رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أن الولايات المتحدة الأميركية هي طرف أساسي في ما تعرضت له القمة الاقتصادية التنموية العربية من ضغوط وتدخلات خارجية، والدليل على ذلك ليس تحليلاً، وإنما المعطيات التي توفرت من حركة وزير الخارجية الأميركية في المنطقة، ومن زيارة مبعوثه إلى لبنان، حيث أنه في كل شاردة وواردة يريدون التدخل، الذي يأتي جزءاً منه كمحاولة للتعويض عن خسارة في المنطقة.
وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة كونين الجنوبية للفقيدة الحاجة خديجة شحادة والدة فقيد الجهاد والمقاومة الحاج مصطفى شحادة والشهيد علي شحادة، لفت النائب فضل الله إلى أن الأمريكان جاؤوا إلى لبنان ليحرضوا على المقاومة، وليتدخلوا بتشكيل الحكومة، وليحرضوا اللبنانيين بعضهم على بعض، ولكنهم سمعوا في بعض المواقع الرسمية اللبنانية مواقف تحاول أن تحد من هذا التدخل، أي أنه عندما أتى "دايفيد هيل" إلى لبنان، وحاول أن يفرض بعض الشروط ويملي بعض الإملاءات، كان هناك من وقف بوجهه وقال له "إن ما تطلبه لا يمكن أن يتحقق في لبنان، لأن للبنان خصوصياته ووضعيته، والوضع فيه مختلف تماماً عن بقية البلدان، ولا يمكن لنا أن نأخذه إلى المكان الذي تريدونه، ولا يمكنكم حتى أن ترجعونا إلى مرحلة الصراعات الداخلية، فضلاً عن أن وضعكم في المنطقة أصبح مختلفاً عما كنتم عليه سابقاً"، وهذا يجب أن نسجله، بحيث أن الأمريكان ما عادوا يستطيعون أن يملوا الإملاءات ويفرضون الشروط التي يريدونها في كل مرة يأتون بها إلى لبنان.
واعتبر النائب فضل الله أنه لو نجح المشروع الأميركي في سوريا، لكانوا فعلوا ببلدنا أكثر من ذلك بكثير، وعليه فإن هذه الزيارة الأميركية للبنان، هي محاولة لطمأنة من يعتبرونهم حلفاء، وبمحاولة أخرى لتأليب البعض على البعض في لبنان، ولكن ما عاد لهذا الموضوع إمكانية للتأثير الكبير في بلدنا.
وشدد النائب فضل الله على ضرورة أن نبدأ بيوم جديد بعد انتهاء القمة الاقتصادية ومغادرة الوفود، وأن نرجع إلى لغة التفاهم والتوافق للخروج من الأزمات التي نعيشها، ونعود إلى قضايانا الملحة والداخلية وفي طليعتها الاتفاق على تشكيل الحكومة، التي نريد لها أن تتشكل بالأمس قبل اليوم، لأن هناك مصلحة للبلد بذلك، فهناك وضع اقتصادي واجتماعي صعب، والكل يلمسه ويشاهد تأثيراته على المواطن، وبالتالي فإن وجود حكومة على الأقل يساعد ويساهم في اتخاذ بعد القرارات والقيام ببعض الخطوات التي تخفف من هذا الوضع.
وأمل النائب فضل الله أن تكون المساعي التي ستبذل في الأيام المقبلة جدية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المشكلة وكيفية حلها التي أصبحت معروفة للجميع، حيث أن هناك كتلة اسمها اللقاء التشاوري للنواب السنة الذين لهم حيثيات تمثيلية، وعليه فإن المطلوب هو تمثيلهم بعيداً عن كل التفسيرات والتحليلات والسجلات التي لن تنفع، وهذا الموضوع يجب أن يوضع على السكة الصحيحة من أجل أن يكون لدينا في المرحلة المقبلة حكومة جديدة تنهض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي في البلد.
وختم النائب فضل الله بالقول إننا ومن موقع المعرفة مما هو عليه الحال الآن في لبنان نؤكد أن الوضع صعب، وإذا استمرينا بهذه الخفة من قبل البعض واللامسؤولية والتمسك ببعض الاعتبارات، فإنه من الممكن أن يزداد الوضع صعوبة أكثر، وعندها لا يمكن لنا أن نتدارك الأمور.