شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية في بلدة أنصارية الجنوبية على أن القاسم المشترك بين الجبهات والمواجهات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة من جبهة اليمن إلى العراق وسوريا وصولا إلى لبنان وفلسطين وإيران، هو الصراع بين المحور الأمريكي الإسرائيلي وأدواتهما في المنطقة وبين محور المقاومة، معتبراً أن النتيجة النهائية لهذه المواجهات ستحدد صورة المنطقة ومستقبلها.
وقال الشيخ دعموش حتى الآن لا تبدو هذه المواجهات في مصلحة المحور الأمريكي، فهذا المحور مني بخسائر كبيرة وهو ينتقل من فشل إلى فشل في كل نقاط الاشتباك، وآخرها ما جرى في الساحل الغربي في اليمن والجنوب السوري، فقد اخفق العدوان الأمريكي السعودي في اليمن في تحقيق أي من أهداف عدوانه بالرغم من وحشية العدوان، ومني بهزيمة كبيرة في الساحل الغربي ومطار الحديدة، واضطر إلى الإعلان عن وقف الهجوم على الحديدة بسببب خسائره الكبيرة ومحاصرة قواته بفعل صمود وثبات وبسالة اليمنيين من الجيش واللجان الشعبية الذين تصدوا للعدوان في هذه المنطقة، وكذلك فشلت إسرائيل في حماية الجماعات الإرهابية المسلحة في الجنوب السوري والحفاظ على وجودهم وبقائهم، وهي التي دعمتهم ورعتهم ليكونوا حزاماً أمنياً لكيانها، مما اضطر نتنياهو لمطالبة الدولة السورية بالعودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام ١٩٧٤ في هذه المنطقة، وهذا إقرار ضمني بالخسارة والهزيمة.
وأضاف الشيخ دعموش إن الفشل الأمريكي الإسرائيلي السعودي في تحقيق أهدافه في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين لا يعني انتهاء الصراع، فلا زلنا في قلب المعركة، وسيحاول العدو الضغط أكثر سياسياً وعسكرياً وإعلامياً واقتصادياً ومالياً، ولن يسلم بفشل مشروعه بسهولة، وربما يلجأ إلى فتح جبهات جديدة، ولذلك فإن استمرار الصراع في المنطقة والتهديدات التي يطلقها الأعداء ضد شعوب ودول المنطقة، تتطلب المزيد من الصمود والثبات والتمسك بعناصر القوة التي نملكها، وفي مقدمها المقاومة، لإلحاق الهزيمة الكاملة بالحلف الأمريكي، وتجذير محور المقاومة ودوره ومشروعه في المنطقة.
ورأى الشيخ دعموش أن السعودية فشلت في التحريض على المقاومة في الساحة اللبنانية، وجاءت نتائج الانتخابات النيابية مخيبة لآمالهم ولتؤكد هذا الفشل، مشدداً على أنه لا يمكن للسعودية التعويض عن فشلها بعرقلة تشكيل الحكومة وفرض حصة وزارية للبعض غير مطابقة لحجمه النيابي، لافتاً إلى أن التأخير والتباطؤ في تأليف الحكومة، ليس في مصلحة السياسيين الذين باتت مصداقيتهم وثقة الناس بهم على المحك، ولا في مصلحة أحد من اللبنانيين الذين يعانون من أزمات متعددة اقتصادية ومعيشية وهم بحاجة الى حكومة اليوم قبل الغد، تكون قادرة على معالجة هذه الأزمات ومواجهة التحديات المختلفة.