لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة الى أن معظم العالم بات يسلم بانتصار سوريا وحلفائها على المؤامراة الكبرى التي استهدفتها وبسقوط المشروع الامريكي الإسرائيلي السعودي في سوريا، وهناك الكثيرون اصبحوا يفكرون في فتح قنوات مع الدولة السورية وكيفية ترتيب العلاقة معها الا بعض اللبنانيين الذين لا زالوا يكابرون ويصرون على الإذعان للقرار السعودي في عدم التواصل مع الحكومة السورية خلافا لمصلحة لبنان.
واعتبر أن مصلحة لبنان السياسية والإجتماعية والإقتصادية والأمنية والإستراتيجية تقتضي تصحيح العلاقة مع سوريا وفتح قنوات التواصل معها، لأن التواصل هو الباب المجدي لترتيب عودة النازحين السوريين الى بلدهم، وعودة النقل البري للبضائع والسلع اللبنانية عبر سوريا وللمشاركة في إعمار سوريا، أما الإستمرار في القطيعة فإنه يحرم لبنان المتهالك اقتصاديا وماليا من فرص كثيرة تساهم في تحسين اوضاعه الاقتصادية والتجارية.
وأكد أن حزب الله وانطلاقا من حرصه على مصلحة اللبنانيين والسوريين ومصلحة البلدين بادر للمساهمة في تأمين عودة آمنة وطوعية للنازحين السوريين الى ديارهم، وهو لا يريد ان يقوم في ذلك مقام الدولة ، بل تحفيز الدولة اللبنانية للقيام بهذه المهمة بالتنسيق مع الدولة السورية. معتبرا: أن مبادرة الجانب الروسي في ملف النازحين لا تعفي الدولة اللبنانية من ضرورة التواصل والتنسيق مع الحكومة السورية، لأن الجانب الروسي لن يستطيع أن ينوب بالكامل عن الحكومة اللبنانية في معالجة هذا الملف، ولا في متابعة بقية الملفات التي تهم البلدين.
ورأى الشيخ دعموش: أن معالجة الوضع الإقتصادي المتردي في لبنان ومعالجة الأزمات المتعددة التي يعاني منها المواطنون بشكل يومي، تستوجب وجود حكومة فاعلة وقادرة على إيجاد الحلول وصنع الإنجازات وتحقيق مصالح اللبنانيين. مشيرا: الى أن المدخل الصحيح للخروج من حالة المراوحة على صعيد تشكيل الحكومة هو الخروج من حالة الاستنسابية ووضع معيار محدد للتأليف، وتجاوز الإملاءات والرغبات السعودية التي تساهم الى جانب غياب المعيار الواضح في تعثر تأليف الحكومة.
وقال هناك إرادة خارجية وضغوط لإدخال العهد في دائرة المراوحة والشلل تمهيدا لإفشاله، وإدخال اللبنانيين ايضاً في المزيد من الأزمات والمعاناة المعيشية والإقتصادية، والإيحاء لهم بأن السبب في ذلك هو وجود حزب الله! لتأليب اللبنانيين وتحريضهم ضد المقاومة.. لكن الجميع يعرف ان العقبة في تأليف الحكومة ليست عند حزب الله وحركة أمل بل حزب الله وحركة امل سهلا منذ البداية عملية التأليف ويساهمان اليوم في تذليل العقبات لولادة الحكومة باسرع وقت ممكن.