إن الاعتداء الصهيوني الآثم على سوريا خرق خطير جداً وتجاوز لكل الخطوط الحمراء وقواعد الصراع منذ ثلاثة عقود تقريباً وهو في نفس الوقت تصعيد إسرائيلي مغامر يدفع المنطقة كلها إلى المجهول ويعبر عن حجم المأزق الذي يعيشه الكيان الصهيوني بفعل انتفاضة الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال وصمود لبنان وسوريا في وجه كل التهديدات الإسرائيلية والأميركية.

إننا نعتبر الاعتداء على سوريا عدواناً على لبنان كما هو عدوان على فلسطين وكل الأمة ونشعر أن عبارات الإدانة والشجب قاصرة عن التعبير عن الموقف الحقيقي المطلوب مما حصل فلطالما وقفت سوريا إلى جانب لبنان في جميع محنه ومصائبه وتحملت في سبيل ذلك الضغوط والحصار والإرهاب والتهديد الدائم وهي التي دعمت لبنان في مقاومته للاحتلال وتحرير أرضه. إننا ندعو إلى موقف لبناني وعربي كبير جداً وبمستوى المرحلة لأن السكوت عما حصل يعني أنه لم تبق خطوط حمراء ولا حدود ولا ضوابط لجموح شارون واستعداده للذهاب بعيداً في تفجير المنطقة بأكملها.

إننا في حزب الله نعلن التزامنا المطلق وحدة المعركة والمصير مع سوريا الصامدة والأبية قيادة وشعباً وندعو اللبنانيين جميعاً بأن يدركوا حجم هذا التطور الخطير ومدى انعكاسه على لبنان والمنطقة وأن يستعدوا لمواجهة كل الاحتمالات مع عدو تقوده اليوم قيادة حمقاء ومجنونة تحظى بدعم كامل من أكثر الإدارات الأميركية حمقاً وجنوناً في التاريخ. إن وحدتنا الوطنية ووحدة المصير مع سوريا وتمسكنا بخيار المقاومة والصمود واستعدادنا لمواجهة التحدي القائم والقادم بكل ما يلزم هو السبيل الوحيد لتجنيب بلدنا ومنطقتنا الآثار الكارثية للسياسات العدوانية الإرهابية لشارون وبوش وكل معسكر إرهاب الدولة هذا.