إن الشعب الفلسطيني يؤكد اليوم أن جميع السبل التي قيل إنها تستعيد الحق الفلسطيني كانت سبلاً وهمية، ولم تزد العدو إلاّ طغياناً وعدواناً، فزاد المستوطنون من 60 ألف مستوطن إلى 660 ألف، واستشرس العدو، فأكل من قبل المسجد الإبراهيمي، وهو اليوم يضع يده على المسجد الأقصى عبر البوابات الالكترونية، وينتزع السيادة الدينية على الحرم الشريف.
إن الخيارات غير المقاومة لم تؤدِ بنا إلى استعادة الحق، بل زادت من معاناتنا وخسارة حقوقنا، ولم تقدم لنا أي إنجاز، وعليه فإننا نسأل اليوم، ماذا حققنا عن طريق التفاوض لا سيما بعد مرور ما يزيد على خمس وعشرين عاماً من عملية التسوية في مدريد، وعلى العشرين عاماً من عملية التسوية في أوسلو، هل استعدنا أرضاً أو أوقفنا استيطاناً، وبالتالي فإن الجواب واضح، حيث أنه لم يكن ولن يكون إلاّ الدم سبيلاً لاستعادة الحقوق وحماية المقدسات، وها هو الشباب الفلسطيني بأعماره الغضة يواجه آلة المحتل الصهيوني، ويقاتله بصلابة وإيمان وثبات، مدركاً أن لا طريق ولا خيار ولا نهج إلاّ المقاومة لتحرير أرضه.
إن المعركة التي نخوضها اليوم في جرود عرسال هي لكل منصف، وهي معركة وطنية بامتياز لاستعادة الأراضي اللبنانية التي تحتلها المجموعات الإرهابية التكفيرية من داعش والنصرة وما إلى ذلك من أسماء، فنحن من قبل تحمّلنا مسؤوليتنا في تحرير الجنوب اللبناني، وحرّرنا معظم أجزائه، وحتى عندما كنا نقاتل العدو الصهيوني، كانت هناك أصوات في لبنان تنتقد قتالنا للعدو الإسرائيلي، وتقول إن قتالنا يجر على لبنان ما يجر، ولكن أكدت الوقائع لا سيما في 25 أيار من العام 2000، أن نهج المقاومة هو النهج الصحيح والصائب الذي استعاد الأرض، واليوم بعد ما انتقدوا لسنوات قتالنا ضد الإرهاب التكفيري في سوريا، أدرك العالم بأجمعه، أنه لولا هذا القتال لما بقيت سوريا ولبنان والعراق، فبهذه التضحيات التي قدمناها في سوريا، حققنا الانتصار الذي لم يغيّر الموازين المحلية في كل بلد عربي، وإنما غيّر الموازين الدولية بعد الإقليمية.
اليوم هناك نهجان وصفان، صف الإرهاب التكفيري ومن يتواطأ معه، وصف حزب الله ومن يتحالف معه، ونحن نعرف أن في لبنان من يختلف معنا في السياسة، ولكن فليشرح لنا من يختلف معنا اليوم في معركة الجرود إلى أي أساس يرتكز، وعليه فإن من يختلف مع حزب الله اليوم في معركة جرود عرسال، قد اختار أن يكون حليفاً للمجموعات الإرهابية التكفيرية، سواء كان اختياره عمداً أو عن غير عمد، عن وعي أو عن غير وعي، ونحن نسأل هذا اللبناني أياً كان موقعه السياسي، أين يكون موقعك وخيارك عندما يكون هناك مجموعة تعمل لتحرير أرضك من المجموعات الإرهابية التكفيرية، هل مع الذين يحررون أرضك اللبنانية، أم مع الذين يحتلونها.
إن البعض في لبنان اختار بكل وقاحة أن يحالف النجاسة نكاية بالطهارة، وأن يناوئ ويضاد حزب الله بمعزل عن أي شيء يقوم به، لا سيما وأن هذه المعركة التي نخوضها اليوم في الجرود، هي معركة لبنانية صرف مئة بالمئة، فلماذا يختار البعض في لبنان أن يكون حليفاً موضوعياً وإعلامياً ونفسياً للمجموعات الإرهابية التكفيرية، وبالأخص الشامتين بعدد شهدائنا، أو الذين يهوّلون على أهلنا، فهؤلاء لم يتعلموا طوال هذه السنوات أنه منذ 14 قرناً قالت سيدتنا زينب (ع) للطاغية "إن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، ولذلك عندما يقال لنا إن خمسة أو عشرة أقمار غابت أو أكثر أو أقل، فإنما نرفع رؤوسنا شامخة إلى العلا أننا لا زلنا على العهد عندما نخيّر بين السلة والذلة، نختار السلة والمواجهة حتى الشهادة، ولا يمكن أن نقبل المذلة، لأن شعارنا الحسيني على الدوام "هيهات منا الذلة"، وبالتالي على البعض في لبنان أن يخجل من اخياره لموقعه إلى جانب المجموعات الإرهابية التكفيرية، وإذا كانت كراهية هذا البعض لحزب الله لا تسمح له في أن يقف إلى جانبه في هذه المعركة، فعليه أن يخجل إذا كان لديه ذرة من الوطنية، وأن يصمت بدل أن يكون شريكاً لأعداء الوطن في احتلالهم لأرضنا اللبنانية التي نجعلها مقدسة بدماء شبابنا الطاهرة.
إننا نتوجه برأس مرفوع إلى أهالي شهدائنا في اليومين اللذين مضيا، بالتهنئة والتبريك على الأوسمة التي نالوها، بأن الله اختار من هذه الأسر الكريمة شهداء ضحوا وقاتلوا وصمدوا وواجهوا واقتحموا وانتصروا، ونتوجه بهذه القرابين التي قدمناها بالأمس ولا زلنا نقدمها، إلى الله سبحانه وتعالى وإلى صاحب الزمان (عج) وإلى أمتنا العزيزة وإلى اللبنانيين جميعاً، ونقول لهم، إننا لم نبخل يوماً بدمائنا دفاعاً عن وطننا وشعبنا، واليوم لن نبخل عن هذا الوطن والشعب بهذه الدماء الزكية، وكذلك فإننا نتوجه بالتحية إلى شبابنا الذي يقاتل اليوم على جميع الجبهات، ولا سيما في جرود عرسال، وبحمد الله تعالى، وتحت راية سيدنا وقائدنا السيد حسن نصر الله، نحن واثقون بعون الله تعالى أن النصر سيكتب لنا كما كتب لنا من قبل، فقد تعودنا مع السيد نصر الله أن نصر الله سيكون معنا دائماً بإذن الله تعالى.
إن نواب كتلة الوفاء للمقاومة كان همّهم خلال مناقشات الجلسة التشريعية أن يمنعوا فرض ضرائب على الطبقات الفقيرة والمحرومة والمتوسطة، وسعوا بكل قوة ولأول مرة في تاريخ لبنان، أن تفرض الغرامات على الأملاك البحرية، وطالبنا بزيادة هذه الغرامات، ولكن ما تحقق بالتصويت كانت غرامات تفرض للمرة الأولى على من اعتدى على أملاك الدولة، ووقفنا أيضاً في وجه زيادة الضريبة بالقيمة المضافة، ولكن توازنات المجلس النيابي نجحت في إضافة 1% فقط بالرغم من تأكيدنا على موقفنا أننا لا نقبل بهذه الزيادة، ولكننا في المقابل أسقطنا أيضاً الكثير من الضرائب منها السفر عبر البر، والطابع المالي على البناء في الأرياف التي كان سيحمّل الذين يرغبون بالبناء في القرى ما يزيد على 1600000 على 200 متر بناء، فضلاً عن ثمن رخصة البناء، وأعطينا حقوقاً للذين لهم حقوق، ومنعنا من أن تصل الضرائب إلى المحرومين والفقراء والمستضعفين.
إن الحكومة اليوم معنية في منع أي أثر سلبي لما أقر من ضرائب أو من زيادات على الرواتب، وأن تمنع أي أثر سلبي على الحياة الاقتصادية الاجتماعية، فهناك موارد للسلسلة من غير زيادة الأسعار، تتحمل الحكومة مسؤولية جبايتها على أن تقوم بمسؤولياتها في منع التضخم أو زيادة الأسعار، وسنكون في موقعنا النيابي وداخل الحكومة من يراقب أداء السلطة التنفيذية، ليمنع أي جنف يصيب المواطن بأي ضرر كان.
إن فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الجنرال ميشال عون، أبلغ الوزراء في الجلسة الأخير أن الأمم المتحدة والدول المانحة ستقلّص مساعداتها للبنان المقررة بإيواء النازحين السوريين، والتي لم تفِ أساساً بتعهداتها للبنان لمواجهة أزمة النازحين السوريين إلا بنسبة 8.6%، وعليه فإننا نسأل الحكومة، هل سنبقى نقول إن عودة النازحين إلى سوريا هي بيد الأمم المتحدة التي لا تقوم بمسؤولياتها تجاههم، وتقول إنها ستقلص مسؤولياتها، وبالتالي فإننا نقترح على الحكومة اللبنانية وعلى اللبنانيين رداً على المواقف الدولية التي لم تفِ بتعهداتها، وعلى المواقف التي تقول لتقليص المساعدات، أن تبادر سريعاً إلى بدء عملية إعادة النازحين السوريين إلى سوريا التي تحررت أجزاء كبيرة منها، أو أن تفتح البوابات اللبنانية البحرية لكي يهاجر النازحون السوريون إلى أوروبا، كما فعلت تركيا من قبل عندما امتنعت الجهات الدولة عن القيام بمسؤولياتها لمعالجة أزمة النازحين السوريين.
وفي الختام وزّعت الشهادات التقديرية على المكرمين.