطروح، نحن ‏أيدنا موقف وزير ‏الاعلام ان لا يستقيل ورفضنا ان يقال وبكل صراحة ‏هنا يوجد نقاش حول المصلحة الوطنية، أتعرفون ‏لماذا؟ يا إخوان ‏وسأتوجه للشعب اللبناني عموماً، أول الوهن كان إستقالة الوزير شربل ‏وهبي، هذا أول ‏الوهن، هذا الذي جرّأ السعودية عليكم في لبنان، عندما ‏إستقال رجل بمعزل أنه أخطأ او لم يُخطىء، كان ‏من الممكن الإكتفاء ‏بإعتذار مثلاً، فُرض عليه أن يستقيل فإستقال وذهب الى منزله، فكلف ‏وزير خارجية ‏جديد، حسنا السعودية ماذا فعلت في المقابل؟ هذه الخطوة ‏الإيجابية التي برأينا نحن حزب الله هذا كان ‏خطأ، هذه الخطوة الإيجابية ‏بماذا قابلتها السعودية؟ ولا شيء، بل بمزيد من السلبية والمقاطعة ومزيد ‏من ‏استهتار السفارة السعودية برئيس الحكومة وبوزارة الخارجية، هل ‏حصل ذلك أم  لم يحصل؟ اليوم إذا ‏إستقال الوزير او أقيل، فلتدلوني على ‏دولة ذات سيادة؟ أين تأتي دولة تُملي على وزير في حكومة أنه ‏يجب أن ‏يستقيل، إذا لم تُقيلوه، الحكومة يجب أن تستقيل، هذه دولة سيدة؟ هذه دولة ‏مستقلة؟ هذه دولة ‏حرة؟ يا أخي هل هذه دولة كريمة؟ هل هذه دولة ‏شريفة؟ هل لهذه الدولة كرامة؟ هذا الذي يجب أن نُناقشه ‏مع بعض، ‏ومثل ما قال الكثير من اللبنانيين هل تُحل يعني بإستقالة الوزير ‏القرداحي؟ لأنه عندما قلنا ‏‏"ألف" بشربل وهبي مع حفظ الالقاب صار ‏المطلوب "باء" بالأستاذ جورج قرداحي  ولنلحق على البقية ‏لكي نصل ‏الى "الياء"، والمطالب السعودية ومن خلف السعودية لن تنتهي في لبنان، ‏لأنه عندما نصل الى ‏الاحتمال الآخر سنقف عند هذه النقطة، إذا في ‏الحقيقة الذين طالبوا وزير الإعلام أن يقدم المصلحة ‏الوطنية، هنا يوجد ‏نقاش، حقيقة ما هي المصلحة الوطنية؟ هل المصلحة الوطنية في ‏الخضوع للإملاءات ‏الخارجية؟ هل المصلحة الوطنية في الإستجابة لكل ‏ما يطلبه الخارج؟ إذا كان يطلبه الخارج يوجد فيه ‏مصلحة للبنان، إذا لا ‏يوجد مشكلة، هذه مصلحة وطنية، ولكن إذا كان يوجد إنتقاص من سيادة ‏لبنان ‏وإذلال للبنان وإهانة للبنان كيف يصبح هذا مصلحة وطنية؟ إنتهينا ‏من الإحتمال الاول يكفي هذا المقدار.‏
الاحتمال الثاني والثالث لأنني سأناقشهم مع بعضهم البعض، الإحتمال ‏الثاني أنه الموضوع جدياً قضية ‏تصريح الوزير قرداحي والذين طالبوا ‏بإستقالته كانوا على يقين بأنه سيستقيل أو طالبوا بإقالته لأنهم كانوا ‏على ‏يقين بانه يقال، ويسجلون إنتصارا معنوياً ودبلوماسياً ويُذلون لبنان، ‏وينتهي الموضوع عند ذلك ‏الحد، لكن عندما رفض الوزير ان يستقيل ‏ورفضت إستقالته وإقالته أصبح السعودي امام مواجهة كبيرة ‏جداً، فذهب ‏الى الأمام وإفتعل هذه الأزمة وقال أن المعركة مع حزب الله، هذه ‏فرضية واحتمال، الإحتمال ‏الثالث يقول أنه منذ البداية هي لا قصة ‏تصريح ولا قصة وزير، السعودية تبحث عن حجة لتفتعل أزمة ‏مع ‏لبنان، هذان الإحتمالان نَضعهما مع بعضهما البعض لأنهما يوصلان الى ‏نفس النتيجة، عندما نَصل ‏الى الأزمة التي إفتعلتها السعودية مع لبنان ‏وهذا الضغط الذي بدأ هو جزء من المعركة مع المقاومة في ‏لبنان، فلنتكلم ‏الأمور بصراحة، ليس مع حزب الله كحزب الله، وليس كحزب سياسي، ‏مع حزب الله ‏كمقاومة وبالتالي مع المقاومة ومع مشروع المقاومة  في ‏لبنان، وهم خلال كل السنوات الماضية في الحد ‏الأدنى منذ الـ2006 ‏وليس من الـ2005 السعودية هي في هذه المعركة قائمة وموجودة، نحن ‏نَعرف الدور ‏السعودي في حرب تموز ونَعرف التحريض السعودي ‏للإسرائيلي في حرب تموز كي يكمل الحرب، وهذا ‏شيء موثق ومؤكد ‏والأميركيون تكلموا عنه في مذكراتهم وكتبهم، لكن حرب تموز إنتهت الى ‏غير ما ‏إشتهت عليه السعودية وآخرون في العالم العربي، وأكملوا بعد ‏ذلك، ومشكلتهم مع حلفائهم في لبنان ‏والجميع يعرف ذلك، مشكلتهم مع ‏حلفائهم أنهم يُريدون حلفائهم أن يُقاتلوا حزب الله وأن يخوضوا ‏حرباً ‏اهلية مع حزب الله لمصلحة من؟ هل لمصلحة السعودية؟ كلا، لمصلحة ‏"إسرائيل" والأميركيين ‏والمشروع الاميركي الإسرائيلي في المنطقة، التي ‏قدمت فيها السعودية خدمات في اكثر من منطقة وأكثر ‏من بلد، وهذه هي ‏الحقيقة، لليوم لماذا قطعوا أموالهم في السنوات الاخيرة عن حلفائهم؟ ‏لماذا يتعاطون مع ‏كثير من حلفائهم بهذا المستوى من الإهانة، وهذا ‏المستوى من الإذلال؟ لا أُريد ان أتكلم في التفاصيل التي ‏يعرفها اللبنانيون، ‏لماذا لم يُقدموا لحلفائهم  ولجماهير حلفائهم اي مساعدة خلال السنوات ‏الماضية؟ ‏السعودية تستطيع ان تغرق لبنان في البنزين والمازوت ‏والفيول والمال والفلوس، ومشاريع الخير من ‏مملكة الخير ولكنها لم ‏تفعل ذلك لماذا؟ لأنها تريد ثمناً ما، الثمن هو حرب أهلية، الموجودين في ‏لبنان ‏صنفين، حتى نُحسن الظن، يا جدياً هم لا يُريدون حرباً أهلية، يا إما ‏أنهم لا يستطيعوا أن يقوموا بحرب ‏أهلية، وهذه هي مشكلة السعودية مع ‏حلفائها في لبنان، فضاقت بهم ذرعاً وضاق صدرها منهم ومنا ‏ومن ‏الجميع، فذهبت الى هذه الأزمة المفتعلة، هذه الأزمة هي إستمرار ‏لمعركة قائمة منذ حرب تموز ‏‏2006 وتأخذ أشكالاً مختلفة وعناوين ‏مختلفة، مرة حرب إسرائيلية ومرة تحريض طائفي وفتنوي ومرة ‏دفع ‏بإتجاه الحرب الأهلية مثل ما كان يعمل السبهان في الـ2017، وعندما ‏إعتقلوا رئيس الوزراء السابق ‏سعد الحريري، اليوم هذا شكل من أشكال ‏الحرب، حسناً، ما هي الحجة؟ عندما خرج لاحقاً بيان وزارة ‏الخارجية ‏السعودية، خرج وزير الخارجية السعودي وتكلم عن الموضوع، قال ‏حزب الله، ما هي مشكلتك ‏مع حزب الله؟ قال حجتين أساسيتين، الباقي كله ‏يدور حول هاتين الحجتين، الحجة الأولى هيمنة حزب الله ‏على لبنان، ‏فلذلك نحن لدينا مشكلة مع لبنان لأن حزب الله يُهيمن على الدولة في ‏لبنان، والسعودي من ‏خلال هذه الإجراءات يريد تحرير الدولة اللبنانية ‏من هيمنة حزب الله، هذا أولاً وهذا طبعاً بيان الخارجية ‏‏"شغالين" عليه ‏الأدوات، الأدوات السياسية والاعلامية اللبنانية والسعودية والخليجية ‏ويكملون على هذا ‏العنوان، أعود إليه لاحقاً، والعنوان الآخر اليمن، أيضاً ‏على سبيل توضيح الحقائق والوقائع، لكي نكون ‏على بينة وبصيرة مما ‏يجري معنا وحولنا، نَأتي بموضوع دعوى الهيمنة على لبنان، نحن ‏اللبنانيون نعيش ‏في البلد، اعتقد أن أي لبناني منصف يعرف أنه هذا كلام فارغ، ‏سواء قاله السعودي أو قاله لبناني او قاله ‏أميركي او قاله أي أحد، الجميع ‏في لبنان يعرف أن حزب الله لا يُهيمن على الدولة اللبنانية، وأنا ‏في ‏الحقيقة كَتبت بعض المصاديق مضطر أن أتكلم عنها، لأقول أنه عندما ‏أقدم أنا شواهد وأستدل على أن ‏حزب الله لا يُهيمن على الدولة اللبنانية، ‏أشعر بالخجل وتضييع الوقت، أنه نحن نناقش فكرة سخيفة بهذا ‏المستوى، ‏وتبعاً لها ما هو أسخف منها،  حيث أن الأسخف منها هي فكرة الإحتلال الايراني، حسناً، في ‏التوصيف ‏الواقعي في لبنان نحن لا نَنكر أننا جهة مؤثرة، نحن جهة مؤثرة، لانه ‏يوجد لنا وجود في ‏مجلس النواب ووجود في الحكومة ولنا علاقات مع ‏الكتل النيابية ومع الأحزاب والرئاسات، نعم نحن جهة ‏مؤثرة، في ‏الماضي كٌنت أَتواضع وأقول من أكبر الأحزاب اللبنانية، أطلب من ‏اصدقائنا وخصومنا أن ‏يتحملونا، نحن أكبر حزب في لبنان على ‏المستوى السياسي والهياكل التنظيمية والجماهير الشعبية، ‏‏"معليش"لأننا اليوم نحن ‏في دائرة المُحاجة، لكن نحن لسنا مهيمنين على البلد، نحن لدينا تأثير، ‏وغيرنا ‏لديه تأثير، وسابقاً قلت وأعيد وأقول غيرنا لديه تأثير أكبر من ‏تأثيرنا في الدولة والقضاء اللبناني والجيش ‏اللبناني وقوى الأمن اللبنانية ‏والادارة اللبنانية، أكبر من تأثيرنا، لا أُريد أن أقول نحن تأثيرنا ‏مساوي ‏للآخرين، كلا آخرون تأثيرهم أكبر من تأثيرنا، ويوجد الكثير من الشواهد الكثيرة التي ‏يستطيع ان ‏يعرفها اللبنانيون، ولكن أذكر أنا بعض الشواهد سريعاً، كي ‏لا تبقى دعوى، على سبيل المثال، في قضية ‏مرفأ بيروت والتحقيق في ‏القضية تَكلمنا فيها كثيراً، لا أُريد ان أَعود لها، ولكن أُريد أن أذكرها ‏كشاهد، أنا ‏خطبت 5 مرات، طبعاً الحيثية التي لدينا دستورية وملاحظتنا ‏أنه يوجد إستنسابية ويوجد تسييس ‏ويوجد.. ‏ويوجد.. وسمعتم لها ولا أُريد أن أُعيد، ولجأنا الى الوسائل القضائية والسياسية وفي النهاية قمنا بمظاهرة ‏وسقط فيها شهداء، ما هذا الحزب الذي ‏يهيمن على لبنان – او اذا أحد ما يريد ان يطور الموقف يقول ‏‏"الثنائي الشيعي" – الذي لا يزال سنة "‏يخابط" غير قادر ان يصل الى نتيجة – لا بأس ان كان هذا ‏اعتراف بالعجز نحن نناقش موضوع الهيمنة، ‏هذه الآليات ونحن نعمل ضمن الاليات القانونية والرسمية ‏‏– غير قادر على تنحية قاضي عن ملف هو ‏يعتقد – حزب الله – انه يعمل بشكل استنسابي ومسيّس، هذه ‏دولة مهيمنة؟ هذا حزب مهيمن على البلد؟ ‏مثل آخر ونستخدم امثلة معاصرة، عندما استجد موضوع سفن ‏المازوت – وهذا موضوع المازوت سأعود ‏وأتكلم بشأنه في إطلالة مختصرة وخاصة مرتبطة بموسم ‏الشتاء ونناقش حوله و"حواليه" – عندما أردنا ان ‏نستحضر سفن المازوت، الحكومة اللبنانية ليس علناً ‏ضمناً رسماً سرّاً – دخيلكم ما تفوتوهم على ‏الزهراني وطرابلس، خذوهم الى سوريا – حسناً، دولة نحن ‏نهيمن عليها نقوم بأخذ بواخر المازوت والقادم ‏أكثر من ما مضى نأخذه الى بانياس ومن هناك نقوم ‏بالزحف فيه 250 كيلو متر وغداً شتاء وثلج لنحضره ‏الى بعلبك ولنوزّعه على بقية المناطق اللبنانية، هذا ‏حزب مهيمن على دولة!؟ هذه امثلة بسيطة. نحن من ‏بعد الـ 2006 بالحد الادنى، نحن وآخرون في لبنان ‏ليس فقط نحن، نطالب بإعادة العلاقات مع سوريا، ‏بفتح العلاقات مع سوريا، بالتعاون والتنسيق مع ‏سوريا ولمصلحة لبنان، مصلحة الزراعة في لبنان، ‏مصلحة الصناعة في لبنان، مصلحة التجارة في ‏لبنان، مصلحة الترانزيت في لبنان، مصلحة الكهرباء في ‏لبنان، التنسيق والانفتاح على سوريا مصلحة ‏لبنانية مطلقة، - جفّ ريقنا وطلع الشعر على لساننا – لم ‏يستمع احد الينا، لا في الحكومة الحالية ولا في ‏الحكومة السابقة ولا التي قبلها وقبلها وقبلها، ما هذا الحزب ‏المهيمن!؟ نحن نؤمن بأنّ انقاذ لبنان هو في ‏أن يحفظ علاقته مع الغرب ولكن في الاتجاه شرقاً، تفضلوا ‏واقبلوا المشاريع الصينية، لا يقبلون! من لا ‏يقبل؟ الدولة، إقبلوا المشاريع الروسية، الجماعة يقولون أنهم يُريدون أن يُعمروا مصافي، لا يقبلون، طيب ‏اقبلوا النفط الايراني بالليرة اللبنانية، لا يقبلون! اقبلوا ‏معامل الكهرباء الايرانية، لا يقبلون! حسناً، نحن ‏حزب مهيمن على الدولة!؟ هذه أكبر كذبة موجودة اليوم ‏في لبنان وفي المنطقة، ومنها انسحب على قصة ‏الاحتلال الايراني – يا "محلا" الاحتلال الايراني بلبنان – ‏ايران التي تحتل لبنان لا تستطيع ان تُدخل ‏باخرة مازوت على المصافي النفطية في لبنان، ما هذا الكلام ‏الفارغ والسّخيف والتافه، كائناً من يكون ‏قائله، لبناني او سعودي او كائناً من يكون، هذه حجّة واهية ‏ضعيفة. ‏
حسناً هذا في موضوع الهيمنة، اذاً حجّة السعودية لاختلاق ازمة وافتعال ازمة مع لبنان تحت عنوان ‏ان ‏حزب الله مهيمن على الدولة ونحن من هنا سنسحب سفيرنا وطردنا سفيركم ونريد ان نفعل ونساوي، ‏هذا ‏كذب محض وافتراء كامل وحجّة ليس أكثر. ‏
نأتي الى موضوع اليمن ايضاً كلمتين، اذا كانت القصّة في موقفنا الاعلامي، من أول ليلة شُنّت ‏الحرب ‏العدوانية على اليمن وعلى الشعب اليمني حزب الله كان واضحاً وسجّل موقفاً، حسناً 7 سنوات ‏نحن ‏نخطب وعاقبتونا، المنار استبعدتموها عن النايل سات والعرب سات وعاقبتونا كحزب وقلنا لا ‏بأس ‏نحن نقبل هذه العقوية ونعتبرها تضحية في سبيل موقفنا الانساني والاخلاقي والايماني الشريف تجاه ‏شعب ‏اليمن والعدوان على اليمن ولم نحزن وقلنا ان شاءالله خيراً، حسناً 7 سنوات وهذا كان موقفنا، ‏وبالعكس ‏نحن في الاشهر الاخيرة قليلاً ما كنا نتكلم لان ما كان يشغلنا في لبنان هو موضوع المازوت ‏والبنزين ‏والدولار والمحطات ووو، واذا ما تطرأ المرء لموضوع اليمن يمكن أن يقول الشعب اللبناني ‏انظروا نحن ‏اين والسيد اين والحزب اين وفي ماذا يتكلمون، في الاونة الاخيرة اذا ما اردنا ان نقيّم يقول ‏ان الهجمة ‏الاعلامية من حزب الله على السعودية وعلى الحرب السعودية كانت اقل من اي وقت مضى ‏بسبب ‏انشغال حزب الله اللبناني، حسناً اذا لماذا الان؟ اذاً القصّة قصّة اعلام! نعم القصة في اليمن أيها ‏الاخوة ‏والاخوات، ايها الشعب اللبناني،  لتعرفوا اين يريدون ان يُحدثوا مشكلة لديكم، القصّة قصّة مأرب، ‏هي ‏قصّة الحرب العدوانية على اليمن ونتائج هذه الحرب، ليس هناك داعي لاجراء تحليل لضيق الوقت،  ‏بعد ‏‏7 سنوات من الحرب مئات مليارات الدولارات، نتيجة الحرب فشل كامل، يكفيكم ما يعرفه ‏اللبنانيون ‏جيداً، يعرفه السياسيون، الاحزاب، خصوصاً الـ ‏NGO’S‏ الذين كانوا يجلسون معه في ‏السفارة، شينكر ‏تتذكرونه، ماذا يقول؟ يقول منذ يومين إنّ سقوط مأرب هزيمة للرياض وواشنطن، إنَّ ‏سقوط مأرب يعني أن الطرف ‏الاخر فاز في الحرب اليمنية، هذا شنكر وليس واحداً من محور المقاومة، ‏تداعيات مأرب ستكون كبيرة ‏جداً في اليمن وفي المنطقة والسعودية تدرك ذلك، هنا ممكن ان يعتقد احد ‏ان الأزمة المفتعلة مع لبنان وانه ‏يا شعب لبنان ويا دولة لبنان مشكلتنا مع حزب الله اضغطوا عليه، هناك ‏من يقول انه ممكن ان يكون ذلك كي نضغط ‏على لبنان، وهو بدوره يضغط على حزب الله، ويقوم حزب ‏الله بدوره بالضغط على انصار الله بغية ايقافهم ‏للحرب في اليمن، الان اذا السعودي يفكّر بهذه الطريقة ‏معناه ان يحرّك عقله لا انها فشّة خلق بنا فقط،  ‏لكن ايضاً هذا الموضوع غير صحيح وغير منطقي، ‏ويمكن لاحد ان يشغّل عقله بقضايا غير منطقية، حسناً ‏لماذا؟ وهنا اريد ان اوضّح امر، قالها البعض في ‏لبنان وانساق لها بعض اصدقائنا واعتبرها انها مفخرة ‏لحزب الله، نعم هي من جهة مفخرة لكنها غير ‏صحيحة، نحن لسنا محتاجين الى مفاخر ليس لها اساس، ‏الحمدلله عندنا مفاخر الى ما شاء الله، هؤلاء ‏شهداؤنا هم أمجادنا، هم تاريخنا الناطق، اليس كذلك؟ هكذا كان ‏يقول السيد عباس الموسوي (رضوان الله ‏تعالى عليه)، هم عزّتنا وعظمائنا! قيل أنّ في المفاوضات السعودية ‏‏– الايرانية في بغداد عندما تحدّث ‏السعوديين مع الايرانيين بموضوع اليمن وقالو لهم تواصلوا مع حزب ‏الله في لبنان ودعوه يعالج لكم هذا ‏الموضوع، او احدهم كتب بأن تواصلو مع السيد حسن! غير صحيح، ‏هذا لم يحصل في بغداد، لم يحصل ‏بين السعوديين والايرانيين، في الاصل خلال الـ 4 جولات من ‏المفاوضات لم يؤتَ فيها على ذكر لبنان ‏وعلى ذكر حزب الله على الاطلاق، لا في مسألة يمن ولا في غير ‏مسألة يمن، نعم السعوديون طلبوا من ‏الإيرانيين موضوع اليمن والإيرانيين قالوا لهم تكلموا مع ‏اليمنيين، هذا السيد عبد الملك موجود، انصار الله ‏موجودين، مندوبيهم موجودين في الداخل والخارج، ‏تفاوضوا واياهم ونحن حاضرين ونرى ما الذي ينتج ‏عن المحادثات وجاهزين للمساعدة في حال تطلب ‏الأمر، لكن نحن لا نمثّل اليمن ولا نمتلك نيابة ولا ‏وكالة ولا نحن معنيين ان نتفاوض بالنيابة عن اليمنيين ‏والاخوان في ايران، حقيقة هكذا في موضوع ‏اليمن وغير اليمن، ولا يوم فاوضوا بالنيابة عن أحد لا عن ‏لبناني ولا يمني ولا بحريني ولا عراقي ولا ‏فلسطيني ولا سوري ولا افغاني ولا اي أحد.. هؤلاء اليمنيين، ‏لم يتطرق احد بسيرة حزب الله، هذه ابقوها ‏في البال كتوضيح حاسم وقاطع، ليس بأنهم لم يبلغونا لا، انا ‏اقول لكم وانا مطّلع على محاضر الجلسات ‏التي حصلت في بغداد، لم يحصل شيء من هذا القبيل على ‏الاطلاق، حسنا الشبهة اين عند السعودي في ‏هذه النقطة؟ يمكن لديه شبهة وقد تحدث حولها في اكثر من ‏مناسبة، هو يتصوّر بأن الذي يقود الجبهات ‏في اليمن هو حزب الله، وهم قادة من حزب الله، وان هذه ‏الانتصارات التي تتحقق سببها حزب الله، ‏والهزائم التي تلحق به سببها حزب الله، وهذا كله أوهام في ‏أوهام ليس له أي أساس من الصحة، ‏الانتصارات في اليمن صنعها قادة يمنيون ومقاتلون يمنيون وعقول ‏يمنية وارادات يمنية وايمان يمني ‏وحكمة يمنية ومعجزات يمنية ونصر الهي لليمن، هذا الذي يحصل في ‏اليمن، انت مشتبه اذا كنت تحملنا ‏نحن المسؤولية، لكن هناك مشكلة في العقل السعودي اتجاه اليمن واتجاه ‏دول الجوار كلها والذي هو ‏الاستعلاء واحتقار العالم وان مستواه اعلى من مستواهم وعقولهم أقل من ‏عقوله، لا ليس هكذا، اليوم ‏عندما تأتي الى السعودي وتقول له حقيقة ان انصار الله واليمنيون يصنعون ‏مسيرات، لا يصدّق، ‏ويصنعون صواريخ بالستية لا يصدّق، ويصنعون حتى الطلقة والقذيفة والمدفع لا ‏يصدّق، الا ان هذه ‏الحقيقة، جماعة على مستوى عالي من النبوغ والذكاء، نحن نعرفهم على الارض ولا ‏ننكر هذا المعنى، اذا ‏هذه الحجة حجة واهية! موضوع اليمن لا يمكن ان يكون حجّة يأتي على اساسها ‏السعودي يعاقب لبنان ‏كله، تريد ان تعاقب حزب الله عاقبه لا مشكلة، قاطعنا حاربنا كل شي تستطيع ان ‏تفعله تجاه حزب الله قم ‏به وانت تفعله على أي حال، انت من الـ 2006 تقوم به ليلاً نهاراً، لكن ما ذنب ‏الشعب اللبناني والدولة ‏اللبنانية، ها هم الأمريكان مشوا بمسار اكتشفوا في اخر المطاف انهم يؤذون الشعب ‏اللبناني وحلفائهم ‏واصدقائهم وبدأوا إعادة النظر في مكان ما، لاحقاً يتضح اذا ما كانوا يعيدون النظر ام لا، ‏اذا هذه ايضاً ‏حجّة واهية، انا اقول للسعودية اذا كنتم حقاً تريدون ان تتخلصوا من موضوع اليمن ليس ‏طريقه الضغط ‏على لبنان ولا على حزب الله في لبنان ولا على اي احد في الكرة الارضية، هناك طريق ‏واحد بأن تقبلوا ‏بوقف اطلاق النار ورفع الحصار والذهاب الى المفاوضات السياسية، غير ذلك لا امريكا ‏ولا مجلس ‏الامن الدولي ولا جامعة الدول العربية ولا قطع العلاقات الدبلوماسية ولا افتعال الازمات مع ‏دول مثل ‏لبنان وغير لبنان يمكن ان يغير شيئاً أو يبدّل حرفاً مما يُكتب اليوم في اليمن المجاهد والمظلوم ‏والمنتصر، ‏هذا هو الطريق الوحيد ولا يوجد طريق ثاني، حسناً بالنسبة لنا نحن في لبنان أنا أَدعو الى ‏الصبر الى ‏التحمل الى الهدوء الى الحفاظ على السيادة الى الحفاظ على الكرامة الوطنية دعونا نهدأ ‏الاجواء، ليقدروا ‏على معالجة الموضوع باتجاه التهدئة، نحن لسنا ذاهبين لافتعال معركة لا مع السعودية ‏ولا مع أحد من ‏دول الخليج ولا مع أحد، ولا نحنا افتعلنا هذه الازمة ولا نحنا الذين اوجدناها، نعم اذا كانت ‏القضية قضية ‏انتقام وفشة خلق ونريد ان نخرب لبنان لاننا لم نستطيع ان نسيطر عليه هذا اصبح بحث ‏اخر، هنا ‏اللبنانيين يجب ان يحسموا خيارهم!‏
اختم بنقطة أخيرة، فيما قيل في الاونة الاخيرة، نحن طبعاً اليوم يوم الشهيد، يحضر بقوّة بين ايدينا ‏دماء ‏شهداء خلدة، ويحضر بقوة بين ايدينا دماء شهداء الطيونة، مجزرة الطيونة ومجزرة خلدة، ‏بموضوع خلدة ‏نحن من اليوم الاول دعونا الى ضبط الاعصاب، الى التهدئة، الى الاحتكام للدولة، للجيش ‏اللبناني، الى ‏القضاء، وهذا الطريق كان سليماً وصحيحاً، واليوم صدر قرار ظنّي وبعدها ستذهب نحو ‏المحاكمة ونحن ‏منفتحين وننتظر الاحكام وفي نفس الوقت نحن منفتحين على المعالجة في خلدة، على ‏المصالحة في خلدة، ‏على ايجاد حلول لأننا نريد لهذه المنطقة ايضاً ان تهدأ وأن تستقر، وهذا موضوع اذا ‏سرنا بهذا الطريق ‏وصبرنا وضغطنا على جروحنا وتجنبنا الفتنة والحرب الاهلية، الصبر والبصيرة أخذنا ‏نحو مسار ‏صحيح، الذين قَتلوا اخواننا واحبائنا في خلدة سيلقون عقابهم، والمشكل يبقى في حدود هذه ‏الدائرة ونحن ‏منفتحين على المعالجات الاخرى. ‏
في موضوع الطيونة أيضاً نحن واخواننا بأمل اتفقنا، ضبطنا اعصابنا، لا اريد الدخول الان الى ‏تفاصيل ‏جديدة، سلمنا للقضاء العسكري، سلمنا للقضاء اللبناني وللجيش اللبناني والأمور عند التحقيق في ‏القضاء ‏العسكري، وسنرى ما سيصدر في هذه القضية، نحن وعوائل الشهداء نقوم بمواكبة هذا ‏الموضوع ‏وسنواكبه حتى النهاية، طبعاً نحن عندما نتحدث عن مجزرة الطيونة يعني التي ارتكبها حزب ‏القوات ‏اللبنانية عامداً متعمّداً عن سبق إصرار وتصميم وتخطيط وتدبير واستنفار وتجهيزٍ واستطلاعٍ ‏ومجيءٍ ‏لعناصر من خارج عين الرمانة الى عين الرمانة، ونترك الباقي للقضاء. كل ما قيل عن مقايضة ‏بين ملف ‏مرفأ بيروت وملف الطيونة غير صحيح وليس له أي اساس من الصحة، وطبعاً ليس فينا من ‏يمكن ان يقبل ‏بمقايضة من هذا النوع، كلا الملفين مهمان جداً، وكل الدماء التي سقطت في مرفأ بيروت ‏وفي الطيونة ‏هي دماءٌ طاهرةٌ زكيّةٌ مظلومة، عوائل شهداء مرفأ بيروت وعوائل شهداء الطيونة بالنسبة ‏لنا هم سواء، ‏وبالتالي غير صحيح على الاطلاق بأنه لأجل التغطية على قضية او لكي نخدم قضية نقوم ‏بظلم عوائل ‏شهداء او نستبيح دماء شهداء، على الاطلاق، المطلوب في قضية المرفأ الوصول الى الحقيقة ‏والعدالة، قد ‏نكون نحن مختلفين على الطريقة، والمطلوب في قضية الطيونة الوصول الى الحقيقة ‏والعدالة، ونحن كما ‏عاهدناكم سابقاً سنواصل الطريق في القضيتين والعمل في القضيتين، لا يفكر احد ‏على الاطلاق انه ‏بالنسبة لنا انه في مكان ما ان هناك من يريد ان يُميت قضية ليحي قضية اخرى على ‏الاطلاق، هذا التزام ‏ايماني وشرعي وديني ووطني واخلاقي وانساني من قبلنا. ‏
في يوم شهيدنا، في يوم شهدائنا العظماء نحن نُعاهد ارواحهم الطيبة والزكية على مواصلة الطريق ‏الذي ‏شقّوه بدمائهم، بعرقهم، بتعبهم، بجهادهم، بجهودهم، بتضحياتهم، ونحن ان شاء الله نقول لشهدائنا، ‏سنمضي ‏على طريقكم، سوف نفي بوعدنا وبيعتنا لله ولكم وسنحقق أهدافكم ونَسأل الله أن يرزقنا ما ‏رزقكم من وسام ‏الشهادة الرفيع وأن يحشرنا معكم وأن لا يُفرق بيننا وبينكم في الدنيا والاخرة طرفة عينٍ ‏أبداً.‏
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته..‏
 

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مهرجان يوم ‏الشهيد الذي أقامه حزب الله في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر في ‏مدرسة الامام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) / الحدث في 11/11/2021‏

اخبار متعلقة

كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الليلة الخامسة من شهر محرم الحرام 1447 2025-06-30
كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الليلة الخامسة من شهر محرم الحرام 1447
كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة من بلدة مشغرة 2025-06-30
كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة من بلدة مشغرة

الأحدث

كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الليلة الخامسة من شهر محرم الحرام 1447 2025-06-30
الشيخ نعيم قاسم (2014 - 2024) كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الليلة الخامسة من شهر محرم الحرام 1447
كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة من بلدة مشغرة 2025-06-30
الجناح الاعلامي كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة من بلدة مشغرة
النائب حسين الحاج حسن : الشهداء زادونا قوة وعزيمة ولن نرضى بالتطبيع أو الاستسلام 30-6-2025 2025-06-30
كلمات النواب النائب حسين الحاج حسن : الشهداء زادونا قوة وعزيمة ولن نرضى بالتطبيع أو الاستسلام 30-6-2025
الوزير السابق مصطفى بيرم  : لسنا ضعفاء .. ولن نتخلى عن عناصر قوّتنا في وجه العدو 30-6-2025 2025-06-30
الجناح الاعلامي الوزير السابق مصطفى بيرم : لسنا ضعفاء .. ولن نتخلى عن عناصر قوّتنا في وجه العدو 30-6-2025
ميديا
  • فيديو
حزب الله يشيع فقيد الجهاد والمقاومة الدكتور حيدر دقماق في مدينة النبطية 13-4-2022 2022-04-13
حزب الله يشيع فقيد الجهاد والمقاومة الدكتور حيدر دقماق في مدينة النبطية 13-4-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع أمين عام حركة الجهاد الإسلامية الأستاذ زياد نخالة 30-3-2022 2022-03-30
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع أمين عام حركة الجهاد الإسلامية الأستاذ زياد نخالة 30-3-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية 25-3-2022 2022-03-26
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله مع وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية 25-3-2022
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله بوزير الارشاد في الجمهورية الإسلامية الايرانية‏ 2-3-2022 2022-03-02
فيديو لقاء السيد حسن نصرالله بوزير الارشاد في الجمهورية الإسلامية الايرانية‏ 2-3-2022

من نحن

العلاقات الاعلامية في حزب الله - جميع الحقوق محفوظة

اتصل بنا

تلفون: 01/274886 - 01/278680 تلفاكس: 01/274469 بريد alakatmedias@gmail.com

موقع العلاقات الاعلامية الاخباري