(...)نحن في قلب معركة طويلة، وصراع حاد، وفي داخل تحديات ومخاطر متنوعة، وعليه فإننا نؤكد على التالي:
- أوّلاً: عدم الاستهانة بالحرب الإعلامية والنفسية التي تُشن على المؤمنين والمجاهدين والمقاومين والمظلومين في كل مكان من العالم فهذا جزء من معركة العدو والجزء الأكبر والأخطر هو هذه الحرب الإعلامية والنفسية.
- ثانياً: يجب أن يستفاد من كل الإمكانات والفرص والقدرات المتاحة في الجانب الإعلامي والتبليغي وهذا جزء يجب أن يكون أساسياً في المعركة مع الناس والرأي العام.
- ثالثاً: في مواجهة الحرب النفسية والإعلامية القائمة على الكذب والإفتراء والتزوير والتشويه وتحريف الوقائع والتسقيط، أول أمر في مواجهة هذه الحرب هو التحصين، يعني أن لا تؤثّر فينا هذه الحرب، أن لا تزلزلنا هذه الحرب، أن لا تدفعنا هذه الحرب الى الشك، الى التردد، الى الضياع، الى اليأس، الى التّيه.
ليس كل خبر يردكم تأخذوا به وتبنوا عليه وتوزّعوه وتتبنّوه لأنّ هذا يعني الدّمار والنّهاية.
إذا أرادت الحالات الإيمانية الجهادية في عالمنا وفي منطقتنا أن تصدّق كل ما يُشاع من أخبار ومن أقوال ومن اتهامات ستتلاشى خلال أيّام قليلة، ستفقد وجودها وثقتها بنفسها ومعنوياتها وآمالها، ولذلك الخطوة الأولى هي التّحصين! وعندما نسمع أي خبر سواء يتعلق بنا أو بغيرنا لا يجب أن نقبله كيفما كان في زمنٍ الأصل فيه هو الاتهام والكذب والتّزوير والتشويه وما شاكل للأسف الشديد!
وكيف إذا ما كانت هذه الأخبار تأتيكم أو تأتينا من جهات معادية، من جهات متآمرة، من جهات تتمنى أن لا نبقى موجودين أصلاً، لا يجوز أن تُصدّق، ولا أن تُقبل ولا أن يُبنى عليه أصلاً. وفي كل الأحوال يجب أن يستبين الإنسان وأن يُحقق.
- رابعاً: في مواجهتنا الاعلامية سواء كانت دفاعاً أو هجوماً يجب أن تكون على أُسس وعلى قواعد منها:
1- بيان الموقف للناس بشكل واضح (كلنا مسؤولين).
2- شرح معطيات وحيثيات الموقف للناس وللرأي العام.
3- يجب أن يكون لدينا منطق نقدّمه للنّاس، استدلال، برهان، حُجّة، لأننا نريد للنّاس أن يصبح لديهم قدرة على التحليل والوعي والفهم وتقدير الموقف وهذا ما نسمّيه البصيرة، ليس المطلوب من الناس أن يتبعوا كيفما كان، مطلوب من الناس أن يستوعبوا ويعوا ويقدّروا ويفهموا الأسس والقواعد والمباني والأدلّة والحُجج والمنطق والأهداف والتّوجّه والمسار والضوابط كي تستطيع هذه المسيرة أن تتكامل سويّاً.
4- الاستناد الى الحق: أن نكون حريصين جدّاً على أن يكون موقفنا محقّاً و أن يكون ما نقوله حقّاً.
5- الصّدق في نقل الوقائع: لا نزوّر ولا نحرّف ولا نخترع وقائع.
6- لا نفتري على أحد: لا نتّهم أحد بلا دليل ولا ننساق مع الافتراءات والاتهامات.
7- أن نستفيد في حملتنا الإعلامية من كل التقنيات الحديثة مع الإلتزام بالضوابط الشّرعية.
هذه المعركة الاعلامية اليوم هي مسؤولية الجميع ويشارك فيها الجميع رجال ونسائه كبار صغار ايٌّ يكن اختصاصه.
الأهم والأخطر في هذا الزّمن شبكات التواصل الاجتماعي، هذا الأمر يتيح للجميع كلٍ من موقعه أن يكون جزءاً من الحملة الإعلامية هجوماً ودفاعاً في جبهة الصّديق وفي جبهة العدو، وهنا ستترتّب علينا مسؤولية كونها في نفس الوقت تمثّل تهديداً وفرصة في آنٍ معاً، يجب دائماً أن لا نقع في التّهديد ونغرق فيه ويجب دائماً أن نحوّل التهديد الى فرصة.
على صعيد التهديد، نأتي الى مجتمعاتنا، دمُّرت عائلات (طلاق) كانت تنعم بالهدوء والانسجام، دُمّرت صداقات بسبب أخبار صادقة أو كاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي وما يجري عليها ، مشاريع اقتصادية انهارت، والأخطر من ذلك هو في الحياة الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، على سبيل المثال: منذ بضعة أيام خرجت وسيلة إعلامية اوردت أن الغاز سيُفقّد من السّوق، كل العالم صدّقت، لا أحد يدقّق لا أحد يُحقق، تخرج النّقابة والتّجار بالنّفي، الناس لا تصدّق، ويبدؤوا بالتّكافت وتبدأ أزمة الغاز ويكثُر الطّلب ويقل العرض ويُفتح باب الإحتكار وترتفع الاسعار، من أين بدأت الحكاية؟ من خبر كاذب على تلفزيون كاذب أو موقع انترنت كاذب! هذا ما يحدث اليوم في مجتمعنا..
وكثيراً ما يحدث ان تجتمع قوى سياسية تعمل لسنوات كي تنشأ صداقة وتحالف وتعاون وثقة مع بعضهم، تأتي الناس على مواقع التواصل في يومين ثلاثة ويدمّروا كل ما تم بنائه خلال سنوات! اليس هذا تهديد؟ بلى!
في نفس الوقت هو فرصة، فرصة لأهل الحق والمظلومين والمحتلة أرضهم والمعذّبين ان يوصلوا صوتهم لكل العالم بالصّوت والصّورة والكتابة والخبر والمشاعر ووو..
نحن يجب أن نستفيد من هذه الفرصة ولا يجوز ان نضيّعها..
أخواني وأخواتي الأعزّاء، اليوم نحن في لبنان في خضم معركة حسّاسة جداً، اليوم كل العالم يعاني بسبب شبكات التواصل الاجتماعي حتى في الولايات المتحدة الامريكية التي اخترعت الانترنت ووزّعته على العالم لأهدافٍ لست بصدد الكلام عنها في الوقت الحالي، وهي بلد الحريات العامة وحرية التعبير، منذ مدّة بعد احداث السّود والقتل والانقسامات الداخلية والكراهية والعرقية والقومية وما شكال، هناك اصوات كبيرة جداً اليوم في الولايات المتحدة الامريكية تطالب بوضع ضوابط وقوانين وحدود لشبكات التواصل الاجتماعي والا ستؤدي الى تدمير مجتمع الولايات المتحدة الامريكية من الداخل، وهي تساهم في انتشار الجريمة والكراهية والعنصرية، هذه من. امريكا التي اخترعت الانترنت ووزعته على العالم وتدعي انها حامية حرية الرأي والحريات العامة في العالم وطبعاً تدّعي كذباً!
في لبنان نحن في بلد حساس، دائما بلدنا حسّاس وفي مرحلة صعبة وفي معركة طويلة غير معلوم متى تنتهي على مستوى البلد والمنطقة، لذلك بيئة المقاومة جمهور المقاومة يجب ان يكونوا على مستوى من الوعي والبصيرة والحرص والمسؤولية وهذا ما جئنا هذه السنة لنقوله إنّ معي لبصيرتي، وأن ندرك تماما أن الوضع اليوم الموضوع لم يعد بيدي او بيد قيادة حزب الله، عندما يطرأ حدث ما او تخرج شخصية معينة لتتخذ موقف ما، قبل أن ارفع السماعة واتكلم مع اخواني لنتشاور، بأن نرد أو لا، نعلّق او لا، نصدر بيان او نسكت، قبل أن يُتيح لي الوقت لأتواصل مع أخواني لنتّخذ قراراً، تكون شبكات التواصل الاجتماعي قد اتخذت قراراً وعلّقت وهاجمت وتكلّمت، ان كان صائباً أم لا هذا بحث اخر، اليوم لنكون صادقين مع انفسنا ومع الناس، انا لا استطيع ان ادّعي اننا نستطيع ان نضبط شبكات التواصل الاجتماعي بنسبة 100%، ولا ادّعي ولا اطالب الاخرين بذلك لأنني اعرف انهم لا يقدرون، وثانياً ليس كل ما يجري على شبكات التواصل الاجتماعي عند جمهورنا وبيئتنا او بيئة اخرى معناه ان القيادة السياسية لذلك الجمهور او تلك البيئة هي التي اعطت هذا التوجيه، كي لا يتم التهجم عليناً لاحقاً إزاء أي أمر متّصل بهذا الصّدد، الموضوع يسبقنا جميعاً، وعندما يسبقنا جميعاً تصبح المسؤولية عندكم أنتم، يصبح لزاماً على كل أخ وأخت وكل شخص في هذا الجمهور وهذه البيئة أن يكون مسؤول عن كل قرار يتّخذه، وهذا القرار له لوازم وله تبعات.
اولاً، أريد أن أنبّه الى مسؤولية الجميع، ليس كل من غضب وانفعل او لديه رأي شخصي يأتي ويكتب ما يريد، هذا خطا، نحن اليوم ننتمي جميعاً الى مسيرة واحدة، الى جبهة واحدة، ما افعله انا ينعكس عليكم، ما يفعله المقاومين ينعكس عليكم، ما تفعلونه انتم ينعكس علينا جميعاً، يجب ان نبني على هذه المسؤولية.
عندما تحصل أحداث، انا اتمنى ان ينتظر خصوصاً المسؤولين في حزب الله، العلماء، الكوادر، فضلاً عن البيئة ان ينتظروا التوجيه، قد تقتضي المصلحة في بعض الاحيان ان نسكت، ليس لدينا مصلحة ان نرد، مثلا أحياناً يحصل خطاب هنا او هناك أو بيان يصدر هنا او هناك نحن لا نعلق ولا نرد وقد تكلمت في هذا الخصوص سابقاً، وفي كل يوم هناك أحزاب سياسة في لبنان رؤسائه، ونائب الرئيس ونوابها ومسؤوليها ووسائل اعلامه تتهجّم علينا ليلاً نهاراً ونحن ندير لها ظهرنا ولم نخسر شيئاً ولم يصيبنا شيء ولم يطالنا شيء ولم يضعفنا شيء، نظرية ان كل شيء يُحكى في البلد يجب ان نرد عليه!؟ هذه النظرية خاطئة! لسنا نحن فقط لا نوافق عليها، انا اقول لكم ان هذا خطأ، هناك شيء يجب الرد عليه وهناك شيء لا يجب الرد عليه، لا توجد هناك قاعدة انه يجب ان نرد على كل شيء، وحتى عندما نرد ان لا أقفل الأبواب على الناس، ومن يريد ان ينتقد فلينتقد، لكن فلننتقد الموقف، لا نذهب الى التجريح الشخصي، لا نذهب الى الاهانات الشخصية، لا نذهب الى التوهين، لا نذهب الى الشتائم، لا تذهب الى المسخرة على الاخرين. هذا امامنا امير المؤمنين، هم شتموه، شتموا شخصه، وشتموا الحسنين، وشتموا صحابته، وشتموا جيشه ومع ذلك قال لهم قولوا هذا ولا تفعلوا هذا، ونحن نقول أننا شيعته وأتباعه، يجب ان نلتزم هذا الامر بدقة.
عندما يكون هناك موضوع سياسي نناقش بالسياسة لا يوجد اي مشكلة على الاطلاق، وصحيح ما يقال في وسائل الاعلام سواء كان سيد أو شيخ او مفتي او بطرك او شيخ عقل او عالم علامة مين ما كان يكون بس يحكي بالسياسة حق الناس تعلق على موقفه بالسياسة، واي احد يتكلم بالسياسة رسمي او غير رسمي زعيم ديني او زعيم سياسي مثقف او مفكر او اعلامي او او او.. حق الناس ان توافقه او تخالفه او تنتقده، لكن ليس حق الناس ان تهينه أو تسبّه، أو تشتمه أو أن تنال من شخصه، لا هم يحق لهم أن يتعاملوا معنا هكذا ولا نحن يحق لنا ان نتعامل مع الاخرين بهذا الاسلوب، وحتى لو تعاملوا معنا بهذا الشكل نحن لا نقابل بالمثل، ولا نستخدم نفس الادبيات، ولا نفس الوسائل، ولا نفس اللغة، لأن كل إناء ينضح بما فيه، كل شيء ننطق به يعبر عن ذاتيتنا وعن ثقافتنا وعن ديننا وعن اخلاقنا وعن روحيتنا وعن نفسيتنا، هذا اللسان يخرج ما هو مكنون في دواخلنا، يا اخواني واخواتي السّب والشّتم والتجريح ليس علامة قوّة وانما علامة ضعف، الضعيف من يسبّ ويشتم، القوي غير محتاج للسباب ولا للشتم ولا التّجريح ولا الاهانة، القوي يناقش ويطرح أفكار، لكن لا مشكلة..
ما حدث في الايام الماضية سواء مع خطاب بكركي او غيره، هناك أناس خرجوا وناقشوا في السياسة، قالوا ماذا يعني الحياد؟ هذا لا يعني انه اذا قام احد وناقش الحياد انه تهجم على البطرك، اذا ناقش الحياد، اذا ناقش دعوة غبطة البطرك للجيش ان يمنع الصواريخ والاستفسار عن لوازم هذا الطرح؟ هذا لا مشكلة فيه ومن الطبيعي ان يخرج اناس ويناقشوه.. البعض يقول مرجعيات دينية، انا اقول لكم لا.. اي انسان في البلد كبيرا كان او صغيرا مقاماً دينياً او سياسياً ان لم يكن له مقام
يقول كلمة او موقف، احترامه محفوظ ولا يجوز اهانته او التجريح به شخصياً، هذه اخلاقنا وهذه قيمنا.. هذا السلوك ماذا ينتج عندما يفلت الناس على بعضهم؟ هذا يزيد العداوات، والاحقاد والضغائن وينفر الاصدقاء الذين يكونون معك، واحبائك، عندما يرى لغتك وطريقتك بهذا الشكل(...)