رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن المشهد الذي يرسمه المحور الأمريكي السعودي لنفسه اليوم هو مشهد الإنحدار على كل صعيد وفي أكثر من قضية فالثقة بين الولايات المتحدة وبين السعودية أهتزت إلى حد كبير بعد سلسلة المواقف والفضائح والاهانات التي اطلقها ترامب بحق السعودية من أجل ابتزازها ونهب أموالها. ومنيت السعودية بخسائر كبيرة وفادحة في كرامتها ومكانتها وسمعتها ووضعت في موقف مذل ومهين، ولم نجد في مقابل هذه الإهانات وهذا الحجم من الاذلال والتهويل سوى الخضوع والسكوت والصمت الذي يكشف عن عجز ورهبة وخوف.
واعتبر: ان السقوط الاخلاقي والسياسي والاعلامي المدوي للسعودية لا سيما العدوان على اليمن كشف عن الوجه الاجرامي اللاانساني لهذا النظام الذي يشبه في ممارساته الاجرامية ممارسات داعش والجماعات الارهابية المتوحشة. مشيرا: الى ان هذا النظام يستحق كل هذا التشهير وكل هذا الانحدار على المستوى الدولي لانه كان يخدع العالم بتمظهره بالخير ويشتري صمت بعض الدول والانظمة على رعايته ودعمه للجماعات التكفيرية الارهابية وعلى جرائمه وارتكاباته في اليمن وسوريا والبحرين وغيرها.
ولفت الشيخ دعموش: الى أن إهانات ترامب للسعودية واذلاله لها هو نتيجة طبيعية لمسار التبعية المطلقة الذي انتهجته السعودية للسيد الأمريكي طيلة العقود الماضية وتم تكريسه مع وصول محمد بن سلمان إلى السلطة كولي للعهد.
وقال: هكذا تفعل أميركا مع حلفائها وأصدقائها الذين يستجدون التحالف معها، فهي لا تحترمهم إلا إذا دفعوا، ولا تحمي عروشهم إلا بمقابل المال، وإذا تخلّفوا عن دفع المزيد من المال يُهددون برفع الحماية، ويُهانون ويُذلون، ويُداس على كرامتهم، دون أن يقووا على الرد أو التفوه بكلمة في وجه السيد الأمريكي رهبة وخوفا من رفع الغطاء عنهم.
وأضاف: هذا هو حال السعودية مع حليفتها الولايات المتحدة, وهذا يجب ان يكون عبرة لكل من يراهن على الولايات المتحدة ولكل من يسير في ركب الولايات المتحدة التي ليس لها صديق ولا حليف حقيقي في هذه المنطقة سوى إسرائيل التي توفر لها الرعاية والحماية بلا مقابل بل تدعمها بكل أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري لتبقى هي الأقوى في المنطقة. ولذلك على الدول والحكومات التي تعتبر نفسها حليفة وصديقة للولايات المتحدة ان تأخذ العبرة وان تعيد النظر. وشدد الشيخ دعموش: على ان السعودية هي اول من يجب ان يعتبر ويعيد النظر ويتأمل ويفكر في تبعيته المذلة لاميركا، وهي أمام فرصة بعد اهانات ترامب للخروج من سياسة التبعية العمياء للولايات المتحدة والعودة إلى محيطها العربي والإسلامي، فالحوار والتفاهم والتعاون مع دول المنطقة هو السبيل لإستقرار المنطقة ولحماية المنطقة من التدخلات الأمريكية والإسرائيلية ولانهاء الحروب الداخلية والدفع باتجاه التصالح في اليمن وسوريا والعراق والبحرين وايران.
متسائلا: أيهما اشرف وافضل وأوفر أن تدفعوا مئات المليارات لترامب أو أن تنفقوا مئات المليارات هذه على شعوبكم لمعالجة المشاكل التي تعاني منها ؟
وأكد: انه لو سادت روح التفاهم والتعاون بين دول وشعوب هذه المنطقة وسخرت هذه الامكانات المالية في خدمة هذه الدول والشعوب لاستطاعت ان تصبح في مصاف الدول القوية والمتقدمة ولما استطاعت لا اميركا ولا اسرائيل ان تفرض سياساتها وهيمنتها على المنطقة .