شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على ضرورة أن يعمل كل السياسيين في البلد للحفاظ على هذا الوطن، مستفيدين من المناخات السياسية التي حصلت في الأشهر الأخيرة، وهذه مسؤولية الجميع، وليست مسؤولية طرف بعينه، وعليه فإنه حينما نتحدث عن التئام الوضع اللبناني الداخلي، يجب أن نتحدث دائماً بلغة الحوار والتفاهم والتلاقي ولو في الحد الأدنى، وحتى لو كان هناك خلاف سياسي في مسائل كثيرة وكبيرة، فلنتعلم كيف نلتقي على مسائل مشتركة من أجل بلدنا، وليس من أجل حزب أو جهة أو طائفة أو زعيم بحد ذاته أو بعينه، وهذا إنما هو نمو ونضوج في المعرفة يحتاجه لبنان في هذه المرحلة التي نعيشها على مستوى المناخ السياسي.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد حسام موسى بركات في حسينية بلدة زبقين الجنوبية، بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، وعدد من رجال الدين، وفعاليات وشخصيات، وحشد من الأهالي.
ورأى السيد صفي الدين أن ما حصل قبل أيام بموضوع سلسلة الرتب والرواتب والموازنة، أحبط الناس الطيبين الذين كان لديهم توقعات بعكس ما جرى، وجعلهم في حالة من الخيبة الشديدة من نتائج هذه النقاشات التي حصلت سواء في الحكومة أو في المجلس النيابي، ونحن لا نريد أن نوجه انتقاداً لجهة بعينها كي لا نذهب إلى مكان آخر، ولكن المتسالم عليه إجمالاً أنه هناك حالة غير صحية أبداً، وينبغي أن تعالج، لأنه من الخطيئة أن نبدد كل آمال وتوقعات هؤلاء الناس التي انتظروها طويلاً من أجل الانتقال إلى مرحلة التفاهم والأمن الاجتماعي والاقتصادي وتحقيق مصالحهم، وبالتالي فإنهم ما زالوا يتحملون الخيبات من هذه الطبقة السياسية العوجاء الذي يعترف من بداخلها بالفساد والهدر والصفقات، ويتهمون بعضهم بعضا عندما يتحدثون عن النظام السياسي والآليات والقرارات السياسية.
ورأى السيد صفي الدين أن هناك حلول كثيرة تؤدي إلى إقرار الموازنة والسلسلة من خلال اتباع طرق مختلفة، والتي يتحدث عنها الجميع عبر وسائل الإعلام بأنه يمكننا أن نؤمن موارد السلسلة بدون ضرائب تطال الطبقات الفقيرة والمتوسطة وبدون زيادة ال1 بالمئة، ولكنهم لا يلتزمون بما يقولون وبما يعدون به، وعليه فإذا كان هناك إصرار على هذه الطريقة البائسة والخاطئة، فهذا يعني أن الطبقة السياسية الموجودة ما زالت تمعن في النيل من كرامة ومشاعر الناس، وهذا غير مقبول ولا يصح ولا يمكن أن نقبل به على الإطلاق تحت أي عنوان أو ذريعة.
وطالب السيد صفي الدين الطبقة السياسية في لبنان أن يقدموا التحية للناس والمواطنين اللبنانيين، وأن يتفهموا ولو بالحد الأدنى لأوجاعهم وآلامهم وآمالهم وتطلعاتهم، وعليه فإننا نؤكد على بعض المسؤولين من نواب ووزراء وغيرهم، أن هناك أناس في لبنان غير قادرة على دفع الضرائب ولو بالحد الأدنى، وليست هكذا تدار أمور المواطنين الذين لديهم مشاكل متراكمة ابتداء من الموضوع الصحي والتعليمي وصولاً إلى الموضوع الاجتماعي والحياتي، مشدداً على أنه كما يجب أن نحمي بلدنا من العدوان الإسرائيلي والتكفيري، يجب أن نكون أيضاً أصحاب قرارات جريئة وشجاعة لحمايته، وبالتالي إذا استمرت الطبقة السياسية في السير على نفس المنوال بتهميش صرخات الناس، فإننا لا نعرف إن كانوا سيصبروا في المستقبل أو لا، ولذا على هؤلاء أن يعرفوا أن الأمر قد بلغ حداً كبيراً.
وتساءل السيد صفي الدين أين الوعود التي قطعتها الطبقة السياسية بشأن إقرار قانون جديد للانتخابات، وهل سنعود إلى قانون انتخابي أعرج وأبكم وأخرس، وهل أن العقول اللبنانية أصبحت عقيمة ولم تعد قادرة على إنتاج قانون انتخابي يرضي الحد الأدنى من تطلعات اللبنانيين، وهل من المعقول أن يذهب اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع وهم على علم مسبق بالنتيجة، وعليه فإذا تجاوز القانون الانتخابي الذي يُفتش عنه الوعود وحدود الدنيا لتلبية مطالب الناس في تمثيلهم بالحد الأدنى، فسيصاب كل من وعد بخيبة، وستنعكس حالة من التردي على كل شيء.
وشدد السيد صفي الدين على ضرورة النظر إلى الاستحقاقات التي أمامنا بجدية وليس باستخفاف، سواء في موضوع الموازنة أو في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، أو في موضوعي الضرائب والقانون الانتخابي، وعلى المسؤولين أن يعرفوا أن الناس تراقب وستحاسب، ولذا فإننا ما نطمح إليه هو أن نتعاون جميعاً لبناء بلدنا الذي يجب أن يبقى قوياً ومحصناً أمام عاتيات الاستهداف الأمني وعواصف الجهل، ونحن نعتقد أن في لبنان متعلمين ومبدعين ومبتكرين كثر، وأن الشباب اللبناني لا يعوزهم لا المعرفة ولا الخبرة ولا التجربة، ولكن للأسف إذا لم نصل لنتائج طيبة، فنحن أمام طبقة سياسية جاهلة، وعليه فلا يصح أن نقبل أن يتحكم هذا الجهل بهذا البلد المليء بالإبداعات والمبدعين، وهذا أقل حق نطالب به.