رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن لبنان اليوم يشهد انحساراً في مؤشرات التفاؤل، وارتفاعاً في مؤشرات التشاؤم بسبب اعتماد بعض القوى السياسية منطق التسويف وازدواجية المواقف والمماطلة، وهذا ما أوصل البلد إلى مرحلة انتهاء المهل الدستورية، حيث بات لبنان اليوم أمام خطر التمديد والفراغ والستين الذين يمثلون الوصفة المثالية لأزمة سياسية جديدة تعيد التوتر والانقسام السياسي في البلد، معتبراً أن الحل الوحيد الذي ينقذ البلد هو الاتفاق على قانون انتخابي جديد يعتمد النسبية، لأنها وحدها التي تعني صحة وعدالة التمثيل.
وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة تبنين الجنوبية، رأى الشيخ قاووق أن اللبنانيين قلقون من السياسات التي تريد تكريس منطق الاستئثار وترفض الشراكة الحقيقية، لأن الذين يرفضون قانوناً انتخابياً يرتكز على النسبية، إنما يعبّرون بالواقع عن موقفهم الرافض للشراكة الفعلية والحقيقية، ويضعون لبنان أمام مخاطر صعبة.
ولفت الشيخ قاووق إلى أن المقاومة منذ العام 1982 حتى اليوم وهي في دائرة الاستهداف والتهديدات الأميريكة، فضلاً عن التلويح بالعقوبات عليها بشكل دائم، ولكن كل هذه التهديدات والعقوبات باءت بالفشل، لأن المقاومة استمرت في مسارها التصاعدي، وأنجزت النصر تلو النصر، وعليه فإن ترامب لا يستطيع أن يأتي بما هو أكثر مما أتى به أسلافه من بوش أو كلينتون.
وأكد الشيخ قاووق أن المقاومة اليوم في حصن حصين، وأكثر تجذراً شعبياً وسياسياً وعسكرياً، وأكثر قوة بأضعاف مضاعفة مما كانت عليه في العام 2006، بحيث بات العدو الإسرائيلي الذي يتحدث عن كسر للتوازن يرتعب من تعاظم قدراتها العسكرية، وكذلك فإنها تحظى اليوم بتأييد سياسي واسع يتصدره المواقف الوطنية الشجاعة لرئيس البلاد، وبأعلى نسبة تأييد شعبي في لبنان والمنطقة لا سيما بعد كل محاولات الإيقاع بينها وبين شعبها.