في أجواء يوم الشهيد، أقام حزب الله احتفالاً تكريمياً لثلة من الشهداء قادة الميادين في الزمن الصعب بين عامي 1982 و1985 تحت عنوان "قادة شهداء"، وذلك في مجمع الإمام الحسين (ع) بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، وعدد من القيادات الحزبية، وعوائل الشهداء، وعلماء وفعاليات وشخصيات، وحشود غفيرة من الأهالي.
افتتح الاحتفال بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ومن ثم تم عرض تقرير مصور يحكي عن حياة وبطولات وعمليات الشهداء القادة المحتفى بهم وهم: محمد حسين زيدان، يوسف عبد الحسين حدرج، محمد عبد الحسين حدرج، عبد الله علي فنيش، خضر حيدر جوني، فارس حسن حاوي، رضا محمد حريري، علي مصطفى بدوي، علي محمد سليمان، عادل حسين الزين، مصطفى مسعود شقير، أحمد رضا بزيع، حسين علي جواد، صالح محمد علي حرب، مصطفى موسى عبد الكريم.
ومن ثم تحدث السيد صفي الدين فقال إن هؤلاء الشهداء القادة كانوا يتحملون مسؤوليات عديدة، فهم لم يكونوا فقط مقاومين تدربوا وحملوا السلاح وزرعوا العبوات وأنجزوا الكمائن، وإنما كان عليهم أن يتحملوا مسؤوليات عديدة في ظل كل التعقيدات السياسية التي تعيشها المنطقة ولبنان وبيئتنا ومجتمعنا، أولاً فضح المخطط الإسرائيلي من قبل كل من فهم وأدرك واستوعب وتحمل المسؤولية، فضلاً عن توضيح الطريقة التي جاء بها والشعار السياسي الذي رفعه، وإثبات عكس ما قدمه على أنه ليس عدواً ومنقذاً للبنانيين من مآسي الحروب الداخلية.
وأضاف السيد صفي الدين، أما المسؤولية الثانية التي تحملها هؤلاء القادة فهي توضيح الموقف الشرعي والوطني والأخلاقي بضرورة مواجهة هذا العدو بالسلاح، وأن هذا تكليف لا يمكن أن يسقط تحت أية ذريعة سياسية أو اجتماعية، وأما المسؤولية الثالثة فهي القيام بالعمليات العسكرية المباشرة بغض النظر عن الخبرة القتالية التي يمتلكها هؤلاء الشباب، وبالتالي كان عليهم أن يجمعوا قدراتهم وخبراتهم بالميسور من أجل توجيهها نحو القتال الفاعل والمؤثر، لأنه إذا لم يكن قتالاً فاعلاً ومؤثراً، فإنه لا يوصل إلى نتيجة.
وتابع السيد صفي الدين أما المسؤولية الرابعة فهي تأمين البيئة اللازمة في البيت والعائلة والمحيط لتأمين السلاح وتجميعه وتخزينه واكتساب الخبرات وإنجاز الدورات، فضلاً عن تأمين الحاضنة الأمنية التي تؤمّن الانطلاق نحو العمليات، والقدرة على تحمّل ردات الفعل من العدو التي لم تكن معروفة في ذلك الوقت تجاه العملية.
وأردف السيد صفي الدين، إن المسؤولية الخامسة كانت تكمن في إنزال الضربات الموجعة بالعدو وقدراته العسكرية المتفوقة في ذلك الوقت، فكان على هؤلاء الشهداء القادة أن يقوموا بعمليات موجعة من أجل أن يكسروا هذا الشعور والإحساس بالتفوق عند الإسرائيلي، وأن يسلبوه الأمان في الحد الأدنى في المراحل الأولى، وأن يدخلوا القلق إلى قلب الضابط والجندي الإسرائيليين، وأن يعيدوهما إلى مربع الخوف والتراجع.
وشدد السيد صفي الدين على أننا تعلمنا من هؤلاء القادة ومن شهدائنا ومجاهدينا وتجربتنا وثقافة مقاومتنا ومن كل ما فيها من روح وحب ومعرفة وصدق وإخلاص، أن هذه المقاومة لا تهزم، ولم تخذل شعبها في يوم من الأيام، والله تعالى لم يخذلها في يوم من الأيام، ولذا فإن كل الجبناء وضعاف النفوس، سواء كانوا في لبنان أو في العالم العربي أو في أي مكان ممن يتآمرون على هذه المقاومة، فإنهم سينالون جزاءهم في هذه الحياة الدنيا قبل الآخرة، والمقاومة ستبقى بعدهم قوية منتصرة متعاظمة، وكل الذين نراهم على شاشات التلفزة اليوم، أو يكتبون أو يمولون مواقع الكترونية بملايين المليارات من أجل أن يشتم حزب الله والمقاومة وتستهدف بيئتها وثقافتها وعوائل شهدائها، فضلاً عن الذين يؤذون المقاومة باتهامات كاذبة ويلحقون بها الأذية على المستوى الإعلامي أو السياسي، أو يستهدفونها ظلماً وجوراً من لبنان إلى تل أبيب إلى آل سعود إلى أميركا، فإنهم سيتعبون، وكل أفعالهم لن تصل إلى أية نتيجة، هؤلاء لن يجنوا إلاّ الحسرة والخيبة، والمقاومة ستنتصر كما انتصرت في سوريا ولبنان وكل مواقع المواجهة.
وأكد السيد صفي الدين أن حزب الله الذي قدم تجربته وثقافته بالوفاء، لن يتأثر في التجربة السياسية اللبنانية بكل الأحقاد وحملات التزييف التي نسمعها في كل يوم، فنحن كنا وما زلنا وسنبقى أوفياء مع حلفائنا، وهذا هو طريقنا وثقافتنا التي يجب أن يعتاد عليها اللبنانيون جيداً، وأما البعض الذي لا يحب أن يعتاد على هذه الثقافة، فذنبه على جنبه، فهو من سيتفاجأ، ولسنا نحن من نفاجأه، فنحن نقف مع من يقف معنا، ولنا الفخر أن نكون أوفياء لمن وقف إلى جنبنا في أي يوم من الأيام حينما كان يدافع عن المقاومة بشرف وإباء وعز، مشدداً على أنه إذا كان البعض صادقاً كما يدعي في أن الحكومة الوطنية حاجة وضرورة، فليسارع إلى تلبية مطالب محقة طلبها هؤلاء النواب المستقلون بدل أن يضيّعوا الأوقات، لأن تضييع الوقت لن يوصل إلى أية نتيجة.