كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد يوسف منير خازم في حسينية بلدة وادي جيلو الجنوبية
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن منشأ الإرهاب الدولي والعالمي هو النظام السعودي الذي يرعى ويموّل فكراً تكفيرياً إرهابياً لينشر الجرائم في العالم، لافتاً إلى أنه لدى السلطات الأميركية أدلة على تورط العائلة المالكة في تمويل اعتداءات 11 أيلول، إلا أن بعض الأمراء يهددون بتوجيه ضربة للاقتصاد الأميركي في حال كشف هذه الأدلة الواردة في تقرير التحقيقات الرسمية، معتبرا أن حملة النظام السعودي علينا هي لوقوفنا ضد عدوانهم على اليمن، وهذا هو دأبهم في القضاء على كل نهوض في الأمة تاريخياً، منذ عبد الناصر إلى اليوم، مشيراً إلى أن حصول هذا النظام على الجزيرتين يعني بحسب المعلومات أن هناك اتفاق "كامب دايفد" سعودي إسرائيلي، في خطوة لنقل العلاقات من السر إلى العلن، منتقداً الزيارات الاستعراضية إلى مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، الذي لا يحتاج إلا لأن تتحمل هذه الدول مسؤولياتها في مواجهة الأعباء اليومية لهذا النزوح، مشددا على أننا لن نكون إلا مع سوريا شعباً وقيادة ودولة ورئيساً في تمسكهم باستعادة الجولان كاملاً، ولن نخذلهم في معركة التحرير كما لم يخذلوننا في معركة التحرير.
كلام النائب الموسوي جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد يوسف منير خازم في حسينية بلدة وادي جيلو الجنوبية، بحضور عدد من رجال الدين وفعاليات وشخصيات وحشد من الأهالي.
وأكد الموسوي أننا نفتخر بأننا نقف في الصفوف الأولى للدفاع عن شعبنا وأهلنا في وجه المجموعات الإرهابية التكفيرية التي ترجع في نهاية المطاف في منشأ فكرها وتمويلها إلى النظام السعودي الجائر، كما نفتخر أننا نقي الشعب اللبناني من ويلات شهدتها شعوب العراق وسوريا واليمن من قتل للرجال وذبح للأطفال وسبي للنساء، حتى أُصبنا بالأمس ببعض هذا السبي على يد مجموعات تكفيرية ساقت إلى لبنان فتيات سوريات، وأرغمتهن على العمل فيما نُنكره جميعاً، وكذلك كنّا في طليعة المتصدين لهذه الأعمال المُخزية التي يقوم بها التكفيريون على كل صعيد.
ورأى الموسوي أنه يجب أن يكون واضحاً أن منشأ الإرهاب الدولي والعالمي هو النظام السعودي الذي يرعى فكراً تكفيرياً إرهابياً بحد ذاته، وهو لا يمكن له أن يكون جزءاً من الثقافة الإنسانية، بل يجب أن يكون واضحاً للجميع أن الإرهاب الدولي والعالمي إنما يتم بتمويله وهو ينشر الجرائم في العالم، ولا نقول ذلك لأننا في عداوة مع هذا النظام الجائر، بل لأن أقرب المقربين إلى هذا النظام ورعاته خاصة الولايات المتحدة الأميركية ما عادوا يستطيعون أن يغطوا جرائمه، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية وعلى مدى سنوات طويلة، ومنذ اعتداءات 11 أيلول عام 2001، تخفي 28 صفحة من تقرير التحقيق الذي أجرته السلطات الأميركية لمعرفة أبعاد الهجوم الذي حصل في ذلك التاريخ، وعرف من اطلع عليها من بعض الشيوخ الأميركيين أن فيها أدلة على تورط العائلة المالكة في تمويل اعتداءات 11 أيلول، فيما تزداد الضغوط اليوم على الإدارة الأميركية لتكشف هذه الصفحات ال 28، الأمر الذي لا يجد أمامه وزير خارجية آل سعود والأمير الفاعل بن سلمان سوى أن يهددا الاقتصاد الأميركي ببيع أصول سعودية في الولايات المتحدة الأميركية إذا نُشرت تلك الصفحات، لأن ذلك سيؤدي إلى تمكين المواطنين الأميركيين من ملاحقة آل سعود قضائياً، وتدفيعهم ثمن جريمتهم التي ذهب ضحيتها في عام 2001 أكثر من 3000 مواطن أميركي في ضربة واحدة.
واعتبر النائب الموسوي أن الحملة التي يشنها علينا النظام السعودي اليوم في المحافل والمؤتمرات التي يموّلونها ما هي إلاّ لأننا تجرّأنا ووقفنا في وجههم، وقلنا لهم إنكم مجرمون، سيما في اعتدائكم السافر على اليمن الشقيق، بالمقابل فإننا نجد أن الإدارة الأميركية ظلّت لمصالح لها ولخشية ما، لا توجّه أصابع الاتهام إلى السعودية في الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين الأميركيين، ومن هنا تظهر مدى قوة وموقف حزب الله وسماحة الأمين العام في مواجهة هذا النظام السعودي الجائر، في وقت اضطرت فيه قوى عظمى بسبب مصالحها إلى الصمت عن الجرائم السعودية، خصوصاً تلك التي ترتكب في اليمن والعراق وسوريا، لافتاً إلى أنه وفي عام 2006 كان علينا أن نواجه مثل هذه الحملة العدوانية التي أرادت أن تسقط لبنان من خلال التشجيع على استمرار الحرب عليه، وهي التي توقفت لأسباب إسرائيلية في وقت كانت أنظمة عربية وفي طليعتها النظام السعودي تحث الكيان الصهيوني على استمرارها، واستخدام ورقة النازحين الجنوبيين من أجل تجريد المقاومة من سلاحها، مضيفاً أن هذا غيض من فيض كبير في هذا المجال، حيث لطالما كان دأب السعودية هو القضاء على أي نهوض عربي من قبل أن يكون وينشأ حزب الله، وهنا نسأل: ألم ينذروا أموالهم وعلاقاتهم وسياساتهم لتدمير حركة الزعيم العربي جمال عبد الناصر، ففعلوا كل ما يمكن أن يفعلوه من أجل القضاء على هذه النهضة العربية التي كان آباؤنا وأجدادنا ولا زالوا حتى الآن ينظرون بعين الافتخار إلى زعيم عربي رفع راية مقاومة الاحتلال في وجه الهيمنة الأميركية والكيان الصهيوني.
وأكد النائب الموسوي أن ما نراه اليوم من حملة على سوريا إنما تستهدف تدمير القدرات العربية التي تحاول استعادة الحقوق المسلوبة، وهنا نريد أن نلفت نظر وعناية المعنيين جميعاً لنسأل: ألم يسترعي انتباهكم أن رئيس حكومة العدو ودون أي سبب معلن وظاهر وواضح، يذهب إلى الجولان ليخاطب الرئيس السوري بشار الأسد من هناك ويقول له عليك أن تنسى الجولان، بحسب ما يتسرب من المصادر الإسرائيلية والدولية، بالمقابل فإن الرئيس الأسد يقف مصرّاً على التمسك بعودة الجولان كاملاً في أي تسوية سياسية نهائية تختم الحرب في سوريا، معتبراً أنه وعلى الرغم من السنوات التي تعرضت فيها الدولة والشعب في سوريا إلى حملات تدمير منهجي لقدراتها العسكرية والبشرية، إلاّ أن رئيسها لم يتزحزح عن الموقف الذي اتخذه من قبل في عام 2000 بالتمسك بعودة الجولان كاملاً، وما قاله بنيامين نتانياهو هو رد على سعي أميركي دولي لإيجاد تسوية تضمن وضع الجولان خارج الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن من الواضح تماماً أن العدو الصهيوني يتمسك باحتلاله، في مقابل رئيس عربي يواجهه ويتمسك بحقه ولا يتنازل.
وأوضح النائب الموسوي أن هناك أمرين لا بد من التوقف عندهما، فالأول يتمثل في أننا في الوقت الذي لا ننسى فيه وقفة الشعب والدولة في سوريا إلى جانب مقاومتنا من أجل تحرير أرضنا، فإننا لن نكون إلا مع سوريا شعباً وقيادة ودولة ورئيساً في تمسكهم باستعادة الجولان كاملاً، ولن نخذلهم في معركة التحرير عندهم، كما لم يخذلوننا في معركة التحرير عندنا، أما الثاني فهو وبحسب ما يبدو جلياً في وقت يواجه فيه الرئيس السوري الصعوبات التي يواجهها ولا يتزحزح في مواجهة العدو الصهيوني، فإننا نجد بالمقابل أن النظام السعودي ولسبب غير مبرر قد أصبح على ما يبدو جزءاً من اتفاقية كامب دايفد، باعتبار أن إعطاء جزيرتين بغض النظر عن النقاش حول السيادة عليهما إلى النظام السعودي، يتبين أنه قد انبنى على أساس اتفاقيات وقّع عليها الجانب السعودي، ولذلك فإنه بإمكاننا السؤال اليوم: هل إن ما جرى هو اتفاق كامب دايفد سعودي إسرائيلي، أم هو فتح طريق لبدء الإعلان عن تنسيق أمني وعسكري وسياسي يتخذ ذريعة الملاحة حول هاتين الجزيرتين وفي ميناء إيلات، وهل يستغل النظام السعودي اليوم هذه المعطيات لكسر المحرمات بحيث ينقل علاقاته من السر إلى العلن في التنسيق مع الكيان الصهيوني، مشدداً على أنه لا ينبغي لأحد أبداً أن يقول لنا إن موضوع الجزيرتين كان ثنائياً منحصراً بين الدولة المصرية والنظام السعودي، لأن هذا القول قد بدّده وفنده الأميركيون الذين قالوا إنهم هم من أشرف على وضع الاتفاقات التي ترعى الدور السعودي في هاتين الجزيرتين، كما فنّده أيضاً المعلومات المسربة إسرائيلياً عن أن الأمير بن سلمان وجّه رسالة إلى الجانب الصهيوني يُعلن فيه التزامه بموجبات اتفاقية كامب ديفيد المعقودة بين مصر والكيان الصهيوني.
وأضاف النائب الموسوي إننا نطرح هذه الأسئلة حتى لا يُغيّب ما يجري حقيقة الصراع الذي كان ولا زال بين العدو الصهيوني وبيننا نحن المقاومين، فهنا رئيس مقاوم لا يفت من عضده ما يتعرض له من هجمات، بينما هناك المتآمرون على المقاومة الذين ينهجون السبل ويجترحون الذرائع لكسر المحرمات في العلاقة مع العدو الصهيوني، ومن هنا فإنه يجب أن تكون ردة فعل المقاومين على مدى العالم العربي والإسلامي قوية إزاء ما جرى ويجري بين النظام السعودي والكيان الصهيوني، محذراً من أن تصبح العلاقة مع الكيان الصهيوني مبررة ومشروعة بعدما جرى تزخيم صراع مفتعل بين طائفتين ومذهبين، في وقت لم يكن فيه هذا الصراع في أي لحظة من اللحظات بين طوائف ومذاهب، بل كان ولا يزال صراعاً سياسياً محوره ومركزه الصراع مع العدو الصهيوني.
وأكد النائب الموسوي أننا في لبنان ملتزمون أن نكون أمناء لدماء الشهداء الذين إليهم يُعزى سلامة واستقرار وسلم لبنان، وأننا سنواصل التزام الاستقرار فيه، بالمقابل فإن على الدول التي تزعم أنها صديقة للبنان أن لا تكتفي بالزيارات الاستعراضية سيما لمخيمات اللاجئين السوريين الذين هم إخواننا وأهلنا، ويعيشون بيننا في جنوبنا وبقاعنا وضاحيتنا، لا في مخيمات ولا في خيم وإنما في بيوتنا، معتبراً أن هذه الزيارات الاستعراضية لا يحتاجها لبنان، بل يحتاج إلى أن تتحمل الدول التي تسببت بالحرب على سوريا وبتهجير الملايين من السوريين، مسؤولياتها في مواجهة الأعباء اليومية لهذا النزوح، وليس أن يقوموا بزيارة إلى مخيم ما لكي يتصوروا فيه، بل فإنه يجب على الأقل أن يتلقى لبنان ما تلقته تركيا من مساعدات، علما أن لبنان يتحمل بالنسبة والتناسب أعباء أبهظ بكثير من الذي يتحمله الجانب التركي، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى تجاوز انقساماتهم ليتعاملوا مع أصدقائهم على النحو الذي يقوّي موقع لبنان ودوره، وأن لا يوفروا أحداً في هذا الصدد.