كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد محمد خليل في حسينية بلدة شحور الجنوبية
اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن كل قرار عربي أو إسلامي لا يقربنا من فلسطين هو قرار مشبوه لا يمثل العروبة ولا الإسلام، بل إن السياسات السعودية في المنطقة لا سيما العلاقات الرسمية وغير الرسمية والعلنية وغير العلنية مع إسرائيل شكّلت سهماً مسموماً أصاب قلب فلسطين، وأن قيام البلد الذي فيه الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة والمسجد النبوي باتصالات عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية مع إسرائيل، هو بمثابة ضربة قاضية للقضية الفلسطينية، وهذا أعظم إساءة لفلسطين، وأما ما هو أعظم وأشد خطراً على الأمة، هو التكفير الذي يبث في مختلف البلدان والعواصم، فهو يسمم كل المناخات العربية والإسلامية، ويفتت الأمة ويشعل فيها النار التي وصلت إلى كل بلد إسلامي، من أفغانستان وباكستان وصولاً إلى نيجيريا والكاميرون مروراً بالعراق واليمن وسوريا وسيناء مصر وليبيا وتونس، لافتاً إلى أن أعظم ما يؤلمنا في حزب الله، ليس الإساءة لهذا الحزب أو لقناة المنار أو للمقاومة، وإنما هو أن تصبح أعظم وأقدس أراضي المسلمين التي أرادها الله منشأ لنشر الخير والرحمة، مصدراً لنشر التكفير واستباحة الدماء والأعراض والأموال على امتداد العالم.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد محمد خليل في حسينية بلدة شحور الجنوبية بحضور عدد من القيادات الحزبية، ورجال دين وفعاليات وشخصيات، وحشد من الأهالي.
وأكد الشيخ قاووق أن النظام السعودي كان ولا يزال في موقع العداء للمقاومة في لبنان، ولكن الذي استجد هو أنه كان يواجهنا سرّاً، وبات اليوم يواجهنا بالعلن، فلم يتغير شيء سوى أنهم استنفذوا كل أوراقهم، ولم يعد هناك مؤتمر جديد لإدانة حزب الله، حيث باتت التهمة خليجية وعربية وإسلامية، ولو استطاعوا أن يجعلوها في مجلس الأمن الدولي لما كانوا ليقصّروا، ولكنهم حاولوا وفشلوا، وبلغوا بذلك ذروة الاستهداف.
وشدد الشيخ قاووق على أن كل القرارات والتحريض والضغوطات فشلت في أن تغيّر من موقف حزب الله في سوريا واليمن والبحرين والعراق، ولم تحصد السعودية ومن معها شيئاً إلاّ الخيبة والحسرة، ولكن نحن كسبنا أننا أسقطنا القناع عن وجههم الحقيقي، فما عادوا يستطيعون أن يقولوا إنهم أصدقاء لجميع اللبنانيين، ولا أنهم على مسافة واحدة منهم، ولا أنهم مملكة الخير والمكرمات لهم، لأن النظام السعودي ليس في موقع الصداقة مع أشرف الناس والمقاومة، بل هم كانوا شركاء في دمائنا منذ نيسان عام 1996 وصولاً إلى تموز عام 2006، وهذا الكلام ليس استجداء أو ضعفاً، لأننا لسنا في موقع الضعف، بل إن المقاومة بعد كل الضغوطات من النظام السعودي، تزداد قوة عسكرياً وسياسياً وإعلامياً وشعبياً، وهذا ما يغيظهم، وبالتالي فإن كل المؤتمرات التي استطاعت السعودية أن تشتري قرارتها، إضافة إلى كل الضغوطات الاقتصادية والإعلامية والسياسية التي استطاعت أن تقوم بها، لا تشكّل مثقال ذرة ضغط على قرار المقاومة التي تكمل دربها دون أن تعبأ بضجيجهم وصراخهم، وهم يعلمون كما إسرائيل تعلم أكثر منهم بأن كل المؤتمرات العربية والخليجية والإسلامية لا ترقى إلى مستوى خطاب واحد من خطابات سيد المقاومة السيد حسن نصر الله.
وتقدم الشيخ قاووق بالتهنئة لكل اللبنانيين على عظيم النجاح في المسؤولية الوطنية والإسلامية، لأن ما كان يخطط له النظام السعودي في لبنان بتحريض اللبنانيين بعضهم على بعض، كان سيودي بلبنان إلى فتنة لا تبقي ولا تذر، ولكن اللبنانيين جميعهم وبالأخص السنة والشيعة إلى جانب إخواننا المسيحيين نجحوا بوعيهم وحرصهم ووطنيّتهم في أن يقفلوا كل أبواب الفتنة، وأن ينزعوا فتيلها، فهنيئاً لهم أنهم حافظوا على استقرار بلدهم في وقت كان يراهن فيه أعداء لبنان على إشعاله بنار الفتنة كما في سوريا والعراق والصومال واليمن وليبيا وتونس، مؤكداً أن موقفنا واحد لا يتغير، ولا يمكن للسعودية التي تستطيع أن تشتري قمماً وملوكاً ورؤساء وأمراء وحتى مجلس الأمن أن تشتري موقفاً واحداً من حزب الله، لأن موقفنا هو موقف أخلاقي وإنساني ووطني، ولن نتخلَّ عن مسؤولياتنا، ولن نخذل أهلنا، ولن يأتي يوم يستطيع فيه أحد في هذا العالم أن ينال من كرامتنا أو أن يكسر إرادتنا، وسنبقى نلاحق التكفيريين القتلة الإرهابيين في سوريا، لأن في ذلك ضرورة لحماية أهلنا ووطننا.