شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض على أن المنطق والحكمة والعقل والواقعية يفرضون أن يلتمّ اللبنانيون على بعضهم البعض، لنحمي هذا الوطن ونحوّله إلى واحة من الأمن والاستقرار، وقد نجحنا بذلك على المستوى الأمني، وأما على المستوى السياسي، فإن عقدة القانون الانتخابي تحول دون أن يتحوّل الملف السياسي إلى ملف إنفراجي، لاسيما وأن ما نعرفه وما أعلنه الجميع دون استثناء أنهم مؤيدين للنسبية الكاملة، وبالتالي فإنه إذا كان هناك بعض الفروقات، فهي لا تستحق أن يبقى البلد مراوحاً في مناخ سياسي سلبي يقطع الطريق على التحوّل إلى مناخ من الانفراج والتهدئة وتقوية المؤسسات وتعزيزها، وقد ينزلق في أي لحظة إلى فراغ أو شغور أو إلى مزيد من الانقسامات بين اللبنانيين، داعياً الجميع إلى أن يتفقوا على قانون انتخابي في الأيام والأسابيع المتبقية، ونحن من جهتنا لا نرى غير النسبية الكاملة كخيار يوفّر أكبر مساحة مشتركة بين القوى السياسية كافة، ونصرّ على ذلك انطلاقاً من أننا نريد مؤسسات قادرة على أن تقوم بدورها، وتعالج الأزمات الاقتصادية والمعيشية، وتصون الأمن، وتتصدى لأي وضع طارئ قد تدخل فيه المنطقة.
وخلال احتفال جماهيري أقامه حزب الله لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في بلدة كفركلا الجنوبية، رأى النائب فياض أن المناخ الإقليمي يتجه إلى التعقيد والتصعيد بعد الاجتماع الذي جرى في الرياض، فكل المسار منذ عقود إلى الآن لم يتراجع إلى الوراء، بل هو مسار تصعيدي، وحتى عندما كنا نطلق خطاباً معتدلاً ومرناً، كان يلاقينا الآخرون بالتصعيد، ولذلك فإننا في هذه المرحلة لا نملك إلا أن نصمد ونثبت على أهدافنا ومنطلقاتنا ومساعينا لحماية الوجود والأرض والوطن، معتبراً أن تأخير الحلول السياسية وكل هذه التحالفات والاستعراضات السياسية والعسكرية، لا تقرب ملفات المنطقة من الحلول، إنما تطيل أمد الأزمات، وتعقد شروط الحلول السياسية، وبالتالي فإنها لن تفضي إلا إلى مزيد من الموت والدمار على مستوى المنطقة، ولكن هؤلاء هم أضعف من أن يضعفوا أو يهزموا محور المقاومة وحلفائها.