لا بدّ من كلمة شكر في البداية لدولة مالي ولرئيس الجمعية الوطنية السيد اسحق سيدي بي ولحكومة مالي على الاستضافة الكريمة لهذه الدورة.
ايها السادة،
في هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة والمحيط الاقليمي وما يحصل في العراق واليمن وسوريا وليبيا ونيجيريا وتركيا وغيرها من الاقطار العربية والاسلامية التي تشهد حروباً واعمالاً ارهابية من حركات متطرفة تثير القلق العميق،وفي ظلّ أزمات دولية واضطرابات إقليمية أدّت إلى زيادة الحرمان وتوسّع الفقر لدى شرائح كبيرة من المجتمعات الاسلامية، اضافة الى تأثير الصراعات على المدنيين بشكل عامّ وعلى النساء والأطفال والمسنّين التي تنتهك حقوقهم يومياً في الحروب والصراعات الدائرة بشكل خاص،
نقف لنتأمل الواقع المرير الذي ما زالت أمتّنا الإسلامية تتخبّط فيه نتيجة الحروب والصراعات والانقسام، ونتيجة ما سمّي بالفوضى الخلّاقة التي إنبثقت عن الربيع العربي المزعوم والذي بات يدمّر الحضارة العربية والإسلامية ويزرع الإرهاب والقتل والتشريد في مجتمعاتنا ونمو الارهاب التكفيري الظلامي الذي يشوه الاسلام المحمدي الاصيل .
أيها السادة،
• لقد قدّم لبنان كما بعض الدول العربية، ما يفوق طاقته في مجال مدّ يد العون إلى أشقّائه، من سوريين وفلسطينيين ولا يمكن أن يُحمَّل وحده، هذا العبء تحت وطأة استضافة اكثر من نصف عدد سكانه، وهذا ما يجعلنا غير قادرين على استنهاض اقتصادنا كما نرجو، لا سيما أنّ أكثر من ربع شباب لبنان بات عاطلاً عن العمل وواقفاً على ابواب السفارات.
نناشد دولكم أن تتحمّل مسؤولياتها كاملة، وأن تتحرّك من دون إبطاء، حفاظاً على مصالحكم ومصالح شعوبكم، لأنّ تداعيات موجات النزوح الكثيف غير المسبوقة في تاريخنا المعاصر، تهدّد وجود جميع الأوطان واستقرارها.
إن السياسات الدولية هي التي أوصلت الوضع في منطقة الشرق الأوسط إلى ما هو عليه، واطفاء الحرائق صار حاجة عملية ومصلحة في آن، لأن النيران بدأت تحرق أصابع من صنعها.
• إننا نوجه عنايتكم إلى أن إسرائيل لاتزال تحتل أجزاء عزيزة من ارضنا وتجري مناورات وتنشر منظومات الأسلحة وتهدد بلدنا ونحن ننحاز إلى خيار المقاومة وتظافر الجهود بين الجيش والشعب والمقاومة لحماية بلدنا من الاخطار الاسرائيلية وكذلك من الإرهاب التكفيري الجاسم على حدودنا الشرقية والذي ضرب عندنا عدة مرات في بيروت والبقاع واوقع الكثير من الضحايا بعمليات انتحارية من قبل داعش واخواتها
إن إسرائيل اليوم تستغلّ انشغال العالم بأزمات المنطقة وفشل جهود السلام، من أجل التمادي في سلب حقوق الفلسطينيين والاستمرار في التعدّي على سيادة جيرانها، وفرض أمر واقع لا يمكن العودة عنه في المستقبل.
إن "نكبة الشعب الفلسطيني" لم تتم فقط عام 1948 بل هي ما زالت مستمرة منذ ما يقارب السبعين عاماً، وبعد سنوات من التطهير العرقي في فلسطين، ما زالت الانتهاكات مستمرة مثل هدم البيوت، حرق البساتين، بناء المستعمرات وبناء الجدار الفاصل، إقامة الحواجز التي تقطع الطرق وتهين الأشخاص، واعدام الابرياء امام صمت المجتمع العربي والدولي. فأين شرعة حقوق الانسان واين هو حق العودة للشعب الفلسطيني الى ارضه؟
أيها السادة،
لذلك وانطلاقاً من هنا، نطالب مؤتمركم :
2 - ضرورة توحيد الجهود وتحمل المسؤوليات التاريخية وممارسة الضغوط على كل الاطراف لإيجاد حلول سلمية في مناطق النزاع ووقف الحروب وأعمال العنف.
3 - نطالب بالادانة الدائمة للممارسات الاسرائيلية وتعدياتها المستمرة على الاراضي اللبنانية والفلسطينية وانتهاكاتها لحقوق الانسان وجرائم الحرب التي تستهدف الشعب الفلسطيني على أرضه.