كلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال رعايته الاحتفال التكريمي الذي أقامته التعبئة التربوية في حزب الله في مدينة صور للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية، وذلك في ملعب المهنية الجعفرية في المدينة، بحضور عدد من الفعاليات والشخصيات وحشد من الأهالي، وجاء فيها:
إننا واثقون بسماحة قائدنا السيد حسن نصر الله، عندما قال منذ عام 2006 وقبله لقد ولى زمن الهزائم وبدأ زمن الانتصرات، فآمنا بهذا الدرب وسرنا به، وحين بدأنا دفاعنا عن وجودنا ووجود لبنان بقتال المجموعات التكفيرية التي كانت تُستخدم من العدوان الصهيوني الأمريكي السعودي على سوريا، كنا نعرف أن الانتصار هو الضوء الذي ينتظرنا في نهاية النفق المظلم بشدة، وهنا نذكّر بعض الذين سمعنا تصريحاتهم بالأمس، وهي حقيقة استصراحات مسحوبة عنوة من الجانب السعودي، وعليه فإننا نذكّر هؤلاء عندما كانوا يقدمون مطالعاتهم السياسية عن سقوط الدولة في سوريا وعن أن زمناً جديداً سيبدأ في المنطقة، نحن نعرف أنه كان سيكون الزمن الاستسلامي الرجعي العربي الصهيوني، وآنذاك كان تقريباً الجميع يقول "إننا نخوض في سوريا معركة يائسة، وإننا نقدم تضحيات لكن هذا النظام سيسقط"، وقد قالوا ذلك منذ عام 2012 حتى عام 2016، وأما صاحب الجريدة السعودية التي أرسلت مراسلها ليستصرح أحد المسؤولين اللبنانيين نقول له اسألهم، واسأل جون بولتون الذي قالها واضحة " إننا نريد إخراج حزب الله من سوريا"، هل إن ما حققناه في سوريا كان انتصاراً أم مراجعة حساب كما أجبرتك الصحيفة على القول.
إن الأميركيين والسعوديين وقبل الروس والصينيين وأي أحد آخر يعرفون أننا بحمد الله تعالى وتحت راية السيد حسن نصر الله كتبنا انتصاراً استراتيجياً إعجازياً في سوريا، لأن من كان لديه دراية بالوقائع آنذاك، يعرف أن هذا النصر إنما تحقق بنصر من الله وتوفيق منه، فصحيح أننا قدمنا التضحيات ولا زلنا نشيّع الشهيد تلو الآخر بما فيهم من استعدنا جثمانه مؤخراً الشهيد الذبيح ذوالفقار عز الدين، ولكن لولا النصرة الإلهية، لما تحقق لنا أن نكتب الهزيمة لأعدائنا وهم الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني والنظام السعودي.
وليس هناك من مناسبة لأي زعيم عربي حمل راية الدفاع عن شعبه وعن الشعوب العربية إلا وكان آل سعود يتآمرون عليه ويدفعون الأموال لإسقاطه ويحرضون عليه من أجل محاصرته وضربه، وعلى سبيل المثال ما فعلته السعودية بثورة الرئيس جمال عبد الناصر وبلده، ولذلك فإننا نعرفها جيداً ونعرف أنها الحربة التي تطعن خاصرة المقاومين والثوريين في العالم العربي، ولكنها كانت تفعل هذا بالسر ومن وراء حجاب، وكان علينا أن ننتظر 40 سنة ليفتح أرشيف الخارجية الأميركية والبريطاني والفرنسي لنقرأ ما كان يفعله الملك السعودي من ترحيض حتى في عدوان عام 1956، والأرشيف واضح في ذلك، وأما الجديد اليوم، فلم يعد هناك من حاجة لنفتش في الأرشيف، لأن النظام السعودي يرتكب الجرائم بيده، حيث أنه لم يعد بيده أي أداة يمكن أن يرتكب بها جرائمه، والآن حاول بالإعتداء على اليمن أن يأتي بباكستان جديدة، ولكن ها هي باكستان انتفضت وأتت برئيس وزراء يعرف مساره الاستقلالي عن الهيمنة السعودية، وحاولوا أن يورطوا ماليزيا، ورئيس الوزراء الماليزي السابق مشهور بفضيحة المليار دولار التي قبضها من آل سعود، ولكن الماليزيين أعادوا زعيم نهضتهم التاريخية "محاضر محمد"، وبالتالي فإن النظام السعودي اليوم يفقد حلفاءه القصريين الذين أجبرهم على التحالف معه، وها هو على وشك أن يفقد من أنفق عليه أكثر من 600 مليار دولار التي أعطيت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب المهدد في هذه الأيام بإخراجه من الحكم، ولنرى حينما يخرج ترامب إذا خرج من سيجد بن سلمان حليفاً له، وللمفارقة فإن نفس هذه الدولة السعودية التي أعطت أكثر من نصف تريليون دولار للولايات المتحدة الأمريكية، تقدمت بالأمس بطلب للحصول على قرض ب 11 مليار دولار، وذلك لأن مناورة ابن سلمان ببيع شركة أرامكوا التي كان يقدرها ب 2 تريليون دولار، لم تنجح ولم يشترها أحد وفشلت هذه العملية، ونحن نسمّي هذه الوقائع لنقول لمن يدورون في فلك السعودية في لبنان، ليسارعوا إلى الإبتعاد عنها، لأن زمنهم قد انتهى وليتجهوا أكثر باتجاهنا، فليروا أداءنا معهم، ها قد انتهت الانتخابات النيابية ولم نتصرف من موقع إلغاء ولا تحجيم أحد، بل إن كل ما قلناه وما زلنا نقوله "إننا نريد حكومة على أساس نتائج الانتخابات النيابية"، ونحن مؤمنون حقاً وحقيقة بالعيش المشترك في لبنان، ونريد أن نعيش مع من اختاره الشعب اللبناني ممثلاً له في الندوة البرلمانية، ولذلك فإنه لن يفيدكم رهانكم على آل سعود، فإن زمانهم إلى انصرام، وما لكم في هذا البلد إلا شريككم اللبناني والصدر الرحب لسماحة الأمين العام لحزب الله الذي تعرفون أن أبوابه كانت مفتوحة على الدوام ولم يغلقها بوجه أي أحد، فلا تضيعوا الوقت برهانات لا تستقيم عند من لديه ذرة من الوعي السياسي، فهي رهانات ليس لها أي إمكانية للتحقق.
إننا نقول اليوم في موضوع تشكيل الحكومة كفى تضييعاً للوقت، وتذكروا إذا عدتم إلى الوراء حينما كنا نقول "إن رئيس الجمهورية هو فخامة الجنرال ميشال عون"، وضيعتم سنتين ونصف حتى وصلنا لهذه النتجية، ولذلك فإن الشعب اللبناني اليوم هو بأمس الحاجة لهذه الأوقات ولا سيما أنه يواجه كارثة على المستوى المعيشي والإنمائي، فاذهبوا إلى تشكيل الحكومة على أساس الانتخابات النيابية، لأن الشعب اللبناني جميعاً بطوائفه كلها يئن من المشاكل نفسها، فلا أحد يعالج النفايات كما ينبغي على مساحة لبنان كله وحتى عندنا، وبالكهرباء ليس هناك من حاجة للشرح فكل المناطق متضررة ولو أن هناك مناطق تتضرر أكثر من غيرها ونعمل على أن نعدّل الأمور، وبالتعليم والاستشفاء كذلك، ولذلك فإن لبنان بحاجة إلى حكومة تأخذ على عاتقها أن تحمل قضايا الشعب اللبناني المعيشية والانمائية والبنى التحتية والكهرباء وإلى آخره، وما عاد يريد اللبنانيون كلاماً في السياسة، بل يحتاجون لأن يروا أن النفايات لا تتراكم في الشوارع ولا تدفن بباطن التراب لتلوث المياه الجوفية مثلما حصل في شيرناي، وقد آن الأوان لكي تبدأ الحكومة بتحمل مسؤولياتها عن اللبنانيين جميعاً.
وفي الختام وزعت الشهادات التقديرية على المكرمين.