لم يعد مقبولاً أن تستمر المراوحة وهدر الوقت في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، لأننا لا نملك هذا الترف، وبلدنا يعاني من مشكلات كثيرة، وبالتالي فإن الاستمرار في المراوحة وقضاء الوقت وعدم النجاح في تشكيل الحكومة، يعني أننا لم نكن على مستوى آمال الناس، الذين أدوا واجبهم من خلال مشاركتهم في الانتخابات النيابية، واختاروا من يمثلهم، مشيراً إلى أن الانتخابات ليست فقط من أجل الاتيان بعدد من النواب، بل هي من أجل أن يكون هناك من يحمل آمال الناس ومشاكلهم، وأن يحي دور المؤسسات لتؤدي واجبها في إيجاد الحلول لمشاكل المجتمع والوطن.
واعتبر الوزير فنيش أن كل من يعطل ويعرقل مسألة تشكيل الحكومة، لم يكن مؤتمناً على ثقة الناس، وعلى ما عقدوه عليهم من آمال على استعادة دور المؤسسات، وعليه فإنه من الضروري والمُلح أن لا يستمر هذا الهدر للوقت وتضييع الفرص، لا سيما وأنه ليس صحيحاً أن مشاكلنا ميؤس منها، وأن لبنان لا يملك القدرات اللازمة لمعالجة مشاكله، فكل المشاكل مهما بلغت من تعقيد سواء كانت اقتصادية أو مالية أو تربوية أو اجتماعية أو بيئية، يمكن أن نجد لها الحلول إذا ما توفرت الإرادة، وحظينا بمن يمثل إرادة الناس، وكان على مستوى آمالهم، ويمتلك الحد الأدنى على الأقل من الاستقامة والنزاهة.
ودعا الوزير فنيش إلى تأجيل أي بحث في نقاط خلافية سياسية، وتركها للحكومة التي ستشكل، وللبيان الوزراي، وبالتالي فإننا كما استطعنا ونجحنا في حالات سابقة أن نجد المخارج اللازمة لمشاكلنا، سننجح بالتأكيد في هذا الأمر إذا ما أنجزنا تشكيل الحكومة وكانت مصلحة الوطن لها الأولوية، وأمّا إذا كان هناك حسابات أخرى ورهانات خارجية وإصغاء لإرادات خارجية، فبالتأكيد سيكون الوضع أكثر تعقيداً، وستكون هناك مواقف غير قابلة للتلاقي مع المواقف الأخرى.
ورأى الوزير فنيش أنه بإمكاننا أن نشكل الحكومة من خلال الحوار الداخلي، وأن نجد الحلول للمشاكل التي يعاني منها البلد، وهذه مهمة الرئيس المكلف بالإضافة لسائر الفرقاء الذين يجب على البعض منهم أن لا يبالغوا بأحجامهم، وأن يعودوا إلى اعتماد معيار واحد، ألا هو اعتماد نتائج الانتخابات النيابية، وهذا يزيل الكثير من العقبات.
وختم الوزير فنيش بالقول إننا كما كنا دائماً الحريصين على مصير الوطن، وبذلنا التضحيات والدماء لبقائه والدفاع عن سيادته وأمنه، سنكون بالتأكيد حاضرين في المعادلة الداخلية بما نملك من إمكانية تأثير في إدارة هذا البلد، وبما يؤدي إلى إيقاف الهدر، والحد من الفساد، ومعالجة مشاكل البلد الاقتصادية والمالية، ليكون للطلاب والشباب الأمل بمستقبل واعد.