كلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة زبقين الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي، وجاء فيها:
إن الحرب التي بدأت منذ سنوات وتحديداً في العام 2006، واستهدفت في المرحلة الأولى إسقاط المقاومة في لبنان من أجل الاستكمال الهجوم لاحقاً على جميع دول المقاومة، سقطت بفعل صمود المقاومة والشعب اللبناني، ولذلك انتقل التخطيط من بعد هذا الصمود الذي حصل والانتصار الذي تحقق، إلى ضرب صلة الوصل بين دولة تدعم المقاومة ألا وهي جمهورية إيران الإسلامية، وبين سوريا المقاومة التي تشكل صلة وصل مع المقاومة في لبنان، فشنت على سوريا في العام 2011 هذه الحرب التي صحيح أن أدواتها كانت المجموعات التكفيرية المسلحة، إلاّ أن صاحب القرار في الهجوم والذي كان يتولاه، هو الإدارة الأميركية ومن معها من حلفاء وأتباع عرب وغير عرب على مستوى المنطقة.
بعدما انهزم هذا الهجوم على سوريا، وانضاف العراق ليكون جزءاً من مسرح المواجهة مع العدو الصهيوني، انتقل هذا الهجوم الآن إلى إيران، وبدأت الحرب التي سقطت في لبنان وسوريا على جمهورية إيران الإسلامية، بحيث تستخدم جميع الوسائل، لا سيما وأنه لا يستهدف إسقاط النظام السياسي القائم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فحسب، وإنما يستهدف أيضاً تفكيك إيران للقضاء على قوتها الجيوستراتيجية والجيوسياسية، من خلال تحويلها إلى دويلات مقسمة بين قبائل وأعراق وأقوام مكونة للشعب الإيراني، أي أن النسيج الوطني الإيراني هو الآن مستهدف بهذا الهجوم من خلال حرب دعائية واستخبارية، وبنفس الوقت هناك حرب على الشعب الإيراني برمته من خلال العقوبات الاقتصادية، والخناق بدأ يضيق عليه، وبلغت المواجهة مبلغاً متقدماً، وإذا شئنا معرفة إلى أي حد وصلت هذه المواجهة، علينا أن ننظر إلى كلام القائد الإمام السيد علي الخامنئي في جموع شباب التعبئة في ملعب الحرية في طهران، حيث كانت أبرز كلمة له، "أنه ما دام فيه روحاً، فإنه لن يسمح للأعداء بالاستيلاء على إيران"، وعليه فإن هذا النص يوضح أن الإمام الخامنئي قرر خوض هذه الحرب حتى الشهادة.
إننا نقول لقائدنا الذي لم يتركنا حين واجهنا الاحتلال الصهيوني، ولا تركنا حين واجهنا العدوان التكفيري، أرواحنا فداك، ولن يصلوا إليك ما دامت أرواحنا في أجسادنا، فلقد كان شعارنا على الدوام ما تركناك ياحسين، واليوم نقول لك يا قائدنا وإمامنا، ما تركناك يا علي، وما تركناك أيها الإمام الخامنئي القائد العظيم.
نحن نرى كما يرى إخواننا جميعاً الحال البائسة التي وصلت إليها الأوضاع في لبنان، سواء في ما يتعلق بالأزمات المتعاظمة من النفايات والكهرباء، أو في ما يتعلق بالمياه وجميع المستويات المعيشية والاقتصادية، وبالتالي فإننا نسأل، كيف نتعامل مع هذه الأزمات، هل نتعامل معها من موقع اليأس أمام ما نواجه من تحديات، أم نتعامل معها من واقع النهوض بهذا التحدي، والتفوّق عليه.
نحن مع مشروعية المطالبة بحل الأزمات وحقانية بعض المطالبين وصدقيتهم، إلاّ أننا نرى أن هناك حملة منسقة ناتجها إذا لم يكن الهدف منها، هو تيئيس اللبنانيين، ودفعهم إلى حافة اليأس، وفي تقديرنا أنه المقصود من هذا الأمر، هو دفعهم إلى الانتحار الجماعي، من خلال إسقاط الحصانة الموجودة عندهم ضد الفوضى والحرب والأهلية، ونحن نعتبر أن من يقف وارء حملة التيئيس المنسقة، هو نفس من يعرقل تشكيل الحكومة ومفاقمة الأزمات التي يعاني منها اللبنانيون، لذلك نحن ندعو الجميع في مواجهة التيئيس أن لا يتعاطوا مع الأزمات بسلبية، بل بروح المباردة إلى القيام بما هو إيجابي بهذا الصدد، وإذا كانت الحكومة مستعصية الولادة، فنحن نعتقد أنه على المؤسسات الرسمية والإدارات العامة أن تقوم بواجبها في هذا الصدد، وهناك الكثير من المؤسسات تقوم بواجبها رغم الأزمات، ومنها على سبيل المثال المصلحة الوطنية لنهر الليطاني التي تلاحق من يتسبب بإفساد هذا النهر وتلويثه، ومن هنا ندعو جميع الإدارات إلى المبادرة وعدم انتظار أي خطوة تبدو مستعصية حتى الآن.