رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة أن المشروع التكفيري الإرهابي الذي كان يراد له أن يسيطر على كل المنطقة، وليس على سوريا وحدها، والذي سُخرت له إمكانات مالية وعسكرية وسياسية وإعلامية غير مسبوقة هو اليوم، بفضل تضحيات شعوب هذه المنطقة، في حالة ضعف وتقهقر وتراجع وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة في الموصل، ويصاب بانتكاسات كبيرة في شمال سوريا ويندحر في تدمر.
واعتبر: أن الانجازات الميدانية التي يحققها الجيش العراقي في الموصل، والجيش السوري وحلفاؤه في شمال سوريا تضع هذا المشروع على مسار الفشل والهزيمة، بينما هي في المقابل تعزز من قوة وثبات محور المقاومة وتقدمه في أكثر من موقع وفي أكثر من جبهة، لافتاً إلى أن هذا بالتحديد ما يقلق إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما السعوديين والأتراك وغيرهم، ويجعلهم يشنون الحملات على ايران والمقاومة ويهددون بفرض عقوبات جديدة على حزب الله.
وأشار إلى أن وجود حزب الله في سوريا الى جانب الجيش السوري وبقية الحلفاء ساهم في تحقيق مكاسب وانجازات مهمة ومؤثرة، وأعاق المشروع الامريكي الاسرائيلي السعودي في المنطقة، وأفشل كل محاولات أدواتهم التكفيرية للسيطرة على سوريا والتمدد إلى بقية دول المنطقة، ومنع هؤلاء من استباحة لبنان وزاد في قوة ومنعة هذا البلد، ولذلك هم يهددون بفرض عقوبات من أجل الضغط على حزب الله لكي لا يكون له حضور في سوريا ولكي يخرج من سوريا.
وقال: حزب الله منذ العام 1982 وحتى اليوم كان في دائرة الاستهداف والتهديدات الامريكية والاسرائيلية حيث شُنت عليه حملات سياسية واعلامية كبيرة لتشويه صورته، وفُرض عليه عقوبات، وجرت محاولات لاستدراجه الى الفتن الطائفية والمذهبية، ومحاولات أخرى لإفراغه من شعبيته وللإيقاع بينه وبين أهله، ولكن كل هذه التهديدات والحملات البائسة باءت بالفشل، ولم تثنِ المقاومة عن مواقفها ومتابعة مسؤولياتها، واستمرت في مسار تصاعدي على كل المستويات، وحققت لأهلها وشعبها وبلدها إنجازات وانتصارات مدوية على العدو الصهيوني وفي مواجهة الإرهاب التكفيري، وهي اليوم أكثر تجذراً شعبياً وسياسياً وعسكرياً واكثر قوة وجهوزية من العام 2006، حيث أن العدو الإسرائيلي بات اليوم يخشى ويرتعب من تعاظم قدرات حزب الله وإمكاناته وما يمثله من قوة ردع حقيقية.
وأكد أن التأييد والالتفاف السياسي والشعبي الذي تحظى به المقاومة اليوم في لبنان والمنطقة يشكل، إلى جانب القدرات العسكرية والجهادية التي تملكها المقاومة، عناصر قوة مهمة للبنان حيث يجب أن نحافظ عليها ونعززها في مواجهة التهديدات والعقوبات والأخطار الجديدة التي يحاول العدو تخويفنا بها.