رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض أن إيصال الأزمة إلى ذروتها وإلى ما قبل اليوم الأخير من انتهاء ولاية المجلس النيابي حتى يجلس القوم مع بعضهم البعض، ويستيقظ الحس الوطني والمسؤولية الوطنية، ونجد ساعتئذٍ الحل السياسي الذي ننتظره منذ سنوات، هي لعبة بائسة ولا داعي لها على الإطلاق، مشدداً على أن التصويت على القانون الانتخابي هو خيار إشكالي، لأنه يعمّق الشرخ الوطني القائم، ولا يحل مشكلة، وإذا كان البعض يظن أنه قادر على أن يفرض على بعض المكونات قانوناً انتخابياً لا توافق عليه مكونات طائفية أساسية، فهذا ربما قد يهدد العملية الانتخابية برمتها في مرحلة لاحقة.
وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الطيبة الجنوبية، شدد النائب فياض على أن الفراغ هو خيار قاتل وخيار العبثية السياسية، لأنه يولّد واقعاً سياسياً متداعياً وغير قابل للسيطرة، ولا ندري إلى أين سيأخذ البلد، وبالتالي لا مصلحة في ذلك لأحد، والمتضررون منه هم الجميع دون استثناء، مضيفاً أنه ليس هناك من منطق يفرض أن تمارس القوى السياسية مع بعضها البعض لعبة "الضرب تحت الحزام"، لأن الحل في نهاية المطاف يكمن بالتوافق والتفاهم والتسوية التي تعني أن يكون هناك نوع من التنازلات المتبادلة.
وأكد النائب فياض أننا لن نمل من دعوتنا المتكررة لاعتماد صيغة النسبية في القانون الانتخابي، ليست لأنها تزيد من حصتنا الانتخابية، بل لأنها الصيغة الأكثر انسجاماً مع التركيبة اللبنانية، والأكثر توفيراً لعدالة وصحة وفعالية التمثيل، وسهلة التطبيق وليست معقدة، وهذا أحد المعايير التي تحكم أي قانون.
ورأى النائب فياض أن الحل للمشكلة القائمة يكمن في أن يذهب الجميع في هذه المهلة الآخذة في النفاذ، وفي هذا الوقت الضيق الذي بات يضغط الجميع، لإيجاد حل توافقي يأخذنا إلى بيئة سياسية إيجابية، تنساب فيها المعطيات السياسية بتلقائية، دون صراعات ومناكفات ومشاكل، وهذا من شأنه أن يعزز الاستقرار السياسي، ويعيد ترميم بنية المؤسسات وضخها بمزيد من القدرة والفاعلية كي تكون جاهزة لمواجهة كل الملفات.